شروط وضوابط عمل الأبحاث

شروط وضوابط عمل الأبحاث

شروط وضوابط عمل الأبحاث

مقدمة

يُفرض على الباحث العلمي التقيد بالعديد من القواعد والضوابط التي تساعده في تحقيق بحثه وتنفيذه بشكل عملي وهادف ومنطقي.

وبالتالي الوصول إلى الأهداف المتوقعة من البحث العلمي والحصول على النتائج وتحمل مسؤوليتها ونشرها إلى العلن.

تعريف البحث العلمي :

فالبحث العلمي: هو وسيلة للاستقصاء الدقيق والاستعلام المنظّم الذي يعمل الباحث به وذلك لاكتشاف معلومات جديدة أو تصحيح معلومات موجودة مسبقاً أو اكتشاف علاقات جديدة أو إكمال معلومات ناقصة.

ويجب على الباحث اتباع شروط كتابة الأبحاث العلمية واستخدام الأدوات اللازمة لجمع المعلومات والبحث وتدعيم المعلومات بالأدلة الكافية.

 

أهمية البحث العلمي

  • يُعزى تطور العلوم بشتى أنواعها إلى البحث العلمي، إذ إنّ الباحث يسرد المعلومات التي حصل عليها للقارئ حتى يتابع التطور الذي حصل أثناء البحث العلمي.
  • تغيير الأفكار واستخدامها في إطارها الصحيح.
  • صياغة مفاهيم جديدة لإثراء المعرفة.
  • توضيح القضايا لأبناء المجتمع وتحليل الظواهر المبهمة للقراء وتفسيرها.
  • تقديم اقتراحات لحل مشكلة معينة.
  • التعرف على المجتمعات الأخرى وزيادة الثقافة.
  • يُعد البحث العلمي من الطرق التي تعمل على تحديد فكر المجتمع.
  • يُعد من الوسائل التي تواجه المشكلات لدراستها بشكل شمولي.

شروط عمل الأبحاث

  • العنوان الملفت للنظر والواضح:

على الباحث أن يجد العنوان الذي يجذب القراء إليه، فهو عنوان يشير إلى الجدلية، ويشير إلى البحث ذاته في أسلوب مختصر ومفيد.

  • المقدمة:

البحث الجيد هو ما يحتوي في بدايته على مقدمة، يقوم الباحث من خلالها بتوصيل فكرة البحث إلى القارئ.

فيأتي على الأسباب التاريخية للمشكلة، ولماذا يرغب في البحث فيها، وأسلوبه في معالجتها.

والوسائل التي استخدمها، مع إغفاله النتيجة بالطبع، وتركها لنهاية البحث، وعليها أن تكون بأسلوب تشويقي وبسيط.

  • أن يخلص إلى نتيجة:

لكي يكون البحث ناضجاً ومفيداً للقارئ، يجب أن يخلص إلى نتيجة في النهاية.

فليس من المعقول البحث في مراجعات ومعطيات، دون نتائج، ولا يُشترط أن تكون النتيجة جديدة.

بل يمكن أن تكون تأكيداً لما ذهب إلية الآخرون، لكن على الباحث أن يقدم أدلة جديدة عن الوسيلة التي استنبط بها ما وصل إليه الآخرون.

  • ظهور أسلوب الباحث في العمل والتحليل:

لكل كاتب أسلوبه، فأحياناً نقرأ كتاباً في مجال معين، ولا نستطيع تركه حتى النهاية.

وأحياناً نقراً كتاباً آخر في ذات المجال، دون الاستمتاع، فالأسلوب مهم جداً.

وإظهار الأسلوب كالتوقيع والبصمة، يجب أن يكون فريداً ومميزاً لصاحبه، ولكن هذا لا يمنع من التأثر بكتّاب آخرين.

  • البحث في نقطة معينة وعدم التشعب:

يجب تحديد نقطة البحث والعقدة قبل بداية البحث، ويُفضل عدم الاسترسال في المواضيع الجانبية، والتي ستشتت فكر القارئ، وبالتالي قد ينسى موضوع البحث الأصلي، حيث يجب أن يبقى القارئ في خط السير الطبيعي للبحث.

  • تنوع المصادر والبحث عن مراجع جديدة:

من فوائد تنوع المصادر تأكيد النتيجة بعدة وسائل وبالتالي إقناع القارئ بصورة أيسر وأسهل.

كما يجب على الباحث العودة إلى مراجع جديدة، فتكرار نفس المراجع ومقارنتها، خاصة مع الأبحاث الأخرى المشابهة في ذات المجال، سيؤدي إلى نتائج مشابهة أو مملة.

  • الإشارة إلى المراجع:

على الكاتب أن يشير إلى مراجعه بدقة في حواشي البحث، وذلك للأمانة العلمية، وأمانة النقل العلمي.

  • الخلو من الأخطاء الطباعية والإملائية:

مراجعة البحث بعد الانتهاء منه، والتدقيق في الأخطاء إن كانت طباعية أو إملائية، ويمكن مراجعة ذوي الاختصاص في التصحيح اللغوي.

  • الفهرس:

اعمل على وجود فهرس لبحثك، ليسهل على القارئ الرجوع إلى فصول البحث وأبوابه.

ضوابط عمل الأبحاث

يلتزم الباحث أثناء تنفيذه لبحثه العلمي بعدد من الضوابط والقواعد المحدّدة والثابتة.

والتي تساعده في تنفيذ وتحقيق بحثه بشكل منطقي وعملي هادف.

