المنهج الوصفي التطويري

المنهج الوصفي التطويري

المنهج الوصفي التطويري

إن المنهج الوصفي التطويري هو أحد أهم انواع المنهج الوصفي المتعددة، حيث تتعدد الطرق والمناهج المستخدمة في إجراء الأبحاث العلمية في مختلف المجالات العلمية.

مثل :علم الاجتماع والعلوم الإنسانية وعلم النفس والعلوم التربوية وغيرها من المجالات العلمية.

ويتميز هذا النوع بأسلوبه التفاعلي في جمع البيانات والمعلومات وخصوصاً بتحديد الوسائل والطرق التعليمية وأساليب تطوير المناهج وتحسين سلوكيات الطلاب في الغرف الصفية.

إن فوائد المنهج الوصفي التطويري (الاجرائي) تظهر بشكل كبير في المجال التعليمي، لأنه يساعد على تطوير وتحسين الطرق والأساليب المتبعة.

وقبل أن نصل الى التفصيل في المنهج الوصفي التطويري نجد من المفيد الاطلاع على أهم المناهج الوصفية، لنصل الى المنهج الوصفي التطويري الذي سنترك له الحيز الأكبر من هذا المقال.

أنواع المنهج الوصفي:

من أبرز مميزات المنهج الوصفي أنه له العديد من الأنواع والاستخدامات، والتي تحدد وفقاً للهدف الذي حدده الباحث لدراسته العلمية.

فقد يعتمد عليه لاستخدام المقارنات، أو لقياس الارتباطات بين العلاقات او في جمع المعلومات وغيرها من الأهداف، التي سنلاحظها من خلال عرضنا أبرز أنواع المنهج الوصفي:

المنهج الوصفي التحليلي:

وهو أحد أكثر أنواع هذا المنهج استخداماً، فهو المنهج الذي يستخدم في معظم الاحيان عندما يسعى الباحث العلمي الى التعرف على كم كبير من المعلومات والبيانات عن ظاهرة ومشكلة البحث وتفسيرها وتحليلها.

تعتبر الملاحظة الاداة الدراسية الأساسية المستخدمة في جمع المعلومات والبيانات للباحث عند استخدام المنهج الوصفي التحليلي.

علماً أن الملاحظة للمشكلة أو الظواهر البحثية تتم في بيئتها الاساسية الطبيعية، وبعد جمع المعلومات من خلال الملاحظة العلمية.

يستنتج الباحث التفسيرات ويجري التحليلات التي توصله الى السمات الاساسية للظاهرة البحثية وأبرز خصائصها.

وتبقى الدراسات العلمية الإنسانية والدراسات العلمية الاجتماعية من أكثر المجالات التي تستخدم المنهج الوصفي التحليلي.

المنهج الوصفي التطويري

المنهج الوصفي الارتباطي:

يتم استخدام المنهج الوصفي الارتباطي عندما يكون هدف البحث دراسة العلاقات بين مختلف المتغيرات والظواهر.

كما أنه يساعد على تحديد أنواع واتجاهات العلاقات، ويعتبر هذا المنهج من أكثر المناهج التي تناسب معرفة العلاقات السلبية والموجبة بين المتغيرات والظواهر البحثية.

وهذا ما يجعل الباحثين يعتمدون عليه بشكل كبير في الدراسات الاجتماعية والنفسية.

للمزيد عن: تعريف المنهج الوصفي الارتباطي

الدراسات المسحية:

تعتبر الدراسات المسحية على العموم أحد أهم دراسات المنهج الوصفي، علماً أنها تعتمد التعرف على ظواهر كثيرة عبر ملاحظتها بصورة محددة ومنظمة في مجتمع محدد أو بيئة معينة.

والهدف هو تركيز هذا البحث على جوانب محددة من ظاهرة أو إشكالية الدراسة العلمية، والقيام بتحليلها وتوضيح النتائج التي ترتبط بها.

والقيام بعد ذلك بإدخال التطويرات والتحسينات اللازمة التي تحتاجها ظاهرة او مشكلة البحث العلمي.

المنهج الوصفي التطويري:

يعتبر المنهج الوصفي التطويري من أهم أنواع المنهج الوصفي، والهدف من استخدام هذا المنهج الذي يطلق عليه البعض المنهج الاجرائي هو إدخال التحسينات والتطويرات المتنوعة على مختلف المتغيرات والظواهر.

وينقسم المنهج الوصفي التطويري الى نوعين رئيسين هم دراسة الاتجاه ودراسة النمو، وعبر دراسات النمو يكون التركيز في الدراسة على معرفة خصائص النمو المميزة، للقيام بتعديل هذه الخصائص وتطويرها.

أما دراسات الاتجاه فهي تلك الدراسات التي يكون تركيزها على دراسة إشكالية وظواهر البحث العلمي في فترات زمنية متنوعة ومتباعدة.

خطوات البحث الذي يعتمد المنهج الوصفي التطويري:

تحديد إشكالية وظاهرة البحث العلمي:

وهي الخطوة الاولى التي يتخذها الباحث العلمي بغض النظر عن المنهج البحثي أو التخصص العلمي الذي ينتمي اليه البحث، ويفترض أن تكون الظاهرة قابلة للدراسة وللحل.

