أهمية استخدام الأساليب الإحصائية

أهمية استخدام الأساليب الإحصائية

أهمية استخدام الأساليب الإحصائية

تأتي أهمية استخدام الأساليب الإحصائية في البحث العلمي من كونها الأداة الرئيسية المستخدمة في قراءة البيانات والمعلومات البحثية وتحليلها،

والهدف هو الوصول إلى حلول ونتائج بحثية دقيقة وسليمة.

يعتبر الإحصاء من فروع علم الرياضيات، وهو الفرع الذي يهتم بالتعامل مع البيانات والمعلومات

التي قام الباحث العلمي بجمعها وترتيبلها وتحليلها، بهدف الوصول إلى الاستنتاجات المنطقية السليمة.

ويحتاج هذا الأمر الى عمل منهجي وتصميم ملائم للدراسة البحثية،

مع اختيار منطقي حيادي سليم للعينة الدراسية المعبرة عن مجتمع البحث، مع اختيار الأداة الدراسية المناسبة.

لأن ذلك هو ما يسمح بالوصول الى البيانات والمعلومات الدقيقة القابلة للتحليل وفق الأسلوب الإحصائي المناسب وصولاً الى حلول ونتائج صحيحة.

ولكن استخدام الأساليب الإحصائية الصحيحة، يحتاج من الباحث العلمي أن يمتلك المعارف المناسبة لهذه الأساليب وكيفية استخدامها،

لأن الاستخدام الخاطئ للوسائل سيؤدي حتماً إلى نتائج خاطئة، مما يؤثر على سلامة الدراسات العلمية والحلول والقرارات الناجمة عنها.

مفهوم الأساليب الإحصائية في البحث العلمي

قبل أن نشير الى أهمية استخدام الأساليب الإحصائية،

نشير إلى أن هذه الأساليب هي الصيغ الرياضية أو النماذج أو التقديمات التي يمكن أن تستخدم في مختلف عمليات تحليل المعلومات والبيانات بشكل إحصائي،

عبر أحد الأساليب التي تساعد على الوصول إلى النتائج والحلول المنطقية السليمة.

هناك أهمية وضرورة كبيرة لاستخدام الأساليب الإحصائية في البحوث العلمية، لأنها تساعد بشكل أساسي على إنجاز العديد من الأمور.

ومن أبرز هذه الأمور القراءة للبيانات والمعلومات وتفسيرها وتحليلها وإعداد الاختبارات،

وذلك ما يسمح للباحث العلمي أن يصل الى قرارات علمية صحيحة تبنى على نتائج مثبتة وسليمة.

أهمية استخدام الأساليب الإحصائية

  1. تنبع أهمية استخدام الأساليب الإحصائية في أي بحث أو رسالة علمية من كونها الوسيلة الأكثر ضماناً للوصول إلى أهداف الدراسة العلمية، والتوصل إلى الحلول المنطقية المناسبة لها.
  2. تساعد على إظهار أهمية المعارف المرتبطة بالموضوعات المختلفة المتواجدة في علم الإحصاء، وهي معارف لا تنحصر بشكل محدد على الأشخاص الراغبين بتطبيق علم الإحصاء والعمل به في مجالاتهم العلمية.
  3. يساعد التطبيق السليم للوسائل والأساليب الإحصائية المختلفة في البحث العلمي، على جعل المعلومات والبيانات أكثر فهماً ووضوحاً، مما يساعد على كتابتها بالشكل الصحيح.
  4. إن الوصول الى النتائج والحلول العلمية السليمة يرتبط بشكل كبير باستخدام الأساليب الإحصائية التي تتناسب مع طبيعة وموضوع ونوع الدراسة أو البحث العلمي.

كما أن أهمية استخدام الأساليب الإحصائية تظهر بالعديد من الأمور الأخرى الخارجة عن دائرة البحث العلمي بصيغته المعروفة.

فعلى سبيل المثال يمكن للشركات أو المؤسسات العلمية التابعة للقطاع الخاص او العام،

ان تستخدم البيانات والمعلومات الموثوقة والدقيقة والشاملة المتوافرة لها في خدمة أعمالها وتطوير هذه الأعمال وتوجيهها الى المكان السليم.

هذا ويساعد الأخذ بالأساليب الإحصائية بالشكل الصحيح على الوصول الى رسم سليم للسياسات التنموية والتخطيط التنموي في أي دولة،

لأن هذه السياسات تبنى بشكل عام على المعلومات والبيانات الدقيقة، التي تساعد على بلوغ الأهداف المطلوبة من التخطيط.

وهذا ما يسمح للقائمين على عملية التخطيط من متابعة جميع المراحل التنفيذية، والتأكد من أنها تسير وفق الخطوات والمراحل المخطط لها.

