منهجية الدراسة تعريفها، أهميتها، أدواتها

منهجية الدراسة

منهجية الدراسة تعريفها، أهميتها، أدواتها

يسعى طالب الدراسات العليا أو أي باحث علمي إلى معرفة منهجية الدراسة تعريفها، أهميتها، أدواتها،

فالمنهجية الدراسية أمر أساسي لا بدّ من اتباعه لكي تنجح الدراسة العلمية وتصل إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

ويبقى الاتباع للمنهجية التي تلائم موضوع البحث وتخصصه العلمي أمر بغاية الأهمية، لأنها الأسلوب الذي سيتم من خلاله جمع معلومات البحث العلمي.

ومن خلاله تحدد كيفية الترتيب والتنظيم للمعلومات والبيانات البحثية، وما هي أساليب مناقشتها وتحليلها بما يوصل إلى نتائج منطقية سليمة.

في حين أن العشوائية وعدم التنظيم واتباع الأهواء والميول الشخصية،

أو اعتماد المنهجية العلمية الغير سليمة سيؤدي دون أدنى شك إلى نتائج خاطئة أو غير دقيقة في أفضل الأحوال.

وعبر التاريخ تطورت منهجية الدراسة بشكل كبير، فهي وجدت منذ وجود الإنسان، وقد اعتمدت دون ان يعلم الإنسان أنه يعتمد منهجية علمية،

فهو كان يسعى لأن يصل إلى الحلول والاكتشافات المرتبطة بشؤون حياته البدائية.

 

  • ومع مروع الوقت شيئاً فشيئاً تطورت الحياة الإنسانية وما زالت تتطور يوماً بعد آخر،

ومع تطور الحياة الإنسانية تتطور الأبحاث والدراسات العلمية، فمواكبة التطور أمر رئيسي،

بل يمكننا القول أن التطور العلمي هو من يقود التطور الإنساني في مختلف المجالات.

في القرون الأخيرة تطورت المنهجية بشكل كبير، ووجد لها قوالب معينة ساهمت في جعل الدراسات أسهل وأهم وأكثر تنظيماً،

وهو ما كان له دور كبير في التطور المتسارع للمجالات العلمية المختلفة.

حيث تمّ الوصول إلى هذه القوالب والمناهج العلمية بعد دراسات طويلة ومعمقة من الكثير من العلماء والباحثين المتخصصين.

ويعتبر اتباع الباحثون العلميون وطلاب الدراسات العليا للمنهجية العلمية المناسبة في أبحاثهم أو رسائلهم العلمية،

أمر ضروري له دور أساسي في نجاح الدراسة ووصولها إلى الأهداف المنتظرة منها.

جدول المحتويات

تعريف منهجية الدراسة

إن أولى خطوات التعرف على منهجية الدراسة تعريفها، أهميتها، أدواتها يكون من خلال تعريف منهجية الدراسة،

والتي تعبّر عن الخطوط الأساسية والإجراءات البحثية الرئيسية، التي يعتمد عليها الباحثون العلميون في مشوارهم البحثي.

ولكن بالوقت نفسه فإن اتباع منهجيات متشابهة في الأبحاث العلمية لا يعني أن الدراسات ستكون متشابهة،

فالتشابه هنا لا يكون بالمواضيع والمعلومات والبيانات المعتمد عليها، وإنما يكون من خلال التشابه بالترتيب والإجراءات والخطوط الأساسية،

وهو ما سيظهر معنا في خطوات لاحقة من هذا المقال.

وبناءً على كل ذلك يمكن أن نضع تعريف منهجية الدراسة في البحث العلمي،

على أنها عدد من الخطوات والإجراءات الدراسية المتبعة من قبل الباحث العلمي،

وذلك خلال دراسة الظاهرة أو الإشكالية البحثية، وذلك بهدف تحقيق الاستنتاجات والحلول المنطقية الدقيقة المثبتة بالأدلة والبراهين والقرائن.

ولأن أهمية المنهجية العلمية أمر أساسي في الدراسات البحثية، فسنعمل في الفقرات التالية للاطلاع على هذه الأهمية، وعلى أدوات المنهجية الدراسية وخطوات اتباعها.

