أنواع الدراسات السابقة
أنواع الدراسات السابقة
هناك العديد من أنواع الدراسات السابقة، التي تعتبر أحد أجزاء الإطار النظري في البحث العلمي، فهي تشكّل الجزء الثاني الأساسي من الإطار النظري، والذي لا يمكن أن يكتمل الإطار النظري من دونه.
تقوم الدراسات السابقة بإثراء البحث العلمي بالكثير من المعلومات المرتبطة به، وهي توفر على الباحثين العلميين الكثير من الجهد والوقت من خلال تقديمها المعلومات والبيانات الجاهزة والدقيقة، كما انهم قد يجدون فيها الإجابات التي يبحثون عنها حول الأسئلة التي يحتاجون اليها والمرتبطة بمشكلة او ظاهرة البحث.
وبذلك نجد أن أي طالب او باحث علمي يفترض أن يتعرف بشكل كامل على أنواع الدراسات السابقة، وخصوصاً أن إعداد وكتابة أي بحث علمي يحتاج من الباحث العلمي أن يعود الى عدد كبير من الدراسات السابقة، التي تمده كما ذكرنا بالبيانات والمعلومات الموثوقة والدقيقة المرتبطة بظاهرة أو مشكلة دراسته العلمية، علماً أن هذه الدراسات السابقة تغني الدراسة العلمية، فكلما ازدادت المصادر والمراجع التي عاد اليها الباحث العلمي كلما ازدادت قيمة واهمية الدراسة العلمية.
جدول المحتويات
المقصود بالدراسات السابقة:
هي عدد من المراجع والمصادر التي تناولت مسبقاً بشكل كلي أو جزئي موضوع البحث العلمي الذي يقوم الباحث العلمي بدراسته، حيث يستفيد الباحث من المعلومات الموثوقة والمثبتة التي وردت في هذه المصادر، ويصبح لديه تصور عام ودقيق حول موضوع دراسته.
وسنحاول في بداية المقال ان نتعرف على أنواع الدراسات السابقة، قبل أن نطرح بعض المعلومات الاخرى عن هذه الدراسات.
أنواع الدراسات السابقة:
-
الدراسات السابقة الأولية (الأصلية):
ويمكن اعتبار هذا النوع من أبرز المصادر والمراجع التي يعود اليها الباحث في دراسته العلمية،
والمقصود من الدراسات الأولية تلك المراجع الأصلية التي كتبت بخط اليد من قبل المؤلفين،
ومنها على سبيل المثال الكتب والبحوث العلمية ودواوين الشعر، وما تنشره الدوريات والمجلات العلمية المحكمة
من دراسات علمية، بالإضافة الى المقابلات والعمل الميداني والأفلام الوثائقية،
والفيديوهات والبرامج التلفزيونية، والاحصاءات العلمية والاقتصادية والمخطوطات والوثائق الحكومية وغيرها.
ويمكننا أن نضم الى هذا النوع من أنواع الدراسات السابقة، الدراسات المكتوبة من قبل أحد الباحثين
العلميين الذين عاشوا في وقت معاصر للدراسة العلمية وقاموا بتدوينها، وتبقى كتب مثل تفسير
الطبري وصحيح البخاري، من الأمثلة المهمة عن الدراسات السابقة الاصلية التي نتحدث عنها.
-
الدراسات السابقة الفرعية (الثانوية):
ويشمل هذا النوع من أنواع الدراسات السابقة البحوث العلمية المعاصرة التي تمت كتابتها حديثاً،
وتكون الدراسات السابقة الثانوية مستندة الى الدراسات السابقة الأولية (الأصلية)،
فمن خلال هذه المصادر الثانوية تنقل المعلومات من المصادر الأصلية، ومن ثمّ تتم عمليات الشرح
وبعده النقد والتحليل والتفسير، وبعد ذلك التلخيص للمعلومات، لإثبات صحة المعلومات الواردة
فيها أو نفي صحتها، ومن أهم الأمثلة التي يمكن أن نطرحها عن الدراسات السابقة الفرعية:
الكتب والدراسات التي عاد مؤلفيها الى الدراسات السابقة الأولية،
بالإضافة الى المقالات التي تنشر في المجلات المحكمة والدوريات العلمية ومقالات الصحف والمجلات، وبعض الأفلام والصحف والمجلات التي تصدر بشكل دوري.
-
الدراسات السابقة الأصلية والفرعية:
يعتمد الباحثون العلميون في الكثير من الأبحاث العلمية على هذا النوع من أنواع الدراسات السابقة،
حيث يتم جمع المعلومات والبيانات في هذه الأبحاث من خلال الدراسات الأولية الثانوية ،
وتبقى القواميس والموسوعات والفهارس والكتب المدرسية والملخصات من أبرز هذا النوع من الدراسات السابقة،
كما ان الشبكة العنكبوتية (شبكة الانترنت)، والرسائل العلمية التي يقدمها الطلاب كرسالة الدكتوراه أو الماجستير من ضمن الدراسات الأولية الثانوية.