وقد باتت أهمية استخدام الأساليب الإحصائية واضحة في العديد من المجالات العلمية ومنها التعليم والصحة والتجارة والصناعة و الزراعية،

وغيرها من القضايا والمشاكل المرتبطة بأفراد المجتمع.

وبعد كل ما ذكرناه نشير الى أن أهمية علم الإحصاء والوسائل الإحصائية تظهر بالعديد من الجوانب ومنها وضع الأساليب والنظريات العلمية موضع التطبيق،

ومنها الفوائد التي يقدمها هذا العلم إلى المنشآت من مختلف الأنشطة والأنواع.

أبرز الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحوث العلمية

بعد أن اطلعنا على أهمية استخدام الأساليب الإحصائية، سنتعرف على أبرز الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحوث العلمية وهي:

  • الأسلوب الإحصائي الوصفي:

يمكن من خلال هذه الطريقة من الطرق الإحصائية العمل على جمع المعلومات والبيانات البحثية التي ترتبط بالمشكلة أو الظاهرة الدراسية قيد البحث،

والعمل على تنظيم المعلومات والبيانات التي جمعها الباحث وتبويبها قبل تحليلها، بما يساعد على الوصول الى النتائج البحثية.

إن هذا الأسلوب من الأساليب الإحصائية يمكن أن يستخدم العديد من الجداول والرسومات والمخططات البيانية والرقمية،

والعمل على تسهيل عمليات العرض والتفسير لهذه البيانات.

كما أنه يسمح بالاستعانة بعدد من القوانين الإحصائية مثل قانون الوسط والوسيط،

أو قانون المنوال، او قانون النزعة المركزية،

او غيرها من القوانين الأخرى التي يمكن من خلال الاعتماد عليها واستخدامها الوصول إلى النتائج وتقييمها بعد ذلك.

وهذا ما يساعد على الاستدلال فيما يرتبط بمشكلة أو ظاهرة البحث، وتقييم مقدار أهميتها ومدى انتشارها.

ولا بدّ لنا من الإشارة الى أن معظم الأساليب الإحصائية التي تستخدم في البحوث العلمية،

من نوع الأسلوب الإحصائي الوصفي، والذي يجري وفق المتغيرات التي تظهر كما يلي:

  1. أساليب لها عدة متغيرات، وهي تهدف الى فهم العلاقات التي تربط بين متغيرين بحثيين أو أكثر.
  2. أساليب أحادية المتغير، وهي تساعد على فهم المتغير الأحادي في الدراسة العلمية.

  • أساليب الإحصاء الاستنتاجية (الاستدلالية):

يطلق على هذا النوع الذي يعتبر من أبرز أنواع الأساليب الإحصائية الاسلوب الاستدلالي أو الاستنتاجي.

يقوم الباحث العلمي من خلال هذا الأسلوب على جمع البيانات والمعلومات البحثية التي ترتبط بظاهرة أو موضوع دراسته العلمية،

وذلك عبر الملاحظة والتوقع والاختبارات للفرضيات البحثية، مع ضرورة اختيار العينة الدراسية وأدوات الدراسة بالشكل الصحيح.

للأسلوب الإحصائي الاستدلالي دور كبير في الوصول إلى النتائج المنطقية السليمة، مع إمكانية إجراء المقارنات بين الاحصائيات الاستدلالية والاحصائيات الوصفية.

وذلك لأن الإحصائيات الوصفية لا تستند على تخمين البيانات،

وإنما تحصر اهتمامها بالمعلومات والبيانات التي جرت ملاحظتها، مع التعرف على خصائصها.

فوائد استخدام الأساليب الإحصائية في البحث العلمي

تظهر فوائد وأهمية استخدام الأساليب الإحصائية في البحث العلمي من خلال الاعتماد الكبير من الباحثين العلميين عليه.

فهو ضرورة لأبحاثهم ودراساتهم العلمية التي تنتمي إلى مختلف المجالات والتخصصات العلمية،

ومن أهم فوائد هذه الأساليب في الأبحاث العلمية نذكر:

  • تحويل البيانات البحثية إلى أرقام:

إن أهمية استخدام الأساليب الإحصائية تظهر بشكل رئيسي من خلال تحويلها معلومات وبيانات الدراسة العلمية إلى أرقام.

وهذه العملية تجعل مهمة الباحث العلمي أكثر سهولة، وذلك في إطار سعيه لتوضيح ما وصل إليه من معلومات وبيانات ضخمة،

وترجمتها وتحويلها إلى معطيات ومدلولات لها معاني يمكن التعامل معها.

للمعطيات والمدلولات التي يصل إليها الباحث العلمي من خلال استخدام الأساليب الإحصائية،

دور أساسي بالوصول الى نتائج صحيحة تتميز بالدقة والوضوح.