أهمية منهجية الدراسة في البحث العلمي

هناك العديد من الأمور التي تظهر أهمية منهجية الدراسة، والتي يجب على أي باحث علمي معرفتها بشكل كامل، ومن أبرز هذه الأمور نذكر:

  1. إن منهجية الدراسة لها دور رئيسي في الوصول إلى نتائج الدراسة وحلولها المنطقية، فاختيار المنهجية السليمة يؤثر بشكل رئيسي على الاستنتاجات البحثية وأساليب تفسيرها.
  2. إن منهجية الدراسة يفترض أن تكون متناسبة مع أهداف الدراسة و متماشية معها، فلا يمكن تحقيق أهداف الدراسة دون الاعتماد على المنهجية المناسبة.
  3. قد يكون أمام الباحث العلمي إمكانية اتباع أكثر من منهج علمي في دراسته البحثية، وهنا عليه اختيار أكثر المناهج قدرة على الوصول بالبحث العلمي إلى أدق النتائج.

وعلى الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا من خلال كتابته لبحثه العلمي أن يشير إلى المنهجية العلمية المتبعة وسبب اختيارها تحديداً،

ودورها بالوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

 

4. إن المنهجيات العلمية من الأمور الضرورية والأساسية لجميع الفروع والتخصصات العلمية والمعرفية، فالمنهج السليم هو الطريق المضمون للوصول إلى الإجابات المنطقية السليمة عن أسئلة البحث، في حي حين أن اتباع المنهج الغير موثوق وغير مناسب نهايته نتائج غير موثوقة ومشكك بها.

5. يسمح للقارئ أن يتأكد من أن البيانات أو المعلومات التي تمّ إنشاؤها وجمعها متوافقة وملائمة لموضوع البحث وتخصصه العلمي.

علماً أن لجان التقييم للبحوث والرسائل العلمية تعتمد كثيراً على متابعة منهجية الدراسة ومدى ملاءمتها للموضوع البحثي وتخصصه،

للتأكد من سلامة الدراسة، واكتشاف معارف ومهارات الباحث وقدرته على الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.

 

6. تساهم المنهجية العلمية المناسبة في تجاوز الباحث العلمي للعقبات والإشكاليات التي تواجه مشواره البحثي، وهو ما يساعد على منع تأثيراتها على سلامة حلول أو نتائج البحث أو تفسير بياناته.

7. إن الاطلاع على المنهجيات المعتمدة في الدراسات السابقة من قبل الباحثين الآخرين أمر مفيد للغاية، فهو يساهم في المساعدة على اختيار المنهج المناسب لموضوع البحث.

وذلك من خلال ملاحظة النجاح في البحوث السابقة التي تناولت مواضيع مشابهة،

وما هي نسب النجاح والعقبات الي واجهت العمل البحثي، وهذا كله من العوامل المساعدة والمهمة جداً،

والتي تسمح بالوصول إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.

أدوات منهجية الدراسة في البحث العلمي

من العناصر الرئيسية في مقالنا حول منهجية الدراسة تعريفها، أهميتها، أدواتها يجب أن نطلع على الأدوات الدراسية المتعددة المستخدمة في البحث العلمي، ومن أكثر هذه الأدوات استخداماً نذكر ما يلي:

أولاً- الاستبيان (الاستقصاء- الاستبانة):

تعتبر الاستبانة أكثر الأدوات المستخدمة في منهجية الدراسة وذلك بهدف جمع المعلومات والبيانات من عينة الدراسة، أو من مجتمع البحث الذي يمكن الإحاطة به بالاستبيان.

حيث تتميز هذه الأداة بسهولتها وفعاليتها وتكاليفها المالية البسيطة، ومن قدرتها على التعامل مع العينات الكبيرة الحجم، وقد ساهم التطور التكنولوجي في التوسع بإجراء الاستبيانات، حيث يمكن القيام بها بكل سهولة وسرعة حتى مع التباعد الجغرافي للأفراد الخاضعين للدراسة.

علماً إن الشكل التقليدي للاستبيان كان يتم في الزمن السابق يكون من خلال تسليم استمارة الاستبيان لأفراد عينة الدراسة، ثمّ إعادتها للباحث العلمي بعد الإجابة عليها من قبل الأفراد الخاضعين للبحث.

