الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث

الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث

الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث

إن تعرّف الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا على الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية ورسائل الماجستير أو الدكتوراه من الأمور الأساسية والمفيدة للغاية، والتي تسمح للباحث العلمي أن يصل إلى دراسة متكاملة.

حيث يساعد هذا التقييم الذاتي من الباحث العلمي على تخطي مرحلة التقييم للبحث من قبل المحكمين العلميين للمجلات العلمية أو اللجان المختصة عن التقييم، وهو ما يساعد على تحقيق جميع أهداف الدراسة البحثية.

أهمية تقييم الأبحاث العلمية

تظهر أهمية تقييم البحث العلمي من أنه يساعد على التأكد من جودة البحث العلمي،

فالقيام بالتقييم النقدي للدراسات العلمية يساعد على تخطي الهفوات والفجوات والنواقص،

ويساعد على تصحيح الأخطاء الموضوعية واللغوية، وعلى تحديد مختلف نقاط الضعف أو القوة في البحث،

والتأكد هل كانت الدراسة ناجحة ومفيدة؟ أم أنها تحتاج إلى تعديل وتصويب.

كما أن التقييم الشخصي السليم للبحث من قبل الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا يساعد على النجاح،

وتخطي مرحلة التقييم التي تقوم بها لجان التحكيم في المجلات العلمية المحكمة، أو لجان الإشراف والتقييم في الجامعات وخصوصاً المشرفة على الرسائل العلمية.

ومع تعدد طرق التقييم فإننا سنحاول من خلال سطورنا القادمة التعرف على أهم الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية،

بما تتضمنه من خطوات ترتبط بكل عنصر من عناصر البحث من جهة، أو ببعض الأمور التي ترتبط بكامل عناصر البحث العلمي مجتمعة.

الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية

سنحاول أن نتعرف من خلال الحديث عن تقييم البحث العلمي على تقييم مختلف العناصر والخطوات البحثية،

والحديث عن التقييم المتكامل لتناسق البحث وغيرها من أمور ترتبط بجميع هذه العناصر،

وهنا يمكننا أن نقول أن أهم الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية هي ما يلي:

  • ترابط واتساق عناصر البحث العلمي:

إن الاتساق والترابط من أهم شروط نجاح أي عمل بحثي،

وهو ما يفترض من الباحث العلمي أن يعمل على قراءة دراسته بالمجمل ويتأكد من ترابطها واتساقها.

بحيث تكون كل فقرة مكملة للفقرة السابقة وممهدة للفقرة التالية، كما أن المباحث والفصول يفترض أن تكمل بعضها بعضاً،

بحيث تتطور الدراسة بشكل منطقي سليم بما يسمح الوصول النتائج والحلول المنطقية المثبتة بالبراهين والأدلة.

  • تصميم البحث العلمي وتنفيذه:

إن التصميم السليم للدراسة العلمية شرط أساسي لأي بحث علمي، وهو ما يستلزم أن تكون عناصر البحث العلمي كلها متكاملة ومتناسقة،

وهو ما يسمح التنسيق الجيد لتصميم البحث بما يؤدي للوصول إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.

لأن التصميم غير السليم سيؤدي إلى رفض الدراسة وفشلها، وتكون غير قابلة للتطبيق،

وهنا من المهم أن يعمل الباحث العلمي على الإجابة عن بعض الأسئلة وأبرزها:

هل أجري البحث في المختبر أو في المكان الطبيعي للظاهرة؟ وما هي الطبيعة للعينة المشاركة في البحث العلمي؟

وهل يمكن القياس والتحكم بالعناصر الخارجية؟ 

إن التصميم السليم والإجابة عن مثل هذه الأسئلة سيساعد ويسمح بإعطاء فكرة عن سلامة الدراسة وجودتها،

مما يعطي فكرة واضحة عن سلامة البحث العلمي.

  • التقييم اللغوي للبحث العلمي:

من الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث ما يرتبط بالسلامة اللغوية للبحث العلمي،

وهي ما يمكن ان يقوم به الباحث العلمي بنفسه في حال امتلاكه القدرات اللغوية الاحترافية التي تسمح له بذلك.

وإلا فمن الضروري الاعتماد على مدقق لغوي متخصص ومحترف، يعمل على تقييم وتصحيح البحث العلمي،

بأن يصحح الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية، ويضع علامات الترقيم في المكان السليم لها،

بالإضافة إلى قيامه بالتأكد من أدوات الربط وأنها مستخدمة بالشكل السليم.