وأن تكون مرتبطة بالمجال العلمي الذي يتخصص به الباحث، حيث يحرص الباحث على تكون المشكلة قابلة للتعديل والتغيير ومن الممكن السيطرة عليها.

تنظيم خطة البحث العلمي:

ومن خلالها يحدد الباحث كل ما يحتاجه من معلومات وبيانات مرتبطة بمشكلة أو ظاهرة البحث العلمي.

ويضع الاستراتيجية أو المنهج المنظم الذي يساعد على معالجة الظاهرة او المشكلة وإيجاد الحلول المنطقية المثبتة بالقرائن والبراهين.

اختيار العينة الدراسية:

يقوم الباحث العلمي باختيار العينة الدراسية المناسبة لموضوع بحثه العلمي، على ان يتم اختيارها من مجتمع الدراسة بشكل علمي حيادي بعيداً عن الأهواء والآراء الشخصية.

كما يتم اختيار الأدوات الدراسية المتلائمة مع المعلومات والبيانات التي يحاول الباحث العلمي الحصول عليها.

جمع المعلومات والبيانات البحثية:

يقوم الباحث العلمي بجمع بيانات ومعلومات بحثه من عدة مصادر تكون متناسبة مع موضوع الدراسة العلمية.

تحليل المعلومات والبيانات البحثية:

يقوم الباحث العلمي بتحليل المعلومات والبيانات التي حصل عليها مستخدماً إحدى الادوات الإحصائية العلمية، ثمّ يفسر البيانات والمعلومات وتلخيصها ثمّ استخلاص النتائج منها.

ومن الممكن أن يتم تحليل المعلومات وتنظيمها عبر استخدام الباحث للجداول والرسوم البيانية والملفات والأرقام.

استخلاص النتائج وفحصها:

بعد أن يقوم الباحث العلمي الذي استخدم المنهج الوصفي التطويري بتحليل البيانات والمعلومات وتنظيمها، يجري النظر الى نتائج البحث العلمي وهل هي مثبتة بالقرائن والبراهين.

ومدى إقناعها وقابليتها للتصديق، ويتم النظر في الاستنتاجات التي أدى إليها التحليل وهل هي متطابقة مع توقعات الباحث التي حددها عند وضعه فرضيات وأسئلة البحث.

وهل هناك أسئلة أو فرضيات جديدة قد ظهرت نتيجة لهذه  الاستنتاج، ليتم مشاركة نتائج الدراسة ومعلوماتها مع المهتمين.

أبرز أنواع المنهج الوصفي التطويري:

الدراسة التي تعتمد على مشاركين محددين:

ولكي نقرب هذا النوع من أنواع المنهج الوصفي التطويري الى أذهاننا يمكننا أن نطرح المثال التالي، بأن يقوم أحد المدرسين بدراسة فردية عن ظاهرة أو مشكلة خاصة بأحد الصفوف.

سواء كانت هذه الإشكالية مرتبطة بإيصال المعلومات للطلاب، او الوسائل التعليمية المستخدمة او المشاكل الإدارية، ويمكن للمدرس الاستعانة في هذه الدراسة بالطلاب ومدير المدرسة والإداريين وأهل الطلاب وغيرهم…

ولكن عيب هذا المنهج أن مشاركة نتائج الدراسة وتعميمها غير ممكنة، وتبقى محصورة بأعضاء اللجنة التدريسية أو غيرها من الأماكن المرتبطة بهذه المدرسة مثلاً.

الأبحاث التطويرية التعاونية:

ومن خلال اتباع هذه الأبحاث التطويرية التعاونية يمكننا طرح المثال التالي،

قد يجري الباحث العلمي دراسة على مشكلة أو ظاهرة موجودة في صف واحد أو على

عدد من الصفوف التي لديها ذات الظاهرة أو المشكلة،

وقد يتم الاستعانة للحصول على المعلومات بالمدارس الأخرى التي لديها نفس الظاهرة أو المشكلة.

الأبحاث التطويرية على مستوى المدرسة:

يمكن طرح مثال على هذا التوع من المنهج الوصفي التطويري، من خلال دراسة

عن ظاهرة عدم مشاركة أهالي الطلاب في النشاطات الخاصة بهم في المدارس،

فيتم البحث عن الطريقة التي قد تزيد مشاركتهم الهادفة، أو من خلال إيجاد الطرق التنظيمية

في هيكلية المدرسة لزيادة هذا النشاط، فيجري جمع المعلومات والبيانات اللازمة وتوضع خطط العمل التي تحتاجها هذه الدراسة.

وبذلك نكون قد تعرفنا على أبرز أنواع المنهج الوصفي، ومنها المنهج الوصفي التحليلي

والمنهج الوصفي الارتباطي والدراسات المسحية، ثمّ عرضنا بشكل تفصيلي على

المنهج الوصفي التطويري وأبرز إجراءاته، بالإضافة الى ذكر

أهم أنواع المنهج الوصفي التطويري، سائلين الله تعالى التوفيق الدائم في تقديم المعلومات التي تحتاجون اليها.

Share this post


تواصل معنا الآن