المنهج الوصفي في البحث العلمي

المنهج الوصفي في البحث العلمي

المنهج الوصفي في البحث العلمي

المنهج الوصفي في البحث العلمي

إن المنهج الوصفي في البحث العلمي هو أحد أهم المناهج العلمية وأكثرها انتشاراً، وهو يعتبر أكثر المناهج في البحث العلمي قرباً للفطرة الانسانية، وبالرغم من بعض السلبيات التي يتخذها عليه بعض العلماء وخصوصاً أولئك الذين يعتمدون على المنهج التجريبي، إلا أن المنهج الوصفي يبقى المنهج الاكثر استخداماً في الدراسات العلمية، سواء منفرداً أو الى جانب مناهج علمية اخرى، وهذا ما جعل الكثير من المختصين يطلقون عليه اسم “سيد المناهج”.

المنهج الوصفي في البحث العلمي
المنهج الوصفي في البحث العلمي

تعريف المنهج الوصفي في البحث العلمي:

هو الأسلوب او الطريقة التي يتبعها الباحث العلمي في دراسة مشكلة أو ظاهرة علمية معينة، معتمداً على الوصف بأسلوب علمي، والهدف هو الوصول بالدراسة الى تفسيرات ودلالات منطقية مثبتة بالبراهين والأدلة، وهذا الأمر سيكون له أثر هام في تعزيز قدرات الباحث العلمي على تحديد مشكلة أو ظاهرة البحث ووضعها في إطارها المناسب.

 إن المنهج الوصفي في البحث العلمي هو المنهج الذي يقوم من خلاله الباحث بوصف الظاهرة أو المشكلة الدراسية كما هي في الحقيقة وعلى أرض الواقع بدون إدخال أي متغيرات، فيدرس الباحث الماهية دون التطرق للكيفية، وهذا ما يساعد على وصول الدراسة العلمية لنتائج صحيحة ودقيقة مثبتة بالأدلة والبراهين.

كيف نشأ المنهج الوصفي:

إن تتبع المتخصصين لتاريخ المنهج الوصفي يظهر لهم أن هذا المنهج هو احد أقدم المناهج المتبعة، وأنه لازم الانسان منذ القدم، فكانت تصاغ الكلمات والأبيات الشعرية التي تصف البيئة الطبيعية والانسانية، وجميع المشاعر والأفكار الإنسانية، وهذا ما اتضح في الكثير من الآثار التي وصلت الينا، ومع مرور الزمن استمر هذا التطور فكان ظاهراً لدى علماء المسلمين الذين اتبعوا هذا المنهج ومن ابرزهم الزهراوي والطبري والاصمعي وابن اسحاق العبادي وغيرهم الكثير.

وقد ازدادت الحاجة لهذا المنهج مع عدم قدرة الباحثين العلميين على الاعتماد على مناهج البحث العلمي الاخرى كالمنهج التاريخي والمنهج التجريبي او الاستنباطي او غيرها من المناهج العلمية في إطار سعيهم لتفسير الظواهر الإنسانية، التي تحتاج الى اعتبارات وسبل خاصة، دون أن يعني ذلك عدم حاجة باقي التخصصات العلمية للمنهج الوصفي.

ومع وصولنا الى القرن الثامن عشر، استخدم عدد من العلماء في القارة الاوروبية ومن أبرزهم “فريديك لوبلاي” هذا المنهج كنظرية ذات أسس وقواعد، واستخدموها خصوصاً في دراستهم للظواهر الاجتماعية.

أنواع المنهج الوصفي في البحث العلمي:

من أبرز مميزات المنهج الوصفي تعدد أنواعه واستخداماته، التي يتم تحديدها حسب الهدف الذي يريد الباحث تحقيقه في دراسته العلمية، أما أهم أنواع المنهج الوصفي في البحث العلمي فهي:

المنهج الوصفي التحليلي:

وهو أحد أبرز أنواع المنهج الوصفي، ويقوم الباحث باستخدام هذا المنهج للتعرف على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن ظاهرة أو مشكلة البحث والقيام بتفسيرها ثمّ تحليلها.

تعد الملاحظة هي الأداة الدراسية الأساسية المستخدمة لجمع المعلومات والبيانات وفق المنهج الوصفي التحليلي، وتجري الملاحظة على ارض الواقع في البيئة الطبيعية للظاهرة أو لعينة الدراسة، وبعد جمع المعلومات والبيانات العلمية المختلفة، يستنتج الباحث التفسيرات ويقوم بتحليلها ليستخلص الخصائص والنتائج المرتبطة بالظاهرة البحثية. 

وتعتبر الدراسات الاجتماعية العلمية والدراسات في العلوم الإنسانية من التخصصات التي تستخدم في معظم الأحيان المنهج الوصفي التحليلي.

المنهج الوصفي في البحث العلمي
المنهج الوصفي في البحث العلمي

المنهج الوصفي الارتباطي:

يستخدم المنهج الوصفي الارتباطي لدراسة العلاقات بين مختلف الظواهر والمتغيرات، والتعرف على اتجاهات وأنواع هذه العلاقات.

يعتبر هذا المنهج من اهم المناهج البحثية التي يتم الاعتماد عليها في معظم الأوقات للوصول الى أهداف البحث العلمي، حيث يعتبر من المناهج المناسبة للتعرف على العلاقات السلبية والإيجابية بين الظواهر المختلفة، وبالتالي فهو ضروري بالكثير من الأبحاث الاجتماعية والنفسية.

