دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي

الموضوعية في جمع البيانات النظرية

دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي

إن دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي هو أحد أهم المظاهر التي توضح دور الموضوعية في البحثي العلمي.

حيث تعتبر الموضوعية أمر أساسي لا يمكن نجاح أية دراسة علمية في حال تخلي الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا عنه،

فالصدق والموضوعية والثبات من أهم عناصر نجاح الدراسة البحثية ووصولها إلى الاستنتاجات المنطقية السليمة.

فالباحث العلمي الذي يعتمد على الموضوعية في مختلف مراحل البحث العلمي يكون قد قطع شوطاً هاماً في الوصول إلى الدراسة الأكاديمية السليمة،

والتي يمكن أن تحقق الأهداف البحثية المتعددة المنتظرة منها.

فسواء كان هدف البحث الوصول إلى الاكتشافات البحثية الجديدة،

أو سد الثغرات البحثية، أو كان الهدف مرتبط بالوصول إلى حلول ومعالجات للمشكلات التي تواجه المجتمع،

أو بما يساهم في تحقيق تطور الأمم والمجتمعات ويساهم برفاهية الأفراد.

وسواء كان الهدف من الدراسة البحثية مناقشة بحث علمي أو نظرية سابقة، من أجل نقدها بما يتضمنه النقض من إلقاء الضوء على الإيجابيات ونقاط القوة وتعزيزها،

أو إلقاء الضوء على السلبيات ونقاط الضعف لتصحيحها أو نفيها أو لسد الفجوات والثغرات فيها.

فكل هذه الدراسات بمختلف الأهداف التي تسعى إليها لا يمكن لها النجاح دون الالتزام بالموضوعية والصدق،

على اعتبارها من العوامل الرئيسية للنجاح، ولأن الصدق والموضوعية متلازمان و مرتبطان ببعضهما في البحوث العلمية الناجحة.

ودور الموضوعية يبدأ مع اختيار مشكلة أو موضوع البحث العلمي، ويمتد إلى دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي،

ثمّ يمتد دور الموضوعية بجميع مراحل وعناصر البحث العلمي وصولاً إلى النتائج بالبحث العلمي التي تعتبر أهم العناصر التي تعتمد على الموضوعية بالبحث العلمي.

جدول المحتويات

مفهوم الموضوعية في البحث العلمي

قبل التعرف على دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي،

من الضروري أن ندرك ما هو مفهوم الموضوعية في البحث العلمي،

وهي من الأمور المطلوبة في جميع الدراسات البحثية بغض النظر عن التخصص العلمي الذي ينتمي إليه البحث.

ووصول الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا إلى الموضوعية يحتاج تجنب الميول الشخصية،

أو الأهواء، أو المصالح والرغبات الشخصية والمجتمعية وذلك بمختلف مراحل الدراسة البحثية،

التي يفترض أن يتميز المشوار البحثي فيها بشكل كامل بالشفافية والحياد وعدم إصدار الأحكام المسبقة.

وبناءً على ما سبق نجد أن أساس وصول الدراسة إلى الموضوعية المطلوبة

يكون من خلال التجرد بشكل كامل من المصالح والرغبات والميول والأهواء الشخصية أو المجتمعية.

مع التأكيد أن الدراسات التي لا يستطيع الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا فيها أن يلتزم بالموضوعية والصدق والحياد،

هي دراسات غير موثوقة وغير قابلة للوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة، ولن تحقق أهداف البحث والفائدة منه.

والاستقلالية والحياد من الأمور الواجب إظهارها في مختلف مراحل وعناصر البحث العلمي،

بما فيها الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي، وما يحتاجه هذا الأمر من تجرد من أية تأثيرات أو تحيزات بأمور شخصية أو مجتمعية.

وهذا الأمر ستظهر نتائج الإيجابية على مختلف مراحل البحث العلمي التي ستظهر بشكل سليم وصحيح،

وأهمها الوصول الى الاستنتاجات والحلول المنطقية التي تحقق كافة الأهداف المنتظرة،

وبالتالي تحقيق فوائد البحث العلمي المختلفة التي تنعكس على الباحث العلمي، أو على تطور العلوم والمجتمعات المتنوعة.

دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي

يظهر دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي من خلال الحاجة للوصول إلى البيانات البحثية السليمة

من مختلف المصادر والمراجع البحثية القادرة على إغناء وإثراء البحث العلمي.