في حين أن الباحث حالياً يستفيد من التطور التكنولوجي بإرسال واستقبال الاستبيانات عبر البريد الإلكتروني، أو إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، أو إحدى وسائل الاتصال التكنولوجية الأخرى.

إن الاستبيان هو سؤال أو مجموعة من الأسئلة التي يضعها الباحث العلمي في استمارة الاستبيان، وفق ترتيب معين بالتدرج من العام والخاص.

على أن تكون الاسئلة مرتبطة بموضوع البحث وتساهم في الوصول إلى الاستنتاجات والحلول الصحيحة، وذلك بعد تصنيف المعلومات والبيانات ودراستها وتحليلها.

للاستبيان عدة أنواع أبرزها:

  • الاستبيان المحدد (المغلق):

وهو الاستبيان التي يضع فيه الباحث العلمي في استمارة الاستبيان سؤال أو مجموعة أسئلة تكون الإجابة عليها مغلقة ومقيدة،

بحيث لا يحق للمبحوث أن يتوسع أو يشرح في إجابته، بل عليه أن يختار إحدى الإجابات التي وضعها الباحث كخيارات.

وكمثال عن هذا الاستبيان قد تكون الإجابة محصورة بين (أوافق، لا أوافق، لا أهتم)،

أو غيرها الكثير من الأشكال والإجابات المماثلة الأخرى،

وهذا النوع من الاستبيان يعتبر الأكثر سهولة في إجراء الاستبانة وتصنيفها وتحليلها، و لكنه ليس الأكثر دقة من بينها.

  • الاستبيان الحر (المفتوح):

وهو الاستبيان الذي يصوغ الباحث العلمي أسئلته بالشكل الذي يراه مناسباً،

ولكنه يترك المجال للمبحوث أن يجيب على اسئلة الاستبيان بكل حرية،

حتى إن كان هناك إطالة ووضع أمور في الإجابة لا تهم الباحث في شيء.

ونظراً لصعوبة تصنيف وترتيب هذه الإجابات وما تحتاجه من وقت وجهد،

فإن الاعتماد على الاستبيانات المفتوحة يبقى اعتماد قليل إلا مع العينات الدراسية الصغيرة،

علماً أن هذا الاستبيانات المفتوحة هي الأكثر دقة قياساً مع الاستبيانات المغلقة.

  • الاستبيان المغلق المفتوح:

وهو من أنواع الاستبيانات التي تجمع النوعين السابقين، بحيث تحتوي استمارة الاستبيان على سؤال أو مجموعة من الاسئلة

التي تكون الإجابة عليها من النوع المغلق المقيد بإجاباته المحددة.

مع وضع سؤال أو مجموعة اسئلة تكون الإجابة عليها مفتوحة وحرة كما تعرفنا عليه في الاستبيان المفتوح والحر.

أهم مميزات الاستبيان:

  1. إن الاستبانة تعتبر من أكثر الأدوات المستخدمة في منهجية الدراسة بساطة، كما أنها اقتصادية فتكاليفها بسيطة مقارنةً مع باقي الأدوات الدراسية.
  2. تعتبر من الأدوات البسيطة في إعدادها، أو في إجراء الاستبيان أو تحليله.
  3. يمنح حرية كبيرة لأفراد عينة الدراسة الذين يجيبون بالشكل الذي يرونه مناسباً، كما يمنحهم حرية الإجابة بالوقت الذي يرونه مناسباً وفي المكان الأنسب بالنسبة إليهم.
  4. تعتبر الاستبيانات الأداة الأكثر قدرة على التعامل مع العينات البحثية الكبيرة، والتي يمكن إجراءها بكل سهولة بالاعتماد على إحدى الوسائل التكنولوجية كالبريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.

أهم عيوب الاستبيان:

من أبرز عيوب الاستبيان أن أفراد عينة الدراسة قد لا يتعاملون بشكل جدي مع الاستبيان،

فتكون إجاباتهم غير دقيقة، وهو ما يؤثر على جودة البحث وسلامته.

ثانياً- الملاحظة:

تعتبر الملاحظة من أكثر الأدوات الدراسية استخداماً في منهجية الدراسة،

حيث يعمل الباحث العلمي من خلالها على مراقبة ظاهرة البحث او الافراد الخاضعين للدراسة،

أو مراقبة وملاحظة التجارب والتغيرات التي تحصل بالمتغيرات التابعة نتيجة الضبط والتحكم بالمتغير أو المتغيرات المستقلة.