وبالتالي نجد أن الباحث العلمي لن يتمكن من استخراج التفسيرات والاستنتاجات والحلول،

إلا في حال تمّ استخدام الأسلوب الإحصائي المناسب لموضوع وتخصص الدراسة العلمية.

  • ربط معلومات وبيانات البحث العلمي مع نتائجه:

إن عملية استخدام أساليب التحليل الإحصائي تستهدف الجمع والوصل والربط بين مختلف المعلومات والبيانات التي قام الباحث العلمي بجمعها،

وذلك من خلال ترتيب وتنظيم البيانات وفحصها ودراستها ثمّ تحليلها وصولاً الى النتائج المنطقية السليمة.

  • دقة نتائج البحث المبرهنة بالأدلة والإثباتات:

لا يمكن الوصول الى النتائج البحثية المنطقية الدقيقة المبرهنة بالأدلة والإثباتات دون استخدام الأساليب الإحصائية المتناسبة مع موضوع البحث.

وبالخصوص ان البيانات والرسومات المرتبطة بعمليات التحليل الإحصائي تساهم في توضيح بيانات ومعلومات البحث، وتأكيد دقة نتائجه.

مراحل استخدام الأساليب الإحصائية في الأبحاث العلمية

مع التطور الهائل الذي شهده عالمنا الحالي وبالخصوص في المجال التكنولوجي،

شهد علم الإحصاء تطورات في غاية الاهمية،

ساهمت في تأمين أدوات تحليلية متميزة وحديثة تمتلك القدرة على تفسير وتحليل البيانات والمعلومات مهما بلغت ضخامتها.

مما يسمح للباحث العلمي تفسير الكم الهائل من البيانات والمعلومات بسرعة وسهولة مما يساعد على الوصول الى نتائج وحلول منطقية

يمكن أن تبنى عليها القرارات المنطقية السليمة.

وبالرغم من تنوع الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحث العلمي إلا أنها بشكل عام تتشابه في مراحلها، والتي تكون كما يلي:

  • مرحلة جمع معلومات وبيانات البحث العلمي:

من أهم المراحل التي يتوقف عليها نجاح البحث، هي نجاح الباحث العلمي في جمع المعلومات والبيانات المناسبة المرتبطة بموضوع دراسته.

وذلك سواء كان جمع المعلومات والبيانات بشكل مباشر من العينة الدراسية، الذي يحتاج اختيار مناسب للعينة والأداة الدراسية المناسبة.

أو من خلال المصادر الغير مباشرة بالاعتماد على المصادر الأولية أو الثانوية الموثوقة المرتبطة بموضوع البحث،

ومن هذه المصادر الكتب والبحوث العلمية ومنشورات المجلات العلمية، والمواقع الالكترونية وغير ذلك.

  • العرض والتنظيم للبيانات والمعلومات البحثية:

بعد أن يقوم الباحث العلمي بجمع معلومات وبيانات دراسته العلمية يتم الاتجاه الى عرض هذه البيانات وتنظيمها.

كما يعمل الباحث العلمي على تحرير بيانات البحث وتوضيحها من خلال إزالة التناقضات عنها،

ليتم الاتجاه بعد ذلك الى تصنيف بيانات ومعلومات البحث بناءً على الخصائص التي تشترك فيها البيانات.

وبعد ذلك توضع البيانات في جداول بناءً على خصائصها المشتركة،

ثمّ يأتي العرض التقديمي من خلال شكل مخطط أو رسم بياني.

يقوم الباحث العلمي بتحليل البيانات الرقمية من خلال إحدى أهم مراحل استخدام الأساليب الإحصائية،

مما يساعد على فهم الموضوع البحثي بصورة أفضل.

ويتم في هذه المرحلة استخدام أحد القوانين الإحصائية المتعارف عليها ومنها على سبيل المثال:

المتوسط الحسابي والوسيط، والانحراف المعياري، كمقاييس النزعة المركزية، مقاييس التشتت.

 

  • تفسير بيانات البحث العلمي:

تظهر أهمية استخدام الأساليب الإحصائية في المرحلة الاخيرة التي تظهر من خلال تفسير بيانات البحث،

فهذه المرحلة هي التي تساعد على الوصول إلى الحلول والاستنتاجات السليمة للبحث العلمي.

وفي الختام نأمل ان نكون قد وفقنا في عرض المعلومات المفيدة بالنسبة إلى طلابنا الأعزاء،

وبالخصوص فيما يرتبط بموضوع أهمية استخدام الأساليب الإحصائية في البحث العلمي.

المصادر:

أهمية استخدام الأساليب الإحصائية، 2022، الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية

Share this post


تواصل معنا الآن