تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية)

تصنيف البحث العلمي

تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية)

تصنيف البحث العلمي ، عند الحديث عن التصنيفات المتعددة والأساسية في الدراسات البحثية لا بدّ من الحديث

عن تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني ( تاريخية، تجريبية، ووصفية).

فهذا التصنيف من أبرز المعايير والأسس المعتمدة في تصنيف الأبحاث العلمية وفقاً للمنهج المعتمد والمعيار الزمني.

ولأن الباحث العلمي مطالب أن يعرف بشكل كامل ما هو المنهج الأنسب، والبحث الملائم ليعتمد عليه في دراسته البحثية،

فإنه يجب أن يدرك مواصفات كل بحث من هذه الأبحاث ومتى تستخدم، وما هي مميزات وعيوب كل منها.

فهو بذلك فقط سيتمكن من اختيار التصنيف المناسب الذي يساعده على الوصول إلى دراسة منطقية سليمة،

توصل إلى استنتاجات وحلول صحيحة مثبتة بالبراهين والأدلة.

وبالتالي فإن الاستخدام السليم لتصنيفات البحث العلمي، ومنها تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني ( تاريخية، تجريبية، ووصفية)،

يسمح بالوصول إلى دراسات منطقية سليمة، والتي بدورها تساهم بتطوير العلوم التي تنتمي إليها،

كما تساهم في تطور ورفاهية الأمم والمجتمعات.

جدول المحتويات

مفهوم البحث العلمي

إن البحث العلمي هو الدراسة الأكاديمية التي تنتمي إلى أحد المجالات العلمية المتنوعة،

والتي يعتمد الباحث فيها على أسلوب علمي وخطوات منهجية منظمة ومتسلسلة.

وذلك بهدف الوصول إلى الاكتشافات الجديدة في مختلف المجالات العلمية،

أو بهدف إيجاد الحلول لمختلف المشكلات او الظواهر العلمية وبالخصوص المرتبطة بالمجتمعات

بما يساهم في تحسين حياة الإنسان وتخطي مشكلاته وتحقيق رفاهيته.

كما ان البحث العلمي قد يستهدف دراسة نظرية أو بحث علمي سابق، بهدف مناقشته ونقده وبالتالي نفيه أو تأكيده،

أو تعزيزه والسعي إلى سد ثغراته، مع تعزيز نقاط قوته ومعالجة نقاط ضعفه.

أهم التصنيفات في الدراسات والأبحاث العلمية

إن تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني ( تاريخية، تجريبية، ووصفية)وكما ذكرنا أحد التصنيفات المتعددة للأبحاث العلمية.

حيث تصنف الأبحاث العلمية وفق العديد من المعايير ومنها التصنيف وفق المنهج العلمي،

فنكون أمام بحث وصفي، أو بحث تحليلي، أو بحث تجريبي، أو بحث تاريخي، أو بحث استقرائي أو غير ذلك من مناهج أخرى.

ومن أوسع التصنيفات للبحث العلمي تلك التي تكون وفق المصدر للمعلومات فتكون أبحاث مكتبية نظرية،

عندما تعتمد على المصادر والمراجع النظرية كالكتب والبحوث والأوراق العلمية وغير ذلك من دراسات سابقة نظرية.

أو تكون أبحاث ميدانية عندما يتم جمع المعلومات والبيانات بشكل ميداني مباشر من الظاهرة البحثية أو الأفراد الخاضعين للدراسة، وعبر إحدى أدوات الدراسة.

كما يمكن تصنيف الابحاث إلى تطبيقية أو نظرية وفق الغرض من إجراء البحث، مع إمكانية أن يرتبط التصنيف بالتخصص العلمي،

فنكون أمام بحث اجتماعي أو قانوني أو اقتصادي، أو طبي، أو هندسي أو غير ذلك من المجالات العلمية المتعددة.

كما تتواجد العديد من التصنيفات الأخرى للبحث العلمي والتي لا تستمد أهميتها من نفسها،

وإنما من المقدار الذي تخدم به العمليات والخطوات البحثية المختلفة.

وبذلك نكون قد ألقينا نظرة مختصرة عن أهم التصنيفات في الدراسات والأبحاث العلمية،

على أن نلقي الضوء بالفقرات اللاحقة بشكل تفصيلي على تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني ( تاريخية، تجريبية، ووصفية).

