كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية

مستوى الموضوعية

كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية

إن عرضنا كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية؟ جاء لأهمية الموضوعية ودورها الأساسي الذي لا يمكن تخطيه لأي باحث علمي أو طالب دراسات عليا يبحث عن الوصول إلى بحث أو رسالة علمية سليمة.

فالموضوعية من أبرز خصائص الدراسات البحثية وجميع الكتابات الأكاديمية، وهي عامل أساسي في نجاح أي بحث أو رسالة علمية وفي وصولها إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.

واعتماد الباحثين العلميين والطلاب وجميع الاكاديميين على الموضوعية يساعدهم في تحقيق كافة الأهداف في العمل العلمي بشكل دقيق وصحيح، بغض النظر عن الأهداف التي يسعى الباحث لأن يصل إليها من خلال دراسته.

وذلك سواء كان الهدف هو الوصول إلى الاكتشافات العلمية الجديدة وسد الثغرات البحثية في التخصص العلمي للباحث، أو كان الهدف مرتبط بتطور المجتمعات والأمم، أو إيجاد الحلول والاستنتاجات المرتبطة بمشكلة بحثية ما بما يسمح بإيجاد الحلول المجتمعية ورفاهية أفراد المجتمع.

وهنا نشير إلى أن عدد كبير من الدراسات العلمية البحثية تستهدف بشكل أساسي إحدى الدراسات البحثية أو النظريات العلمية، وذلك بهدف نقدها.

والنقد يكون من خلال إظهار الأمور الإيجابية وتعزيزها، وإظهار الأمور السلبية بهدف نفيها أو تصويبها أو سد الفجوات والثغرات فيها، وتجاوز أية نقاط ضعف تعاني منها.

وبغض النظر عن أي هدف من أشكال الأهداف التي أشرنا إليها سابقاً، فإن الموضوعية والصدق يعتبران من المفاتيح الاساسية لنجاح الدراسة العلمية، فمن غير الممكن نجاحها دون هذه الموضوعية.

إن الالتزام بالموضوعية حاجة أساسية بدايةً من اختيار مشكلة البحث وتحديدها بشكل علمي سليم، والتي تمتد لكافة الخطوات البحثية وصولاً إلى نتائج وتوصيات الدراسة البحثية، علماً أن الالتزام بالموضوعية في عنصر النتائج هو الأهم بكل تأكيد.

ونظراً لأهميتها فإننا سنتعرف كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية، وسنعرض لأهم المعلومات المرتبطة بها.

جدول المحتويات

مفهوم الموضوعية في الدراسات العلمية

قبل الحديث عن كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية؟ لا بدّ لنا أن ندرك ما هي الموضوعية في البحث العلمي التي تعتبر أمر مطلوب في كافة التخصصات والمجالات العلمية.

وذلك بعيداً عن أي شكل من أشكال الرغبات والميول الشخصية او المصالح الشخصية أو المجتمعية، مع الاعتماد على العمل الحيادي الشفاف البعيد تماماً عن كافة الأحكام المسبقة.

أي أن التجرد الكامل من المصالح والرغبات والميول المجتمعية أو الشخصية هو أمر أساسي في تحقيق الموضوعية بالدراسات والبحوث العلمية.

وأي بحث أو رغبات شخصية أو مجتمعية ستقود إلى دراسة غير سليمة ولها نتائج غير دقيقة، وهي لن تكون ذات أهمية أو فائدة، ولن يحقق الباحث العلمي أي فائدة من دراسته التي قادها بميوله ورغباته إلى الفشل وعدم النجاح.

على الباحث العلمي أن يحرص في كافة مراحل وخطوات دراسته البحثية أن يبقى مستقلاً وحيادياً ومنطقياً، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على البحث أو الرسالة العلمية التي يقدمها.

ويبقى التجرد من جميع أشكال التحيز أو الرغبات أو التأثيرات بالأمور الشخصية أو المجتمعية عامل أساسي في المساهمة بنجاح الدراسة العلمية، وهو ما يكون من خلال رفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية.

