13 خطوة لكتابة خطة بحث متكاملة ناجحة

13 خطوة لكتابة خطة بحث متكاملة ناجحة

كتابة خطة بحث

الخُطَّة المُحكمة تعني نتيجةً مُثمرةً ومُتميَّزةً، وهي قاعدةٌ سار الناجحون والمتميزون على دربها، فما من عمل أثبت نجاحه وكان له بصمة فريدة إلا بعد التخطيط والإعداد الجيِّد له، وكذلك الأمر بالنسبة لإجراء الأبحاث العلمية؛ فإن كتابة خطة بحث  خطوة أساسية قبل البدء في إجراءات البحث نفسه، وهذا الأمر من الأهمية بمكان كما سنذكره في سطور هذا المقال.

كتابة خطة بحث
كتابة خطة بحث

كلمة بحث علمي تعني:

عرضًا متعمقًا يعمل على دراسة ظاهرة أو قضية مُعيَّنة، ويهدف إلى كشف مشكلة ما والعمل على حلِّها بأساليب علمية ووسائل بحثية مُتَّبعة، ويقوم بهذا الإجراء باحث يتَّصف بسعة الاطلاع، والصبر، والدقة، والذكاء، وغير ذلك مما يؤهله للقيام بعملية الدراسة والبحث.

وتتنوَّع الأبحاث من حيث الغرض أو الغاية التي تنشدها، أو من حيث الأساليب المُتَّبعة في إجرائها:

فالأبحاث التي تتم وفقًا للغرض أو الغاية تنقسم إلى:

  • بحوث نظرية تُسهم في تنمية المعرفة.
  • بحوث تطبيقية تؤدِّي إلى التطبيق المباشر للمعارف الموجودة على أرض الواقع والعمل على إيجاد الحلول للمشاكل الميدانية.

أما الأبحاث المبنية على أسس الأساليب المُتَّبعة في إجرائها فتنقسم إلى:

  • بحوث وصفية.
  • بحوث تجريبية.
  • بحوث تاريخية.
  • بحوث تحليلية.

هناك عناصر عدَّة تضمن لك نجاح إجراء البحث أيًّا كان نوعه، وتتمثَّل في:

  • سعة اطلاع الباحث في مجال بحثه.
  • الفهم الجيِّد للآراء والنظريات الخاصة بمجال البحث والتأكُّد من حقيقتها وصحَّتها.
  • أن يكون البحث إضافة حقيقية للمجال كأن يقوم بترتيب مادة ما، أو معرفة حقائق جديدة.
  • أن يصوغ بحثه بأسلوب قوي مؤثر وواضح.
كتابة خطة بحث
كتابة خطة بحث

ما خُطَّة البحث؟

خُطَّة البحث هي وثيقة مدروسة ومكتوبة بشكل جيِّد ومُقنعة، حيث توضِّح أفكارك البحثية الفريدة، وبمعنى آخر فإن خُطَّة البحث تُعدُّ الخطوط العريضة التي يسترشد بها الباحث عند إجراء بحثه، وكثير من الباحثين المبتدئين لا يُدركون أهمية كتابة مقترح البحث، ولا يُدركون أنهم بهذا المقترح يُقنعون الآخرين بأن أبحاثهم جديرة بالاهتمام، وأن لديهم الخُطَّة الكاملة والكفاءة والقدرة على إنجاز البحث، كذلك فإن كتابة مقترح البحث لا بُدَّ أن تتضمن جميع العناصر المشاركة فيه بحيث تُجيب عن الأسئلة التالية:

  • عمَّاذا تُريد أن تكتب؟
  • ولماذا ستكتبه؟
  • وكيف تكتبه؟

وجدير بالذكر أن كثيرًا من المشاريع البحثية قد يتم رفضها بسبب عدم جودة كتابة المقترح الخاص بها.