كيفية تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني ( تاريخية، تجريبية، ووصفية)

إن الأبحاث التاريخية والأبحاث التجريبية والأبحاث الوصفية تعتبر الفئات التي يتم تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني وفقها.

علماً أن تحديد أي نوع من هذه التصنيفات يمكن أن يقوم الباحث العلمي بتحديده بناءً على عدة أمور يستطيع الوصول إليها من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة.

  • هل ارتبط البحث العلمي بأمور واقعية يمكن الوصول إليها حالياً؟ وهل توجد إمكانية لأن يميز معالمها؟ وهل هو مرتبط بمواقف أو ممارسات حالية؟ وهو ما يسمح للباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا في الأبحاث الوصفية أن يحدد الأمور ويطورها.
  • هل ارتبطت مشكلة أو موضوع البحث العلمي بأمور سابقة و أحداث ماضية؟ فبهذه الحالة يمكن التوجه إلى البحث التاريخي المتخصص بالماضي، والذي يساعد الباحث العلمي على أن يصف بشكل دقيق الأحداث الحاصلة بالزمن السابق.

وهناك إمكانية أن يتم إجراء الدراسة التي توصل لتعميمات تفيد الدراسة و قابلة للانعكاس والاسقاط على الزمن الحالي،

وهو ما يساعد على أن نفهم الزمن الحالي والتوقع والتنبؤ بالمستقبل للظاهرة أو الإشكالية البحثية.

  • هل يتأثر البحث العلمي بالنتائج وبما يمكن الوصول إليه مستقبلاً، وهل هناك متغيرات بحثية مستقلة يمكن من خلال ضبطها والتحكم بها بالشكل الذي ينعكس على المتغيرات البحثية التابعة، فبهذه الحالة يتم الاعتماد على بحث تجريبي.

ومن خلال البحث والدراسة التجريبية يمكن أن نجري ضبط لجميع المتغيرات المؤثرة على الظاهرة أو الموضوع البحثي والتي تكون متغيرات مستقلة،

والمتغير القابل للتأثر بالمتغير المستقل هو المتغير التابع.

البحث التجريبي وفق تصنيف الأبحاث العلمية

إن البحث التجريبي من أكثر أنواع البحث العلمي استخداماً في الدراسات التطبيقية،

وهو من التصنيفات التي تعتبر من ضمن تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني ( تاريخية، تجريبية، ووصفية).

علماً إن البحوث التجريبية تختص بالدراسات التي ترتبط بالإشكاليات أو الظواهر التي يحتاج الوصول فيها إلى استنتاجات سليمة،

إجراء اختبارات وتجارب علمية حسب تخصص البحث العلمي والموضوع الذي يتناوله.

إن البحث العلمي التجريبي يعمل على دراسة مختلف المتغيرات الدراسية،

وذلك بما يسمح الوصول إلى أهداف البحث العلمي وتأكيد فرضيات البحث أو نفيها بالبراهين والأدلة.

يتم البحث التجريبي من خلال ضبط الباحث العلمي للمتغير أو المتغيرات المستقلة في البحث العلمي والتحكم بها،

مع ملاحظة ما يتركه هذا التحكم والضبط من تأثير على المتغير أو المتغيرات التابعة.

ويجمع الباحث العلمي المعلومات والبيانات من خلال ملاحظته ومراقبته،

ليعمل على دراستها وتحليلها بالشكل الذي يسمح له الوصول إلى الاستنتاجات السليمة للدراسة العلمية.

متى يعتمد الباحث العلمي على المنهج التجريبي في دراسته البحثية؟

إن البحث التجريبي من أبرز البحوث العلمية حسب المعيار الزمني،

حيث يتجه الباحث العلمي للاعتماد عليه بصورة رئيسية في المجالات العلمية التطبيقية،

فهي تعتمد على القيام بالتجارب بشكل أساسي يسمح بالوصول إلى استنتاجات منطقية سليمة.

يذكر البحث التجريبي عند الحديث عن أكثر الأبحاث فعالية ودقة في الاستنتاجات،

حيث يعتمد الباحث العلمي على المتغيرات والمعطيات التي تكون ملموسة ومحددة.

