أدوات الدراسة في البحث العلمي
أدوات الدراسة في البحث العلمي
إن أدوات الدراسة في البحث العلمي هي إحدى أبرز الوسائل التي يستعين بها الباحث للحصول على البيانات والمعلومات البحثية التي يحتاجها، والتي يقوم بتحليلها لاستخراج النتائج منها، وبالتالي يصل الى حل مشكلة او ظاهرة دراسته العلمية.
إن استخدام أي أداة من أدوات الدراسة يتوقف على طبيعة فروض وأسئلة البحث، حيث يستخدم الباحث العلمي في كل بحث أداة او اكثر حسب حاجاته العلمية الدراسية، حيث يتوقف الأمر على عينة الدراسة والتخصص العلمي، وبالتالي فإن معرفة الباحث العلمي أو الطالب لجميع أدوات الدراسة في البحث العلمي، هو أمر هام بل وضروري كي يحسن اختيار الأداة أو الأدوات المتناسبة مع طبيعة دراسته والتي توصله الى نتائج بحثية دقيقة.
جدول المحتويات
تعريف أدوات الدراسة في البحث العلمي:
هي عدد من الوسائل التي يستخدمها الباحث العلمي في خدمة الدراسة أو البحث العلمي الذي يقوم بإعداده، وهي تسهل عليه عملية جمع البيانات والمعلومات وتنظيمها وتحليلها، والوصول الى تصورات ونتائج بحثية دقيقة.
أنواع أدوات الدراسة في البحث العلمي:
إن أدوات الدراسة متنوعة ولأن لكل أداة منها مجموعة من المميزات والعيوب، فيفترض على الطالب أو الباحث العلمي أن يكون ملماً بشكل كامل بهذه المميزات والسلبيات التي تحملها كل أداة دراسية، حتى يختار الأداة أو الأدوات الأنسب لدراسته، مع ضرورة الانتباه للتكاليف المادية لكل اداة، وبأن اختيار أكثر من أداة يعني زيادة في التكاليف التي يجب أن يتأكد الباحث العلمي من أنه قادر على تغطية تكاليفها المادية.
أما اكثر أدوات الدراسة في البحث العلمي استخداماً فهي:
الاستبيان (الاستقصاء- الاستبانة):
يطلق البعض على الاستبيان اسم الاستقصاء أو الاستبانة، وتعتبر هذه الأداة التي كان العالم الانجليزي فرانسيس كالتون أول من اعتمد عليها واكتشفها، من ابرز أدوات الدراسة في البحث العلمي وأكثرها شيوعاً، حيث خلف العالم كالتون الذي عاش بين عامي 1822-1911 الكثير من الباحثين العلميين والعلماء الذين اعتمدوا عليها.
تتميز أداة الدراسة هذه بتكاليفها البسيطة، حيث يحضر الباحث عدد من الأسئلة المرتبطة بموضوع دراسته العلمية ويكتبها على استمارة، ثمّ يقدم هذه الاستمارة للفرد أو الأفراد الذين اختارهم ليشكلوا عينة الدراسة، والذين يجيبوا عن هذه الاسئلة حسب نوع الاستبيان، فما هي أنواع الاستبيان:
الاستبيان المفتوح:
يطرح الباحث العلمي من خلال استمارة الدراسة سؤال واحد أو عدد من الاسئلة، ويقدمهم لفرد أو الأفراد الذين يشكّلون عينة الدراسة، ويمنحهم حرية كاملة في الإجابة على الاسئلة بالطريقة التي يرغبون بها، ويمكنهم وضع آراءهم وتبيان السبب الذي دفعهم الى الإجابة بهذه الطريقة.
الاستبيان المقيد او المغلق:
يطرح الباحث العلمي من خلال استمارة الدراسة سؤال أو مجموعة أسئلة، مع أجوبة محددة لكل سؤال، وعلى أشخاص عينة الدراسة الاجابة على أسئلة الاستبيان من ضمن الأجوبة المحددة التي وضعها الباحث العلمي، دون أي عرض لوجهة نظرهم أو للأسباب التي دفعتهم لاختيار هذا الجواب.
الاستبيان المفتوح المقيد:
يطرح الباحث العلمي من خلال استمارته سؤال أو عدد من الاسئلة التي يمكن لأفراد عينة الدراسة أن يجيبوا عليها بشكل حر كما هو الاستبيان المفتوح، وفي نفس الوقت تحتوي الاستمارة على سؤال او عدد من الاسئلة مع إجابات محددة تكون عينة الدراسة مجبرة فيها على الاجابة بشكل مقيد كما هو معروف بالاستبيان المقيد.