وفي هذا الصدد ينصح المتخصصون كاتب البحث بأن يختار موضوعًا ما يناسبه ويكون شغوفًا بالبحث والتعمُّق في قضاياه، وعند اختيار موضوع ما فإن على الباحث أن يتأكد من قدرته على إتمام هذا الموضوع فيسأل نفسه:

  • هل لديَّ شغفٌ بهذا الموضوع؟
  • وهل يستحق هذا الموضوع أن يُبذل فيه هذا الجُهد؟
  • وهل يُمكن كتابة رسالة كاملة في هذا الموضوع؟
  • وهل لديَّ القدرة على إتمام إجراء هذا البحث في هذا الموضوع؟

وإذا كانت الإجابة عن الأسئلة السابقة بالنفي فعلى الباحث أن يختار موضوعًا آخر يستطيع أن يُدلي فيه بدلوه، وأن يبذل فيه قصارى جهده مع توفر إمكانيات السير في إجراءاته.

وتتضمَّن  كتابة خطة بحث علمي النقاط التالية:

  • عنوان البحث.
  • مُقدِّمة البحث.
  • مشكلة البحث.
  • فرضيات البحث.
  • أهمية البحث.
  • هدف البحث.
  • الدراسات السابقة.
  • عيِّنة البحث.
  • مُصطلحات البحث.
  • حدود البحث.
  • منهجية وأدوات البحث.
  • النتائج والتوصيات.
  • المصادر والمراجع.

وبشيءٍ من التفصيل سنتحدَّث عن كل عنصر من العناصر السابقة، وكيف للباحث أن يُدرجها في مقترحه البحثي بحيث تُعطي صورة دقيقة وواضحة وانطباعًا جيدًا لدى الآخرين أو لدى من يضعون تقييمًا للبحث قبل الدخول في إجرائه.

1-صُغ عنوانًا إبداعيًّا:

أي مؤلَّف يقع بين يديك يكون عنوانه هو أول ما يلفت نظرك، فإما يجعلك تستمر في تصفُّحه أو تغضُّ النظر عنه، لذا فاختيار العنوان ذو أهمية كبيرة يجب على الباحث أن يُوليه عناية خاصة، وأن يختاره وفقًا للأسس التالية:

  • اجعل العنوان مناسبًا لمُحتوى البحث.
  • صُغ عنوان بحثك بحيث يكون شاملًا دالًا على موضوع البحث، بحيث يعكس نسبة 70% من مشكلة الدراسة.
  • اجعل العنوان واضحًا دقيقًا ومحددًا لا يتَّسم بالطول المُمل أو القصر المُخل.
  • صُغ العنوان بأسلوبٍ خالٍ من الأخطاء اللغوية والإملائية والصرفية.
  • لا تجعل عنوان بحثك يحتمل التأويل أو يتصف بالغموض واللبس.
  • لا ينبغي أن يكون عنوان بحثك أكثر من 15 كلمة.

ولتوضيحٍ أكثر فإن عنوان البحث يُصاغ وفقًا لأساليب معينة فقد تكون على هيئة وصفية أو سؤال عن العلاقة بين متغيرين، أو السؤال عن الآثار أو الفروق بحيث يمكن التعامل مع العنوان من الناحية الإحصائية.

2-اكتب مقدمة البحث:

ينبغي عند كتابة المقدمة أن توضح المشكلة بصفة عامة، ثم التركيز على المشكلة موضوع البحث والسبب الذي حدا بك إلى كتابته، وتشمل المقدمة العناصر التالية:

  • كتابة مشكلة البحث.
  • كتابة سؤال البحث من خلال سياق مُبتكر يُظهر ضرورة السؤال وأهميته.
  • ذكر السبب المنطقي لبحثك وأهميته.
  • ذكر القضايا التي سوف يُعالجها البحث.
  • تعيين حدود البحث المُقترحة.
  • الصعوبات التي قد تعترضك أثناء إجراء البحث.

