المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم

المشكلة البحثية والفجوة البحثية

المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم

على أي باحث علمي أو طالب دراسات عليا أن يدرك ما هي المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم،

فالمشكلة البحثية هي عماد أي بحث علمي وهي الأساس الذي ستبنى عليه الدراسة العلمية بالكامل.

وهو ما يستوجب اختيار المشكلة البحثية الأصيلة التي تحمل جميع مواصفات المشكلة القابلة للدراسة والحل،

والتي يفترض أن تساهم في تطور العلوم والمجتمعات،

وهو ما نشاهده بشكل أوضح مع الفجوة البحثية التي تتناول موضوع ذو أهمية كبيرة ولم يتم تناوله سابقاً.

فالمشكلة البحثية التي تقع من ضمنها الفجوة البحثية تشكّل الدافع الأساسي للباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا لإجراء الدراسة العلمية،

والوصول بها إلى الاستنتاجات والحلول المنتظرة،

وهذا ما دفعنا للتعمق في المعلومات الخاصة بموضوع المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم.

وقبل الدخول في متن هذا المقال والتعرّف على المعلومات الهامة فيه،

نشير إلى ان موقعنا الأكاديمي المتخصص ومن ضمن خدماته ذات الجودة العالية،

يقدم خدمة اقتراح عناوين رسائل الماجستير أو الدكتوراه من مختلف التخصصات العلمية.

وهذه الاقتراحات تتضمن أهم المشكلات البحثية الأصيلة القابلة للدراسة والحل، والتي تحمل جميع شروط ومعايير العنوان والمشكلة البحثية المميزة والحديثة.

ولكل من يحتاج هذه الخدمة أو غيرها من الخدمات الأكاديمية يمكنه التواصل مع موقعنا الأكاديمي المتميز،

وطلب الخدمة التي يحتاج إليها مع تحديد التخصص الذي تنتمي إليه.

لتقوم كوادر الدعم بالتواصل السريع معه عبر رقم الهاتف أو الإيميل الذي حدده لطلب المزيد من المعلومات الأكثر تفصيلاً،

وبعد ذلك يتم الاتفاق على تفاصيل الخدمة ومدة تنفيذها.

ليقوم الكادر المتخصص بتنفيذ الخدمة بالشكل الأمثل وبأعلى معايير الجودة العالمية، وخلال المدة الزمنية المتفق عليها.

جدول المحتويات

مفهوم مشكلة البحث العلمي

إن الحديث عن المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم،

ينطلق من الاطلاع على مفهوم مشكلة البحث العلمي والتي ترتبط بالموضوع او الظاهرة التي أثارت اهتمام الباحث العلمي،

لاحتياجها إلى التوسع في الدراسة والتقصي لزيادة المعارف العلمية.

والمشكلة في البحث العلمي قد تتناول اكتشاف شيء جديد ومهم للتخصص العلمي الذي تنتمي له الدراسة البحثية،

أو تتناول إيجاد حلول للمشكلات المجتمعية أو تساهم في رقي المجتمعات ورفاهية الأفراد، وضمن هذا الإطار تقع الفجوة البحثية.

كما أن المشكلة البحثية قد تتناول بحث أو نظرية سابقة والعمل على نقدها بهدف نفيها،

أو تأكيدها، أو تعزيزها، أو سد الثغرات فيها.

هذا ويتجه الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا لصياغة مشكلة البحث العلمي بشكل واضح ومفهوم،

وهو يعمد عادةً صياغتها عبر أسلوب الفرضية العلمية القابلة للتأكيد او النفي بالأدلة والبراهين،

أو من خلال السؤال الاستفهامي الذي تتولى الدراسة البحثية الإجابة عليه.

مفهوم الفجوة البحثية

إن الفجوة في البحث العلمي هي مشكلة البحث العلمي التي تنتمي إلى مجاله العلمي،

والتي تتكون من مشكلة أو ظاهرة بحثية لم تتم دراستها بشكل مسبق بالشكل الكافي،

أو التي لم تكتشف سابقاُ ولم يدرسها الباحثون العلميون من قبل، مما يجعل هناك نقص وفجوة بحثية بالمجال العلمي للدراسة.