وهذه المصادر والمراجع لها وظيفة رئيسية في البحوث والدراسات العلمية، وذلك من خلال مدها بما تحتاج إليه من البيانات النظرية المتنوعة.

فالباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا يجب أن ينوّع في مصادره البحثية سواء كانت من كتب، أو بحوث علمية،

أو رسائل ماجستير أو دكتوراه، أو أوراق علمية، أو مقالات علمية،

أو الإصدارات والمنشورات الواردة بالمؤتمرات العلمية وأعداد المجلات العلمية المحكمة، وغيرها من الدراسات السابقة.

وبالتالي نجد أن دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي يكون من خلال التنويع للمصادر البحثية،

ومن خلال الاعتماد على البيانات والمعلومات التي تتميز بالموثوقية والمصداقية، والتي تمنع الدراسة البحثية الإضافة وتثريها بشكل واضح.

وأن تكون من البيانات والمعلومات الحديثة وبالخصوص في المجالات التي تتطور بشكل متسارع،

كالبرمجة، والعلوم الهندسية، والفيزياء، والعلوم الطبية على سبيل المثال.

وبالإضافة إلى كل ذلك فإن الموضوعية تتجلى بشكل واضح من خلال ضرورة عرض الباحث العلمي

لكافة البيانات والمعلومات الموثوقة التي تساهم في إثراء دراسته العلمية،

وأن لا يكون اختياره لتلك البيانات المعروضة بالدراسة مبني على أهواء وميول ورغبات ومصالح شخصية أو مجتمعية.

دور الموضوعية في المراحل الأخرى من البحث العلمي

بالإضافة إلى ظهور دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي،

فإن دورها يظهر بالعديد من المراحل البحثية الاخرى التي تتطلب الحياد والتجرد من الباحث العلمي، لضمان نجاح الدراسة البحثية.

وبالخصوص أن الابتعاد وإن بشكل بسيط عن الموضوعية في بعض مراحل البحث

وخصوصاً نتائجه سيؤدي إلى عدم قبول الدراسة وجعلها دراسة فاشلة أو غير موثوقة.

فما هي المراحل الأخرى من البحث العلمي التي يظهر دور وأهمية الموضوعية فيها بشكل كبير وواضح؟

  • دور الموضوعية في اختيار المشكلة أو ظاهرة البحث العلمي:

تبقى المشكلة او الظاهرة في البحث العلمي لأي مجال علمي انتمى الأساس الذي ستستند عليه كامل الدراسة،

وبالتالي لا يمكن أن تكون الدراسة متكاملة وقوية إذا لم تستند إلى أساس سليم ومتين.

وهنا تظهر اهمية اختيار المشكلة أو ظاهرة البحث بكل اهتمام، وأن يكون الاختيار مبني على أسس موضوعية علمية وبكل حياد وتجرد،

بما يسمح بالوصول إلى موضوع بحثي يمكن أن تحقق دراسته النجاح وتصل إلى الأهداف المنتظرة منها.

ويكون الاختيار سليماً من خلال مجموعة من المعايير والأسس تبدأ مع ترك الباحث العلمي لمصالحه ورغباته الشخصية او المجتمعية جانباً،

ثمّ البحث عن المشكلة أو الدراسة التي تحقق جميع خصائص الموضوع البحثي القابل للدراسة والحل.

وذلك يكون من خلال اختيار مشكلة البحث العلمي التي تكون حديثة وأصيلة،

أي لم تجري عليها العديد من الدراسات التي تجعلها مستهلكة ودراستها عديمة الفائدة لعدم تقديم الجديد للعلم والمجتمع.

فأن تكون للمشكلة فائدة عامة من دراستها سواء لمجالها العلمي أو لتطور المجتمع أو لحل المشكلات التي تواجهه،

أو لرفاهية أفراده من شروط الاختيار للموضوع البحثي الناجح.

وأن تكون المشكلة الحديثة القابلة للقياس والدراسة والحل والتحقق والتطبيق،

من المجالات التي تنتمي إلى عمق التخصص العلمي للباحث العلمي او طالب الدراسات العليا.

وذلك لكي يمتلك الإمكانيات المهارية والمعرفية مع الخبرات اللازمة لدراستها والوصول بها إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.

كما يفترض من الباحث العلمي من ضمن خطواته الموضوعية لاختيار مشكلة البحث،

أن يتأكد من امتلاكه الوقت الكافي لإجراء الدراسة حول الموضوع البحثي، وذلك بالشكل الذي يسمح بوصوله إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.