 والموضوعية سوف تنعكس حتماً على دقة نتائج البحث العلمي وسلامتها، وسينعكس ذلك إيجاباً على تحقيق الدراسة البحثية لمختلف الأهداف الرئيسية أو الفرعية التي تسعى الدراسة لتحقيقها.

كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية

إن معرفة كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية

من الأمور التي يمكن الوصول إليها من خلال مجموعة من الخطوات والأدوات والوسائل، فما هي أبرز خطوات رفع مستوى الموضوعية في البحث العلمي:

  • قدرة الباحث العلمي على أن يسيطر على نفسه:

إن الباحث العلمي هو إنسان والإنسان بطبيعته قد يتجه إلى عواطفه وميوله الشخصية أو المجتمعية،

وفي حال انقاد الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا خلف هذه العواطف والميول، فهو دون أدنى شك سيسيء بشكل واضح لقيمة الدراسة العلمية التي يقوم بها.

ولتخطي هذا الأمر من الضروري أن يسعى الباحث العلمي إلى أن ينمي من قدراته بالسيطرة على نفسه،

وأن لا ينقاد خلف ميوله وأهوائه ويلتزم بالحياد الكامل.

ومن الضروري أن يسمح الباحث العلمي لعقله أن يتغلب على عواطفه ورغباته،

وهو ما يسمح بسيطرة الموضوعية على العمل البحثي بعيداً عن أي شكل من أشكال الميول او المصالح

وتجنب الانقياد خلف العواطف التي قد تسيء للدراسات العلمية والوصول إلى النتائج العلمية الصحيحة سيكون صعباً بكل تأكيد.

إن قدرة الباحث العلمي على أن يسيطر على نفسه تسمح له التمييز بشكل كامل بين ما هو واقعي ومنطقي،

وبين ما يكون ناجم عن الرغبات أو الهوى أو الميول الشخصية.

وهذه التمييز هو عامل أساسي في الالتزام بالصدق والموضوعية والانقياد

خلف الحقائق بعيداً عن الميول والأهواء التي تمنع الدراسة البحثية من الوصول إلى النتائج الدقيقة المثبتة بالقرائن والأدلة والبراهين السليمة.

  • تطبيق النظريات العلمية والحقائق المثبتة بشكل سليم:

أن يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية يحتاج منه الالتزام الكامل بالنظريات العلمية المثبتة والمؤكدة،

وعليه أن لا يتجاهل الحقائق العلمية الدقيقة التي لا خلاف عليها، على أن يعتمد في دراسته على الحقائق والنظريات المثبتة

التي تساهم في دراسة سليمة لبحثه وتساعد على وصوله بشكل منطقي سليم.

فالفهم السليم من قبل الباحث العلمي للحقائق والنظريات العلمية، واعتماده على أكثرها فائدة لموضوع دراسته البحثية

له دور كبير بالوصول إلى بحث علمي موضوعي وسليم ومنطقي.

  • العمل على إيضاح وتعريف المصطلحات البحثية:

يمكن أن يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية من خلال وضعه تعريفات مختصرة وشروحات موجزة لما تحتويه دراسته من مصطلحات علمية.

وهو ما سيساهم في أن تظهر الدراسة العلمية بصورة أكثر مصداقية وموضوعية،

وهو ما سيسمح للقراء بما فيهم الغير متخصصين بالمجال العلمي للبحث، أن يكونوا أكثر فهماً للمضمون البحثي، وأكثر استمتاعاً في عملية الاطلاع عليه.

دور الموضوعية في الدراسات البحثية

إن دور الموضوعية في الدراسات البحثية يظهر في جميع خطوات ومراحل البحث العلمي،

وإن كانت بعض العناصر والمراحل تحتاج إلى الموضوعية بشكل أكبر، ويظهر دور الموضوعية فيها بشكل أوضح،

لأن أي ابتعاد فيها عن الموضوعية قد يؤدي إلى بحث غير سليم ونتائجه غير دقيقة.