3-حدِّد مشكلة بحثك:

مشكلة البحث هي تلك الظاهرة الغامضة التي لم نجد لها تفسيرًا بعد، أو هي سؤال يحتاج إلى إجابة.

ويتم تحديد المشكلة الرئيسية للبحث من خلال:

  • سؤال.
  • أو جملة خبرية.
  • أو بيان.
  • عرض للقضية.

كما لا ينبغي إغفال ذكر المشاكل الفرعية التي قد يؤدي حلها إلى حل مشكلة البحث الرئيسية.

وينبغي أن تتضمَّن المشكلة العناصر التالية:

  • المتغيرات موضوع المشكلة.
  • العلاقة بين هذه المتغيرات.
  • المجتمع الذي يرغب الباحث في دراسته.

ويمكن للباحث أن يُحدِّد مشكلة بحثه من خلال المصادر التالية:

  • خبرة الباحث ذاته في مُحيط بيئته.
  • الاستنتاجات التي يشتقُّها الباحث من نظرية ما.
  • الاطلاع الكافي على الدراسات السابقة.

4-حدِّد فرضية البحث:

ونعني بها تلك الفروض التي يتم تخمينها أو استنتاجها في بداية البحث بصورة مؤقتة، والتي سوف تستند إليها في إثبات صحة بحثك وإتمام إجرائه وتتم صياغة الفروض على النحو التالي:

  • أن تكون مصوغة بوضوح ودقة.
  • أن تكون الفروض قابلة للاختبار.
  • أن تكون الفروض ذات مجال محدد.
  • أن تكون الفروض قادرة على حل مشكلة البحث.
  • أن تكون بعيدة عن التحيُّز الشخصي للباحث.
  • أن تكون موجزة واضحة سهلة الألفاظ.
كتابة خطة بحث
كتابة خطة بحث

وهناك نوعان لفرضيات البحث هما:

الفرض الذي يحدد علاقة إيجابية بين متغيرين.

الفرض الذي يعني العلاقة السلبية بين متغير مستقل ومتغير تابع.

5-حدِّد أهمية بحثك والهدف منه:

ونعني بأهمية البحث الفائدة العلمية التي سيُحققها البحث عند تحقيق أهدافه التي تم تحديدها مُسبقًا، أما المقصود بأهداف البحث فهي التي يريد الباحث تحقيقها، وقد تكون عبارة عن تفسير ظاهرة ما أو التنبؤ بما سيكون عليه الحال مستقبلًا أو الوصول إلى نتائج علمية دقيقة أو إيجاد معلومات جديدة أو تطوير معلومات ومعارف قديمة.

6-اذكر الدراسات السابقة:

من عناصر مخطط الرسالة ذكر الدراسات السابقة في نفس المجال، وذلك بهدف توفير الوقت والجهد على الباحث حتى يبدأ من حيث انتهى الآخرون، ولتجنُّب الأخطاء التي وقع فيها من سبقه، كما أن الدراسات السابقة تزوِّد الباحث بنتائج ومقترحات تفيده في إجراء بحثه، كما يمكنه من خلال الاطلاع على الدراسات السابقة تحديد عدد من المصادر والمراجع التي ستفيده في بحثه.

ويُفضَّل أن يبدأ الباحث بالدراسات الحديثة؛ حيث إنها تتضمَّن النتائج التي توصَّلت إليها الدراسات الأقدم، ويمكن الاستعانة أيضًا بملخصات الدراسات، ويفضل أن يستعرض الباحث أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة.

7-حدِّد عيِّنة البحث:

وهي جزئية مهمة في كتابة البروبوزال وحتى تحصل على عيِّنة مناسبة للبحث عليك باتِّباع ما يلي:

  • تحديد الوحدة المستخدمة على سبيل المثال: هل عيِّنة بحثك من فئة الأفراد أم الشركات.
  • تحديد حجم العيِّنة.
  • تحديد طريقة اختيار العيِّنة.

