دليل كتابة خطة بحث

دليل كتابة خطة بحث

دليل كتابة خطة بحث

إن مسيرة الأبحاث العلمية تسير بخطى متسارعة وموازية للتطورات العلمية التي يشهدها العالم.

ففي كل يوم يخرج لدينا بحث جديد يتناول ظاهرة معينة أو إشكالية معينة وبحاجة إلى إيجاد حلول له.

بمعنى آخر تعددت الأبحاث وكان ولا يزال الهدف منها تحقيق تقدم ملموس لجهة فك غموض هذه الظواهر.

والوقوف على كل ما يشوبها وصولاَ إلى نتائج مرضية تقدم خدمة جليلة للعالم والمجتمع.

وإن لكل بحث علمي خطة عمل يجب الالتزام والتقيد بشروطها.

وسنقدم في هذا المثقال مجموعة من الأدلة والخطوات التي تمكن الباحث من إنجاز بحث سليم.

تعريف خطة البحث :

إن خطة البحث هي الدعامة الأساسية التي يبنى عليها البحث أو موضوع الدراسة أو الرسالة.

وهي الوصف التفصيلي لإبعاد المشكلة المراد حلها.

إن عنصر التخطيط من أهم عوامل نجاح خطة البحث.

وهو الجسر الذي سيعبر الباحث من خلاله إلى شط تحقيق الهدف المرجو والمراد الوصول إليه.

وإن الالتزام والتخطيط لوضع خطة محكمة ستوفر على الباحث الكثير من الوقت والجهد من جهة.

وستسهل عليه الدراسة من جهة أخرى، وأيضاً سوف تمكنه من التعامل بسهولة مع المعطيات بشكل عام.

إن أي عمل بحثي فاقد لخطة وشروط معينة هو عمل فاشل وناقص وتشوبه عيوب عدة.

 

أكثر الأخطاء تكرارا في إعداد وكتابة الخطة البحثية

 

خطوات إعداد خطة بحث:

-وضع عنوان للبحث:

وهو العنصر الأول والمفتاح للدخول إلى محتوى وفحوى الرسالة المراد تقديمها.

ويجب ان يكون العنوان مبسطاً وبعيداً عن التعقيدات والألفاظ الغير مفهومة، وأن يكون موجزاً وسهل القراءة والفهم للقارئ العادي.

-كتابة مقدمة البحث:

يجب ان تصاغ المقدمة بشكل منطقي ومرتب وعلى الباحث أن يوضح من خلالها طبيعة مشكلة الموضوع او الظاهرة.

وكيف أن تلك المشكلة تشجع الباحث على دراستها وتناولها من جميع الجوانب.

بالإضافة إلى إمكانية إيراد جملة من الدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع نفسه.

وما هي الإضافات الجديدة التي سيعمل على إضافتها إلى موضوعه البحثي.

وفي نهاية المقدمة عليه أن يوضح الأهمية الكبرى والضرورة الملحة لإجراء مثل هذه الدراسة وفائدتها على المجتمع.

-أهمية إعداد خطة بحثية .

-وضع تصور أولي للصعوبات والعوائق التي قد تصادف الباحث والتأهب لاستدراكها والتغلب عليها إن وجدت.

-تحقيق التنظيم الدقيق لمسار سير الرسالة وفق تسلسل منطقي.

-التعرف على الحدود الزمانية لمراحل الدراسة.

-وسيلة للتعرف على ما يتضمنه البحث العلمي، وهذا أمر هام وخاصة في ظل وجود أبحاث ورسائل علمية قد تصل إلى مئات الصفحات.

-التعرف على منهج البحث العلمي الذي سيتبعه والذي سيلائم موضوع الدراسة.

-التعرف على العالم المادي (النفقات) الذي تحتاجه مسيرة البحث العلمي للباحث.

تحديد مشكلة البحث وصياغته:

وذلك يعني شرح للسبب والدافع الحقيقي الذي جعل الباحث يختار هذه الظاهرة أو الموضوع.

وتجدر الإشارة إلى وجوب إيضاح الأسلوب والتعابير المستخدمة أثناء الكتابة.

وألا تخلو من عنصر التشويق وذلك من خلال ذكر بعض النتائج التي سيتم التوصل إليها في نهاية المطاف.

ويجب أن نذكر أنه غالباً ما تتم صياغة المشكلة بطرق وأسئلة استفهامية حول ماهية موضوع البحث.

