كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي؟

منهجية البحث

كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي؟

كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي؟

إن حل أي مشكلة أو موضوع بحثي بالشكل السليم لا يمكن أن يتم دون ان يتبع الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا منهجية علمية سليمة،

توصله الى استنتاجات وحلول منطقية دقيقة.

ولكن بالوقت نفسه فإن حل المشكلة البحثية لا يمكن أن يتم بالشكل المطلوب إلا من خلال اتباع منهج علمي سليم

يتناسب مع تخصص الدراسة وطبيعة مشكلة البحث، وإلا فإن حل المشكلة لن يتم بالشكل السليم.

.وهنا نشير إلى تعدد المناهج العلمية التي يمكن اتباعها، والتي لكل منها خصائصه ومميزاته وعيوبه،

فما يمكن أن يتناسب مع تخصص أو مجال  وموضوع علمي ما، قد لا يتناسب مع مجال وموضوع علمي آخر.

مما يستلزم من أي باحث علمي أو طالب دراسات عليا أن يتعمق في جميع المعلومات التي ترتبط بمختلف المناهج العلمية، ومتى يمكن أن يستخدم كل منها؟

جدول المحتويات

كما يفترض الاطلاع على كم كبير من البحوث والرسائل العلمية للتعرف على المنهجية المعتمدة في كل منها،

وما هو دورها في الوصول الى الاستنتاجات المنطقية السليمة، مما يمنح الباحث خبرة أكبر في الاختيار السليم للمنهج العلمي الذي يفترض أن يتبع.

علماً أن العديد من الدراسات العليا مثل رسائل الدكتوراه في معظم التخصصات، تحتاج فيها الدراسة البحثية

إلى اتباع منهجية مختلطة يتبع فيها الباحث العلمي أكثر من منهج علمي في دراسة واحدة.

مع متطلبات اتباع المنهجية المتعددة من الخبرة الطويلة والمعارف الواسعة والمهارات العالية، وذلك كي تحل المشكلة باتباع منهجية البحث العلمي المناسبة.

وتستمد المنهجية العلمية أهميتها من أهمية البحوث والدراسات العلمية، فهذه الدراسات يمكن اعتبارها الأداة الرئيسية للتطور العلمي

في المجالات العلمية المختلفة، والتي تساهم في تطور المجتمعات والوصول إلى الحلول للمشكلات والظواهر التي تواجه المجتمعات والأمم.

ونظراً لأهمية البحوث العلمية ونشرها على نطاق واسع، فإن الدول المتقدمة أو التي تسعى للتطور تبذل أقصى جهودها

في دعم العلم والعلماء والباحثين العلميين، كما تدعم الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية

التي بدورها تقدم للطلاب والباحثين العلميين كل ما يحتاجون إليه في سبيل الوصول الى دراسات متميزة ذات أهمية وفوائد كبيرة.

مفهوم منهجية البحث العلمي

إن المنهجية للبحث أو الرسالة العلمية تشير الى المسلك أو الطريقة التي سيعتمدها الباحث أو طالب الدراسات العليا في مشواره البحثي،

وهي تدل على التقصي والاستكشاف المرتبط بالمواضيع والمشكلات البحثية التي تنتمي إلى أحد التخصصات العلمية،

والتي تسمح بحال اختيارها واستخدامها بالشكل السليم للباحث العلمي أن يصل الى استنتاجات منطقية سليمة.

ووفقاً لذلك يمكن أن نقول بأن اتباع منهجية البحث العلمي يشير إلى العمليات العلمية المنظمة التي يعمل الباحث العلمي عليها بهدف التقصي والاستكشاف معتمداً طريقة علمية محددة.

وهو ما يساهم في الوصول لاكتشافات وحقائق علمية جديدة، كما يساهم في سد الفجوات البحثية والوصول للحلول الخلاقة،

بالإضافة الى إمكانية نقد الدراسات السابقة بهدف نفيها أو تأكيدها أو تعزيزها أو تصويبها.