فعثور الباحث العلمي على الفجوة البحثية واكتشافها والتمكن من دراستها بالشكل الأمثل،

غالباً ما يحقق قفزات كبيرة بالتخصص العلمي للمجال الذي تنتمي إليه فجوة البحث العلمي.

وبناءً على كل ما سبق يمكننا أن نعرّف فجوة البحث العلمي بالإشكالية أو الظاهرة العلمية التي لم تغطيها الدراسات السابقة،

وهو ما يجعل الفجوات البحثية التي تحقق فوائد ملحوظة لتطور العلوم والمجتمعات من أهم أشكال مشكلات البحث العلمي.

وباختصار فإن الفجوة البحثية في البحث العلمي هي الإشكالية أو الظاهرة العلمية التي لم يتم اكتشافها مسبقاً،

والتي لم يتمكن الباحثون العلميون السابقون أو الحاليون اكتشافها والوصول بها إلى الحلول والنتائج المنطقية المثبتة بالأدلة والبراهين.

المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم

بعد كل ما سبق وعرضناه نجد أن الفجوة البحثية هي أحد أنواع مشكلة البحث،

ولكن ليست كل مشكلة بحثية هي فجوة بحثية،

بل يفترض أن تكون المشكلة مرتبطة بنقطة أو إشكالية مهمة ومفيدة ولم تتم تغطيتها في البحوث العلمية السابقة.

وبالتالي فالفجوة البحثية هي أهم المشكلات العلمية ولأنها تفتقر غالباً إلى الدراسات السابقة المتعددة،

ولأن اكتشافها ودراستها من أكثر الأمور صعوبة في البحث العلمي،

فهي تحتاج من الباحث العلمي أن يمتلك الخبرة والإبداع والمهارة التي تسمح له إجراء الدراسة بالشكل المطلوب والوصول بها إلى الاستنتاجات والحلول المنتظرة.

فتصدي أي باحث علمي لدراسة فجوة بحثية فيه تحدي كبير، يظهر الباحث العلمي من خلاله إبداعاته وإمكانياته العالية،

وما يمتلكه من معارف وخبرات تسمح له أن يغطي افتقار الدراسة للمصادر الكافية للمعلومات.

تحديد المشكلة البحثية والفجوة البحثية

تأتي أهمية هذه الخطوة من كونها أساس وجوهر الدراسة البحثية،

والتي تسعى جميع الخطوات والعناصر اللاحقة لتحقيق هدف الدراسة المرتبط بالوصول إلى النتائج أو الحلول المنطقية السليمة المرتبطة بالبحث العلمي.

إن الباحث العلمي ومن خلال عمله في تحديد مشكلة البحث العلمي يسعى لاكتشاف كافة الأبعاد والمدلولات المرتبطة بالبحث العلمي،

والتي تسعى لتوضيح أسباب ظهور المشكلة والوصول بها إلى تفسيرات علمية منطقية مثبتة بالبراهين والأدلة.

أما أهم معايير نجاح الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا في اختيار المشكلة البحثية والفجوة البحثية،

هو الفائدة والأهمية الخاصة بمشكلة البحث العلمي، سواء للتخصص الذي تنتمي إليه الدراسة العلمية بما يسمح بتطوره،

أو في إيجاد حلول فعالة للمشكلات المجتمعية، أو بالمساهمة في تطور ورقي ورفاهية المجتمعات والأمم والأفراد.