من المهم أن لا يشعر أفراد عينة البحث بوجود من يراقبهم لتبقى تصرفاتهم وسلوكياتهم سليمة وعلى طبيعتهم،

وأن لا يقوموا بتغيير هذه السلوكيات نتيجة شعورهم بوجود من يراقبهم.

إن الملاحظة كأداة في البحث العلمي لها أنواع ثلاثة رئيسية هي: (الملاحظة العرضية، الملاحظة المنظمة، الملاحظة الذاتية).

ميزات الملاحظة كأداة في البحث العلمي:

تعتبر الملاحظة من أكثر أدوات البحث العلمي دقة وصحة، فالباحث العلمي لا يشعر المبحوث بوجوده

وبالتالي يبقى المبحوث يتصرف على طبيعته، في الوقت الذي يسجل فيه الباحث العلمي ملاحظاته بشكل مباشر.

عيوب الملاحظة كأداة في البحث العلمي:

  1. تعتبر من الأدوات ذات التكاليف الأعلى من معظم الادوات الاخرى فهي تحتاج من الباحث التنقل إلى مكان وجود أفراد العينة الدراسية، أو حدوث الظاهرة، او بيئة التجربة.
  2. تعتبر من أكثر أدوات البحث العلمي تأثراً بالباحث العلمي وبمدى خبراته ومهاراته وخبرته.
  3. لا يمكن الاعتماد عليها مع العينات الكبيرة، أو التي تتواجد في عدة أماكن جغرافية بالوقت ذاته، لأن الباحث العلمي لن يتمكن من ملاحظة العينة كلها بالوقت ذاته.
  4. تتأثر الملاحظة بالأحداث المحيطة التي قد تؤثر على الباحث العلمي وتضعف تركيزه، كما انها تحتاج عادة إلى وقت طويل، وقد يتأثر الباحث العلمي فيها بالظروف الجوية كالمطر أو البرد مثلاً.
  5. تتأثر بالظروف الشخصية للباحث كالمرض أو غير ذلك.
  6. تعتبر من الأدوات الدراسية الصعبة نسبياً في جمع البيانات وتصنيفها وترتيبها وتحليلها وتحويلها إلى بيانات عددية.

ثالثاً- المقابلات:

من أهم الأدوات وأكثرها استخداماً في منهجية الدراسة المقابلات، و التي تجري فيها مقابلة مباشرة بين الباحث العلمي والمبحوث،

وهي قد تكون مقابلة فردية مع كل مبحوث بمفرده، أو مقابلة جماعية بتقسيم المبحوثين إلى مجموعات لكل مجموعة منهم خصائصها،

كما قد تكون مقابلة جماعية مع جميع أفراد عينة الدراسة.

وقد ساهم التقدم التكنولوجي وإمكانية اجراء المقابلات عبر إحدى هذه الوسائل كالسكايب مثلاً، في ازدياد الاعتماد على هذه الاداة الدراسية.

فلم يعد هناك حاجة لتواجد الباحث والمبحوث في نفس المكان، والمقابلة ممكن إجراءها بسهولة حتى مع التباعد الجغرافي بين الباحث والمبحوثين.

يقوم الباحث العلمي بتحديد نوع المقابلة واسئلتها، وكيفية إجرائها وقتها ومكانها، ويراعي في الأسئلة التنقل من العام إلى الخاص.

ويحاول من خلال الأسئلة الواضحة والمفهومة الحصول على المعلومات والبيانات التي تسمح له الوصول إلى استنتاجات وبيانات سليمة،

على أن يقوم بتسجيل إجابات المبحوث مع ملاحظاته حول ردود فعل المبحوث عن الأسئلة وذلك بشكل مباشر.

ومن أهم أنواع المقابلات نذكر ما يلي:

  • المقابلة المفتوحة:

وهي المقابلة التي يطرح الباحث العلمي فيها السؤال على المبحوث ويتركه يجيب بالشكل الذي يراه مناسباً دون أي مقاطعة من الباحث العلمي،

حتى وإن كان في إجابته إطالة وأمور لا تفيد البحث العلمي.