فما هي الخطوات والمراحل التي تظهر دور الموضوعية بشكل أكبر من الخطوات البحثية الاخرى:

  • اختيار المشكلة أو الظاهرة البحثية:

يبقى الموضوع البحثي الذي يتناول ظاهرة او مشكلة معينة من أهم خطوات البحث العلمي،

وهو اللبنة التي يبنى عليها كامل البحث العلمي، وهو ما يستوجب الاهتمام الكبير بهذه الخطوة التي لا يمكن نجاح البحث ما لم تحمل مواصفات معينة.

وهو ما يحتاج أن يكون اختيار الموضوع البحثي مبني على الموضوعية والصدق والحيادية،

وذلك بما يسمح بتحقيق الأهداف التي تساهم في نجاح البحث العلمي.

وبناءً على ما ذكرناه فإنه يتوجب على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا عندما يبحث عن الموضوع العلمي البحثي

أن يترك مصالحه الشخصية وميوله ورغباته جانباً، وأن يحاول الوصول لمشكلات أو ظواهر بحثية مهمة

وتحمل كافة مواصفات موضوع البحث العلمي القابل للدراسة والحل.

ومن أهم تلك المواصفات أن تكون المشكلة البحثية أصيلة وحديثة لم تستهلك بدراسات بحثية سابقة،

على أن تتوافر لهذه المشكلة البحثية ما يكفي من مصادر معلومات مباشرة أو غير مباشرة بما يسمح بإثراء البحث العلمي ووصوله للنتائج المنطقية السليمة.

ومن الشروط الأساسية للظاهرة أو المشكلة البحثية أن تكون ذات اهمية كبيرة،

وأن تكون لها فائدة ملحوظة للمجال العلمي الذي تنتمي إليه،

أو أن تساهم في تطور المجتمع وإيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهه، والعمل على تطور الأفراد ورفاهيتهم.

على الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا أن يحرص على اختيار المشكلة أو الظاهرة البحثية التي تحمل المواصفات السابقة،

والتي يمتلك الباحث المعارف والمهارات والخبرات اللازمة لدراستها بالشكل الأمثل،

مع ضرورة امتلاكه الوقت الكافي لأن يجري البحث العلمي بالشكل الأمثل الذي يسمح بالوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

كما أن اختيار المشكلة البحثية بشكل منطقي وموضوعي يحتاج من الباحث العلمي أن يتأكد من امتلاكه الإمكانيات المالية

لإجراء البحث بالشكل الذي يحتاج إليه، وفي حال عدم امتلاك الإمكانيات المالية فيتجه الباحث العلمي

لاختيار مشكلة بحثية أخرى او يسعى لإيجاد شخص أو جهة تقبل تمويل البحث العلمي.

مما سبق يمكننا القول أن اختيار مشكلة البحث العلمي يفترض أن يكون مبنياً على المعايير السابقة،

ولكن في حال وصل الباحث العلمي لأكثر من مشكلة بحثية تحمل المواصفات السابقة وتكون بنفس الأهمية فلا فرق كبير بينها بالفوائد.

فإن على الباحث العلمي أن يختار المشكلة التي يميل إليها بشكل أكبر،

وهذا الميل لا يتعارض مع الموضوعية على اعتبار أن الباحث العلمي اختار مشكلة تحمل جميع المواصفات المطلوبة.

ويكون التوجه للموضوع البحثي الذي هناك ميل تجاهه لأن الباحث العلمي سيمتلك رغبة كبيرة في الوصول إلى نتائج وحلول منطقية سليمة له.

لأنه في هذه الحالة سيبذل الكثير من الجهود وسيقضي وقت طويل في العمل البحثي دون كلل أو ملل أو إحساس بالتعب،

وهو سيسخر جهوده وطاقته بالكامل للوصول إلى البحث العلمي الناجح الذي يحقق جميع الغايات البحثية المستهدفة.

  • دور الموضوعية في جمع البيانات والمعلومات من المصادر والمراجع:

إن الباحث العلمي وفي مختلف دراساته العلمية يحتاج إلى أن يستعين بمراجع ومصادر البحث العلمي

التي يمكن أن تساهم في إثراء الدراسة العلمية ووصولها إلى الاستنتاجات السليمة.