مع ضرورة التأكد من وجود مصادر المعلومات الكافية لإجراء الدراسة،

سواء كانت من البيانات النظرية التي تجمع بشكل غير مباشر من مختلف الدراسات السابقة،

أو كانت من البيانات التي تجمع بشكل مباشر من الظاهرة البحثية، أو من مجتمع الدراسة او من العينة التي تمثّل ذلك المجتمع.

وبالإضافة إلى كل ما ذكرناه فإن النظرة الموضوعية لاختيار مشكلة البحث تتضمن التأكد من امتلاك القدرة المالية على تمويل الدراسة بالشكل الأمثل.

وفي حال وجد الباحث العلمي أن الدراسة تفوق إمكانياته المالية فعليه التوجه إلى اختيار موضوع بحثي آخر يستطيع تمويل دراسته،

او أن يجد فرد أو جهة خاصة أو حكومية تقبل تمويل الدراسة لاقتناعها بأهميتها.

وفي حال وصل الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا لأكثر من مشكلة أو ظاهرة بحثية تستحق الدراسة وتحمل جميع المواصفات السابقة،

فبإمكانه حينها إن رغب بدراسة موضوع واحد فقط أن يختار بين هذه الموضوعات أكثرها قرباً إليه.

أي أن يختار من ضمنها المشكلة التي يرغب بدراستها والوصول بها إلى نتائج منطقية سليمة،

وهذا التوجه إلى الموضوع الذي يميل إليه لا يتناقض مع الموضوعية لأن المشكلة البحثية تحمل جميع المواصفات الأساسية التي ذكرناها سابقاً في هذه الفقرة.

بل على العكس فإن رغبة الباحث بالوصول إلى استنتاجات وحلول موضوعية لهذه المشكلة التي يميل إلى دراستها،

ستشكّل حافز قوي جداً له من أجل أن يبذل جهود إضافية كبيرة دون شعور بالتعب، وأن يقضي أوقات طويلة بالدراسة البحثية دون أن يشعر بالملل او الكلل.

وبذلك سيسخر جهوده وطاقاته تجاه هدف واحد هو الوصول إلى الحلول والاستنتاجات السليمة

والمثبتة بالأدلة والبراهين لهذه المشكلة التي يميل لدراستها، وستكون نتيجة البحث أفضل بكل تأكيد.

  • دور الموضوعية في جمع البيانات من ظاهرة البحث أو عينة الدراسة:

كما يظهر دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي بالدراسات التي تعتمد على جمع البيانات بشكل غير مباشر من الدراسات السابقة،

فإنه يظهر في دراسات أخرى يتم جمع المعلومات والبيانات للبحث العلمي من خلال ظاهرة البحث،

أو مجتمع البحث أو العينة الدراسية الممثلة له باستخدام إحدى الأدوات الدراسية ومنها الاستبانة أو الملاحظة على سبيل المثال لا الحصر.

وفي هذه الحالة فإن دور الموضوعية في جمع البيانات من ظاهرة البحث يحتاج التحديد السليم للظاهرة البحثية وتوضيح خصائصها،

واستخدام الأداة المناسبة لجمع المعلومات والعمل على جمع جميع البيانات الدقيقة الموثوقة،

وذلك دون إخفاء بعضها أو إضافة أخرى وفق الرأي والميول والرغبات الشخصية.

وفي حال كان الاختيار من المجتمع البحثي أو عينة الدراسة، فإن الموضوعية تتطلب التحديد السليم لكل خصائص مجتمع البحث وتوضيح سماته.

وبما يرتبط باختيار عينة الدراسة تظهر أهمية الموضوعية من خلال تجنب الباحث العلمي أن يكون اختياره مبني على الميول أو الأهواء أو المصالح الشخصية،

فيختار أفراد العينة بشكل موضوعي وحيادي بحيث تعبّر العينة بشكل شامل عن مجتمع البحث وتحمل جميع خصائصه.

وأن يكون حجمها متناسب مع حجم مجتمع البحث ومع المعلومات والبيانات المطلوب جمعها،

وهذا الشكل من الموضوعية يسمح بتعميم النتائج التي تصل إليها الدراسة على عموم مجتمع البحث العلمي.

أما في حال كان الاختيار لأفراد مجتمع البحث مبني على عشوائية أو ميول أو أهواء شخصية أو مجتمعية،

فإن الباحث سيصل إلى عينة لا تعبّر عن مجتمع البحث، وهو ما سيؤثر على سلامة المعلومات والبيانات التي يتم جمعها،

وبالتالي تتأثر سلامة نتائج البحث العلمي، كما أن النتائج لن تكون حينها قابلة للتعميم على مجتمع البحث.

