الشروط الشكلية للبحث العلمي

الشروط الشكلية للبحث العلمي

الشروط الشكلية للبحث العلمي

مقدمة

تعد المنهجية أساس كل بحث علمي، خاصة وأن هذا الأخير يمتاز بأنه علم منظّم ومضبوط.

فالنتائج المتحصّل عليها بموجبه ليست وليدة مصادفات بل هي نتائج مدروسة ومقصودة، وهذا ما يضفي على البحث العلمي عامل الثقة في نتائجه.

ولكي يكون البحث العلمي علم منظم ومضبوط، لابد من اتباع مراحل معينة لإنجازه.

وهذه المراحل هي من تطبيقات المنهجية بمفهومها الواسع، والتي تعني كل الطرق والأدوات والأساليب اللازمة لإعداد البحث العلمي.

وهذه المراحل تشترك فيها كل أنواع البحوث مهما اختلفت مواضيعها.

لذلك ومن خلال هذه المقالة سنقدم بعض الشروط الشكلية للبحث العلمي التي يجب على كل باحث اتباعها بهدف الوصول إلى النتائج المرغوب فيها.

الشروط الشكليّة للبحث العلمي

المقدمة:

أهم عناصر المقدمة :

أصبح محتوى المقدمة في البحوث المعاصرة واسعاً يشمل عناصر هامة منها:

  1. بيان أو توضيح موضوع البحث
  2. بيان الحالة العلمية للبحث
  3. بيان أسباب اختيار البحث
  4. الغرض والهدف من البحث
  5. تحديد مشكلة البحث
  6. بيان الحل الفعلي من قبل الباحث
  7. وبيان حدود المشكلة والمنهج أو الطريقة المتبعة في حل المشكلة

ويُراعى في صياغة المقدمة ما يلي:

  • يجب ألاّ تظهر أقسام المقدمة في شكل عناوين منفصلة.
  • يجب ألاّ تكون المقدمة طويلة، فإذا طالت أو احتوت ما يدخل في جوهر البحث فالأفضل اعتبارها أحد فصول البحث.
معايير ضمان جودة البحث العلمي
معايير ضمان جودة البحث العلمي

تقسيمات البحث:

تبدأ موضوعات البحث عادة ببداية المقدمة، ويتم توزيع المادة العلمية في متن البحث بتقسيمها وتبويبها وتفصيلها بحسب الحاجة.

فإذا كانت هناك مجموعة كبيرة من الأفكار تكاد تكون مستقلة عن بعضها يُقسم البحث إلى أقسام.

وإذا كان يمكن تكوين مجموعات من الفصول مترابطة الأفكار فإن كل مجموعة منها يُنصح أن تكون باباً.

شروط تقسيمات البحث:

وفي جميع الأحوال يجب أن تكون الأقسام والأبواب والفصول متسلسلة من أول تقرير البحث إلى آخره، ويُشترط في تقسيمات البحث:

  1. أن تكون موحدة، وهذا يعني أن الباحث إذا اختار تقسيم بحثه إلى أبواب فعليه أن يلتزم بذلك في كل مراحل البحث.
  2. تناسب التقسيمات من حيث عدد صفحاتها، والقاعدة في ذلك ألا يتجاوز أي قسم (باب، فصل، مبحث، مطلب) ضعف قسم آخر مماثل.
  3. تناسب التقسيمات المتماثلة من حيث الأجزاء، فلا يُستحسن أن يحتوي الفصل الأول مثلاً على ستة مباحث والفصل الثاني على مبحثين.
  4. مناسبة التقسيمات لطول البحث.
  5. تكون رسائل الماجستير عادة مكونة من فصول إلا إذا طالت وتعددت جزئياتها فتُجعل أقساماً.

عنوان البحث:

ينبغي أن يكون العنوان جديداً مبتكراً حاملاً الطابع العلمي الهادئ الرصين، ويجب الابتعاد عن العناوين العامة.

ومن أجل هذا يتخيّر الباحث الألفاظ المعبرة ويُفضل في اختيارها أن تكون ذات طابع شمولي.

وتقتضي الدراسة العلمية المنهجية الوصول إلى عنوان واضح ودقيق يوحي للقارئ بفحوى موضوع البحث ومدى استفادته منه.

شروط عنوان البحث :

ولا يجوز أن يكون عنوان البحث دعائياً أو صحفياً هدفه تشويق القارئ وإثارة فضوله دون أن يعطيه فكرة عن المحتوى، ويُشترط في عنوان البحث عدة شروط:

  1. يجب ألاّ يكون عنوان البحث جملة كاملة “مبتدأ وخبر”
  2. يجب ألاّ يكون عنواناً استنتاجياً.
  3. لا يصح استعمال السجع ولا الاستعارة ولا الجناس ولا المقابلة إذا كانت مفتعلة.
  4. يجب ألاّ يشتمل العنوان على ما يدل على تقييم معيّن لقيمة الرسالة.

أسلوب الكتابة:

استخدام الباحث لأسلوب كتابي ملائم يبرز فيه حقائق بحثه بصورة علمية ودقيقة دون تشويه أو تحيز أو انحراف يخرج بحثه سليماً غير منقوص.

مع ضرورة مراعاة جانب التعبير بما ينطوي عليه من دقة وضبط للجمل وتناسق في العبارات وجمال وبساطة في التعبير.

بعيداً عن الغموض والتعقيدات اللفظية التي تسبب جفاف الأسلوب، وكذلك سلامة اللغة، واستعمال الكلمات المعاصرة الواضحة.