اقرأ أيضا: المناهج البحثية المستخدمة

 

إعداد منهجية دراسة سليمة

معايير اختيار مشكلة وفجوة البحث العلمي

إن التعمق في معرفة المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم،

يقودنا للتعرف على المعايير التي يفترض من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أخذها بعين الاعتبار عند تحديد المشكلة البحثية،

سواء كانت من الفجوات البحثية أم لم تكن، ومن أهم معايير اختيار المشكلة البحثية والفجوة البحثية نذكر ما يلي:

  • معايير شخصية تحكم اختيار مشكلة البحث العلمي:

هناك العديد من المعايير الشخصية التي يبنى عليها القرار باختيار المشكلة البحثية سواء كانت فجوة بحثية أو لم تكن كذلك،

ومن أهم هذه المعايير الشخصية نذكر ما يلي:

  1. من البديهي أن الباحث العلمي يختار مشكلة بحث من صميم تخصصه العلمي، والتي يكون لها علاقة مباشرة بذلك التخصص، فمن غير الممكن لأي شخص أن يقوم بدراسة بحثية ليست من صميم التخصص العلمي للباحث العلمي.
  2. لكل باحث علمي أو طالب دراسات عليا إمكانياته ومعارفه وخبراته ومهارات العلمية، والتي يجب على الباحث العلمي أن يدرك حجمها، فيختار مشكلة البحث التي يمتلك قدرات دراستها والوصول بها إلى النتائج المنطقية الدقيقة.

وهذا الأمر يحتاج إلى مهارات ومعارف وخبرات إضافية في الفجوة البحثية،

وبالخصوص مع قلة المصادر والحاجة إلى إبداعات ومهارات كبيرة ليتمكن الباحث من النجاح في الدراسة العلمية.

3. لكل دراسة مشكلة بحثية أو فجوة بحثية تكاليف مالية معينة، وهو ما يفترض أن يمتلك الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا إمكانيات تغطيته.

وإن لم يستطع تغطية التكاليف فعليه توفير هيئة أو فرد يمول الدراسة لاقتناعه بأهميتها وبالفوائد الناجمة عنها،

أو أن يتجه لدراسة مشكلة بحثية أخرى قادر على تمويلها مالياً.

4. إن الموضوعية والحياد من أبرز المعايير الواجب اعتمادها عند اختيار المشكلة البحثية، فاعتماد الميول الشخصية دون الموضوعية سيؤدي في الكثير من الحالات إلى اختيار مشكلة بحثية لا تحقق الأهداف المنتظرة منها.

وفي هذا الإطار يمكن للباحث العلمي عندما يصل إلى أكثر من مشكلة أو فجوة بحثية

تحمل جميع معايير المشكلة البحثية القابلة للدراسة والحل،

أن يختار المشكلة التي يشعر بميل ورغبة بدراستها، لأنه بذلك سيبذل مجهودات إضافية ويقضي أطول وقت ممكن،

دون أن يشعر بالملل أو التعب مما يساعده على الوصول إلى دراسة إبداعية.

  • معايير موضوعية تحكم اختيار مشكلة البحث العلمي:

إن المعايير الموضوعية هي المعايير الأهم التي لا يمكن نجاح البحث أو الدراسة العلمية دون أخذها بعين الاعتبار،

وذلك عند اختيار الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا للمشكلة أو الفجوة البحثية، وتبقى أهم المعايير الموضوعية هي:

  1. اختيار مشكلة بحثية من المشكلات أو الظواهر الأصيلة والجديدة فهي لا يجب أن تكون من الإشكاليات والمواضيع المستهلكة والمكررة، مع ضرورة  إلى أن تكون من المواضيع والمشكلات العلمية القابلة للقياس والدراسة والحل فهي ليست دراسة غير ممكنة الدراسة والحل.
  2. على الباحث العلمي أن يختار المشكلة البحثية والفجوة البحثية التي لها فوائد واضحة للعلوم والأمم والمجتمعات، وأن تكون ذات أهمية وفائدة جماعية للمجتمع عموماً أو لمجموعات معتبرة منه، فالفائدة من الدراسة ليست فائدة فردية لشخص معين أو لعدد محدود جداً من الأفراد.

وهنا نشير إلى أن اختيار مشكلات او ظواهر مكررة ومستهلكة بدراسات سابقة سيجعل الدراسة غير ذات قيمة،

فلا تحقق الفائدة المنتظرة منها، وهي عبارة عن مجرد إضاعة للوقت والجهد والمال دون أية فائدة تذكر.