ومن ضمن دور الموضوعية في جمع البيانات من ظاهرة البحث أو عينة الدراسة،

فإن الباحث العلمي ملزم باختيار أداة دراسية مناسبة للتخصص العلمي وموضوع البحث،

وذلك ليستطيع من خلالها الوصول إلى جمع المعلومات والبيانات الدقيقة التي تسمح الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.

أما في حال اتجه الباحث العلمي لاختيار أداة دراسية بشكل غير موضوعي، وإنما لأنه يبحث عن الأداة الأسرع أو الأسهل،

أو التي تكون التكاليف المالية لاستخدامها قليلة، فإن الأداة الدراسية لن تسمح له الوصول إلى المعلومات والبيانات الدقيقة المطلوبة،

وبالتالي لن يتم الوصول إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.

  • دور الموضوعية في متن البحث العلمي:

إن دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي هو أحد أدوار الموضوعية الرئيسية

التي تقع ضمن متن البحث العلمي الذي يتضمن العديد من العناصر الأخرى كذلك.

وعلى الباحث العلمي أن يحرص خلال مختلف عناصر متن الدراسة العلمية أن يحافظ على موضوعيته وحياده وصدقه،

وذلك له دور رئيسي في نجاح البحث أو الدراسة العلمية.

إن الموضوعية في متن البحث العلمي تظهر من خلال الكتابة الموضوعية السليمة لمقدمة البحث،

وتمتد للوصف والصياغة السليمة لمشكلة أو ظاهرة البحث العلمي، كما أنها تشمل أهداف البحث وصياغتها،

مع صياغة أسئلة او فرضيات البحث بالشكل المنطقي الحيادي الصحيح.

لتأتي بعد ذلك مختلف المباحث والفصول التي يعرض من خلالها الباحث العلمي البيانات النظرية

أو التي البيانات التي جمعها بشكل مباشر من ظاهرة أو عينة البحث،

ويعمل على ترتيبها ومناقشتها وتحليلها بالشكل السليم الذي يساهم بالوصول إلى استنتاجات منطقية سليمة.

وكل ذلك يفترض أن يبتعد فيه الباحث العلمي عن العشوائية أو عن المصالح والميول الشخصية، وأن يعمل بشكل حيادي وموضوعي.

  • دور الموضوعية في نتائج الدراسة البحثية:

إن النتائج هي أهم وأبرز عناصر البحث العلمي التي يفترض أن يلتزم الباحث العلمي فيها بالموضوعية بشكل كامل،

فأي إخلال بالموضوعية وإن كان بسيطاً بهذه المرحلة من مراحل البحث العلمي، سيؤدي إلى الفشل وعدم القبول بكل تأكيد.

حيث يعتبر فصل النتائج هو الفصل الذي يظهر من خلاله وصول الدراسة إلى أهدافها أو عدم تحقيقها الغايات التي أجريت من أجلها،

كما أنها أبرز الفصول التي يمكن أن تظهر إمكانيات ومهارات الباحث العلمي، ومدى الموضوعية والحيادية التي يتحلى بها.

ويكون ذلك من خلال عرض النتائج بشكل علمي موضوعي ومنطقي، والحرص على أن تكون مثبتة بالأدلة والبراهين،

ومرتبطة بشكل وثيق بما يتضمنه متن البحث العلمي، بحيث تأتي كامتداد لهذا المتن ونتيجة طبيعية لتطور الدراسة العلمية.

كما أن نجاح البحث يكون بالعرض السليم للنتائج البحثية التي تحقق جميع أهداف البحث العلمي،

على أن يكون العرض فعلي وموضوعي وكامل، فلا يحاول الباحث العلمي عرض نتائج وإخفاء أخرى

بما يتناسب مع الفرضيات البحثية التي صاغها في بداية مشواره البحثي.

بل على الباحث العلمي أن يعرض النتائج المؤكدة والمثبتة حتى إن نفت فرضياته البحثية،

كما يفترض أن لا يحاول عرض نتائج وهمية غير مثبتة ليظهر بالشكل الذي حقق أهداف البحث،

وإن كان حقيقةً يحاول إخفاء فشل دراسته بشكل ينافي أخلاقيات البحث العلمي.

