أهمية البحث العلمي القانوني
أهمية البحث العلمي القانوني
إن أهمية البحث العلمي القانوني كبيرة جداً، فهذا التخصص العلمي مرتبط بشكل كبير بحياة الناس، المتعلقة بشكل وثيق بالتشريعات والقضايا القانونية التي تنظم حياة الناس وتواكب تطورات المجتمع.
وبذلك نجد أن العلوم القانونية هي واحدة من العلوم الملتصقة باهتمامات الناس واحتياجاتهم، وهذه العلوم هي التي تضع التشريعات والأحكام والقوانين للأشخاص في جميع المجتمعات، حيث يفترض بهؤلاء الأشخاص الالتزام بهذه التشريعات وعدم تجاوزها، وبالإضافة الى ذلك فإن العلوم القانونية، هي الفيصل في أي نزاعات قد تحصل بين الاشخاص فيما بينهم، أو مع الهيئات والمؤسسات الاعتبارية الحكومية وغير الحكومية، أو فيما بين هذه الهيئات الاعتبارية فيما بينها، وغيرها من النزاعات التي يتم التوجه فيها للقضاء للحكم وفق التشريعات النافذة.
وتظهر أهمية البحث العلمي القانوني في الكثير من الأمور، فهي تساهم بشكل كبير في تطوير هذا التخصص العلمي ودفع المشرع الى تشريع القوانين أو تعديلها بما يناسب التطور الذي يعيشه المجتمع، وتبقى المجلات العلمية المحكمة الموثوقة والمعتمدة المكان الأمثل الذي قد يتجه اليه الباحث العلمي القانوني لنشر دراسته العلمية المرتبطة بهذا التخصص.
وقبل الغوص في مقالنا حول أهمية البحث العلمي القانوني، سنطلع وإياكم على تعريف هذا البحث.
جدول المحتويات
تعريف البحث العلمي القانوني:
وهو الدراسة التي يكون هدفها الوصول الى الحقائق والمعلومات والعلاقات الجديدة المرتبطة بالمجال القانوني، والتأكد من صحة هذه المعلومات والحقائق في المستقبل، كما أنها تعمل على تعديل وتطوير المعلومات الحالية، والوصول الى العمومية أو الكلية، وبمعنى آخر فهو التعمق بالمعرفة العلمية واكتشاف الحقائق.
وبالإضافة الى ذلك فإن البحث العلمي القانوني يهدف الى حل مشاكل او ظواهر قانونية معينة أو الاستعلام عن شكل المستقبل، ويتبع الباحث العلمي القانوني في سبيل ذلك الاستقصاء المنضبط والدقيق، مع التتبع الدقيق والمنظم والموضوعي لظاهرة او موضوع البحث، مع اختياره لأحد المناهج العلمية المتناسبة مع دراسته، واختيار العينة الدراسية وأدوات الدراسة التي تمنحه أدق المعلومات والبيانات البحثية.
ما هي صفات الباحث العلمي القانوني .؟
إن البحث العلمي مرتبط بشكل أساسي بالباحث الذي يقوم به، فهناك ارتباط بين البحث الناجح والباحث العلمي الجيد، ونظراً لأن كل من البحث والباحث مرتبطان ببعضهما البعض لهذه الدرجة الكبيرة إيجاباً أو سلباً، فإننا نستطيع أن نحدد صفات الباحث العلمي القانوني الناجح والقادر على إعداد بحث علمي قانوني أكاديمي مهم وأصيل وناجح، ومن أبرز هذه الصفات:
-
رغبة الباحث العلمي:
إن رغبة الباحث وحبه لدراسة موضوع قانوني معين، سيشكّل عامل مهم للغاية في الوصول الى بحث علمي ناجح ومتكامل، فالرغبة الشخصية التي تتكّون لدى الباحث العلمي في الخوض بأحد المواضيع هي محرك قوي وعامل مساعد على نجاح الدراسة، ولذلك نجد أن المؤسسات العلمية أو الجامعات تترك الباحث العلمي القانوني في الكثير من الاحيان يختار موضوع دراسته وفق رغبته، او تحدد له الإطار العام ليختار هو من ضمنه الموضوع الذي يناسبه.