المنهج الوصفي التطويري:

هناك اهداف متنوعة لاستخدام المنهج الوصفي في البحث العلمي ويعتبر المنهج الوصفي التطويري

من أهمها، حيث يهتم هذا المنهج بالتعرف على خصائص وأنواع الظواهر العلمية،

والهدف هو إدخال العديد من التطويرات المتنوعة عليها.

وينقسم هذا النوع من انواع المنهج الوصفي الى نوعين رئيسيين هما دراسات الاتجاه ودراسات النمو،

حيث يتركز البحث في دراسات النمو على معرفة خصائص النمو المميزة، ليتم بعد ذلك تطوير وتعديل

هذه الخصائص، وفي دراسات الاتجاه يركز البحث على دراسة الظواهر أو إشكالية الدراسة في أوقات زمنية متباعدة.

الدراسات المسحية:

إن الدراسات المسحية تتبع الى المنهج الوصفي في البحث العلمي، وهي الدراسة

التي تقوم على التعرف على الظواهر البحثية الكثيرة عبر ملاحظتها بصورة محددة ومنتظمة

في بيئة معينة وفي المجتمع الذي تتبع اليه، وذلك كي تتركز الدراسة البحثية على جهة محددة

من ظاهرة أو إشكالية البحث العلمي، ثمّ تحليلها وتفسيرها وإظهار النتائج المرتبطة بها،

ليتم بعد ذلك إدخال التطويرات والاصلاحات اللازمة على ظاهرة او مشكلة البحث العلمي.

منهج دراسة العلاقات المتبادلة:

ومن خلال هذا المنهج المتعلق بدراسة الارتباط بين الظواهر يتم التدقيق

في تفاصيل الظواهر والقيام بتحليلها وذلك كي تحدد العلاقات الخارجية او الداخلية التي ترتبط بها.

منهج دراسات التطور والنمو:

ويقسم هذا المنهج الذي يدرس العلاقات المتبادلة بين الظواهر الى طريقتين الأولى

تسمى الطريقة الطولية ويجري فيها وضع ملاحظات دقيقة منظمة مع قياس للمتغيرات، 

والثانية طريقة عرضية يجري من خلالها عملية الملاحظة ثمّ القياس والهدف هو تحليل البيانات والوصول الى نتائج نهائية.

أهم ميزات وعيوب المنهج الوصفي في البحث العلمي:

ميزات المنهج الوصفي:

  • يساهم في تفصيل وتوضيح الظواهر والمشكلات البحثية المرتبطة بالحياة الانسانية بكفاءة عالية، كما أنه من أهم المناهج التي تستخدم في العلوم الطبيعية وخصوصاً الفيزياء والرياضيات والكيمياء والعلوم البيولوجية وغيرها..
  • إن بعض أنواع المنهج الوصفي تساهم في تفسير العلاقات بين متغيرات الأبحاث العلمية، ومنها على سبيل المثال المنهج السببي المقارن.
  • تساعد بعض أنواع هذا المنهج على التعرف ما هو مدى عمق الترابط بين مختلف المتغيرات الأساسية في البحث العلمي، ومنها على سبيل المثال المنهج الوصفي الارتباطي.
  • للمنهج الوصفي مساهمة فاعلة في وصول الباحث العلمي لمعارف واسعة مرتبطة بظاهرة أو مشكلة البحث، فيقوم بجمع كم كبير جداً من المعلومات والبيانات المرتبطة بمشكلة أو ظاهرة الدراسة البحثية.
  • إن المنهج الوصفي في البحث العلمي يساعد الباحث على التنبؤ بعدد من الوقائع المستقبلية المرتبطة بظاهرة أو مشكلة الدراسة.

عيوب المنهج الوصفي:

  • لا يمكن تعميم الدراسات الوصفية في الكثير من الحالات، لأن الباحث في معظم الأحيان يتتبع ويصف ظاهرة مرتبطة بمكان وزمان محددين.
  • يرى بعض المتخصصين أن استخدام هذا المنهج في تتبع إشكالية محددة لا يمكن تسميته بحث علمي، وإنما هو دراسة وصفية، مما يخفف من قيمة هذه الدراسة العلمية.
  • من الصعب في الابحاث العلمية الوصفية المرتبطة بالظواهر الإنسانية وضع الفرضيات، وذلك لأن هذه الظواهر تكون عادة مركبة ومعقدة، كما أن إثبات صحة الفرضيات البحثية تتسم بالصعوبة وقد يتم إعاقتها بالعديد من العقبات.
  • في المنهج الوصفي يمكن ان يظهر تحيز الباحث العلمي وتكون لآرائه
  • الشخصية أثر على الدراسة، وهذا يكون اقل بكثير في المناهج الاخرى وخصوصاً المنهج التجريبي مثلاً.
  • إن جمع معلومات وبيانات خاطئة سيؤدي الى الوصول الى نتائج غير دقيقة بكل تأكيد.

وبذلك نكون قد اطلعنا على تعريف المنهج الوصفي ونشأته وأبرز أنواعه،

كما اننا ذكرنا أبرز مميزات وعيوب استخدام المنهج الوصفي في البحث العلمي،

آملين أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المهمة التي تحتاجون اليها.

Share this post


تواصل معنا الآن