فهذه المصادر والمراجع وبشكل خاص في الدراسات البحثية النظرية لها الدور الأساسي في جمع البيانات والمعلومات الدراسية.

وأبرز هذه المصادر والمراجع تأتي الكتب، والبحوث العلمية، ورسائل الماجستير أو الدكتوراه،.

ومنشورات المجلات المحكمة أو ما يصدر عن المؤتمرات واللقاءات العلمية وغيرها من الدراسات السابقة المتعددة.

وتستوجب الموضوعية من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا في هذه الناحية أن يحرص على التنويع في مصادر البحث العلمي،

وأن يعتمد على البيانات والمعلومات المستمدة من مصادر موثوقة ذات مصداقية

وأن تكون حديثة وبالخصوص في الدراسات التطبيقية وغيرها من العلوم التي تتطور بتسارع كبير.

كما ان الموضوعية تحتاج من الباحث العلمي أن يكون حريصاً على اختيار المصادر والمراجع المرتبطة بموضوع أو مشكلة البحث العلمي بشكل وثيق،

بما يسمح لها بإثراء الدراسة واغنائها والوصول بها إلى استنتاجات منطقية سليمة.

وبالإضافة إلى كل ما ذكرناه فإن الموضوعية والصدق تظهر بشكل واضح من خلال عرض طالب الدراسات العليا

أو الباحث العلمي كافة البيانات والمعلومات التي يحتاجها بحثه، والتي تساهم في الوصول الى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.

وبالتالي عليه أن لا يتوجه لعرض بعضها وحجب البعض الآخر بما يتناسب مع ميوله ورغباته،

أو بما يتوافق مع فرضياته البحثية، لأن هذا يناقض الموضوعية وسيؤدي دون ادنى شك لنتائج ليست منطقية وغير دقيقة.

قد تكون الدراسة العلمية تحتاج من الباحث العلمي أن يعتمد في جمع المعلومات والبيانات البحثية على جمعها من ظاهرة البحث العلمي،

أو من المجتمع البحثي أو العينة الدراسية التي تمثّل هذا المجتمع البحثي.

والموضوعية تكون بتحديد الظاهرة البحثية، وتكون بعدم جمع بعض المعلومات وحجب أخرى عند جمعها من الظاهرة البحثية بشكل مباشر.

أما بالنسبة لمجتمع البحث فهو يحتاج تحديد دقيق لجميع خصائص وسمات هذا المجتمع،

وبعد ذلك يتم التوجه لاختيار العينة الدراسية بشكل موضوعي بعيد تماماً عن المصالح والرغبات الشخصية أو المجتمعية.

وهو ما يسمح بأن تكون العينة الدراسية معبّرة بشكل شامل عن مجتمع البحث،

وأن تكون متناسبة في حجمها مع حجم مجتمع البحث، وجمع المعلومات والبيانات المطلوب جمعها من العينة الدراسية،

وهو ما يسمح الوصول إلى بيانات ومعلومات دقيقة قابلة للتعميم على كامل مجتمع البحث العلمي.

ومن جهة أخرى فإن رفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية،

يحتاج منه الاختيار الموضوعي السليم للأداة البحثية التي تسمح له الوصول الى البيانات والمعلومات الدقيقة والسليمة.

فاختيار الباحث العلمي لأداة دراسية غير مناسبة رغبةً منه في تخفيف التكاليف المالية،

أو لتوفير الوقت أو الجهد والوصول الأسهل والأسرع للمعلومات،

سيؤدي به للوصول إلى جمع بيانات غير صحيحة أو غير دقيقة وهو ما سيؤثر حتماً بشكل سلبي على سلامة النتائج البحثية للدراسة.

  • دور الموضوعية في مباحث وفصول البحث العلمي:

إن حجم البحوث والرسائل والدراسات العلمية بمعظمه يكون في الإطار النظري ومن البحث بما فيه من مباحث وفصول متعددة،

والتي تحتاج من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يلتزم بشكل كامل بالموضوعية بمختلف هذه المباحث والفصول.