فالنتائج البحثية يفترض أن تظهر أعلى معايير الجودة العلمية، من خلال تحقيقها النتائج المنتظرة التي تلبي جميع أهداف البحث،

والتي توضح الشكل الفعلي لما وصلت له الدراسة العلمية.

وهنا نشير إلى أن العديد من الرسائل العلمية وبالخصوص في مرحلة الماجستير ترفض ولا تحقق الهدف المطلوب منها

نتيجة التعامل الغير موضوعي من الباحث في مختلف مراحل البحث وخصوصاً في فصل النتائج،

ولعدم إدراك الطالب ما هو دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي.

الموضوعية في جمع البيانات النظرية

كيف يستفيد الباحث بالشكل الأمثل من دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي؟

إن استفادة الباحث العلمي بالشكل الأمثل من دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي،

يكون من خلال الاعتماد على مجموعة أدوات ووسائل وإجراءات،

فما هي أبرز تلك الأمور التي تساهم في الاستفادة المثلى من الموضوعية بالبحث العلمي؟

  • استخدام النظريات العلمية والحقائق بالشكل السليم:

على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا الذي يسعى للوصول إلى الموضوعية بأفضل صورها أن يلتزم بشكل كامل بالحقائق العلمية،

وأن يعمل على تطبيق النظريات المثبتة الدقيقة والسليمة، على أن يكون الاعتماد على البيانات الأدق والأكثر أهمية وموثوقية، والتي تحقق أكبر فائدة للبحث العلمي.

وبناءً على ما سبق يمكننا أن نستنتج بأن فهم الباحث العلمي للحقائق والنظريات العلمية، يساهم في تطبيقه للموضوعية بشكل أفضل،

وبالخصوص مع توجهه للاعتماد على البيانات النظرية والمعلومات العملية التي تتلاءم مع موضوع الدراسة العلمية

والتي تساهم بالوصول إلى بحث علمي سليم ومنطقي.

  • سيطرة الباحث العلمي على ذاته:

إن الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا يجب أن يكتشف أهمية دوره العلمي الأكاديمي،

وأن يدرك متطلبات العمل العلمي الأكاديمي وأبرزها الحاجة إلى الموضوعية والحياد،

وبأنه يجب أن يسعى لتنمية قدراته العلمية، وكل هذا يتطلب منه سيطرة كبيرة على النفس.

فتنمية الباحث العلمي لسيطرته على نفسه ستقوده لتجنب الأهواء والميول الشخصية خلال عمله البحثي،

وان يترك لعقله السيطرة عليه بالشكل الذي يقوده لإجراء الدراسة بشكل مجرد عن العواطف والميول الشخصية،

وأن يكون الهدف فقط هو القيام بالإجراءات اللازمة بالشكل الصحيح الذي يقود إلى دراسة علمية سليمة.

وبالخصوص أن سيطرة العقل العلمي المنطقي على العمل البحثي ستسمح للباحث التمييز بسهولة بين الوقائع المنطقية والحقائق،

وبين الميول والأهواء الشخصية وغيرها من أمور قد تسيء إلى العمل البحثي.

فهو سيدرك حينها أن الأهواء والرغبات الشخصية ستقوده إلى دراسة لا تحقق الأهداف المطلوبة منها،

وهناك شك في نجاحها ولا يمكن للباحثين الآخرين الاعتماد عليها كدراسة موثوقة. 

  • التوضيح والتعريف بمختلف المصطلحات والمفاهيم العلمية:

تتطلب الدراسات العلمية من الباحث العلمي أن يضع ضمن دراسته بعض المصطلحات العلمية التي يكون فهمها مقتصراً على المتخصصين بالمجال العلمي للبحث.

ولمن يسعى لرفع مستوى الموضوعية في البحث العلمي وضع شروحات موجزة وتعريفات مختصرة لتلك المصطلحات العلمية،

وهذا ما سيسمح لكافة القراء بمن فيهم الغير متخصصين بأن يفهموا المعنى لتلك المصطلحات التي ترفع من سوية الدراسة العلمية.

التأثيرات السلبية على دور الموضوعية في البحث العلمي

هناك العديد من العوامل التي يكون لها تأثير واضح على مستوى الموضوعية في البحث العلمي بالمجمل،

وعلى دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي بشكل خاص، ومن ضمن أبرز هذه العوامل نذكر ما يلي:

  • المجال العلمي للدراسة البحثية:

إن المجال العلمي الذي تنتمي إليه الدراسة البحثية من أبرز العوامل المؤثرة على مستوى الموضوعية للبحث العلمي.