وبناءُ على كل ما ذكرناه يمكننا تعريف المنهجية في الأبحاث والدراسات العلمية بمجموعة أساليب وتقنيات وأدوات علمية خاصة،

يعتمدها الباحث العلمي بهدف دراسة وفحص المشكلات أو الظواهر البحثية المختلفة،

أو للتعمق بدراسة الحقائق أو النظريات أو الأبحاث العلمية السابقة بهدف تصويبها أو الإضافة عليها وتغطية نقاط ضعفها، أو تعزيز نقاط قوتها، أو تأكيدها او نفيها.

وهذا العمل العلمي المنهجي المنظم له دور كبير في الوصول إلى الحلول والاستنتاجات السليمة،

وفهم الظواهر البحثية وأسبابها وآليات حلها، بما يساهم في تطور العلوم والمجتمعات.

كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي؟

لمن يتساءل كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي؟

فإنه سيكون أكثر قدرة على معرفة الإجابة عندما يدرك أهمية مناهج البحث العلمي والفوائد التي يمكن تحقيقها من خلالها، وأهم هذه الفوائد هي ما يلي:

  • ترتيب الأفكار البحثية وتنظيم الدراسة العلمية:

تحتاج الدراسات البحثية من طالب الدراسات العليا أن يعتمد على كم كبير من البيانات والمعلومات البحثية،

وأن يعمل على جمعها بالشكل العلمي السليم، مع عرضها بأسلوب أكاديمي وربطها بالموضوع البحثي لإثراء وإغناء البحث أو الرسالة العلمية.

وطريقة جمع المعلومات تتحدد بناءً على المنهج المعتمد، وأسلوب عرضها وتنظيمها ومناقشتها تختلف

وبذلك فقط يمكن أن تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي السليمة،

فمن غير الممكن جمع البيانات السليمة وبالتالي حل المشكلة البحثية بالشكل السليم دون اتباع منهج علمي سليم.

فالمنهج التجريبي تجمع منه المعلومات من خلال الاختبارات على سبيل المثال،

بينما المنهج التاريخي يعتمد على الدراسات السابقة النظرية بمصادرها الأولية أو الثانوية.

  • الاستفادة المثلى من الخبرات والحقائق والمعارف والدراسات السابقة:

إن الباحث العلمي الساعي لأن يكون من الباحثين العلميين المتميزين هو الذي يعمل على تطوير نفسه،

وهو يبحث على أن يصل إلى دراسات علمية ذات جودة عالية، مستفيداً من معارف العلماء والمتخصصين والباحثين المتميزين في مجاله العلمي.

فالاطلاع على الدراسات والبحوث والحقائق والمعلومات السابقة المنتمية للتخصص العلمي للباحث،

وخصوصاً ما يناقش فيه مواضيع علمية مشابهة، تسمح للطالب أو الباحث العلمي الاطلاع على المناهج العلمية التي تمّ استخدامها،

والتعرف على سلامتها وفعاليتها ودورها في الوصول إلى حل المشكلة العلمية بالشكل السليم.

وكل ذلك له دور كبير في رفع مستوى خبرات ومعارف الباحث العلمي،

وسيكون أكثر قدرة على أن يختار المنهج العلمي المناسب لدراسته، وأن يستخدمه بالشكل الصحيح بما يسمح الوصول الى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

ومع مرور الزمن ومع العديد من الدراسات البحثية، سيكون الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا قادراً على أن يستخدم المنهجية العلمية المتعددة،

التي تتضمن الجمع بين أكثر من منهج علمي في نفس الدراسة مع ما يحتاجه الأمر من خبرات ومعارف ومهارات واسعة.

  • تحقيق دراسة متكاملة سليمة لها نتائج دقيقة:

كما ظهر معنا من غير الممكن الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة دون الاعتماد على المنهجية العلمية المناسبة،

فهي تؤثر على كيفية جمع المعلومات والبيانات الدقيقة السليمة، وعلى كيفية عرضها ومناقشتها وتحليلها.

وبالتالي لا يمكن الوصول الى استنتاجات منطقية سليمة دون الاعتماد على المنهج العلمي المناسب.

وبذلك ندرك كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي،

والتي تعتمد على المنهج المناسب الذي يعتبر العامل الأساسي في الوصول الى دراسة متكاملة لها استنتاجات منطقية سليمة.