3. لا تقبل المشكلات أو الفجوات البحثية ذات النطاق الموسع بشكل مبالغ فيه، لأن قدرة الباحث العلمي على إجراء الدراسة بنجاح ستكون معدومة مع المشكلات الواسعة التي تحتاج لجهود جماعية من أهم العلماء أصحاب الخبرات والمعارف والمهارات الواسعة، مع تمويل من الحكومات أو أكبر المؤسسات والهيئات العلمية.

وبالتالي من الأفضل اختيار مشكلة محددة من ضمن مشكلة بحثية أوسع، مما يسمح للباحث العلمي القيام بالدراسة بالشكل الصحيح والمتكامل.

4. لا تقبل المشكلة البحثية والفجوة البحثية إذا كانت مخالفة للتشريعات القانونية أو للأعراف والتقاليد في المكان الذي يجري فيه البحث، كما أن المشكلة العلمية لا يفترض أن تناقض أو تخالف التشريعات والأديان السماوية.

  • معايير إجرائية تحكم اختيار مشكلة البحث العلمي:

في حال توافرت المعايير الشخصية والموضوعية يتبقى على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا

التأكد من أن المشكلة البحثية تمتلك المعايير الإجرائية التي تسمح باختيارها كمشكلة للبحث العلمي، ومن أهم المعايير الإجرائية نذكر ما يلي:

  1. أن تكون المعلومات والبيانات المتوافرة والمرتبطة بموضوع البحث العلمي كافية لإثرائه والوصول فيه إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة، وإن كانت هذه المعلومات والبيانات السابقة في الفجوات البحثية أقل، ولكن المهم أن يشعر الباحث العلمي أنه قادر في تحقيق النتائج المستهدفة من البحث العلمي.

وقد تكون مصادر المعلومات من الدراسات السابقة كالكتب والبحوث ومنشورات المجلات العلمية،

وغيرها من مصادر غير مباشرة، وقد تكون من المصادر المباشرة التي تجمع مباشرةً من ظاهرة البحث،

أو من مجتمع الدراسة أو العينة الدراسية المعبرة بشكل كامل عن مجتمع البحث،

والتي يمتلك الباحث العلمي جميع الإمكانيات التي تسمح له الوصول إلى الظاهرة أو المجتمع أو العينة الدراسية.

2. أن يكون لدى الباحث العلمي أو الطالب الدراسات العليا الإمكانيات النفسية والبيئية التي تسمح له للوصول إلى المشكلة البحثية والفجوة البحثية وصياغتها بالشكل الصحيح.

3. يمكن للباحثين الجدد وبالخصوص طلاب الدراسات العليا الاستعانة بعدد من أهل الاختصاص والخبرة وبشكل خاص المشرف على البحث العلمي، وذلك عند اختياره للمشكلة أو الموضوع البحثي، فالمشرف من أكثر الأشخاص القادرين على تقديم النصائح الذهبية ذات الأهمية الكبيرة.

أهم مصادر المشكلة البحثية والفجوة البحثية

من خلال اطلاعنا على المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم،

نجد أن الفجوة البحثية وباعتبارها من أهم المشكلات البحثية فقد تحتاج إلى إبداعات ومعارف وخبرات استثنائية من الباحث العلمي،

وبشكل عام فإن اهم مصادر الوصول إلى المشكلة أو الفجوة البحثية هي:

  • الابداعات والمهارات والمعارف والخبرات التي يمتلكها الباحث العلمي، فهي التي تسمح له الوصول إلى ملاحظة واكتشاف المشكلات أو الفجوات البحثية، وهو ما لا يمكن لأي طالب أو باحث علمي عادي ملاحظته واكتشافه.

وتبقى هذه المصادر هي الأهم والأكثر فائدة في تطور العلوم والمجتمعات العلمية،

وهي التي تساعد على الوصول إلى التطور العلمي والمجتمعي وتساعد في الوصول إلى تطور الأفراد والمجتمعات،

فالتفكير خارج الصندوق هو عامل أساسي للوصول إلى مثل هذه الدراسات.