وتتميز هذه المقابلة بطول وقتها، وبصعوبة تحليل المعلومات والبيانات فيها، مما يجعل الاعتماد عليها قليلاً.

  • المقابلة المقيدة:

وهي تشبه الاستبيان المقيد بشكل كبير، حيث يطرح الباحث العلمي على المبحوث أسئلة المقابلة التي أعدها بشكل مسبق،

والتي تكون الاجابات عليها مقيدة ومحددة بإجابات معينة، فلا يحق للمبحوث الشرح أو إبداء الرأي حول الإجابة،

وإنما يقتصر دوره على الاختيار بين أحد خيارات سؤال المقابلة.

كأن تكون الإجابات محصورة بين (أؤيد، لا أؤيد، لا أعرف) على سبيل المثال لا الحصر.

  • المقابلة المفتوحة نسبياً:

ووفق هذا النوع من أنواع المقابلة يضع الباحث العلمي أسئلة المقابلة ويطرحها على المبحوث ويتركه يجيب بالشكل الذي يراه مناسباً،

وبشكل مفتوح وبكل حريته، لكن الباحث العلمي يستطيع مقاطعة المبحوث في أية لحظة عندما يشعر أنه وصل إلى الإجابة التي يحتاجها،

فينتقل إلى السؤال التالي، او ينهي المقابلة عند انتهاء الأسئلة المعدّة بشكل مسبق.

مميزات المقابلة كأداة في منهجية الدراسة:

  1. إن المقابلات من أهم الأدوات في منهجية الدراسة التي تمنح الباحث العلمي المعلومات والبيانات الدقيقة، وهي من الأدوات التي تتميز بمرونتها الكبيرة.
  2. إن التواصل المباشر بين الباحث والمبحوث، يسمح للباحث العلمي أن يستفسر من المبحوث عن أي أمر يحتاج إلى التعمق فيه واكتشفه أثناء المقابلة، وأن يفهم إجابة المبحوث تماماً، كما يمكن للمبحوث أن يستفسر عن أي سؤال لم يفهمه بشكل جيد.
  3. إن المقابلة المباشرة تجعل الباحث يلاحظ ردود فعل المبحوث عن الأسئلة التي يطرحها عليه، وهو يساهم في معرفة مدى صدق المبحوث، وعلى الباحث تدوين ردود الفعل والاستفادة منها عند تفسير البيانات وتحليلها.

عيوب المقابلة كأداة في منهجية الدراسة:

  1. تعتبر من أكثر أدوات منهجية البحث العلمي تأثراً بموضوعية وحيادية الباحث والمبحوث، وهو ما قد يؤثر على دقة بيانات ومعلومات البحث وبالتالي تتأثر سلامة النتائج.
  2. إن المقابلات من الأدوات التي يصعب الاعتماد عليها في الحالات التي يكون فيها حجم العينة الدراسية كبيراً، كما أنها تحتاج إلى تكاليف مالية عالية، وإن كان التقدم التكنولوجي جعل هذه التكاليف أبسط بكثير، فلم يعد هناك حاجة للتنقل وتواجد الباحث والمبحوثين في المكان نفسه.

رابعاً- الاختبارات:

من ضمن أدوات منهجية الدراسة المستخدمة على نطاق واسع في بعض المجالات العلمية كالعلوم التربوية او علوم الإدارة،

ويتم الاعتماد عليها بشكل خاص باختبارات التحصيل لدى الطلاب.

من أهم ميزات هذه الأداة مساعدتها في التنبؤ الخاص بمستقبل الطلاب، كاختبارات الاستعداد على سبيل المثال،

وهي تسمح بتحديد نقاط الضعف والسعي لمعالجتها، ونقاط القوة والسعي إلى تعزيزها.

إن الاختبارات تستطيع قياس العديد من الخصائص لدى الطلاب من النواحي النفسية، كاتسام الطالب بالانطوائية أو العدوانية.

إعداد منهجية دراسة سليمة

مراحل منهجية الدراسة

بعد أن اطلعنا على منهجية الدراسة تعريفها، أهميتها، أدواتها من المفيد جداً أن نتعرف على مراحل وخطوات منهجية الدراسة،

والتي يجب على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا الالتزام الكامل بها.