تعتبر المجالات العلمية كالكيمياء أو الفيزياء أو العلوم الطبية أو الهندسية من أكثر التخصصات التي تعتمد على المنهج التجريبي في دراساتها البحثية.

مميزات الاعتماد على البحث التجريبي في الدراسات العلمية

كما أشرنا فإن الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا يجب أن يكون على معرفة شاملة حول

تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني ( تاريخية، تجريبية، ووصفية)، وحول جميع التصنيفات الأخرى.

 كما يفترض أن يعرف مميزات كل بحث علمي وعيوبه ليقيسها مع موضوعه البحثي،

وبناءً على ذلك يتم اختيار البحث الذي سيتم الاعتماد عليه،

ويجري استخدام المنهج التجريبي في الكثير من الدراسات لما يحمله من مميزات وأبرزها:

 

  1. إن المنهج التجريبي هو أكثر مناهج البحث العلمي قدرة على دراسة الإشكاليات والظواهر ذات الطابع العلمي ومنها الكيمياء، أو الفيزياء على سبيل المثال، لأنها مجالات تعتمد على التجارب الحيادية الموضوعية بشكل كامل.
  2. من أهم مميزات البحث التجريبي موضوعية دراسته ودقة نتائجه، والدراسة الحيادية للمتغيرات المستقلة أو المتغيرات التابعة وتحديد شكل العلاقة فيما بين هذه المتغيرات.
  3. إن المنهج التجريبي يسمح للباحث العلمي أن يطور من الظواهر والمواضيع البحثية وأن يقوم بالإضافة عليها، وبصورة خاصة عندما ترتبط الدراسات البحثية بتطوير السلوك الإنساني نحو الأفضل، بالإضافة إلى أن ذلك يسمح بإثبات أو نفي أو تعزيز النظريات والبحوث العلمية.
  4. إن النتائج في الدراسات التجريبية تعتمد بصورة رئيسية على القيام بالاختبارات والتجارب التي تساعد على الوصول إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة، وهو ما قد يدفع طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي للاعتماد على هذا المنهج في العديد من التخصصات العلمية.

عيوب الاعتماد على البحث التجريبي في الدراسات العلمية

  1. إن النتائج التي يصل الباحث العلمي إليها في دراسته التجريبية تكون غير قابلة للتعميم في العديد من الأحيان.
  2. توجد ظواهر وإشكاليات بحثية كثيرة لا تقبل الخضوع لتجارب علمية، وبالتالي لا تكون النتائج التي يتم الوصول إليها نتائج منطقية سليمة وموثوقة.

البحث الوصفي وفق تصنيف الأبحاث العلمية

إن  تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية) يقودنا للتعرف على الأبحاث الوصفية،

فالأبحاث الوصفية بفروعها المتعددة هي الأبحاث الأكثر استخداماً وشيوعاً في العديد من المجالات العلمية، ومنها علم النفس، والعلوم الإنسانية، والاجتماعية.

إن الدراسات الوصفية تعتمد بشكل رئيسي على ملاحظة الباحث العلمي للظاهرة البحثية،

أو العينة الدراسية والعمل على وصفها بشكل مفصّل ودقيق،

ومن خلال الملاحظة والوصف يتم جمع معلومات البحث التي يقوم الباحث العلمي بدراستها وتحليلها وصولاً إلى الاستنتاجات المنطقية السليمة.

إن الظروف البحثية تؤثر بشكل كبير على البحث الوصفي،

كما يؤثر فيه المدة الزمنية للدراسة البحثية، والوقت الذي جرت فيه تلك الدراسة.

كما أن الحالات التي تكون الدراسة مرتبطة فيها بملاحظة العينة الدراسية،

فإن المعلومات والبيانات ستختلف نسبياً مع اختلاف ظروف أفراد العينة الخاضعة للدراسة،

وهذا كله سينعكس دون أدنى شك على النتائج التي ستصل إليها الدراسة الوصفية.

متى يعتمد الباحث العلمي على البحث الوصفي في دراسته البحثية؟

كما ذكرنا تبقى مجالات مثل علم النفس أو العلوم الاجتماعية،

وعدد من المجالات العلمية الأخرى التي يعتمد حل موضوعها البحثي على الملاحظة،

من أكثر المجالات العلمية التي تعتمد على المنهج الوصفي.