وفي هذا الإطار تبقى كوادرنا المختصة الاحترافية المؤلفة من أهم المدققين أصحاب الشهادات العالية والخبرات الطويلة،

من الخيارات الأفضل لإجراء التدقيق اللغوي للأبحاث والرسائل العلمية سواء المكتوبة باللغة العربية أو باللغة الإنجليزية.

  • التقييم للمنهج العلمي المعتمد:

يبقى اختيار المنهج العلمي المناسب من الأمور الأساسية التي لا يمكن نجاح البحث العلمي

دون اختيارها بالشكل السليم والصحيح تماماً، علماً أن الباحث العلمي قد يختار الاعتماد على منهج علمي واحد في دراسته البحثية.

وهو قد يعتمد في الدراسات العالية الجودة كرسائل الدكتوراه على منهجية متعددة (أكثر من منهج علمي بالدراسة ذاتها)،

وهذا الأمر يحتاج إلى خبرات ومهارات ومعارف أوسع.

وتظهر أهمية المناهج العلمية من كونها العامل الذي يسمح للباحث العلمي تحديد كيفية جمع بيانات ومعلومات البحث العلمي،

وأساليب تنظيمها وعرضها وتحليلها بما يسمح الوصول إلى استنتاجات منطقية سليمة.

ومن الممكن تقييم المنهج العلمي من خلال التأكد من أن المنهج العلمي المستخدم هو الأفضل بالنسبة للمجال العلمي والموضوع البحثي التي تتناولها الدراسة.

تعتبر المصادر والمراجع من أهم طرق جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي،

ويتوقف نجاح البحث ووصوله إلى الاستنتاجات المنطقية السليمة على سلامة اختيار المصادر البحثية،

وبالتالي لا بدّ من اعتبار تقييمها من ضمن الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث، ويمكن أن يتم من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:

هل كانت المصادر والمراجع من المصادر الأولية وغيرها من المصادر والمراجع الموثوقة ذات المصداقية؟

هل كانت المصادر والمراجع مرتبطة بشكل وثيق بالمشكلة أو الموضوع البحثي وتساهم في إثراء وإغناء الدراسة البحثية؟

هل كانت المصادر والمراجع من المصادر الحديثة؟ 

هل اعتمد الباحث على شكل محدد من المصادر أم أنه اعتمد على مصادر متنوعة ومتعددة؟

(فالباحث العلمي يجب أن لا يقتصر على نوع واحد من المصادر بل أن ينوع بينها،

كأن يعتمد  مثلاً على الكتب والبحوث العلمية وإصدارات المؤتمرات أو المجلات المحكمة.

  • تقييم العينة الدراسية وأدوات الدراسة:

قد يستمد الباحث العلمي معلومات وبيانات دراسته من خلال الأسلوب المباشر،

وذلك من الظاهرة او المجتمع البحثي، او من العينة الدراسية عبر إحدى أدوات الدراسة،

وهو ما يمكن تقييمه من خلال الإجابة عن مجموعة أسئلة أبرزها:

هل استطاع الباحث العلمي أن يحدد بشكل سليم ظاهرة أو مجتمع البحث؟ وهل حدد الخصائص بالشكل السليم؟

هل اختار الباحث العلمي عينة الدراسة بشكل حيادي وموضوعي بحيث تحمل جميع خصائص مجتمع البحث وتعبر عنه بشكل شامل؟

هل كان حجم العينة الدراسية متناسب مع حجم ظاهرة البحث العلمي ومع المعلومات والبيانات المطلوب جمعها؟

هل يمكن تعميم النتائج البحثية على جميع أفراد مجتمع البحث؟

هل استطاع الباحث العلمي اختيار الأداة الدراسية المناسبة لموضوع البحث العلمي؟ وهل استخدمها بالشكل السليم؟

وهنا فإن التقييم يشمل التقييم الشامل للأداة الدراسية ولكيفية استخدامها بجميع مراحلها، وهو أمر يختلف من أداة دراسية إلى أخرى.

الطرق الشائعة في تقييم عناصر البحث العلمي

من أبرز الأمور المرتبطة بموضوع الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية،

ما يرتبط بتقييم كل عنصر أو خطوة من خطوات البحث العلمي، وذلك وفق الشكل التالي:

  • تقييم اختيار مشكلة البحث العلمي:

إن المشكلة أو ظاهرة البحث العلمي هي الأساس الذي ستبنى عليه كامل الدراسة العلمية،

وهو ما يوجب الاهتمام بها بشكل كبير فهي الأساس الذي يتوقف عليه نجاح البحث العلمي.