  • على الطالب أو الباحث العلمي التوسيع من اطلاعه على الدراسات السابقة المنتمية إلى مجاله العلمي، فهو بذلك يوسع من قاعدته المعرفية، وهو ما سيكون له فوائد مضاعفة عندما يترافق مع امتلاك الباحث للقدرة على أن تكون لديه قراءة ناقدة ومتعمقة، وهو ما سيكون له دور في غاية الأهمية بالوصول إلى الأفكار المميزة للمشكلات العلمية.
  • يمكن اعتبار التوصيات في الأبحاث والرسائل العلمية من أهم مصادر المشكلات البحثية، وبالخصوص بالنسبة للباحثين العلميين الجدد أو طلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير أو الدكتوراه، مع ضرورة التأكد من سلامة توصيات الباحث العلمي السابق قبل الأخذ بها.
  • إن الخبرة العملية الميدانية للباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا في مجاله العلمي، من أهم المصادر للمعلومات التي يمكن من خلالها الوصول إلى المشكلات والفجوات البحثية المتعددة.
  • إن اطلاع الباحث العلمي على العديد من البحوث والكتب والرسائل العلمية، ومتابعة أهم المقالات والأوراق العلمية، وما ينشر في المجلات المحكمة، أو ما يصدر عن المؤتمرات العلمية له دور في غاية الأهمية للوصول إلى النتائج المنطقية السليمة.

  • إن حرص الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا على ان يحضر ويشارك في اللقاءات والمؤتمرات العلمية المنتمية إلى تخصصه، تساعده على الوصول إلى الفجوات والمشكلات البحثية، فهذه اللقاءات يتبادل فيها المشاركون والحاضرون المعارف والخبرات والمهارات الكثيرة، ويحصلون على فوائد بغاية الاهمية.
  • قد تكون المشكلات البحثية وخصوصاً الفجوات البحثية عبارة عن دراسات علمية سابقة حاول الباحثون السابقون إجراءها، ولكنهم فشلوا في تحقيق دراسة متكاملة وسليمة توصل لحلول واستنتاجات منطقية تسد الفجوة البحثية، فيحاول الباحث العلمي إجراء الدراسة والوصول بها إلى النتائج والحلول المستهدفة.
  • قد تؤدي الدراسات الحديثة التي تناولت فجوة بحثية وأوجدت الحلول والاستنتاجات المنطقية السليمة لها، إلى ظهور فجوة أو فجوات بحثية أخرى، تحصل نتيجة تطورات الدراسات العلمية وسير العجلة العلمية، وهي فجوات ومواضيع علمية مستحدثة، لم يكن من الممكن أن يصل إليها أي باحث علمي سابقاً قبل الدراسات الحديثة السابقة.
  • قد ترتبط بعض المشكلات العلمية بأمور سرية أو أنها تكون متعارضة مع القوانين أو العادات والتقاليد، وهو ما كان يمنع دراستها ويجعلها مشكلات بحثية غير قابلة للدراسة.

ولكن مع حدوث بعض المستجدات تتحول الأمور السرية إلى أمور معروفة غير سرية،

أو تزول صفة المنع والحساسية عن بعض المشكلات، فهنا نصل إلى المشكلة البحثية والفجوة البحثية القابلة للدراسة والحل،

والتي يمكن اتخاذها كمشكلة للبحث العلمي قيد الدراسة.

خطوات صياغة المشكلة البحثية والفجوة البحثية

هناك العديد من الخطوات التي يفترض من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا القيام بها عند صياغة مشكلة البحث العلمي،

سواء كانت من الفجوات البحثية أو لم تكن، ومن أهم خطوات صياغة مشكلة البحث ما يلي:

  1. إن الخطوات الأولى هي خطوات مبدئية تمهيدية، وتكون من خلال امتلاك الباحث العلمي للقاعدة والمعارف والمهارات التي تجعله يلم بمشكلة البحث العلمي بكافة جوانبها، وبناءً عليه فهو يتخذ القرار بالاعتماد هذه المشكلة والبحثية واختيارها كموضوع لدراسته البحثية.