وتبقى أهم هذه الخطوات والمراحل أو العناصر في منهجية الدراسة هي:

  • اختيار عنوان البحث العلمي وصياغته:

إن العنوان هو واجهة البحث العلمي مما يوجب الاهتمام به بشكل كبير،

والعنوان الجيد هو المعبّر بشكل شامل عن موضوع و إشكالية البحث العلمي ومتغيراتها الأساسية.

يتميز العنوان الجيد بطوله المتوسط القادر على التعبير الشامل عن موضوع البحث، دون إطالة تؤذي العنوان وتشعر القارئ بالنفور والملل.

ويتم الاعتماد في العنوان على الكلمات السهلة والبسيطة والمفهومة، وتجنب الكلمات الغامضة أو القابلة للتأويل.

  • كتابة مقدمة البحث العلمي:

 بعد الحديث عن واجهة البحث المتمثلة بالعنوان يأتي الدور في منهجية الدراسة على المقدمة التي تمثل القسم الترويجي للبحث.

وهو ما يكون من خلال المقدمة المختصرة والموجزة المكتوبة وفق معايير المقدمة الجيدة التي تشجع القارئ على قراءة البحث،

لا أن تكون عامل سلبي يظهر ضعف البحث وينفر القارئ عن الاستمرار بقراءة الدراسة.

على الباحث العلمي استخدام الكلمات البسيطة والمفهومة، وأن يتجنب قدر الإمكان الاقتباس والمصطلحات العلمية في المقدمة.

تبقى أهم عناصر المقدمة توضيح مشكلة أو ظاهرة البحث العلمي من جميع جوانبها،

وتبيان أهميتها والفائدة المنتظرة من دراستها للعلم والمجتمع، وسبب اختيار الموضوع العلمي تحديداً.

كما تتم الإشارة فيها الى العناوين الرئيسية والمحاور الأساسية في ضمن البحث العلمي،

وما هو المنهج العلمي المتبع، وسبب اختيار المنهج العلمي تحديداً ودوره في الوصول الى الاستنتاجات المنطقية السليمة.

  • صياغة أهداف البحث العلمي:

إن صياغة أهداف البحث العلمي الرئيسية وما يتفرع منها من أهداف فرعية من خطوات منهجية الدراسة الأساسية،

مع ضرورة ان تكون الأهداف قابلة للدراسة والتحقيق، وأن تصل النتائج لاحقاً إلى جميع أهداف البحث العلمي المحددة من قبل الباحث العلمي.

تتم صياغة الأهداف بشكل متسلسل منطقي يتناسب مع مراحل الدراسة، ويكون من خلال لغة مفهومة وبسيطة،

وبحال لم يصل الباحث العلمي لأحد هذه الأهداف فيجب الشرح المفصل لسبب عدم تحقيق ذلك الهدف البحثي.

  • صياغة فرضيات أو أسئلة البحث العلمي:

يقوم الباحث العلمي ضمن منهجية الدراسة وحسب الموضوع الذي يتناوله البحث أو التخصص العلمي الذي ينتمي إليه، بصياغة أسئلة البحث أو فرضياته.

تكون صياغة الأسئلة بشكل استفهامي وهو ما يجب الإجابة عليه في فصل نتائج البحث،

بينما تشير الفرضيات إلى العلاقة بين متغيرات البحث، وتظهر توقعات الباحث لما ستصل إليه النتائج، وهو ما يجب تأكيده بالقرائن والبراهين في فصل النتائج.

وفي كلتا الحالتين يجب أن تكون الأسئلة أو الفرضيات مرتبطة بمختلف محاور البحث وتغطيتها، وأن يكون ترتيبها مرتبط بتطور الدراسة البحثية.

  • كتابة المتن أو المضمون البحثي:

إن البحث العلمي يحتوي على المتن الذي يعتبر القسم الأكبر والأهم في منهجية الدراسة،

حيث تعرض من خلاله جميع بيانات ومعلومات البحث التي قام الباحث العلمي بجمعها.

ومن خلال المتن تعرض البيانات وتناقش ويتم تحليلها وصولاً الى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة،

وذلك يكون من خلال تقسيم البحث العلمي إلى فصول ومباحث ومطالب، تكون مرتبطة بشكل وثيق فيما بينها،

فكل فقرة او مطلب أو مبحث أو فصل يكمل الفكرة السابقة له ويمهد للفقرة اللاحقة التي تليه.