فتفسير الظاهرة أو المشكلة البحثية والإحاطة بها بالشكل السليم أمر لا يمكن الوصول إليه دون اعتماد منهجية علمية سليمة،

مع استخدامها بشكل علمي صحيح يوصل لحلول واستنتاجات منطقية دقيقة.

خصائص المناهج العلمية المعتمدة في البحث العلمي

إن خصائص مناهج البحث العلمي ليست واحدة، فلكل منهج بحثي كما ذكرنا خصائصه وصفاته وعيوبه ومميزاته،

وهو ما على طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي التعمق فيه، ليتمكن من حل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي.

ولكن في الوقت ذاته فإن مناهج البحث العلمي تحمل في بعض جوانبها خصائص متشابهة أو مشتركة،

فما هي أبرز الخصائص المشتركة لمختلف مناهج البحث العلمي:

  1. تستند المناهج العلمية المختلفة على مجموعة ظواهر يمكن لطالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي أن يلاحظها بشكل سهل وبسيط، وبمختلف الأوقات أو الأماكن.
  2. إن مختلف المناهج البحثية تساعد الباحث العلمي على أن يوسع مداركه، وأن يجعل قاعدته المعرفية أكبر وزيادة خبرته ورؤيته المعمقة في مجاله العلمي بشكل عام، وبموضوع دراسته بشكل خاص.
  3. إن منهجية البحث العلمي يفترض أن تكون موضوعية وعلمية، وبناءً عليه من المهم أن يكون الباحث العلمي حيادي وصادق وموضوعي في عمله البحثي، متجنباً أي شكل من أشكال الميول الشخصية، أو المعتقدات والمصالح الشخصية أو المجتمعية، أو الانحياز العاطفي.
  4. إن التعدد والقابلية للتنوع من الخصائص الرئيسية للمناهج في البحث العلمي، ومن السمات الرئيسية الأخرى كذلك نذكر عدم الجمود والمرونة، وأن تقبل المنهجية البحثية التغيير وأن تتكيف مع الازمنة المتعاقبة بما يتوافق مع التطور العلمي الذي يتسارع بشكل مطرد في عالمنا الحالي.

  5. يمكن للباحث العلمي من خلال اتباعه للمنهجية العلمية المناسبة أن يؤكد سلامة النتائج البحثية لدراسته، وذلك في أي زمان ومكان مستخدماً المنهجية العلمية والأدوات الدراسية التي تسمح بالوصول إلى أهداف البحث ونتائجه المنطقية.
  6.  إن مناهج البحث العلمي تعتبر من الطرق الفكرية العالية والمتميزة، فهي عملية اكاديمية تنظم البحث أو الدراسة العلمية بصورة سليمة مستنداً على الأداة المناسبة، مع ضرورة أن تشمل منهجية البحث العلمي مراحل متناسقة مترابطة ومتسلسلة.
  7. من الخصائص الرئيسية في معظم مناهج البحث العلمي سماحها للباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يعمم الاستنتاجات أو الحلول التي توصل إليها وتخص المشكلة البحثية، أو المجتمع البحثي الذي تتناوله الدراسة العلمية.
  8. إن السماح بالتوقع والتنبؤ من أبرز الخصائص للعديد من المناهج العلمية المتعارف عليها، فهي تسمح للباحث العلمي التنبؤ بالظواهر البحثية أو ما ستصل إليه في المستقبل.

وبناءً على ما ذكرنا يمكننا أن نقول بأن استخدام الباحث العلمي للمنهج العلمي المناسب أمر أساسي في حل مشكلة الدراسة باتباع منهجية علمية سليمة،

وذلك بما يسمح بوصول الدراسة العلمية الى استنتاجات منطقية دقيقة وسليمة.