فهناك العديد من التخصصات التي يكون فيها الالتزام بالحياد والموضوعية أمر في غاية الصعوبة،

لاحتياجه إلى جانب المعارف الكبيرة من الباحث العلمي، خبرة طويلة وسيطرة عالية على الذات.

فالدراسات البحثية المنتمية إلى مجالات مثل العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع على سبيل المثال

لا للحصر قابلة للتأثر الكبير بالأهواء والمصالح والميول والمعتقدات لدى الباحث العلمي،

والسيطرة عليها أمر غير ممكن لدى معظم الباحثين وخصوصاً الجدد منهم.

ولكن في الوقت نفسه نجد اختصاصات علمية أخرى يكون الالتزام فيها بالموضوعية والحياد أمراً في غاية البساطة والسهولة،

وخصوصاً مع اعتمادها على الأرقام والبراهين الظاهرة.

ومن الأمثلة على هذه المجالات نجد العلوم التكنولوجية كالبرمجة، أو العلوم الهندسية المختلفة، أو العلوم الطبية،

او الكيمياء والفيزياء والرياضيات، وغيرها العديد من المجالات العلمية الاخرى.

  • تعامل الباحث العلمي مع الأفراد الخاضعين للدراسة:

إن عينة البحث في الكثير من الدراسات العلمية هي مصدر المعلومات والبيانات التي يتوقف عليها نجاح البحث العلمي،

وهو أمر يستلزم اختيارها بشكل موضوعي سليم يعبر عن مجتمع البحث (كما ذكرنا سابقا).

كما أن الموضوعية تتطلب الحصول على ثقة الأفراد الخاضعين للدراسة للحصول منهم على المعلومات والبيانات الدقيقة،

ولتجنب منحهم للباحث العلمي معلومات احتيالية أو خاطئة أو غير دقيقة.

وهو ما يستوجب التعامل الإنساني مع هؤلاء الأفراد واحترامهم وعدم الاستعلاء عليهم،

بل على العكس التواضع معهم وإخبارهم بأهمية الدراسة البحثية التي يقوم بها الباحث العلمي،

وبأن دورهم جوهري في وصولها إلى الأهداف المنتظرة من البحث.

وهذا ما يدفعهم للتعامل الجدي وللرغبة بنجاح الدراسة والمساعدة على ذلك من خلال منح الباحث البيانات والمعلومات الدقيقة التي يحتاجها.

  • أخلاقيات الباحث العلمي وما يحمله من قيم ومعتقدات:

لكل باحث العلمي أو طالب دراسات عليا مبادئ وقيم يحملها، كما له معتقدات وأخلاقيات تختلف بين باحث علمي وآخر،

وهذه المبادئ والقيم المعتقدات والاخلاقيات تختلف من باحث إلى آخر كما تختلف من إنسان إلى آخر.

وعلى الباحث العلمي أن يدرك أن للبحث العلمي عدد من الأخلاقيات والقيم التي لا يمكن للدراسة البحثية النجاح دونها،

كأن يتجنب السرقة الأدبية والاحتيال على سبيل المثال لا الحصر.

كما أن أخلاقيات البحث العلمي تتطلب من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا ومع بداية مشواره البحثي أن يترك معتقداته الشخصية جانباً،

وأن يبتعد عن أية معتقدات أو أخلاقيات تسيء إلى العمل البحثي الأكاديمي.

وعليه كذلك أن يحرص طوال مشواره العلمي على الحياد والصدق،

وأن يدرك دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي ويلتزم بها، كما يلتزم بالموضوعية في جميع مراحل الدراسة البحثية.

فالإخلال بأي أمر من هذه الأمور أو تجاوزه أو اهماله سيؤدي دون أدنى شك إلى تأثر البحث العلمي،

وعدم وصوله إلى النتائج السليمة التي تضمن نجاح البحث أو الرسالة العلمية.

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم الموضوعية في البحث العلمي، وتعرفنا على دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي،

وعلى دورها في مختلف المراحل الأخرى للبحث العلمي

كما حاولنا عرض أكثر التأثيرات السلبية على دور الموضوعية في البحث العلمي،

بالإضافة إلى إلقاء الضوء على أبرز الطرق التي تسمح للباحث العلمي أن يستفيد  بالشكل الأمثل من دور الموضوعية في جمع البيانات النظرية للبحث العلمي،

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين الاعزاء.

المصادر:

الموضوعية في البحث العلمي، 2022، مبتعث

Share this post


تواصل معنا الآن