الملاحظة كأداة في البحث العلمي

الملاحظة كأداة في البحث العلمي

الملاحظة كأداة في البحث العلمي

الملاحظة كأداة في البحث العلمي ، نظراً لأن الملاحظة كأداة في البحث العلمي من أهم الأدوات المستخدمة

في جمع المعلومات والبيانات الدقيقة بشكل مباشر من العينة الدراسية.

فإن الاطلاع على أهم المعلومات المرتبطة بالملاحظة، والتعرف على مفهومها، وأبرز أنواعها،

وعلى مميزاتها وعيوبها، من الأمور التي يجب على كل طالب دراسات عليا أو باحث علمي القيام بها،

وذلك ليحسن اختيار الأداة الدراسية الملائمة لموضوع البحث.

علماً أن الاطلاع على الدراسات السابقة التي استخدمت فيها الملاحظة كأداة في البحث العلمي من الأمور المفيدة جداً للباحثين العلميين،

والتي تساعدهم على كيفية اختيار الأداة الدراسية المتناسبة مع موضوع البحث العلمي.

مفهوم الملاحظة كأداة في البحث العلمي

يسعى الباحث العلمي من خلال اختياره الملاحظة كأداة في البحث العلمي الى تركيز انتباهه حول الظاهرة او المشكلة موضوع البحث،

بهدف دراستها وفهمها بالشكل العميق، وذلك من خلال جمع المعلومات والبيانات عنها بشكل ميداني، لعدم القدرة على جمع المعلومات عنها بشكل نظري.

فالملاحظة تكون عبر قيام الباحث العلمي بالتدقيق والانتباه حول الظاهرة او الإشكالية موضوع البحث،

والعمل على التحري والتقصي حولها وسبر الأغوار، وذلك بما يساعد على الوصول الى اكتشاف علاقات بين متغيرات البحث، والتحديد السليم للنتائج.

وبعد أن أدركنا أن الملاحظة من أهم وسائل الحصول على بيانات ومعلومات البحث واكتساب الخبرات،

بما يساعد على فهم الظواهر بالشكل الدقيق، يمكننا أن نقوم بتعريف الملاحظة كأداة في البحث العلمي بما يلي:

هي العملية التي يقوم من خلالها الباحث العلمي بالمراقبة والمشاهدة الدقيقة لإحدى الظواهر أو الاشكاليات البحثية،

مستخدماً نسقاً علمياً سليماً، ووفق الخطة والأهداف التي حددها بشكل مسبق،

بهدف الوصول الى البيانات والمعلومات الدقيقة التي تساعده على أن يصل إلى الحلول والنتائج المنطقية لمشكلة البحث العلمي.

أهمية استخدام الملاحظة كأداة في البحث العلمي

تظهر أهمية استخدام الملاحظة كأداة في البحث العلمي من خلال عدة نقاط من أبرزها نذكر:

  1. نعتبر إحدى أهم وأكثر الادوات الدراسية استخداماً في جمع معلومات وبيانات البحث العلمي.
  2. تعتبر الملاحظة في حال أحسن الباحث استخدامها من أكثر أدوات البحث العلمي دقة في جمع البيانات والمعلومات البحثية.
  3. تساهم دقة المعلومات والبيانات التي يتم جمعها من خلال الملاحظة في وصول الباحث العلمي الى النتائج المنطقية الدقيقة.

أنواع الملاحظة في البحث العلمي

هناك العديد من الأنواع الرئيسية التي تقسم إليها الملاحظة في البحث العلمي،

علماً أن هذه الأنواع الرئيسية تقسم الى أنواع فرعية، وذلك بالشكل التالي:

  • أنواع الملاحظة حسب الإعداد المُسبق:

  1. الملاحظة المقصودة المنظمة وهي التي يضع الباحث العلمي لها أهداف وخطط مسبقة لكيفية القيام بالملاحظة والمشاهدة المرتبطة بالمشكلة أو الظاهرة البحثية. وبناءً على الملاحظات يتم وضع الفرضيات البحثية التي تظهر تصورات الباحث العلمي المستقبلية لنتائج وحلول القضية أو المشكلة البحثية.
  2. الملاحظة العفوية البسيطة التي لا يقوم الباحث العلمي من خلالها بوضع الخطط أو الأهداف المسبقة، وتعتبر هذه الملاحظة هي المرحلة الممهدة للتوجه إلى الملاحظة العلمية.