أهمية الاستخدام السليم للمنهج العلمي المناسب

كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي؟ هو ما يظهر من خلال أهمية الاستخدام السليم للمنهج العلمي المناسب، والتي يمكن اختصارها بما يلي:

  1. إن مناهج البحث العلمي وبمختلف التخصصات العلمية، تعتبر عامل أساسي لا يمكن تجاوزه لنجاح الدراسة العلمية ووصولها الى استنتاجات منطقية سليمة، وبالتالي لها أثر بالغ الاهمية على تطور العلوم المختلفة، او تطور الأمم والمجتمعات وتحقيق الرفاهية لأفرادها، مع إيجاد الحلول للإشكاليات البحثية التي تواجههم.
  2. يمكن للباحث العلمي في العديد من الدراسات العلمية البحثية أن يستفيد من المناهج العلمية البحثية المتنوعة في الوصول الى إشكاليات ومواضيع دراسية أصيلة يمكن أن تكون موضوع لدراسة بحثية جديدة.
  3. إن مناهج البحث العلمي تسمح لطالب الدراسات العليا او الباحث العلمي أن يصل الى عرض البيانات والمعلومات البحثية التي يمكن من خلال عرضها ودراستها بأساليب وطرق جديدة الوصول الى الرؤى الإبداعية والاكتشافات الجديدة التي لم يصل لها أي باحث علمي سابقاً.
  4.  يمكن للباحث العلمي أن يكمل دراسته البحثية بشكل سليم، وان يصل من خلالها إلى دراسة علمية ناجحة لها استنتاجات منطقية صحيحة يمكن تأكيدها بالبراهين والقرائن.
  5. إن اتباع منهجية البحث العلمي المناسبة تسمح للباحث أن يجمع بيانات ومعلومات دراسته التي ترتبط مع بعضها البعض في بحث علمي واحد له فائدة ظاهرة، وهو ما يساهم في الوصول الى الاستنتاجات والحلول الجديدة.

أهم مناهج البحث العلمي

بعد اطلاعنا على كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي؟

نجد انه من الضروري الاطلاع على أهم مناهج البحث العلمي المعتمدة وأكثرها شيوعاً واستخداماً في الدراسات البحثية من مختلف التخصصات والمجالات.

ولذلك سنعرض معلومات موجزة ومختصرة عن أهم هذه المناهج البحثية التي تستخدم في معظم الأبحاث والرسائل العلمية في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه.

  • المنهج التجريبي:

يتم اللجوء إلى المنهج التجريبي في الكثير من الدراسات البحثية وفي مجالات علمية متنوعة،

حيث يمكن اعتباره أحد أكثر المناهج المعتمدة في الوصول الى استنتاجات دقيقة مبنية على التجربة والاختبار،

وقد كان لهذا المنهج دور بغاية الأهمية للوصول الى التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا الحالي.

وقد تطورت طرق وأساليب استخدام المنهج التجريبي ليتمكن من مواكبة التسارع الكبير في التطور العلمي، بما جعله عامل رئيسي في تطور الأمم والمجتمعات.

وقد تميّز هذا المنهج بمنحه الباحث العلمي قدرات مميزة وواسعة يضبط من خلالها المتغير أو المتغيرات المستقلة في دراسته،

ويعمل على التحكم بها لقياس مدى تأثيرها على المتغير أو المتغيرات التابعة.

فتحديد متغيرات البحث المستقلة او التابعة، والتمكن من الصياغة السليمة للفرضيات البحثية،

والقدرة على إجراء الاختبارات والتجارب بالشكل السليم الذي يسمح تأكيد او نفي فرضيات البحث من أهم خصائص المنهج التجريبي.

وهو ما جعلنا نتحدث عن أحد أكثر المنهجيات العلمية المتبعة مرونة، حيث يمكن من خلال المنهج التجريبي التكيف مع الظروف المختلفة.

تعتبر المجالات العلمية مثل الكيمياء والفيزياء، او العلوم الاجتماعية او الإنسانية أو القانونية من أكثر المجالات العلمية التي تعتمد المنهج التجريبي،

لقدرته على إجراء اختبارات عملية تطبيقية، وملاحظة ومراقبة تلك الاختبارات والتأثيرات

التي تصيب المتغيرات التابعة نتيجة التحكم بالمتغير المستقل، وتدوينها بكل دقة.

بحيث يتم اتباع منهجية البحث العلمي التجريبي في جميع مراحل وخطوات الدراسة بدايةً من التحديد للإشكالية البحثية،

إلى إجراء الاختيارات وجمع المعلومات والبيانات وتنظيمها وعرضها ومناقشتها وتحليلها وصولاً إلى استنتاجات منطقية سليمة.