وبالإضافة الى ما ذكرناه يمكننا ضم فهارس المكتبات العامة او الخاصة، والموسوعات العلمية المعتمدة من ضمن أنواع الدراسات السابقة.
أهمية كتابة الدراسات السابقة؟
ما هي أهمية الدراسات السابقة بأي بحث علمي:
- اجتناب الأخطاء التي وقع بها الباحثون السابقون.
- الاطلاع على المشاكل والعقبات التي واجهت الباحثون العلميون في دراساتهم السابقة، والاستفادة من الطرق التي اعتمدوا عليها في تخطي هذه العقبات والمشاكل.
- التأكد مما ورد في الدراسات السابقة من معلومات، وإثبات صحتها.
- تجيب الباحث العلمي عن الكثير من الاسئلة البحثية المتعلقة بموضوع البحث العلمي والتي كانت تدور في ذهنه، وهذا ما سيوفر عليه الكثير من الجهد والوقت.
- لها دور كبير في مساعدة الباحث العلمي على أن يختار الدراسة العلمية المناسبة له.
- تمنح الباحث العلمي الخبرة التي تساعده على صياغة أسئلة وفرضيات البحث العلمي.
- يحصل الباحث العلمي من خلالها على الكثير من المعلومات والبيانات التي تثري دراسته العلمية وتزيد من موثوقيتها.
- تشكّل دافع كبير للطلاب والباحثين العلميين الجدد، الذين يستفيدون منها في إعداد البحوث العلمية.
أخطاء يجب على الباحثين تجنبها عند العودة الى الدراسات السابقة:
بعد ان ذكرنا أنواع الدراسات السابقة وأهميتها، نجد أنه من المفيد عرض الأخطاء التي يجب على الباحثين تجنبها عند العودة الى الدراسات السابقة وهي:
- المراجعة السريعة للدراسات السابقة، فالدراسات السابقة تحتاج من الباحث العلمي ان يطلع عليها بكل هدوء وتأني، لكي يتمكن من تحديد النقاط التي تتشابه مع ظاهرة أو مشكلة بحثه العلمي، ونقاط الاختلاف عنه.
- الاعتماد على عدد بسيط ومحدد من الدراسات السابقة، وهذا الأمر من الاخطاء الشائعة التي يفترض تجنبها، فالتنوع والتوسع كلما كان اكبر، كلما أثري البحث العلمي، وبالتالي يصل الباحث العلمي الى دراسة غنية وأكثر أهمية.
- العشوائية في عرض الدراسات السابقة، لأن العرض العشوائي هو مخالف لأسس البحث العلمي التي تحتاج الى ترتيب وتنظيم وتنسيق، وهذا ما سيشتت الدراسة وسيفقد الباحث قسم كبير من البيانات والمعلومات الواردة في الدراسات التي استند اليها.
- الاعتماد على الدراسات السابقة يجب أن يبقى ضمن حدود معينة، لا أن يبني الباحث العلمي جل بحثه على هذه الدراسات، لأن هذا سيجعل الدراسة مكررة وفيها نسبة كبيرة من الاقتباس، وهذا ما سيضعف البحث العلمي ويخفف من تقييمه، ولن تساعد مثل هذه الأبحاث في تطور العلم أو المجتمع.
أخطاء يجب على الباحثين تجنبها :
- ضرورة التأكد من صحة النتائج في الدراسات السابقة، فعدم التأكد من صحة هذه النتائج من الاخطاء الشائعة التي يقع الباحثون العلميون فيها بشكل كبير، وهذا ما يضعف البحث ويقلل من موثوقيته، لأن عدم صحة المعلومات الواردة في الدراسات السابقة سيساهم في الوصول الى نتائج غير دقيقة.
- الربط بين الدراسات السابقة والدراسة العلمية الحالية بشكل غير صحيح، وهذا ما نجده بشكل كبير خصوصاً لدى الطلاب والباحثين العلميين الجدد، وهنا يمكن ان تكون الدراسات السابقة وطريقة عرض الدراسات السابقة فيها عامل مساعد ليتعرف الباحثون الجدد على طرق عرض الدراسات السابقة وربطها بالبحث العلمي.
- كتابة الدراسات السابقة وتلخيصها بشكل كامل، وذلك دون التأكد من محتوى هذه الدراسات، وهنا نؤكد على الباحث العلمي ضرورة اقتصار التلخيص على جزء من الدراسة السابقة المرتبط بما يعرضه الباحث العلمي في دراساته، مع الابتعاد عن بقية الأجزاء الواردة في الدراسة العلمية السابقة التي رجع الباحث اليها.
وبلك نكون قد عرضنا لحضراتكم تعريف الدراسات السابقة، وذكرنا اهميتها و الأخطاء يجب على الباحثين تجنبها عند العودة الى الدراسات السابقة، بالإضافة الى التفصيل في أنواع الدراسات السابقة، آملين أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المهمة التي تحتاجون اليها.
عمر علاء الدين هاشم 43 سنة خريج كلية الحقوق بجامعة دمشق عام 2001
المصادر:
أنواع الدراسات السابقة في البحث العلمي،2020، bts