والوصول إلى الأهداف المرجوّة من البحث ووضع الحلول والنتائج وتحمّل مسؤوليتها بشكل كامل.

مع المسارعة إلى نشرها وإخراجها إلى العلن دون أيّ تردد أو تأخير، وأهم هذه الضوابط:

  • الضابط الإشكالي:

أي تحديد الهدف من البحث في وضع حلول لأحد المشاكل المعرفية المجهولة أو عدد منها.

مع توضيح نوع المشكلة المراد البحث عنها بالخط العريض وعدم تركها عامة بحيث يصعب على قارئ البحث ودارسه تحديد الهدف الأساسي منه.

كما هو الحال في الإشكال الوهمي والذي يقوم على بحث الظاهرة بشكل عام دون السعي لوضع حلول واضحة لأي من مشاكلها.

  • الضابط الشمولي:

يتمثل في اختيار الباحث لمشكلة البحث من أحد التخصّصات الذي يظهر ميولاً كبيراً تجاهها.

فإذا ما كان يميل إلى علوم الفيزياء والكيمياء فالأفضل أن يختار بحثاً من هذه الميادين.

أمّا إذا كان يميل للعلوم الدينية والفقهية فعليه أن يختار بحثاً منها.

ويساعد ذلك في ضبط المسيرة العلمية للباحثين، وضبط البحث إلى حدّ الإتقان.

  • الضابط الواقعي:

يتمثل في قدرة الباحث على إتمام بحثه على أكمل وجه خلال وقت محدّد مسبقاً.

وعادةً ما يواجه الباحث عدد من الموانع التي تمنع تحقيقه لهذا الضابط، ومنها:

  • المانع الزمني:

يحدث عند ربط البحث بزمن أو عصر معين، كعصر فجر الإسلام أو العصر الجليدي وغير ذلك.

  • المانع المكاني:

يحدث عند ربط البحث بمكان أو بقعة ما، مثل بلاد الشام أو أوروبا الغربية أو شرق آسيا.

  • المانع الوصفي:

يحدث في الأبحاث التي تقوم على دراسة الشخصيات، حيث يقوم البحث على التركيز على التركيز على الجانب المقصود بالبحث من الشخصية وترك الجوانب الأخرى.

  • المانع الانتخابي:

أي انتخاب جزء من كلّ، أي أن يقوم البحث على التركيز على تأثير التعليم على الحياة الاجتماعية للمرأة.

دون التطرق إلى تأثيره على أوجه الحياة بشكل عام كالحياة الاقتصادية والسياسية والدينية.

  • المانع الطبيعي:

يحدث في حال عدم توفّر الوسائل اللازمة لإنجاز البحث.

  • الضابط المنهجي:

طبيعة المشكلة التي يدرسها البحث هي المحدد الأساسي للمناهج المتبعة في البحث.

ففي حال كون البحث حول دراسة ميدانية لأحد الظواهر فيتوجب على الباحث اللجوء إلى المنهج الوصفي التجريبي باعتباره أنسب المناهج لهذا البحث.

أمّا إذا كان البحث حول مشكلة تاريخية يتوجب عليه اختيار المنهج التاريخي.

أهمية شروط وضوابط عمل الأبحاث

تتعدد الفوائد التي تعود على الشروط والضوابط وتحقيقها في البحث العلمي، وذلك لأنها تسعى لتحقيق العديد من الأهداف، فمن أهمية وفوائد ضوابط البحث العلمي ما يأتي:

  • تعمل ضوابط البحث العلمي على إخراج البحث بأفضل صورة وشكل ممكن.
  • تمكّن ضوابط البحث العلمي الباحث من اختيار المنهج البحثي وتصميمه وفق آلية سليمة وصحيحة ومتزنة دون أي تضييع سواء للوقت أو الجهد.
  • تعمل ضوابط البحث العلمي وتحقيقها داخل البحث على ضبط اتزان وسلامة البحث العلمي.
  • تعمل ضوابط البحث العلمي على تحديد ماهية المشكلة البحثية بدقة ومصداقية.
  • تعمل ضوابط البحث العلمي على تحقيق الباحث للبحث وإتمامه واقعياً بالكامل وتحدي العوائق التي تقف في طريق إتمام البحث العلمي.
  • تعمل ضوابط البحث العلمي على تنظيم عمل الباحث في إعداد البحث العلمي وفي إنجازه.
  • تعمل ضوابط البحث العلمي على تحقيق الفوائد البحثية والعملية للباحث.

خاتمة

وضع المختصون شروط وضوابط عمل الأبحاث بهدف تسهيل اختيار ماهية المنهج البحثي الذي سيعتمد عليه الباحث في إعداد وتصميم البحث الخاص به.

والسعي لضبط وتحقيق الباحث للواقعية من خلال البحث الخاص به.

وتخصيص الباحث لدراسة جزء أو أمر ما دون التطرق للعمومية التي قد تلحق الضرر بالباحث وببحثه الذي يقوم بإعداده.

مع إمكانية الباحث من تحديد المشكلة البحثية بأفضل صورة وشكل ممكن.

وأخيراً يمكن القول بأن ضوابط البحث العلمي عبارة عن مجموعة من الأمور التي تحقق الاتزان للباحث في بحثه .

والتي تمكنه من إتمام البحث الخاص به بأفضل صورة وهيئة ممكنة دون الإضرار بمستوى البحث.

Share this post


تواصل معنا الآن