وهناك عدد من التخصصات الأخرى ومنها الدراسات في الفيزياء من المجالات العلمية

التي قد يكون المنهج الوصفي أحد المناهج العلمية المستخدمة في دراستها.

بحيث يتجه الباحث العلمي على سبيل المثال بإجراء الاختبارات ويعمل على وصف نتائجها،

وتدوين ملاحظاته المرتبطة بموضوع البحث العلمي،

ليتجه بعد ذلك لدراسة المعلومات وتحليلها وصولاً إلى النتائج والحلول العلمية الدقيقة المؤكدة بالبراهين والأدلة.

تصنيف البحث العلمي

خطوات استخدام البحث الوصفي في الدراسات البحثية

إن اختيار الباحث العلمي الاعتماد على المنهج الوصفي من ضمن تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية)،

يحتاج منه الاعتماد على مجموعة من الخطوات المنهجية المنظمة، والتي يمكن اختصارها من خلال الخطوات التالية:

 

  1. تحديد إشكالية البحث أو الظاهرة البحثية التي اختارها الباحث العلمي لتكون موضوع دراسته البحثية، والتي يجب أن تحمل جميع مواصفات المشكلة أو الظاهرة البحثية القابلة للدراسة والحل.
  2. جمع معلومات وبيانات البحث العلمي التي ترتبط بمشكلة البحث العلمي، وذلك من خلال الملاحظة والوصف للظاهرة أو العينة الدراسية.
  3. صياغة أهداف البحث العلمي، وصياغة أسئلة أو فرضيات البحث العلمي (وفق تخصص البحث والموضوع الذي يتناوله).
  4. تنظيم وترتيب معلومات وبيانات التي قام الباحث العلمي بجمعها عبر المنهج الوصفي، والاتجاه إلى دراستها ومناقشتها ثمّ تحليلها، وهو ما يسمح للباحث العلمي أن يصل إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

مميزات الاعتماد على البحث الوصفي في الدراسات البحثية

  1. إن المنهج الوصفي يعتمد على إجراء دراسات على الظواهر والإشكاليات البحثية قد تتضمن وصفها خلال مدة زمنية طويلة ومتباعدة، وهو ما قد يؤثر على سلامة المعلومات والبيانات التي تمّ جمعها، والتي تؤثر بدورها على سلامة نتائج البحث العلمي.
  2. إن الدراسات البحثية الاجتماعية تعتمد في قسم كبير منها على البحث الوصفي أكثر من جميع الابحاث أو المناهج الاخرى، لأن هذا التصنيف من تصنيفات البحث العلمي حسب المعيار الزمني هو الأكثر ملائمة للإشكاليات الاجتماعية، وله دور كبير في الوصول إلى الاستنتاجات والحلول الفعالة والمنطقية.
  3. إن الباحث العلمي المعتمد على البحث الوصفي في دراسته التي يلاحظ فيها العينة الدراسية المشاركة في البحث العلمي، يقوم بذلك في البيئة الطبيعية لها، ولا يخضع للضغوط أو الظروف المصطنعة المؤثرة عليها، وهو ما يجعل نتائج البحث الوصفي تكون في الكثير من الأحيان نتائج دقيقة يمكن تعميمها والاعتداد بها.
  4. إن الباحث العلمي من خلال البحث الوصفي يعمل على دراسة مختلف الظواهر المرتبطة بالظاهرة البحثية موضوع الدراسة.
  5. إن المنهج الوصفي أحد المناهج العلمية الأكثر شيوعاً، والتي يمكن أن تستخدم كمنهج وحيد في بعض الأبحاث والرسائل العلمية، كما أنها قد تستخدم رفقة مناهج أخرى في دراسات وأبحاث علمية أخرى.

عيوب الاعتماد على البحث الوصفي في الدراسات البحثية

  1. إن البحث الوصفي كما ذكرنا من ضمن تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية)، ولكنه من الدراسات التي تحتاج في بعض الأحيان إلى فترات طويلة.

وبالتالي تكون عينة البحث التي تخضع للدراسة متأثرة بالظروف المتغيرة،

وهو ما قد يؤثر سلبياً على البيانات والمعلومات التي يتم جمعها،

وبذلك يكون هناك تأثيرات واضحة على سلامة نتائج البحث الوصفي.