تبقى أهم إيجابيات استخدام المنهج التجريبي أنه أحد أكثر مناهج البحث العلمي مرونة،

حيث يمكن للباحث العلمي التحكم والتعديل في الاختبارات والتجارب حتى تتوافق مع مختلف الظروف،

وهو ما يمنح إجابات وحلول دقيقة جداً ويساهم في اكتشاف العلاقات بين مختلف متغيرات البحث العلمي.

وتبقى أبرز عيوب استخدام المنهج التجريبي أنه غير قابل للتعميم في العديد من الدراسات البحثية،

وفي أنه يعتمد بشكل كبير على معارف ومهارات الباحث العلمي، ومن قدرته على الاختيار السليم لأدوات الدراسة،

والتحديد الدقيق لمتغيرات البحث والقدرة على التحكم بها.

وهو ما سيكون له تأثير كبير على سلامة النتائج، فقد تختلف النتائج لنفس الدراسة بين باحث وآخر وفقاً لما يمتلكه من خبرات ومعارف وإمكانيات.

  • المنهج الوصفي في البحث العلمي:

يبقى المنهج الوصفي كتصنيف واسع وبما يتضمنه من تصنيفات فرعية أكثر مناهج البحث العلمي

استخداماً في العديد من المجالات العلمية والدراسات البحثية التي تنتمي لها.

هناك العديد من الدراسات البحثية التي تعتمد بشكل كامل على المنهج الوصفي في البحث العلمي فيكون المنهج العلمي الوحيد المعتمد في الدراسة العلمية.

ومن جهة أخرى هناك نسبة عالية من الدراسات العلمية التي تعتمد على المنهج الوصفي إلى جانب منهج علمي آخر او أكثر من منهج علمي،

وذلك لكي تتمكن الدراسة من الإحاطة بجميع جوانب الدراسة البحثية ولكي تصل الى حلول ونتائج علمية سليمة.

إن المواضيع والمشكلات أو الظواهر البحثية التي لها سمة وصفية من أكثر الدراسات العلمية التي تعتمد هذا المنهج العلمي،

بحيث يتم من خلاله الوصف الدقيق لمشكلة او ظاهرة او موضوع البحث المطلوب دراسته.

يعتمد الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا على الوصف لجمع بيانات ومعلومات دراسته العلمية،

ويعمل على تنظيم وترتيب هذه المعلومات والبيانات، ويحاول مناقشتها ودراستها وتحليلها بما يساهم في الوصول الى الحلول والاستنتاجات الدقيقة والمنطقية،

والتي تقبل التعميم على الظواهر او المجتمعات البحثية التي تحمل خصائص تشبه خصائص المجتمع البحثي في الرسالة أو البحث العلمي قيد الدراسة.

إن وصف المشكلة او الظاهرة بشكل دقيق يعتبر من أهم خصائص وصفات هذا المنهج،

وهو ما يدفع نسبة كبيرة من الباحثين العلميين للاعتماد عليه باكتشاف أسباب الظاهرة البحثية والعلاقات بين متغيرات البحث بشكل موضوعي اكاديمي سليم.

ووفقاً لمناقشة وتحليل المعلومات والبيانات التي تمّ جمعها بشكل وصفي يتم الوصول الى استنتاجات منطقية سليمة.

ولكن أبرز سلبيات وعيوب استخدام الباحث العلمي للمنهج الوصفي في دراسته البحثية،

أن المعلومات والبيانات البحثية التي يتم جمعها بالمنهج الوصفي في حالات عديدة قد لا تتسم بالدقة،

وهو ما سيؤثر دون ادنى شك على سلامة ودقة نتائج وحلول الدراسة العلمية، وبالتالي تتأثر جودة الدراسة ونجاحها.

وخصوصاً أن سلامة البيانات والمعلومات التي يتم جمعها من خلال المنهج الوصفي

قد تتأثر بشكل واضح بميول الباحث العلمي والآراء التي يحملها، وما يحمله من توجهات أو رغبات يسعى لأن يصل إليها.

  • المنهج الاستقرائي:

تعتمد العديد من الدراسات والبحوث العلمية على المنهج الاستقرائي الذي يعتبر من التصنيفات الرئيسية للمناهج العلمية البحثية،

فهو يقسم إلى صنفين أساسيين هما استقراء تام واستقراء خاص.