الاقتباس:

عند الاقتباس يجب على الباحث مراعاة الدقة في النقل، ووضع ما يقتبس بين علامتي تنصيصز

والإشارة في الهامش إلى المرجع الذي اقتبس منه، ولكن يجب ألا تختفي شخصية الباحث بين كثرة الاقتباسات، وألاّ يكون البحث سلسلة اقتباسات متوالية.

  1. إذا لم يتجاوز الاقتباس ستة أسطر فإنه يُوضع كجزء من البحث ولكن بين علامتي تنصيص “”، فإذا تجاوز ستة أسطر إلى صفحة فإنه حينئذ لا يحتاج إلى علامات التنصيص، ولكنه يُوضع وضعاً مميزاً بأن يُترك فراغ مزدوج بين الاقتباس وما قبله وما بعده، وإذا تجاوز الاقتباس صفحة، يصوغ الباحث المعنى بأسلوبه الخاص.
  2. إذا أراد الباحث أن يضيف كلمة أو كلمات أثناء الاقتباس ليشرح شيئاً فلا بد أن تُوضع هذه الزيادات داخل علامة [ ]
  3. إذا كان الاقتباس غامض المعنى بسبب انقطاعه عن السياق العام للنص الأصلي فللباحث أن يضيف عبارة تزيل الغموض بشرط أن يضعها بين قوسين [ ]
  4. يُستحسن ألاّ يقطع الباحث استرسال القارئ بإيراد اقتباس بلغة أجنبية، ويمكن بدلاً من ذلك إيراد الأصل الأجنبي في الهامش، هذا في الأحوال التي لا يكون إيراد النص الأجنبي في المتن إلزامياً.

الهوامش:

الهوامش مدونات خارجة عن المتن، ولكنها جزء لا يتجزأ منه في نفس الوقت، ويسميها بعض الباحثين الحواشي.

-لوضع الهوامش عدة طرق:
  • منها التهميش أسفل الصفحة وهذه هي الطريقة الأيسر والأكثر فائدة وهي أن تُوضع في أسفل كل صفحة الهوامش المتعلقة بها، وفي هذه الحالة تُرقم تباعاً بدءاً من (1) ويجب أن يبدأ ترقيم جديد يبدأ من (1) في كل صفحة.
  • أمّا الطريقة الثانية فهي التهميش في نهاية الفصل، وهذه الطريقة من سلبياتها أن القارئ يضطر في كل مرة إلى تصفح البحث حتى يعثر على الهامش الذي يريده.
  • أمّا الطريقة الثالثة فهي تجميع الهوامش كلها في نهاية البحث وتُعطى رقماً تسلسلياً منذ بداية البحث حتى نهايته مع الإشارة إلى الأرقام في متن البحث.
-محتوى الهامش يبين فيه البيانات التالية:
  • اسم المؤلف (اللقب قبل الاسم).
  • عنوان الكتاب.
  • مكان النشر.
  • اسم الناشر.
  • الطبعة.
  • عدد الأجزاء.
  • تاريخ النشر.
  • رقم الصفحة.

أمّا بالنسبة للمقالات فيُكتب:

  • اسم مؤلف المقال.
  • عنوان المقال.
  • اسم الدورية بين علامتي تنصيص.
  • رقم المجلد والعدد والسنة.
  • رقم الصفحة أو الصفحات التي يتعلق بها الهامش.

-الأفضل أن يرجع الباحث إلى المصدر المباشر للمعلومات إلا إذا استحال الرجوع إلى هذا المصدر لعدم وجوده.

أو لعدم العلم باللغة التي كُتب بها مع عدم إمكان الاستعانة بمترجم، في هذه الحالة فقط يمكن الاعتماد على مرجع وسيط نقل عن المرجع الأصلي.

-القاعدة أن ورود المعلومات كاملة عن المرجع إجباري مرة واحدة على الأقل في البحث، والأولى اختصار بعض الأسماء والكلمات عند تكرار الإشارة إليها.

-الهوامش المحيلة على مراجع غير منشورة، الأصل عدم الرجوع إليها إذا كانت نُشرت في كتاب.

-في الهوامش المحيلة إلى القرآن الكريم، نجد أن القرآن الكريم مقسّم إلى سور وكل سورة مقسّمة إلى آيات، فتتم الإحالة إلى السورة باسمها متبوعاً برقم الآية.

-ينبغي عدم الإفراط في إيراد الهوامش الشارحة أو المعلقة.

-هوامش الإحالة إلى نفس البحث، هي نوع من الهوامش يدعو فيها الباحث القارئ إلى طلب المزيد من الإيضاح أو التفصيل بالرجوع إلى جزء آخر من البحث نفسه.

عند الإشارة في المتن إلى نص تشريعي أو إيراد بعض مواده، يجب أن يُشار في الهامش إلى ما يلي:

  • نوع العمل التشريعي.
  • رقم التشريع إن وجد.
  • موضوعه.
  • تاريخ صدوره.
  • عدد الجريدة الرسمية.
  • رقم صفحة الجريدة الرسمية.

خاتمة

من خلال هذه المقالة تم التطرق لجزء من المنهجية السليمة والطريقة العملية، وذلك بالتعرض للشروط الشكلية للبحث العلمي وتقنياتها.

هذه البحوث العلمية التي تعتبر بمناهجها وإجراءاتها من الأمور الضرورية لأي نوع من أنواع المعرفة.

فقد أصبح الإلمام بهذه المناهج المختلفة والقواعد الواجب إتباعها.

من الأمور الأساسية في العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية، لهذا فكلنا اليوم ملزمين بالتحلي بالروح العلمية والتفكير العلمي.

والابتعاد عن كل ما يخرج عن المنهج العلمي من دجل وخرافة.

 

 

Share this post


تواصل معنا الآن