أخلاقيات البحث العلمي
جدول المحتويات
ما هي أخلاقيات البحث العلمي
هناك الكثير من الطلاب والباحثين العلميين الذين يقومون بدراسة وكتابة أبحاث علمية في مختلف المجالات
ولا يملكون اي معرفة ب أخلاقيات البحث العلمي
علماً أن الباحث الجيد لا يمكن أن يقوم بأي دراسة علمية إلا مع الاخذ بعين الاعتبار
هذه الأخلاق التي تتضمن الكثير من الأمور
ومنها حقوق أفراد عينة الدراسة (المبحوثين) على سبيل المثال.
إقرأ أيضاً : كيفية كتابة مقدمة بحث جامعي
إن أخلاقيات البحث العلمي لها عدة طرق او مناهج، ويمكن للباحث العلمي أن يتبنى المنهج الذي يناسبه منها:
1 – المنهج الأخلاقي أو (Deontological Approach)
وهو المنهج الذي يتبع معايير أخلاقية عالمية قياسية
ويؤمن الباحث العلمي الذي يتبع هذا المنهج بضرورة الابتعاد عن أي قضية غير أخلاقية، وتجنبها نهائياً مهما كانت الظروف.
2 – المنهج الشكي الأخلاقي أو (Ethical Skepticism)
وهو المنهج الذي يعتبر بأن قواعد الاخلاق مرتبطة بالثقافة التي ينتمي اليها الفرد والعصر الذي يعيش فيه
وبالتالي يقوم الباحث العلمي بالالتزام بما يظن انها أمور مناسبة أخلاقياً.
3 – المنهج النفعي أو (Utilitarianism)
ووفق هذا المنهج فإن القرارات الأخلاقية تتوقف على مصلحة الباحث العلمي ومنافعه
حيث يقرر هذا الباحث المنهج الذي يريد اعتماده، وفقاً للموازنة بين المضار الناتجة عن البحث أو تقديمه المنفعة للعامة.
ما هي أخلاقيات البحث العلمي:
هي عدد من القواعد التي يتبعها الباحث العلمي وتساعده على اتخاذ القرار بأي الاهداف هي الاهم
وتسوية القيم التي يكون فيها بعض الإشكالات المحددة
ومن ضمن الامور الأخلاقية المهمة بالنسبة للباحث هناك العلاقة بين العلوم والمجتمع والأمور المهنية، بالإضافة الى المشاركين في البحث العلمي.
تحديد العلاقة التي تربط المجتمع مع العلوم:
هناك العديد من المجالات المهمة للأبحاث على صعيد المجتمع، فنجد أن المجتمع يولي الابحاث في هذه المجالات العلمية أهمية خاصة
كما أننا نجد العديد من الجامعات أو المؤسسات أو الهيئات التي تقدم الدعم المعنوي والمادي
للأبحاث والباحثين العلميين في مختلف المجالات
مع التركيز على مجالات معينة في بعض الاحيان لأهميتها بالنسبة للمجتمع.
وبالنسبة الى أخلاقيات البحث العلمي فإننا نجد في هذه الحالة ضرورة الابتعاد عن الخداع
الذي قد تكون العوامل الشخصية أو ردة فعل الباحث العلمي على الضغوط النفسية هي سبب القيام به.
كما ان الباحث العلمي قد يلجأ إليه بسبب عامل خارجي
كأن يرضي إحدى المؤسسات طلباً لدعمها المالي وغيرها من الامور المماثلة.
والامر الآخر المنافي ل أخلاقيات البحث العلمي والذي يعتبر أقل خطورة من الخداع
نجد النشر الجزئي للبحوث، فيجري نشر عدة اجزاء تنتمي الى دراسة واحدة.
حيث يتم تقسيم دراسة واحدة كبيرة الى عدة اجزاء ونشر كل جزء منها على حدة في بعض المجلات المعروفة
وهذا الامر يبقى مرفوض إلا في حالة ساعد على تسهيل التواصل العلمي.
ومن الامور الاخرى التي تعتبر متناقضة مع اخلاقيات البحث العلمي تكرار النشر
أي نشر النتائج والمعلومات والبيانات نفسها في عدة مجلات أو نشرات علمية.
أو تقديم البحث العلمي للنشر في أكثر من مجلة علمية، بالإضافة الى القضايا المادية التي ترتبط بالنشر التجاري
وكيفية المعاملة مع المشاركين بالبحث، وغيرها من الأمور التي سنتعرض لها في فقرتنا اللاحقة.
أخلاقيات البحث العلمي:
على اعتبار أن شخصية الباحث العلمي ترتبط مع دراسته بشكل او بآخر، مما يجعلهما كل مترابط
فسنذكر أخلاقيات الباحث العلمي، التي يفترض أن تكون نفسها أخلاقيات البحث العلمي.