إن الاعتماد على المنهج الاستقرائي في البحث العلمي يجعل الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا

يعمل على الانتقال من الجزء الى الكل، ومن الخاص باتجاه العام،

مع الاعتماد على أدوات رئيسية ثلاث بالمنهج الاستقرائي هي التجارب والملاحظة والتقدير.

  • المنهج الاستدلالي (الاستنباطي):

يمكن أن نعتبر المنهج الاستدلالي هو المنهج العلمي المعاكس بشكل كامل للمنهج الاستقرائي،

فمن خلاله يتم الانتقال من الكل إلى الجزء، ومن العام باتجاه الخاص.

وتبقى تخصصات التربية والتعليم من أكثر التخصصات العلمية التي تعتمد المنهج الاستنباطي،

الذي بدوره يعتمد على أدوات رئيسية ثلاث هي: التجريب العقلي بالإضافة لكل من القياس والتركيب.

  • المنهج التاريخي:

كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي التاريخي؟

حيث يعتمد على هذا المنهج العلمي بشكل كبير في العديد من البحوث والرسائل العلمية المنتمية لتخصصات متعددة.

سواء تم الاعتماد عليها بشكل وحيد في الدراسة العلمية، أو أن يستخدم هذا المنهج إلى جانب منهج علمي آخر.

يتم جمع بيانات ومعلومات البحث العلمي المعتمد على المنهج التاريخي من الأحداث السابقة والبحوث والدراسات والكتب والوثائق السابقة،

والتي ترتبط بشكل وثيق بمشكلة أو موضوع البحث قيد الدراسة،

ويمكن بعد جمع هذه المعلومات العمل على دراستها ومناقشتها وتحليلها والعمل على مقارنتها بأحداث الزمن الحالي بما يساعد على توقع المستقبل.

فالمنهج التاريخي يسمح للباحث العلمي أن يتوقع ما سيتم الوصول إليه في المستقبل،

وبالتالي تعتبر من أهم الوسائل التي تساعد على تفسير الظواهر والمشكلات البحثية التي تحدث بالوقت الحالي،

وذلك بالاعتماد على الدراسات والخبرات والوقائع التي وقعت بالزمن الماضي، ومن خلال إسقاطها على الوضع الحالي يمكن التنبؤ بالمستقبل. 

تتعدد خطوات المنهج التاريخي التي لا بدّ من اتباعها للباحث العلمي الذي يعتمد في دراسته على هذا المنهج،

فهو يعمل على ربط مشكلة دراسته (بعد تحديدها بالشكل السليم) بأحداث سابقة تاريخية.

ويعمل الباحث العلمي بذلك على الكيفية تطور ظاهرة البحث التاريخية،

ويجمع منها بيانات ومعلومات البحث من مصادر البحث الموثوقة التي تسقط على ظاهرة البحث الحالي وهو ما يسمح للباحث توقع المستقبل.

تتعدد مميزات المنهج التاريخي ومنها اعتماده على المعلومات والبيانات الموثوقة التي يتم نقدها بشكل علمي أكاديمي يسمح بالتأكد من موثوقيتها،

ومن أنه يسمح باختبار فرضيات البحث التي تقود إلى استنتاجات منطقية صحيحة.

أما عيوب المنهج التاريخي الأبرز فهي أنه يتأثر بخبرات وجهود الباحث العلمي أو طالب الدراسات العلمية،

فهو قد لا يبذل الجهود المطلوبة أو لا يمتلك الخبرة المطلوبة للتأكد من مصداقية المصادر البحثية،

وهو ما يؤثر على مصداقية وسلامة معلومات وبيانات البحث، والتي تؤثر بدورها على سلامة ومصداقية استنتاجات البحث العلمي.

  • المنهج المقارن:

إن هذا المنهج العلمي وكما يظهر من اسمه يعتمد بصورة رئيسية على أسلوب المقارنة بين مشكلتين أو موضوعين بحثيين،

ومن خلاله يتم التوضيح لأوجه التشابه والاختلاف فيما بين المشاكل والظواهر والمواضيع قيد الدراسة.