تكون الحيادية في هذه الناحية من خلال السلامة والموضوعية والحيادية في صياغة المقدمة البحثية،

وفي تحديد وصياغة مشكلة أو موضوع البحث العلمي، كما أنها تحتاج التحديد والصياغة السليمة لجميع الأهداف الدراسية سواء الرئيسية أو الفرعية منها.

بالإضافة إلى التحديد والصياغة السليمة لأسئلة أو فرضيات البحث العلمي،

وهو ما يتحدد بناءً على تخصص البحث العلمي والموضوع البحثي الذي يتناوله.

وبعد ذلك تشمل الموضوعية باقي مباحث وفرضيات البحث،

والتي يفترض أن تكون بالعرض الشامل الحيادي والموضوعي لجميع معلومات وبيانات البحث الموثوقة والحديثة والتي تساهم في إغناء الدراسة العلمية.

مع ضرورة أن يعمل الباحث العلمي على عرض وترتيب وتنظيم المعلومات والبيانات بشكل حيادي سليم،

وأن يحللها بشكل موضوعي بما يسمح بوصول الدراسة البحثية إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.

  • دور الموضوعية في فصل النتائج بالدراسة البحثية:

إن فصل النتائج هو أكثر أقسام وعناصر البحث العلمي التي تحتاج إلى الحيادية والموضوعية والصدق،

فمن خلاله يجب أن تتجلى الموضوعية بأبهى صورها، وذلك بالعرض الموضوعي لما وصلت إليه الدراسة البحثية.

وهذا ما يستلزم أن تعرض النتائج الموضوعية المنطقية التي تمّ إثباتها بالبراهين والقرائن،

والتي يفترض أن تكون مرتبطة بشكل وثيق بما جرى عرضه في متن البحث العلمي، وأن تأتي كنتيجة طبيعية لتطور الدراسة البحثية.

مع ضرورة أن تكون النتائج قد حققت جميع أهداف البحث العلمي، وأن تجيب عن أسئلة البحث العلمي، وأن تؤكد أو تنفي فرضيات البحث.

وتكون الموضوعية من خلال العرض الكامل للنتائج التي وصلت إليها الدراسة البحثية بشكل فعلي واقعي،

فلا يعرض بعض النتائج ويخفي نتائج أخرى وذلك بما يتوافق مع مصالح الباحث العلمية الشخصية أو المجتمعية.

ومن أكثر الأخطاء التي تخل بالأمانة العلمية وتساهم في فشل البحث أو الرسالة العلمية ورفضها،

قيام الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يعرض من النتائج ما يتوافق مع فرضيات البحث العلمي،

وأن يخفي ما لا يتوافق مع فرضيات البحث أو لا تتناسب مع معتقداته ومصالحه ورغباته الشخصية أو المجتمعية.

أبرز العوامل المؤثرة على مستوى الموضوعية في الدراسات العلمية

إن إدراك كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية،

يحتاج الاطلاع على أبرز العوامل المؤثرة على مستوى الموضوعية في الدراسات العلمية، والتي تظهر بشكل رئيسي من خلال الآتي:

  • تخصص طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي:

إن التخصص العلمي الذي تنتمي إليه الدراسة البحثية من العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على موضوعية الدراسة وحيادها،

فالعديد من المجالات العلمية من الممكن أن تلتزم دراساتها بالموضوعية بشكل سهل،

في حين أن بعض المجالات العلمية الأخرى تتأثر كثيراً برغبات وميول الباحث مما يؤثر على موضوعية الدراسة العلمية.

فعلى سبيل المثال نجد أن الدراسات بالعلوم الانسانية أو علم الاجتماع يصعب على الباحث العلمي فيها الالتزام الكبير بالموضوعية،

فهذا الأمر يتأثر بصورة كبيرة بالرغبات والميول التي لدى الباحث العلمي.

وهو ما يمكن الحد منه من خلال معارف الباحث العلمي وخبراته، ومن خلال معرفة كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية.