وبالنسبة لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين في بداية مراحلهم البحثية،

فإن هذه الخطوة من الخطوات الأساسية التي يمكن الاستفادة فيها من أهل الخبرة والاختصاص

وعلى رأسهم المشرفين على البحث أو الرسالة العلمية.

2. كما ذكرنا فإن الباحث العلمي يفترض أن يختار المشكلة البحثية القادر على تغطيتها من جميع جوانبها، كأن يختار الموضوع الفرعي من الموضوع العام، وهو ما يسمح للباحث العلمي أن يصل لدراسة متكاملة تحقق للدراسة العلمية الهدف المنتظر منها.

في حين أن اختيار مشكلات واسعة تحتاج إلى جهود جماعية من أهم الباحثين العلميين،

مع دعم حكومي أو من الهيئات ذات الإمكانيات الكبيرة والضخمة.

3. يتجه الباحث العلمي بعد ذلك لأن يضيق الموضوع الفرعي الذي اختاره من الموضوع العام، بحيث يصل لعدد مواضيع فرعية فيختار المشكلة التي تحمل جميع المعايير التي تعرفنا إليها في فقرة سابقة من هذا المقال.

4. التوجه لصياغة مشكلة البحث العلمي، وأهداف الدراسة، والأسئلة أو الفرضيات التي تغطي المشكلة البحثية من جميع جوانبها، وعادةً ما تكون صياغة إشكالية البحث العلمي عبر أسلوب الأسئلة الاستفهامية، أو العبارات الخبرية التي تظهر توقعات الباحث لما ستصل إليه الدراسة، أو عبر فرضية بحثية تظهر العلاقة بين متغيرات البحث العلمي.

5. يتجه الباحث العلمي بعد ذلك لتحديد إشكالية البحث العلمي ويقوم بصياغتها وتوضيح أهداف الدراسة التي يتم السعي لتحقيقها، فتكون أهداف البحث العلمي الرئيسية والفرعية، التي يفترض أن تستمد من المشكلة أو الظاهرة البحثية.

6. قبل الاعتماد على الصياغة النهائية على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا ان يراجع صياغته لمشكلة البحث العلمي، وصياغة أهداف الدراسة والاسئلة أو الفرضيات البحثية للتأكد من عدم وجود أخطاء مؤثرة على سلامة الدراسة وجودتها، وبالتالي يتم الوصول بالشكل الأمثل إلى المشكلة البحثية والفجوة البحثية مما يسمح بالانتقال إلى الخطوات التنفيذية للدراسة البحثية.

أهم أنواع الفجوة البحثية

في فقرتنا الأخيرة من مقال المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم،

من المفيد الاطلاع على أنواع الفجوات البحثية، وأبرز هذه الفجوات هي:

  • من أهم أنواع الفجوات في البحث العلمي هي الفجوة البحثية المعرفية، فهذا النوع من الفجوات هو أكثر أنواع مشكلات البحث العلمي التي تساهم في الوصول إلى الاكتشافات العلمية أو الحلول الإبداعية المبتكرة الخاصة لمشكلات بحثية لم تتم دراستها بصورة مسبقة.

  • تعتبر الفجوة البحثية التحليلية من أنواع الفجوات البحثية التي تعتبر من التطبيقات العلمية المبتكرة الخاصة، والتي يمكن أن تتناول الأدوات العلمية التي يتم تطبيقها بشكل مسبق على البحث العلمي المرتبط بنفس السياق.
  • الفجوات البحثية المكانية التي يمكن اعتبارها إحدى الدراسات العلمية التي لها أهمية وقيمة كبيرة، والمشكلة البحثية في هذه الحالة تكون خاصة بإشكاليات علمية تمت دراستها بشكل مسبق في منطقة أو مجتمع مكاني معين.

ولكن تكون هناك حاجة أو فائدة من دراسة المشكلة البحثية في مجتمع أو مكان آخر،

بحيث تكون الحدود المكانية مختلفة بين البحث الحالي والبحوث والدراسات السابقة التي تناولت نفس الموضوع البحثي.