وتقييم المشكلة أو الظاهرة البحثية من الخطوات الواجبة قبل البدء بالدراسة على عكس باقي خطوات التقييم التي تحصل بعد كتابة البحث العلمي.

يتم تقييم مشكلة البحث من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة وأبرزها:

هل المشكلة البحثية أصيلة وحديثة؟ أم أنها مستهلكة ومكررة عن دراسات سابقة.

هل المشكلة البحثية لها أهمية وفائدة ظاهرة؟ أم أنها لا تفيد في تقدم العلم أو المجتمع،

وهل تفيد بإيجاد الحلول للمشكلات البحثية أم لا؟

هل المشكلة البحثية قابلة للدراسة والقياس والحل؟

هل امتلك الإمكانيات المعرفية والمهارية والخبرات التي تسمح بدراسة المشكلة البحثية بالشكل الأمثل؟

وهل امتلك الوقت الكافي لإجراء الدراسة بالشكل المطلوب وتقديمها خلال الفترة المحددة؟

هل امتلك القدرة المالية التي تحتاجها الدراسة البحثية أو أنه يستطيع تأمين فرد او جهة ممولة للدراسة العلمية؟

بعد كتابة البحث يشمل التقييم التأكد من الصياغة السليمة المفهومة والمعبرة عن المشكلة أو الموضوع العلمي.

  • تقييم عنوان البحث العلمي:

من الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية ما يرتبط بتقييم العنوان،

وهو تقييم بغاية الأهمية على اعتبار أن العنوان هو واجهة البحث العلمي وأول ما سيطلع عليه القارئ للبحث العلمي،

ويمكن تقييم العنوان من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة وأبرزها ما يلي:

هل كان العنوان معبّر بشكل شامل عن موضوع أو مشكلة البحث العلمي؟ وهل شمل العنوان المتغيرات الرئيسية للبحث؟

هل كانت كلمات العنوان واضحة وسهلة ومفهومة؟ أم أنها كانت كلمات غامضة وقابلة للتأويل.

هل استخدم الباحث العلمي عنوان متوسط الطول يكفي للتعبير عن موضوع البحث؟

أم أنه عنوان قصير غير كافي للتعبير عن موضوع البحث، أو كان عنوان طويل ممل ومنفر للقارئ.

  • تقييم مقدمة البحث العلمي:

على اعتبار المقدمة هي القسم الترويجي للبحث العلمي، فإن الباحث العلمي يجب أن يحرص على كتابتها بالشكل الأمثل،

بحيث تحتوي جميع عناصر المقدمة الجيدة، وتكتب بأسلوب يشجع القارئ على الاستمرار بقراءة البحث،

ويمكن تقييم المقدمة من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة وأبرزها:

هل كانت المقدمة مختصرة وموجزة مع توضيح سليم للمشكلة البحثية، وعرض شامل للعناوين والمراحل الرئيسية للبحث؟

هل تمكّن الباحث العلمي من أن يكتب المقدمة الشاملة لجميع عناصر المقدمة الجيدة والمتكاملة؟

هل استخدم الباحث العلمي اللغة القوية والواضحة والمفهومة من جميع القراء بمن فيهم القراء الغير متخصصين؟

هل احتوت المقدمة على مصطلحات علمية أو اقتباسات؟ وهل كان الاعتماد عليها ضرورياً وكانت بالحد الأدنى؟

  • تقييم الأهداف في البحث العلمي:

تستمد أهمية البحث من الأهداف التي يسعى الباحث العلمي لتحقيقها،

وبالتالي من الطبيعي أن يدخل تقييمها ضمن الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية،

ويمكن أن يتم تقييم الأهداف من خلال الإجابة عن مجموعة أسئلة وأبرزها:

هل كانت الأهداف الرئيسية والثانوية التي صاغها الباحث العلمي قابلة للدراسة والتحقق؟

هل استطاع الباحث العلمي صياغة الأهداف بشكل مفهوم وواضح؟ وهل كان ترتيبها سليم ومنتظم ومتناسب مع تنظيم ومراحل البحث العلمي؟

وهنا نشير أن تحقيق جميع أهداف البحث العلمي يعتبر أمر أساسي في نجاح أية دراسة بحثية.