بينما نجد مجالات علمية أخرى ومنها على سبيل المثال الفيزياء، البرمجة، الرياضيات، العلوم الهندسية،

الكيمياء تعتمد على الادلة الظاهرة والأرقام، وبالتالي من السهل على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العلمية أن يلتزم فيها بالموضوعية والحياد.

  • أخلاقيات الباحث العلمي وما يحمله من معتقدات وقيم:

إن الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا هم بشر ومن الطبيعي أن لكل منهم مبادئه وأخلاقياته ومعتقداته،

سواء منها ما يرتبط به بشكل شخصي، أو ما يرتبط بالمجتمع الذي يعيش فيه.

وبالتالي فإن الباحث العلمي لا بدّ أن يتأثر في مشواره البحثي بما يمتلكه من أخلاقيات،

ولكن على الطلاب والباحثين العلميين أن يدركوا أهمية الامانة العلمية والموضوعية والحياد والالتزام بجميع أخلاقيات البحث العلمي.

وللوصول إلى الدراسات البحثية السليمة التي تحقق النتائج المنتظرة،

فإن الباحث العلمي وفي كامل مشواره البحثي من بدايته إلى نهايته ملزم بترك أهوائه ومعتقداته ورغباته الشخصية او المجتمعية،

وأن يعتمد على الصدق والموضوعية والحياد والعمل الأكاديمي الشفاف في جميع العناصر والخطوات البحثية.

وعلى الباحث العلمي وطالب الدراسات العليا أن يتعمق في أخلاقيات البحث العلمي وأن لا يهملها،

بل أن يلتزم بها بشكل كامل وشامل، لأن هذا الأمر له دور كبير على التأثير في سلامة ونجاح البحث العلمي،

وهو عامل رئيسي في تحقيق جميع أهداف البحث العلمي بما يساهم في الوصول إلى الفوائد المنتظرة من نجاح الدراسة البحثية.

  • تعامل الباحث العلمي مع المبحوثين في دراسته البحثية:

كما أشرنا سابقاً فإن نسبة كبيرة من البحوث والرسائل والدراسات العلمية تعتمد في جمع مختلف بيانات ومعلومات البحث على أفراد العينة الدراسية.

 ويتضمن رفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية بهذه الحالة، أن يحسن اختيار عينة الدراسة(كما اشرنا سابقاً)،

وأن ينجح في التعامل مع هؤلاء المبحوثين ليحصل منهم على البيانات والمعلومات الدقيقة.

والتعامل الحسن مع المستجيبين في البحث العلمي يحتاج السعي لكسب ثقتهم،

ويكون ذلك من خلال التعامل معهم بشكل متواضع وأخلاقي بعيد عن الاستعلاء أو سوء المعاملة.

وعلى الباحث العلمي أن يشرح لأفراد العينة الدراسية أهمية الدراسة بشكل عام الفائدة التي يمكن الوصول إليها من خلالها،

ويشرح لهم أهمية دورهم في البحث العلمي، وأن نجاح البحث يتوقف على سلامة المعلومات والبيانات التي يمنحونها للباحث العلمي.

فالتعامل السيء أو المتعالي أو بشكل مستهتر قد يدفع أفراد العينة الدراسية لمنح الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا معلومات وبيانات غير دقيقة،

وهو ما سيؤثر بشكل سلبي دون ادنى شك على دقة وسلامة المعلومات والبيانات البحثية وبالتالي التأثير السلبي على سلامة النتائج التي يتم الوصول إليها.

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم الموضوعية في الدراسات العلمية، وما يمكن أن يكون دور الموضوعية في الدراسات البحثية في مختلف المراحل والخطوات البحثية.

كما أننا عرضنا بشكل موسع على أبرز العوامل المؤثرة على مستوى الموضوعية في الدراسات العلمية،

بالإضافة إلى إلقاء الضوء بشكل مفصل حول  كيف يرفع الباحث العلمي مستوى الموضوعية في دراسته البحثية؟

سائلين الله تعالى أن يكون قد وفقنا في تقديم كل ما هو مفيد للباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا الأعزاء.

المصادر:

الموضوعية في البحث العلمي، 2022، مبتعث

Share this post


تواصل معنا الآن