الاستبيان المصور:
ويستخدم هذا النوع من الاستبيان في معظم الأحيان عندما يكون فرد أو أفراد عينة الدراسة هم أشخاص غير قادرون على القراءة أو الكتابة كالأطفال على سبيل المثال، حيث يستعين الباحث العلمي في هذه الحالة الى استمارة تكون الاجابات فيها عبر أشكال او صور معينة.
عيوب الاستبيان:
قد لا يفهم فرد أو أفراد عينة الدراسة الاسئلة المطروحة من خلال الاستبيان، وقد يقومون بتفسيرها بطريقة خاطئة، وربما لا يأخذون الاستبيان بشكل جدي فلا تكون إجاباتهم واقعية ومعبرة عن الحقيقة، مما قد يؤدي لنتائج بحثية غير دقيقة.
المقابلة:
إن المقابلة إحدى أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي وأكثرها استخداماً، ويمكن للباحث الذي يعتمد على هذه الأداة الدراسية أن يجمع معلومات وبيانات بحثه عبر مقابلة أو مقابلات يجريها مع الافراد الذين يشكلون عينة الدراسة، حيث تجري المقابلة في مكان معين يقوم الباحث بتحديده، ليطرح أسئلته المتعلقة بالبحث العلمي الذي يقوم بدراسته على الفرد او الافراد الذين تجري المقابلة معهم، ثمّ يعمل على تدوين إجاباتهم وتحليلها لاستخلاص النتائج التي يبحث عنها.
قد يجد الباحث العلمي صعوبة في أن الحصول على المعلومات التي يبحث عنها من خلال الاستبيان، فيتم اللجوء الى المقابلات بإحدى أنواعها التالية:
المقابلة المفتوحة:
يسمح فيها الباحث لمن تجري المقابلة معه بأن يجيب على الأسئلة التي تطرح عليه، بالشكل الذي يريده
وبكامل حريته دون أن يقاطعه الباحث مطلقاً، كما يمكن لأفراد عينة الدراسة تبيان السبب الذي دفعهم لهذه الإجابة.
المقابلة المقيدة:
يطرح الباحث من خلالها أسئلة محددة على عينة الدراسة، ويعرض عليهم لكل سؤال
مجموعة محددة من الأجوبة، التي عليهم الاختيار من ضمنها حصرا، دون إبداء رأيهم أو إظهار سبب إجابتهم.
المقابلة شبه المقيدة:
وهي تشبه المقابلة المفتوحة لجهة حرية عينة الدراسة بالإجابة، ولكنها تختلف
عنها بأن الباحث يستطيع المقاطعة إذا سمع الإجابة التي ينتظر سماعها.
وعلى الرغم من أن المقابلات تسمح للباحث العلمي التعرف على ردود افعال عينة الدراسة،
ولكن سلبيتها الأكبر تبقى بأن أفراد عينة الدراسة قد يحاولون التصنع وإظهار شخصيتهم بشكل مثالي غير واقعي
، بالإضافة الى أن هذا النوع من انواع أدوات الدراسة في البحث العلمي
تحتاج من الباحث العلمي بذل جهود ضخمة وتكاليف مادية أعلى من باقي الأدوات الدراسية.
الملاحظة:
تعتمد الملاحظة كأداة دراسية على المراقبة والملاحظة الدقيقة من قبل الباحث للظاهرة أو المشكلة التي تدور دراسته حولها،
فيذهب الى المكان الذي تتواجد فيه الظاهرة ليراقب السلوكيات والتصرفات التي تصدر عن عينة الدراسة
دون أن تشعر بذلك (لتبقى تتصرف على سجيتها)، فيحلل سلوكها وتصرفاتها ويخرج منها بنتائج بحثية دقيقة.
تحتاج هذه الأداة من أدوات الدراسة في البحث العلمي الى مهارة كبيرة ، علماً أنها قد تكون ملاحظة محددة أو غير محددة
وقد تكون ملاحظة مباشرة أو غير مباشرة، وقد تكون ملاحظة فردية أو جماعية،و قد تكون ملاحظة منظمة أو بسيطة.
الاختبارات:
وهي من اكثر أدوات الدراسة في البحث العلمي استخداماً بالعلوم الانسانية والبحوث التجريبية، ويطرح عبرها الباحث العلمي
على عينة الدراسة بعض الأسئلة التقييمية الشفهية أو الكتابية، وبعد الإجابة عليها من أفراد عينة الدراسة يتم تقييم الإجابات، وتحليلها .
وللاختبارات العديد من الانواع فمنها الاختبارات الجماعية أو الفردية، ومنها الاختبارات الشفهية أو المكتوبة ومنها اختبارات التحصيل او اختبارات الميول.
وبذلك نكون قد تعرفنا على تعريف أدوات الدراسة، وعلى الاستبيان والمقابلة والملاحظة والاختبارات
باعتبارها أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي وأكثرها استخداماً، آملين ان نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المفيدة لطلابنا الأعزاء.