وتعتبر مشكلة البحث هامة أيضاً لجهة طرح الباحث للمشكلة أولاً وثانياً البحث عن حلول لها.

بمعنى أن يقوم بتحديد المشكلة ثم يقوم بوضع فرضيات للبحث وبعد الفرضيات يتم وضع خطوات توصله إلى النتيجة المرجوة والتي يأخذ البحث على عاتقه حلها.

حدود البحث المكانية والزمانية:

ونقصد به ، تحديد الزمن الذي تقوم عليه الدراسة.

تحديد المكان الذي سيجرى فيه موضوع الدراسة سواء دولة او مدينة.

وهذا البند أكثر ما يلزم به الباحث في الدراسات التحليلية للمجالات العلمية والهندسية أو الأدبية.

أما في مجال الاختبارات والأبحاث فهنا سيكون الأمر اختيار وعائد للباحث وغير إلزامي.

منهج البحث :

ونقصد به هنا الأسلوب الذي سيتبع الباحث وسيعمل عليه في جمع بياناته ومعلوماته عن الموضوع أو الظاهرة.

وقد يجمع أكثر من منهجين في آنٍ واحد وفي دراسة واحدة.

وغن الهدف الأكبر من استخدام المناهج يتجلى في إثبات او نفي الفرضيات التي تعبر عن موضوع البحث، ومن هذه المناهج:

-المنهج التجريبي :

وهو دراسة عينة محددة، وهذا المنهج يستخدم في الأبحاث التي تتعلق بالعلوم المنظمة.

والقابلة للتحليل الدقيق مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات.

-المنهج الوصفي:

يقصد به وصف الظاهرة على شكل سؤاله، ويتم هنا تحديد أدوات معينة لجمع المعلومات التي يتطلبها البحث من العينات.

والهدف من ذلك إيجاد جواب للسؤال.

بعد جمع المعلومات يتم استخدام أساليب إحصائية تساعد في التوصل لدلالات رقمية .

وبالتالي الوصول إلى نتائج مرضية، ومن مزايا هذا المنهج أنه يمكن تعميم نتيجة عينة محددة على باقي مجتمع الدراسي.

-المنهج التاريخي:

وهو منهج تتبعي حيث يمكن للباحث عن طريقه دراسة موضوع أو ظاهرة والتعرف على سماته وأبعاده في الماضي.

ومن ثم التنبؤ بما يمكن ان يحدث مستقبلاً.

وإن هذا المنهج مهم من ناحية التعرف على كيفية مواجهة المشاكل مثل الطلاق والمخدرات والتضخم.

أدوات البحث :

ويعني ذلك طريقة جمع البيانات والمعلومات مثل الاستبيان مغلق أو مفتوح؛ وهو عبارة عن أسئلة تقدم للعينات.

استطلاع الآراء حول ظاهرة أو مشكلة معينة.

الملاحظة:

ويعني مراقبة مجموعة من المبحوثين وتدوين أفعالهم.

الاختبارات:

عبارة عن أسئلة موجهة تقيس السلوكيات الإنسانية مثل درجة الذكاء مثلاً.

كتابة مراجع البحث :

ويعني تدوين كل ما استعان به الباحث من مؤلفات واستبانات ومخطوطات ومراجع ومواقع سهلت للباحث الحصول على قدر كافٍ من المعلومات الهامة. حيث تحتم الأمانة الأخلاقية والعلمية ذكر كل تفصيل من هذه المراجع مع أسماء الكتّاب لضمان موثوقية العمل.

استخراج نتائج البحث:

من أهم المراحل على الاطلاق وهي بمثابة عصارة مجهود كبير قام به الباحث وتوصل من خلاله إلى نتائج واستنتاجات هامة.

وتظهر مدى قدرة الباحث على استنباط وتحليل واستنتاج قرائن.

وبالتالي الوصول إلى وضع الحلول المثلى والناجعة للمشكلة البحثية.

واخيراً، إن إعداد الخطة البحثية من المسلمات فهي الناظم الرئيسي والكفيل الحقيقي لإنجاز خطة بحث متكاملة مستوفية لكل أدواتها.

والتي ستشكل مرجعاً لمن بعده من كل طالب أو باحث.

و مما تقدم نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي كان عنوانه ، دليل كتابة خطة بحث .

حيث تناولنا العديد من العناوين الرئيسية القيمة ، التي تحمل في طياتها العديد من الأفكار و المعلومات الهامة .

نتمنى لكم الاستفادة ، و الله ولي التوفيق .

Share this post


تواصل معنا الآن