2. إن الأبحاث الوصفية عمادها هو القيام بالملاحظة لجمع المعلومات والبيانات التي يجري تنظيمها ودراستها وتحليلها من قبل الباحث العلمي، وبالتالي فهي من أكثر الدراسات البحثية القابلة للتأثر بميول وآراء وتوجهات الباحث العلمي الشخصية والمجتمعية.

كما أنها من أكثر الدراسات تأثراً بخبرات و إمكانيات الباحث العلمي،

وهو ما قد يفقد البحث العلمي في الكثير من الأحيان الحياد والموضوعية،

وهي أمور أساسية لا بدّ منها للوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

3. إن المنهج الوصفي غير ملائم للكثير من الدراسات البحثية حتى تلك التي تنتمي إلى المجالات العلمية التي تعتمد بشكل كبير على البحث الوصفي، وبالتالي فإن الاعتماد عليه في هذه الحالة لن يوصل إلى نتائج منطقية سليمة.

البحث التاريخي وفق تصنيف الأبحاث العلمية

إن الحديث عن تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية)،

لن يكتمل دون تناول اهم المعلومات عن البحث أو المنهج التاريخي.

حيث يمكن اعتبار هذا البحث بأنه الأسلوب او الطريقة القابلة للاستخدام بهدف وصول الباحث العلمي إلى حقائق ومعارف منطقية سليمة،

وذلك عبر الاطلاع على البيانات والمعلومات التي تتواجد في الدراسات والوثائق والكتب التي تناولت فترات من الزمن الماضي.

إن الباحث العلمي ومن خلال عمله بالبحث التاريخي يتجه إلى النقد والتنقيح للمصدر التاريخي بشكل علمي أكاديمي منظم،

بعيد عن العشوائية والميول الشخصية.

فيتأكد من خلال دراسته الحيادية والموضوعية من سلامة وموثوقية المصدر التاريخي،

وبعد ذلك ينتقل إلى دراسة البيانات والمعلومات التي يمكن الاستناد إليها من المصدر التاريخي،

بما يسمح بالوصول إلى نتائج للبحث الحالي عبر إسقاط الأحداث التاريخية على الزمن الحالي وبالتالي التنبؤ بالمستقبل.

شروط الاعتماد على المنهج التاريخي

على الباحث العلمي المعتمد على المنهج التاريخي أن يحمل مجموعة من المواصفات التي يمكن اختصارها من خلال ما يلي:

  1. من المهم للغاية أن يكون الباحث التاريخي قادراً على فهم القضايا التاريخية وتحليلها، وأن يمتلك قاعدة معرفية واسعة باللغة المكتوب بها المصدر التاريخي الذي اعتمد عليه، ليتمكن من نقد المعلومات والحصول على ما يحتاجه منها.
  2. يحتاج الاعتماد على البحث التاريخي في الكثير من الأحيان امتلاك الباحث العلمي التاريخي معارف أخرى بمجالات كالجغرافيا على سبيل المثال، وذلك للوصول إلى دراسة منطقية سليمة.
  3. على الباحث العلمي أن يوسع قاعدته المعرفية وخبرته بالشكل الذي يمكّنه من فهم جميع المصطلحات المذكورة في المصدر التاريخي.

متى يعتمد الباحث العلمي على المنهج التاريخي في دراسته البحثية؟

إن اعتماد الباحث العلمي على المنهج التاريخي من ضمن تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية)،

يحتاج منه أن يدرك جميع المعلومات عن هذا المنهج، وما هي أهميته،

ابرز عيوبه وميزاته، فهذا سيساعده على الاعتماد على البحث التاريخي في الدراسات الملائمة.