ومن أبرز هذه الاخلاقيات يمكننا أن نذكر.
1 – الالتزام بالضوابط التي تنبثق من الشريعة الإسلامية وغيرها من الشرائع السماوية، بالإضافة الى الالتزام بضوابط المجتمع وعاداته وتقاليده
2 – إن الامانة العلمية من اهم الأمور التي يجب أن يتسم بها الباحث
فهي من أهم أخلاقيات البحث العلميفعند نقل المعلومات من الآخرين او الاستناد اليها يفترض أن يتم توثيق هذه الدراسات السابقة بشكل
علمي وموضوعي، علماً أن الاقتباس ضمن حدود معينة يثري البحث ولا ينقص من قدر الباحث
بل على العكس فهو يوضح مقدار الجهد الذي بذله والمصادر والمراجع الكثيرة التي عاد اطلع عليها.
3 – إن التواضع يعتبر من أخلاقيات الباحث العلمي الجيد
وبالخصوص عند تعرضه لأبحاث ونظريات سابقة معدة من العلماء والباحثين العلميين السابقين
وعند مناقشته أو نقده لهذه الدراسات السابقة بجب أن يعلم بان من أعدها وكتبها انسان قد يخطئ أو قد يصيب
وبأن نتائج الأبحاث العلمية هي قابلة دائماً للنقد والمناقشة، وقد تؤثر التطورات والظروف في نتائجها.
4 – من أخلاقيات البحث العلمي الأساسية التي لا يمكن التغاضي عنها
طريقة التعامل مع افراد عينة الدراسة (المفحوصين)
ومنها إدراج جميع البيانات والمعلومات الصادرة عنهم ضمن بند السرية
وأن لا يتم استخدام هذه المعلومات في إطار البحث العلمي المشروع الذي لا يضر بهم.
5 – على الباحث العلمي أن يوضح لأفراد عينة الدراسة
طبيعة الدراسة العلمية التي يشاركون فيها وتفاصيل مهمتهم وطبيعتها والاهداف المنتظرة من المعلومات الدقيقة التي ينتظر أن يعطوها للباحث العلمي.
6 – التعامل مع أفراد عينة الدراسة بشكل أخلاقي وانساني، واحترام هؤلاء الأشخاص يدل على أخلاقيات الباحث العلمي.
7 – على الباحث العلمي أن يترك لأفراد عينة الدراسة حرية كاملة في اختيار المشاركة في البحث العلمي والمساعدة به من عدمها ويفترض منذ بداية العمل أن لا يجبر أحد على المشاركة به
فهذا يضمن الحصول على المعلومات الصحيحة، وإذا أبدى أحد أفراد عينة الدراسة الرغبة في أن ينسحب من المشاركة في البحث فيفترض على الباحث العلمي أن يحترم رغبته ولا يمانع أبداً في ذلك.
8 – إن تعامل الباحث مع أفراد عينة الدراسة بحيادة هي من أخلاقيات البحث العلمي التي تظهر أخلاق الباحث
وتساعده على الوصول الى النتائج الدقيقة فالأهواء الشخصية والمحاباة تضر بنتائج البحث وبصورة الباحث العلمي.
9 – الحرص على ان لا يتم الحاق أي ضرر بأفراد عينة الدراسة
فمن الأخلاقيات العلمية البحثية التي لا يجب التغافل عنها من قبل الباحث العلمي أو أي طالب أو دارس أو عامل في مجال البحوث العلمية
تكمن في الحرص على سلامة المفحوصين واتباع المعايير العالمية في ذلكوفي حال وجد الباحث العلمي أن دراسته العلمية قد تلحق الضرر من أي نوع بأحد أو جميع أفراد عينة الدراسة.
فيجب إعلامهم بالأمر بشكل مسبق، والحصول على موافقة كتابية منهم على الاستمرار بالمشاركة في الدراسة على الرغم من علمهم بسلبياتها
أن عدم اتباع الباحث العلمي لهذا الشرط قد يجعله يخضع في وقت لاحق للمساءلة القانونية.
10 – بعد الانتهاء من جمع المعلومات والبيانات من أفراد عينة الدراسة
يفترض على الباحث العلمي أن يطلع هؤلاء الأفراد على ما توصل اليه من نتائج
فهذا حق من حقوقهم الأساسية كونهم شاركوا بشكل فعلي بنجاح الدراسة العلمية، وكانوا سبب رئيسي في نجاحها.
وفي الختام
نرجو أن نكون قد وفقنا في ما عرضناه لحضراتكم من معلومات عن تعريف أخلاقيات البحث العلمي
وما هي المناهج الأخلاقية المتنوعة، كما أننا أوضحنا تحديد العلاقة التي تربط المجتمع مع العلوم
وألقينا الضوء على أخلاقيات الباحث العلمي المرتبطة جوهرياً ب أخلاقيات البحث العلمي.