  • الفجوات البحثية الزمانية وهي كذلك من المشكلات البحثية التي لها أهمية وقيمة كبيرة، والتي يعمل الباحث العلمي من خلالها إلى دراسة مشكلة بحثية درست مسبقاً، ولكن مع مرور زمن طويل على دراستها فإن بعض التغيرات طرأت عليها مما جعل أمر دراستها حاجة لا بدّ منها، مع ضرورة أن يقوم الباحث العلمي الذي يجري هذه الدراسة البحثية بإجراء المقارنات بين النتائج الخاصة بالبحث الحالي والبحث او البحوث السابقة.

  • الفجوة البحثية المرتبطة بالمفاهيم، ومن خلال هذه الفجوة البحثية فإن الباحث العلمي بعمل على دراسة مشكلة بحثية تمّت دراستها بشكل مسبق، حيث تجري دراسة مواضيع وإشكاليات بحثية درست بمفاهيم معينة، بحيث تعتمد الدراسة الحالية على مفاهيم جديدة وحديثة مختلفة عن المفاهيم السابقة.
  • الفجوات البحثية التطبيقية، ومن خلال هذه الفجوات البحثية يعمل الباحث العلمي لدراسة المشكلة البحثية التي تمت دراستها بصورة مسبقة، والتي استخدمت فيها استراتيجيات ومنهجيات ووسائل علمية متعددة.

وبعد إجراء ذلك فإن الباحث العلمي يتجه لإجراء المقارنة بين النتائج البحثية التي تمّ الوصول إليها في الدراسة البحثية الحالية،

مع الدراسات العلمية التي تناولت الموضوع البحثي ولكن مع استخدام مناهج واستراتيجيات علمية مختلفة.

  • الفجوات البحثية التي ترتبط بتقديم الجديد فيما يرتبط بالإطار النظري في البحث العلمي، وهي ما تسمى “الفجوة البحثية النظرية” والتقديمات والتأثيرات الجديدة التي يتم استخدامها بالدراسة الحالية، وهو ما يسمح بوصولها إلى الحلول والاستنتاجات الجديدة والمبتكرة والتي لها قيمة وأهمية كبيرة.
  • الفجوات البحثية المنهجية، ومن خلال هذا النوع من أنواع الفجوات العلمية يعمل الباحث العلمي على استخدام المناهج العلمية الجديدة، والتي لم تستخدم سابقاً مع المشكلات البحثية المماثلة.

بحيث يتم استخدام منهج او مناهج علمية جديدة على مشكلات بحثية درست سابقاً ولكن باستخدام منهجيات أخرى،

مع ضرورة إجراء مقارنة بالنتائج بين البحث العلمي الحالي والبحوث والدراسات السابقة التي استخدمت مناهج علمية أخرى.

وبذلك نكون قد تعرفنا على مفهوم مشكلة البحث العلمي، وعلى مفهوم الفجوة البحثية،

وظهر لنا أن الفجوات البحثية من المشكلات البحثية الأهم والأكثر قيمة وفائدة للعلوم والمجتمعات.

كما اطلعنا على كيفية تحديد المشكلة البحثية والفجوة البحثية،

وعلى أهم معايير اختيارها سواء كانت معايير شخصية أو موضوعية أو إجرائية.

لننتقل بعد ذلك للتعرف على أهم مصادر المشكلة البحثية والفجوة البحثية،

وعلى الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى الصياغة النهائية للمشكلة أو الفجوة البحثية،

مع الاطلاع على أهم أنواع الفجوات البحثية.

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المهمة لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين الأعزاء

من خلال إلقاء الضوء بالتفصيل على المشكلة البحثية والفجوة البحثية والفرق بينهم.

المصادر:

أساسيات الكتابة الأكاديمية، 2022، كلية الآداب في جامعة الملك سعود

معايير اختيار مشكلة البحث، 2022، مبتع

Share this post


تواصل معنا الآن