علماً إن للمنهج التاريخي أهمية كبيرة تدفع الباحث العلمي لاستخدام هذا المنهج، وتظهر أهميته بشكل خاص من خلال ما يلي:

 

  1. إن المنهج التاريخ يسمح للباحث العلمي أن يطلع على المصادر والدراسات البحثية المرتبطة بفترات زمنية تاريخية سابقة.
  2. يساعد المنهج التاريخي الباحث العلمي على أن يدرك كيفية تطور إشكالية أو ظاهرة البحث وطرق حلها، كما تسمح له التعرف على المميزات والعيوب لما وصل إليه من استنتاجات وحلول.
  3. إن المنهج التاريخي يمكن أن يستخدم مع العديد من المناهج العلمية الاخرى مع وجود تكامل بينه وبين المنهج المقارن.
  4. إن الباحثين العلميين في العديد من المجالات العلمية يستفيدون من الحوادث والخبرات التي حدثت في أزمان تاريخية سابقة، ويتم اسقاطها على الزمن الآلي للمساهمة في حل إشكاليات بحثية أو التنبؤ بالمستقبل.
  5. إن التخصصات العلمية التاريخية والعسكرية والاجتماعية تعتبر التخصصات العلمية الأكثر اعتماداً على المنهج التاريخي في البحث العلمي، علماً أن هذا المنهج يعتمد عليه بالعديد من المجالات العلمية الأخرى ومنها على سبيل المثال العلوم الطبيعية.
  6. يتم الاعتماد على البحث التاريخي لنقد الأحداث الحاصلة في الزمن الماضي، والعمل بشكل أكاديمي علمي سليم على دراستها والتأكد من سلامتها.
  7. يمكن للباحث التاريخي من خلال اعتماده على هذا المنهج التعرف على إشكالية أو ظاهرة البحث ودراسة نشأتها وسبب حصولها.
  8. إن البحث التاريخي يساعد على ربط إشكالية او ظاهرة البحث المرتبطة بالزمن الحالي، بإشكاليات وظواهر مشابهة لها حصلت بالزمن الماضي.
  9. تساعد دراسة الاحداث الماضية في الكثير من الأبحاث التاريخية على إسقاطها على الزمن الحالي والتنبؤ بالمستقبل.

خطوات استخدام البحث التاريخي في الدراسات البحثية

إن البحث التاريخي يمر بالعديد من الإجراءات والمراحل العلمية المنظمة، والتي يمكن اختصارها بما يلي:

  1. اختيار وتحديد المشكلة البحثية التي تحمل كافة المواصفات التي تجعلها مشكلة قابلة للقياس والدراسة واحل.
  2. تحديد المنهج التاريخي كمنهج معتمد و مناسب لإجراء الدراسة والوصول بها إلى استنتاجات منطقية سليمة.
  3. جمع البيانات والمعلومات من مصادرها التاريخية سواء كانت وثائق أو دساتير، او كتب، أو آثار، أو صحف قديمة، أو غيرها من مصادر تاريخية يمكن تصنيفها إلى مصادر أولية تتميز بدقتها و مصداقيتها وقيمتها الكبيرة، ومصادر ثانوية مستمدة من المصادر الأولية، وهي مصادر بحاجة لتصنيف ومراجعة ونقد للتأكد من مصداقيتها ودقتها.
  4. النقد الخارجي والداخلي للمصادر التاريخية للتأكد من موثوقية المصادر ودقة معلوماتها، فيكون النقد الخارجي أو ما يسمى نقد الأصول من خلال نقد المصدر ونقد التصحيح، بحيث يعمل الباحث على التأكد من شخصية مؤلف المصدر وهل هو من الأشخاص المعروف عنهم الصدق والامانة العلمية، كما يتأكد من زمان كتابة المصدر ومدى مصداقيته.

أما النقد الداخلي أو الباطني للمصادر فيكون من خلال نقد داخلي سلبي،

ونقد داخلي إيجابي، و هدفه التأكد من مصداقية معلومات المصدر ودقتها وعدالتها.

5. صياغة أهداف البحث والأسئلة البحثية الاستفهامية التي ترتبط بجميع محاور البحث العلمي والتي يجب الإجابة عليها من خلال فصل النتائج.

6. عرض المعلومات التي قام الباحث العلمي بجمعها من المصادر التاريخية، والتأكد من سلامتها، والعمل على أن تتم مناقشتها ودراستها ثمّ العمل على تفسيرها وتحليلها بالشكل الذي يساعد على الوصول إلى حلول أو استنتاجات منطقية سليمة.