  • أنواع الملاحظة حسب مكانها:

  1. ووفقاً لهذا النوع تكون الملاحظة مرتبطة بالاختبارات، حيث يكون مكانها مكان إجراء الاختبارات التي يقوم بها الباحث العلمي.
  2. إجراء الملاحظة في مكانها الطبيعي، وهي الملاحظة التي يذهب فيها الباحث العلمي الى مكانها الطبيعي خارج إطار المختبر الخاص به، فيتوجه إلى مكان تواجد عينة البحث على سبيل المثال، ليراقبها ويلاحظها دون أن تشعر به.

  • أنواع الملاحظة وفق مشاركة المبحوثين:

  1. الملاحظة دون المشاركة هي الملاحظة الدقيقة التي يقوم من خلالها الباحث العلمي بملاحظة المستجيبين، ويقوم بتدوين ما توصل إليه من مشاهدات للعينة الدراسية وتصرفاتها وانفعالاتها المرتبطة بموضوع البحث. وهنا لا يشارك الباحث العلمي مجتمع البحث، ويراقب دون أي تدخل ودون أية محاولات للتأثير بالمجتمع، ودون تغيير بنتائج البحث.
  2. الملاحظة مع المشاركة التي يتخفى فيها الباحث العلمي كأحد أعضاء عينة البحث العلمي دون ان يشعروا بتواجده، ويراقب ويسجل المعلومات والبيانات الخاصة بـ المستجيبين، وتكون الملاحظات دقيقة لأن العينة البحثية تبقى على سجيتها تصرفاتها الطبيعية.

وكمثال على هذه الطريقة في حال كانت عينة البحث هم السجناء في أحد السجون،

يدخل الباحث بعد أخذ الموافقات الى السجن ويبقى فيه لفترة على أنه أحد السجناء الذين يظنون أنه واحد منهم،

ويحصل على المعلومات ويدونها دون ان يشعر به احد.

  • أنواع الملاحظة حسب عدد المستجيبين:

  1. الملاحظة الفردية التي يتابع فيها الباحث العلمي حالة واحدة وحسب.
  2. الملاحظة الجماعية التي يتابع فيها الباحث العلمي العديد من المستجيبين للتعرف على خصائصهم وصفاتهم.

  • أنواع الملاحظة وفق الهدف أو الغاية:

  1. الملاحظة الغير محددة وهي التي يجري الباحث العلمي فيها دراسة بحثية تهدف لجمع كافة البيانات والمعلومات المرتبطة بظاهرة البحث العلمي.
  2. الملاحظة المحددة التي يضع فيها الباحث العلمي معايير محددة للبيانات أو المعلومات التي يسعى الى جمعها، بغض النظر عن كون هذه المعلومات كمية أو نوعية.

 الملاحظة كأداة في البحث العلمي

خطوات إجراء الملاحظة في البحث العلمي

  1. تحديد المشكلة البحثية والطريقة الأنسب لجمع البيانات والمعلومات الدقيقة حولها، وهل الملاحظة كأداة في البحث العلمي هي الأداة الأفضل لجمع معلومات البحث العلمي. وفي حال أراد الباحث استخدام الملاحظة فيجب التأكد من أن ظاهرة البحث واضحة ومتكررة الحدوث، وقابلة للتدقيق والملاحظة.
  2. تحديد الأهداف من إجراء الملاحظة، لكي يتمكن الباحث العلمي من التركيز على معلومات وبيانات محددة.
  3. تحديد العينة أو الظاهرة المعنية بالملاحظة، والاختيار الملائم والجيد لهذه العينة أو المجتمع البحثي.
  4. الصياغة السليمة لبطاقة الملاحظة التي تتضمن عدد من السمات والصفات التي يسعى الباحث العلمي الوصول إليها من إجراء الملاحظة.
  5. تحديد المدة الزمنية التي سيقوم الباحث العلمي فيها بإجراء الملاحظة، وتحديد المكان المناسب للقيام بها، حيث تتأثر سلامة الملاحظة ودقة المعلومات والبيانات المجموعة منها، باختيار المكان والزمان المناسب لإجرائها.
  6. التحديد الدقيق لما يجب القيام به من نشاطات مرتبطة بالملاحظة.
  7. الجمع السليم والفوري للمعلومات والبيانات وتدوينها مباشرةً، مع إمكانية الاستعانة بالتقنيات العلمي والتكنولوجية التي يحتاج إليها الباحث للقيام بالملاحظة، كالاستعانة بالكاميرات والهواتف الذكية والحاسوب، أو غيرها من التقنيات.
  8. تكرار الملاحظة في أوقات متعددة ومتباعدة، وإجراء المقارنات بين الملاحظات التي تمّ تدوينها للتأكد من سلامتها، وأنها مكررة وصحيحة، ليتمكن الباحث من الاعتماد عليها في دراسته.