مع ضرورة تحديد أوجه المقارنة بالحدود الموضوعية او الزمانية أو المكانية، وهذا ما سيسمح للباحث العلمي اكتشاف أسباب حدوث المشكلة أو الظاهرة المحددة.

تتعدد المجالات التي تعتمد على هذا المنهج في دراساتها بشكل منفرد أو رفقة مناهج علمية أخرى،

وأبرز هذه المجالات العلمية نذكر الآداب، الفقه المقارن، العلوم القانونية، علوم اللغات.

إن الباحث العلمي من خلال اعتماده على المنهج العلمي المقارن يقوم بمجموعة خطوات رئيسية ومن أهمها أن يحدد ظاهرة أو مشكلة البحث،

ويعمل على التمحيص فيها ودراستها مع الإحاطة بكافة جوانبها.

ومن ثمّ يعمل على تحديد الظواهر او الدراسات التي تجري المقارنة بها،

مع تحديد أوجه المقارنة التي تتم المقارنة بها لتحديد أوجه الاختلاف أو الاتفاق بين المتغيرات البحثية.

ووفقاً لنتائج المقارنات التي تجري بين الظواهر والدراسات البحثية يمكن أن يصل الباحث العلمي للاستنتاجات والحلول المنطقية،

التي يعمل الباحث العلمي على المقارنة بينها وبين الدراسات والأبحاث ذات الصلة بالموضوع البحثي.

وتبقى أهم المميزات في المنهج العلمي المقارن أنه من أهم المناهج البحثية في بعض المجالات العلمية،

كونه الوسيلة الأفضل للوصول إلى الحلول والاستنتاجات المنطقية السليمة التي تساعد الباحث العلمي على أن يظهر مساهمته في تطوير العلوم والمجتمعات.

ولكن بالرغم من مميزات المنهج المقارن إلا أن له العديد من العيوب، وهو ما يظهر بشكل خاص أن الباحث العلمي الذي يستخدمه يجد صعوبات بتحديد المفاهيم الأساسية ذات الطابع العام.

  • منهج الدراسات المسحية:

وهو من المناهج العلمية التي يعتمدها الباحث العلمي لجمع المعلومات والبيانات عنه من خلال عمليات دراسة مسحية مباشرة،

وهو ما نجده بشكل مباشر في البحوث الاجتماعية.

فعلى سبيل المثال قد تحتاج الدراسة تحديد عدد السكان في منطقة معينة، وتوضيح نسب الأميين،

والحاصلين على الشهادة الأساسية، والشهادة المتوسطة، والشهادة العلمية،

وتحديد عدد الحاصلين على شهادات جامعية أو ما يماثله، فهنا تكون الدراسة المسحية هي المنهج الأمثل، حول كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي.

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم منهجية البحث العلمي،

وتعرفنا على أبرز خصائص المناهج العلمية المعتمدة في البحث العلمي، وأوضحنا أهمية الاستخدام السليم للمنهج العلمي المناسب.

كما عرضنا مجموعة من أهم مناهج البحث العلمي وأبرزها: المنهج التجريبي، المنهج الوصفي،

المنهج الاستقرائي، المنهج الاستدلالي (الاستنباطي)، المنهج التاريخي، المنهج المقارن، منهج الدراسات البحثية.

وبالإضافة إلى كل ذلك فقد ألقينا الضوء على ترتيب الأفكار البحثية وتنظيم الدراسة العلمية،

وعلى كيفية الاستفادة المثلى من الخبرات والحقائق والمعارف والدراسات السابقة،

مع تحقيق دراسة متكاملة سليمة لها نتائج دقيقة، وهي من أهم فوائد اتباع المنهجية العلمية السليمة.

سائلين الله تعالى أن نكون قد قدمنا كل ما هو مفيد للباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا الاعزاء من خلال مقالنا الذي أجبنا في عن تساؤل: كيف تحل مشكلة باتباع منهجية البحث العلمي؟

المصادر:

ما هي مناهج البحث العلمي وما هي مميزاتها وعيوبها، 2020، اكاديمية بي تي اس

خصائص مناهج البحث العلمي، 2022، مبتعث للدراسات والاستشارات الأكاديمية

Share this post


تواصل معنا الآن