مميزات الاعتماد على البحث التاريخي في الدراسات البحثية

إن اعتماد الباحث العلمي على البحث التاريخي من ضمن تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية)،

يعتمد بشكل أساسي على موضوع وتخصص البحث العلمي، وعلى خصائص ومميزات وعيوب المنهج التاريخي ومدى ملاءمتها لموضوع البحث العلمي،

وتظهر مميزات البحث التاريخي من خلال ما يلي:

 

  1. يساعد المنهج التاريخي الباحث العلمي على أن يتعرف على أسباب وطرق نشوء الظاهرة البحثية.
  2. إن الكثير من المجالات العلمية ومنها التاريخ، علم الاقتصاد، العلوم العسكرية، علم الاجتماع، الفلسفة والعديد من التخصصات العلمية الاخرى تعتمد على المنهج التاريخي بنسب متفاوتة بين تخصص علمي وآخر.
  3. إن المنهج التاريخي قد يتم الاعتماد عليه في العديد من الدراسات البحثية كمنهج علمي رئيسي ووحيد، في حين أنه قد يستخدم في دراسات متعددة أخرى رفقة منهج علمي آخر، أو مع عدة مناهج علمية.
  4. يتميز البحث التاريخي بأنه أحد أقل الدراسات البحثية تكلفة مالية، كونه يعتمد بشكل رئيسي على البيانات والمعلومات التي يتم جمعها من المصادر التاريخية.

عيوب الاعتماد على البحث التاريخي في الدراسات البحثية

  1. إن الدراسات التاريخية وفي أغلب الأحيان تكون من الدراسات البحثية الغير قابلة لتعميم النتائج، وهو أمر قد يؤثر على سلامة التنبؤ بالمستقبل.
  2. إن البحث التاريخي يتناول عادةً أحداث حصلت في الزمن الماضي وانتهت فيه، مما يجعلها غير قابلة للتجارب والاختبارات، وهو ما يؤثر سلباُ على النتائج الصادرة عنها بحيث تكون من النتائج المشكوك بسلامتها.
  3. إن الباحث التاريخي قد لا يستطيع في أحيان كثيرة التأكد من مدى المصداقية والدقة لعدد من المصادر التي استند عليها، سواء كانت مصادر تاريخية، أو مصادر تحتوي على معلومات مرتبطة بأحداث تاريخية، وبالتالي فإن الاعتماد على مثل هذه المعلومات الغير موثوقة تماماً سيكون له تأثيرات سلبية على النتائج التي يصل إليها البحث التاريخي.

وعلى الرغم من كل ما ذكرناه من عيوب وانتقادات جوهرية لهذا التصنيف

من تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية)،

إلا أنه يبقى أحد الأبحاث أو المناهج العلمية الأكثر استخداماً بالعديد من المجالات العلمية.

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم البحث العلمي، وتعرفنا باختصار على أهم التصنيفات في الدراسات والأبحاث العلمية.

لننتقل بعد ذلك للحديث عن البحث التجريبي وفق تصنيف الأبحاث العلمية،

ومتى يعتمد الباحث العلمي على المنهج التجريبي في دراسته البحثية،

وما هي مميزات وعيوب الاعتماد على البحث التجريبي في الدراسات العلمية.

واكملنا المقال من خلال الحديث المختصر عن البحث الوصفي وفق تصنيف الأبحاث العلمية،

متى يعتمد الباحث العلمي على البحث الوصفي في دراسته البحثية، لننتقل لعرض خطوات استخدام البحث الوصفي في الدراسات البحثية،

وما هي مميزات وعيوب  الاعتماد على البحث الوصفي في الدراسات العلمية.

وبالإضافة لكل ذلك فقد تحدثنا عن البحث التاريخي وفق تصنيف الأبحاث العلمية،

وما هي شروط الاعتماد على المنهج التاريخي، متى يعتمد الباحث العلمي على هذا المنهج في دراسته البحثية،

مع عرض خطوات استخدام البحث التاريخي في الدراسات البحثية، وأبرز مميزات وعيوب الاعتماد على البحث التاريخي في الدراسات العلمية.

وكل ذلك من خلال مقالنا حول تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني ( تاريخية، تجريبية، ووصفية)،

سائلين الله تعالى أن يكون قد وفقنا في عرض كل ما هو مفيد لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلمين الأعزاء.

المصادر:

أنواع البحوث العلمية وتصنيفاتها، 2021، مبتعث

أنواع البحوث العلمية، 2021، موضوع

Share this post


تواصل معنا الآن