8-وضِّح مفاهيم ومصطلحات بحثك:

لا يخلو بحث من بعض المصطلحات والمفاهيم التي يذكرها الباحث ويتعامل معها في جميع أجزاء بحثه ومن الضروري أثناء كتابة خطة بحث توضيح جميع المفاهيم والمصطلحات التي يتضمنها بحثك بعبارات محددة وتوضيحها للقارئ حتى يكون القارئ والباحث على اتِّفاق موحَّد لهذه المصطلحات.

9-ضع حدودًا لبحثك:

ونعني بذلك وضع حدود موضوعية وزمانية ومكانية لمشكلة البحث.

10-حدِّد منهجية وأدوات البحث:

بقي عليك أن تُحدِّد المنهج والخطوات التي ستتبعها في بحثك من حيث:

  • تحديد المنهج وسبب اختيارك له.
  • توضيح أدوات البحث وسبب اختيارها وإجراءات إعدادها ومدى صحَّتها.
  • وضِّح الأساليب الإحصائية التي ستعتمد عليها في بحثك.

11-اكتب نتائجك وتوصياتك:

اكتب جميع النتائج التي توصَّلت إليها خلال إجرائك البحث، والتي أجبت من خلالها عن الأسئلة التي تم طرحها في المقدمة، حيث إن نتائج البحث ستؤكد صحة الفروض التي فرضتها من قبل أو تنفيها، وتكون كتابة الاستنتاجات والتوصيات على النحو التالي:

  • أن تكون على شكل نقاط وليست بأسلوب سردي.
  • أن يكون تسلسل الاستنتاجات والتوصيات بنفس تسلسل البحث.
  • أن تكون الاستنتاجات والتوصيات معبرة عن مشكلة فعلية تم تناولها ومن ثم تم وضع حل لها.
  • أن تكون التوصيات إجرائية أي تكون قابلة للتطبيق.

12-ضع قائمة بالمصادر والمراجع:

بحيث تذكر فيها جميع المصادر والمراجع التي تم ذكرها في خُطَّة البحث، ويتم ترتيبها وفقًا للآتي:

  • الكتب.
  • الدوريات.
  • المواقع الإلكترونية.

أمَّا عن طريقة التوثيق فتتنوَّع من بحث إلى آخر، وفي هذا الصدد نذكر مثالًا على إحدى طرق التوثيق، وهي كالتالي:

الاسم الأخير للمؤلف – الاسم الأول – تاريخ طباعة الكتاب – عنوان الكتاب – بلد النشر – الناشر.

بعد الشرح التفصيلي لكتابة خطة البحث يتم ترتيب مُحتويات البحث حسب حجمه، ويُرتَّب على أقسام وأبواب وفصول ليكون نموذج مخطط الرسالة وفقًا للترتيب التالي:

  • القسم يندرج تحته أبواب.
  • والأبواب يندرج تحتها الفصول.
  • والفصول يندرج تحتها مباحث.
  • والمباحث يندرج تحتها مطالب.
  • المطالب يندرج تحتها مسائل.

وهذا يتم وفقًا لنوعية البحث وما يتضمَّنه من مُحتوى، كما يُفضَّل أن يكتب الباحث بعد الانتهاء من كتابة البروبوزال الجملة التالية:

“إن الخُطَّة قابلة للتعديل وفقًا لما يقتضيه البحث”.

من المهم جدًّا إذا كانت الأبحاث أكاديمية، وتتبع جامعة ما أن يتوجه الدارس إلى موقع جامعته التي يلتحق بها ليستفسر عن متطلبات الجامعة الخاصة بخُطَّة البحث فهذه المتطلبات تختلف من جامعة إلى أخرى من حيث تصميم خطة البحث وعدد الكلمات المطلوبة وغير ذلك.

Share this post


تواصل معنا الآن