شروط نجاح الملاحظة كأداة في البحث العلمي

إن نجاح الباحث ووصوله الى البيانات والمعلومات السليمة عند استخدامه الملاحظة كأداة في البحث العلمي يتوقف على العديد من النقاط نذكر منها:

  1. أن يكون الباحث العلمي يمتلك القاعدة المعرفية الاولية الكافية المرتبطة بموضوع بظاهرة البحث العلمي، وذلك قبل قيامه بإجراء الملاحظة.
  2. على الباحث العلمي أن يكون ممتلكاً للإمكانيات التي تسمح له بإجراء الملاحظة التي تتأثر بعنصر الانتباه، والتي تتأثر بخبرة الباحث ودقة ملاحظته، مع ضرورة أن تتم الملاحظة بشكل حيادي موضوعي بعيد عن أي شكل من أشكال التحيز والميول الشخصية أو المجتمعية.
  3. أن يكون الباحث العلمي مدركاً تماماً لأهمية العمل الذي يقوم به، لكي يتمكن من أن يترجم ما ينتبه إليه بشكل منطقي سليم.
  4. تؤثر خبرات الباحث العلمي ومهاراته على ما يقوم بتدوينه من ملاحظات دقيقة ومرتبطة بموضوع البحث العلمي.
  5. على الباحث العلمي أن يحدد فرضيات البحث العلمي أو تساؤلاته قبل أن يشرع بإجراء الملاحظة المرتبطة بالبحث العلمي.
  6. إن الاستفادة من المعلومات والبيانات التي يجمعها الباحث العلمي عند إجراء الملاحظة، تتوقف على نجاح الباحث لاحقاً في عمليات التنظيم والتحليل العلمي للبيانات والمعلومات التي تمّ جمعها.
  7. إن سلامة حواس الباحث العلمي شرط أساسي لنجاح دراسته في حال استخدم الملاحظة كأداة في البحث العلمي.

مميزات استخدام الملاحظة كأداة في البحث العلمي

  1. إن البساطة والمباشرة هما السمات الرئيسية للملاحظة التي تسمح بجمع بيانات ومعلومات البحث عند حصولها، وهو ما يسمح للباحث العلمي أن يلاحظ ويراقب ببساطة الظاهرة أو المجتمع البحثي والتعرف على حركة أفراده وتصرفاتهم.
  2. تعتبر من الأدوات المميزة التي تساعد الباحث العلمي على تشكيل الفرضيات البحثية.
  3. تعتبر من الأدوات الطبيعية الغير مصطنعة، فهي تصف الظاهرة أو المجتمع البحثي بشكل دقيق كما هو، فالملاحظات لا تكون مصطنعة أو مقيدة، وهي تسمح للباحث العلمي أن يصل الى معلومات لا يمكن الوصول إليها بالحالة الطبيعية.
  4. تعتبر الملاحظة من أكثر أدوات البحث العلمي دقة وعمق، وخصوصاً أن أفراد مجتمع البحث يقومون بتصرفاتهم وسلوكياتهم على سجيتهم، لعدم معرفتهم أنه يوجد هناك من يلاحظهم ويراقب سلوكياتهم، مما يساعد على الوصول إلى نتائج منطقية دقيقة سليمة.
  5. تتميز الملاحظة بأنها من الأدوات الحيادية في جمع المعلومات والبيانات البحثية، وخصوصاً أن الباحث لا يتدخل مطلقاً بالظاهرة او المجتمع البحثي، ولا يؤثر على نتائج الدراسة. 
  6. يمكن الاعتماد على الملاحظة في البحث العلمي في دراسة السلوكيات التي لا يمكن جمع المعلومات عنها من خلال الاستبيان وغيرها من الأدوات البحثية الاخرى.
  7. إن الملاحظة توفر البيانات والمعلومات مباشرةً، فالباحث العلمي يقوم بتسجيل الملاحظات بشكل مباشر أثناء حدوث الظاهرة أو القيام بالسلوكيات.
  8. تؤمن الملاحظة الحصول على المعلومات والبيانات من الأفراد الغير قادرين لسبب او لآخر بتقديم المعلومات التي يحتاجها الباحث، كالمرضى أو الأميين، أو في أحد المواضيع التي قد تسبب احراج للمبحوثين.
  9. تسمح للباحث العلمي ملاحظة سلوكيات المستجيبين ومشاعرهم في الوقت ذاته.
  10. تساعد الباحث العلمي على دراسة جميع الجوانب المرتبطة بحياة مجتمع البحث العلمي.