ومن المهم العرض المتسلسل الذي تتطور فيه الدراسة، مع الحرص على الكتابة السليمة الخالية من جميع أشكال التكرار أو الحشو.

  • عرض نتائج البحث العلمي:

إن النتائج من أقصر فصول البحث العلمي لكنها أهم وأخطر مراحل منهجية الدراسة،

حيث تتبلور كافة المراحل البحثية السابقة في هذه المرحلة المختصرة التي يجب الاهتمام بها بشكل كبير.

ويكون ذلك بعرض النتائج بشكل مفهوم وواضح وبسيط ومثبت بالبراهين والأدلة،

على أن تكون النتائج مرتبطة بمتن البحث والوصول إليها طبيعي قياساً لتطور الدراسة البحثية.

كما أن النتائج يفترض أن تحقق كافة أهداف البحث العلمي، وأن تجيب عن أسئلة البحث،

أو أن تنفي او تؤكد بالدليل والبرهان فرضيات البحث التي حددها الباحث بشكل مسبق.

  • وضع توصيات الباحث وخاتمة البحث العلمي:

هناك العديد من الدراسات التي تكون التوصيات فيها من ضمن عنصر الخاتمة،

في حين أنها في دراسات أخرى قد تكون بشكل موسع في قسم خاص،

وكلا الأمرين صحيح على أن تكون التوصيات مختصرة في حال تضمينها بالخاتمة، لأن السمة الأساسية للخاتمة هي الاختصار.

وتظهر التوصيات إمكانيات الباحث وخبراته ومعارفه وإبداعاته، ومدى تمكنه من تخصصه العلمي بشكل عام، ومن موضوع بحثه العلمي بشكل خاص.

يضع الباحث العلمي من خلال توصياته وجهة نظره لأمور وحلول مرتبطة بالموضوع البحثي الذي يتناوله البحث،

ومن الممكن أن يقدم الباحث العلمي مقترح بأن تستكمل الدراسة ببحث لاحق، من المكان الذي وصل إليه البحث الحالي.

أو قد تكون بالتوسع بدراسة نقطة محددة وردت بشكل مختصر بالبحث الحالي،

وهي من الأهمية والحداثة التي تجعلها مشكلة بحثية تستحق الدراسة ببحث علمي مستقل.

 

  • أما ما يرتبط بالخاتمة فهي العنصر المختصر الذي يستخدمه الباحث العلمي ليظهر الأهمية والفائدة للنتائج البحثية التي وصلت إليها الدراسة،

سواء كانت فوائد للتخصص العلمي للبحث، أو للمجتمع وأفراده بشكل عام.

كما ان الخاتمة التي يمكن اعتبارها القسم الأخير من منهجية الدراسة الأساسية،

تستخدم من قبل الباحث العلمي لعرض العقبات والإشكاليات التي واجهت عمله البحثي،

والكيفية التي تمكن من خلالها تخطي هذه العقبات والإشكاليات.

علماً أن الباحث العلمي بعد الانتهاء من خطوات منهجية الدراسة التي تعرفنا عليها يقوم بتوثيق جميع مصادر ومراجع البحث العلمي

بشكل علمي وفق الأسلوب المحدد من الجهة التي سيقدم إليها البحث، أو بالاعتماد على أسلوب معترف به عالمياً في حال لم تحدد تلك الجهة أسلوب توثيق معين.

وبذلك نكون قد اطلعنا على تعريف منهجية الدراسة، وعلى أهمية المنهجية في البحث العلمي،

وما هي أبرز الأدوات المستخدمة منها، حيث فصلّنا بالاستبيانات والمقابلات والاختبارات والملاحظة، على اعتبارها أهم الأدوات الدراسية.

كما أننا ألقينا الضوء بشكل مفصل على أهم مراحل منهجية الدراسة،

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المفيدة للباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا عبر مقال هذا اليوم

وهو منهجية الدراسة تعريفها، أهميتها، أدواتها.

المصادر:

أدوات البحث العلمي، 2022، مبتعث

منهجية الدراسة وإجراءاتها، 2022، مبتعث

Share this post


تواصل معنا الآن