  • تقييم أسئلة أو فرضيات البحث العلمي:

على الباحث العلمي في أي بحث أو رسالة علمية ووفقاً لتخصص البحث العلمي والموضوع الذي يتناوله،

أن يختار صياغة أسئلة البحث الاستفهامية، أو فرضيات البحث التي تظهر توقعات الباحث العلمي لنتائج البحث،

وهو ما تؤكده النتائج أو تنفيه بالدليل والبرهان، والتي تظهر العلاقة بين متغيرات البحث.

وبالتالي فإن تقييم أسئلة أو فرضيات البحث من الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية،

وهو ما يمكن أن يظهر من خلال الإجابة عن مجموعة أسئلة أبرزها:

هل كان اختيار البحث سليم للأسئلة أو الفرضيات البحثية؟

هل الأسئلة أو فرضيات البحث العلمي تغطي جميع محاور البحث العلمي؟

هل كانت صياغة الأسئلة او الفرضيات واضحة ومفهومة؟ وهل كانت متناسبة مع مراحل البحث العلمي؟

  • تقييم التحليل الإحصائي:

على الباحث العلمي أن يحرص على أن يختار أسلوب التحليل الإحصائي المناسب،

ويكون التقييم هنا من خلال التأكد من الاختيار السليم للأسلوب الإحصائي الذي يسمح الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

كما يشمل التقييم تأكد الباحث العلمي من أنه قد استخدم الأسلوب الإحصائي الصحيح،

أم أن الباحث العلمي لم يختار الأسلوب الصحيح في التحليل الإحصائي.

  • تقييم النتائج البحثية:

إن النتائج هي خلاصة الدراسة العلمية وأهم مراحلها البحثية، وهو ما يجب الاهتمام بها بشكل كبير،

وهو ما يجعل تقييمها من الأمور ذات الأهمية الكبيرة، وتدخل ضمن الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث

خطوة تقييم النتائج وذك يمكن من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة ومنها:

هل كانت النتائج دقيقة ومثبتة بالقرائن والبراهين؟

هل استطاع الباحث العلمي صياغة النتائج بالشكل الواضح والمفهوم والمختصر والسليم؟

هل كانت النتائج مرتبطة بما تمّ مناقشته في متن البحث وكامتداد طبيعي له؟

هل حققت النتائج جميع أهداف البحث الرئيسية أو الفرعية منها؟

هل أجابت النتائج عن جميع أسئلة البحث؟ أو هل أكدت أو نفت النتائج جميع فرضيات البحث العلمي بالدليل والبرهان؟

هل وضع الباحث العلمي التوصيات السليمة المرتبطة بالنتائج البحثية؟

  • تقييم توثيق المصادر والمراجع في البحث العلمي:

إن عمليات التوثيق من العمليات الاساسية التي لا يمكن نجاح البحث العلمي دونها،

وهو ما يستلزم من الباحث العلمي أن يحرص على أن يقوم بها بشكل سليم،

مع ضرورة الالتزام بالأسلوب المحدد من الجهة التي يقدم إليها البحث (في حال تحديد تلك الجهة لأسلوب محدد من التوثيق).

وهنا يكون التساؤل حول الالتزام بالنوع المفروض من الجهة التي سيقدم إليها البحث،

وفي حال عدم تعيين نوع محدد للتوثيق على الباحث أن يتساءل إن كان اختار الأسلوب الأفضل في التوثيق،

وبكلتا الحالتين يجب التأكد من أن التوثيق قد تمّ بالشكل السليم.

تقييم الأمور المظهرية والشكلية في البحث العلمي

إن جميع الجامعات والمجلات العلمية وجميع الجهات التي تقدّم إليها الأبحاث أو الرسائل العلمية لها شروط معينة،

سواء منها ما يرتبط بتنسيق البحث، أو بالشروط المظهرية والشكلية، وهي أمور لا يمكن نجاح البحث

أو قبول نشره دون الالتزام بها، مما يجعل دخولها ضمن الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية أمراً لا بدّ منه.