عيوب استخدام الملاحظة كأداة في البحث العلمي

  1. في حال شعور الأشخاص الذين تتم ملاحظة سلوكياتهم أن هناك من يراقبهم قد يتجهون إلى تغيير هذه السلوكيات.
  2. تعتبر الملاحظة من أدوات البحث العلمي التي تكون محدودة بمكان وزمان معين.
  3. تتأثر الملاحظة بالعديد من العوامل ومنها إمكانيات الباحث ودقة ملاحظته، وهو ما قد يؤدي مع الباحث الغير جيد الى معلومات وبيانات خاطئة، تؤدي بدورها إلى نتائج غير صحيحة او دقيقة.
  4. تعتبر الملاحظة من اكثر ادوات البحث العلمي التي تتأثر بميول الباحث العلمي ومواقفه وآرائه.
  5. تؤثر العوامل الخارجية على إجراء الملاحظة، كالتأثر بحالة الطقس على سبيل المثال، او بحدوث طارئ شخصي مع الباحث العلمي.
  6. إن الملاحظة محدودة بمكان معين، فلا يمكن للباحث العلمي ان يتواجد في أكثر من مكان في الوقت نفسه، وبالتالي لا يمكن ملاحظة الأحداث المترابطة التي تتم في أماكن متعددة.

أهم النصائح عند استخدام الملاحظة كأداة في البحث العلمي

عند إجراء الملاحظة في البحث العلمي ينبغي على الباحث العلمي أن يتبع مجموعة من الإجراءات أهمها ما يلي:

  1. التحديد الدقيق للظاهرة أو المشكلة التي يجب جمع البيانات والمعلومات عنها.
  2. إعداد سجل خاص يدون عليه كافة المعلومات والبيانات التي يلاحظها الباحث العلمي.
  3. تدوين الملاحظات وترتيبها وتنظيمها بشكل فوري.
  4. الحرص على عدم لفت انتباه عينة الدراسة لكي تبقى تتصرف على سجيتها ولا تتأثر سلوكياتها.
  5. الموضوعية والدقة عند تدوين الملاحظات بما يضمن سلامة النتائج ودقتها.
  6. تجنب التسرع وعدم اختصار الوقت الذي تحتاج إليه الملاحظة.
  7. الموضوعية والحيادية، وتجنب جميع أشكال التحيز والميول الشخصية، وإعداد التقرير الخاص بالبحث بعد الانتهاء من إجراء الملاحظة.

 

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم الملاحظة التي تعتبر من أهم أدوات جمع المعلومات والبيانات في البحث العلمي،

وتعرفنا على أهمية استخدامها وما هي أنواعها؟

كما أننا عرضنا خطوات إجراء الملاحظة في البحث العلمي، وشروط نجاح الباحث في حال استخدام هذه الاداة العلمية،

وما هي أبرز النصائح للطلاب والباحثين العلميين عند اختيارهم للملاحظة لتكون أداة دراستهم البحثية.

وبالإضافة إلى كل ذلك فقد تعرفنا على مميزات وعيوب استخدام الملاحظة كأداة في البحث العلمي،

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض اهم المعلومات المرتبطة بإحدى أبرز أدوات الدراسة في البحث العلمي.

المصادر:

الملاحظة في البحث العلمي، 2021، مبتعث

أنواع الملاحظة في البحث العلمي، 2022، موضوع

Share this post


تواصل معنا الآن