ويمكن تقييم هذه الأمور المظهرية والشكلية من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة وأبرزها نذكر ذلك:

هل توافق تنسيق البحث مع الشكل المطلوب من قبل الجهة التي سيقدّم إليها البحث العلمي؟

هل كان التنسيق والترتيب والتنظيم متناسب مع حجم الدراسة البحثية ونوعها وموضوعها؟

هل التزم الباحث العلمي بجميع معايير وشروط وإجراءات الجهة التي سيقدم إليها البحث وفق الدليل الخاص المحدد من قبلها؟

هل كان حجم البحث مناسب مع شرط الجهة التي ستقدّم إليها الدراسة وضمن الحدود المسموح بها من قبلها؟

هل كانت نوعية الخطوط وأحجامها متوافقة مع دليل الجهة التي يقدّم إليها البحث العلمي؟

هل التزم الباحث العلمي بنسب الاقتباس التي حددتها الجهة التي سيقدّم إليها البحث العلمي؟

هل كان حجم الهوامش والمسافات بين السطور وغيرها من شروط مظهرية متوافق مع دليل الجهة التي ستقدّم إليها الدراسة البحثية؟

تقييم الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي

إن الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي من الأمور الأساسية التي لا بدّ منها للنجاح وقبول الدراسة البحثية،

مما يجعل تقييم هذه النقاط من أهم الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث، وهو ما يمكن اختصاره بما يلي:

  • تقييم الأمانة العلمية:

إن الالتزام بالأمانة العلمية من الأمور الأساسية التي لا بدّ منها لنجاح وقبول البحث العلمي،

فعلمية التوثيق العلمي من جهة تحافظ على حقوق الباحثين الآخرين، ومن جهة أخرى تمنع دس المعلومات المغلوطة،

كما أنها تظهر مجهودات الباحث العلمي ومدى اعتماده على المصادر الموثوقة،

بالإضافة إلى أنها تسمح بالعودة إلى المصدر والاطلاع عليه بكل سهولة.

ويتم التقييم للأمانة العلمية من خلال التأكد من أن الباحث العلمي

لم يتجاهل التوثيق السليم لأي اقتباس مباشر أو غير مباشر قام به في دراسته العلمية.

  • تقييم الموضوعية والصدق والحياد:

إن الموضوعية والصدق والحياد من أساسيات العمل البحثي الناجح، مما يستوجب تجنب عرض البيانات أو المعلومات أو النتائج المغلوطة،

وعدم عرض بيانات أو نتائج وحجب أخرى.

وتجنب كل ما يتناقض مع سلامة البحث لميول أو رغبات شخصية أو مجتمعية،

وبالتالي على الباحث العلمي من خلال الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث أن يتأكد الالتزام الكامل بالموضوعية والحياد والصدق في جميع مراحل دراسته،

وخصوصاً في مرحلتي جمع البيانات والمعلومات، ومرحلة عرض النتائج البحثية.

  • تقييم التعامل مع أفراد عينة الدراسة:

قد يجمع الباحث العلمي معلومات وبيانات دراسته البحثية من العينة الدراسية وهو ما يجب تقييمه كما ذكرنا في فقرة سابقة من هذا المقال.

ولكن ما يجب تقييمه أيضاً طريقة تعامل الباحث العلمي مع هؤلاء المستجيبين، فيكون هناك تعامل أخلاقي ومحترم تجاههم.

ويشمل التقييم مدى احترام الباحث العلمي لخصوصيات هؤلاء المبحوثين المشاركين بالدراسة، وهل أظهر الاحترام إليهم أو أنه أساء إليهم.

مع ضرورة الاحترام الكامل للسرية سواء سرية معلومات أفراد العينة الدراسية،

او السرية التي قد تتطلبها الدراسة التي تجمع البيانات والمعلومات من أفراد أو جهات معينة تحتاج المحافظة على سرية المعلومات.

وبالإضافة إلى كل ذلك فإن الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية تشمل كذلك عدم تعريض المستجيبين لأي احراج او خطر،

وفي حال وجود مثل هذه الأمور فيجب على الباحث العلمي أن يترك المستجيب على معرفة تامة بما هو مطلوب منه،

وأن يحصل من المبحوث على موافقة خطية بالمشاركة بالدراسة.

وبذلك نكون قد اطلعنا على أهمية عمليات تقييم للرسائل والأبحاث العلمية،

وعلى أهم الأساليب المعتمدة في تقييم مختلف عناصر البحث العلمي،

كما أشرنا إلى تقييم الأمور المظهرية والشكلية في البحث العلمي، مع التعرف على كيفية تقييم الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي.

وبالإضافة إلى كل ذلك فقد ألقينا الضوء بشكل موسع حول أهم الطرق الشائعة في تقييم الأبحاث العلمية،

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم كل ما هو مفيد لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين الأعزاء.

المصادر:

معايير تقييم الورقة البحثية، 2022، مبتعث للدراسات والاستشارات الأكاديمية

Share this post


تواصل معنا الآن