-
صبر الباحث العلمي القانوني وقدرته على التحمل:
إن معظم الدراسات والرسائل والبحوث القانونية تحتاج الى الكثير من الدراسة والبحث الطويل وهذا بدوره يحتاج لجهود مضنية، وخصوصاً أن الكثير من المصادر والدراسات السابقة تحتاج الى دراسة معمقة قبل اعتمادها في البحث العلمي، كما ان اختيار العينة الدراسية التي يتم جمع المعلومات منها وفق إحدى ادوات الدراسة كالاستبيان أو المقابلة تحتاج الى جهد ووقت وإمكانيات مادية معينة كذلك.
وبالتالي فإن الباحث العلمي الذي يريد أن تكون اهمية البحث العلمي القانوني الذي يقوم به كبيرة، مضطر على تحمل كل هذه الصعوبات وان يبذل الجهود الكبيرة، وأن يملك المهارة والذكاء الذي يسمح له إكمال الدراسة العلمية والوصول بها الى الحلول والنتائج المنطقية الدقيقة المثبتة بالقرائن والأدلة.
-
التواضع لدى الباحث العلمي القانوني:
والمقصود هنا أن يكون الباحث العلمي متواضع وغير مترفع عن زملائه من الباحثين العلميين الآخرين الذين قدموا دراسات سابقة أو حالية، ويطلق على هذا الامر في أبحاث العلوم الطبيعية “المنطق التزامني”، بينما يطلق عليه في الأبحاث في العلوم الإنسانية “المنطق التعاقبي”.
-
تنظيم البحث العلمي القانوني وترتيبه:
إن التنظيم والترتيب والتنسيق هو شرط أساسي في نجاح اي بحث علمي قانوني او غير قانوني،
فهو من الوسائل الأساسية التي يعتمد عليها الباحث العلمي من أجل الوصول الى البحث العلمي الأكاديمي المقبول،
فالباحث العلمي سيجد أمامه عدد كبير من المصادر والمراجع المتنوعة من كتب
أو أبحاث أو صحف أو دوريات علمية، وغيرها من أنواع الدراسات السابقة الكثيرة والمتنوعة.
ولذلك على الباحث العلمي القانوني أن يقرأ ويبحث وينقد ويحلل ويتأكد من موثوقية المصدر قبل رفضه أو الاخذ به، كما يفترض به أن يقوم بتمييز المصادر الأولية (الأصلية) عن المصادر الفرعية (الثانوية)، وان يعود الى أهم الكتب ويحدد تواريخ هذه المصادر وهل هي قديمة أم حديثة، وعليه في هذه الخطوة وغيرها من الخطوات الابتعاد عن العشوائية التي تقضي على البحث العلمي وتفشله، وان يلتزم بالتنظيم وبمنهجية علمية واضحة في جميع خطوات البحث العلمي القانوني، فبهذا الأمر يضمن الوصول الى النتائج العلمية الصحيحة والمثبتة بالقرائن والبراهين.
أهمية البحث العلمي القانوني بالنسبة للباحث:
يستفيد الباحث العلمي القانوني الكثير من الامور من الدراسة العلمية التي يقوم بها ومن أهمها:
- تزداد ثقافة الباحث العلمي ومعارفه في العلوم القانونية، وذلك من خلال جمعه للكثير من المعلومات والبيانات المرتبطة بموضوع البحث.
- يمكن للباحث العلمي ان يستخدم دراسته المستفيضة ليثبت بعض الحقائق التي لم يكن متأكد منها تماماً.
- تجعل الباحث العلمي أكثر خبرة ويصبح تفكيره أكثر تعمقاً في تخصصه العلمي.
أهمية البحث العلمي القانوني بالنسبة الى المجتمع:
- إن أهمية البحث العلمي القانوني تقترن بشكل كبير بأهمية المشكلة او الظاهرة القانونية التي يحاول الباحث العلمي علاجها، ومدى تأثير هذه المشكلة على تخصص العلوم القانونية بشكل خاص، او المجتمع بشكل عام.
- يساهم هذا البحث العلمي في تطوير العلوم القانونية بحيث يواكب التطورات الكبيرة الحاصلة بالمجتمعات في مختلف المجالات.
- يرفع مستوى الباحثين العلميين والطلاب المختصين في العلوم القانونية، ويوسع معارفهم بشكل عام.
- تظهر أهمية البحث العلمي القانوني من خلال مساعدته الانسان الغير متخصص على فهم العلوم القانونية بشكل اكبر.
- تنمي الابحاث العلمية القانونية المنهجيات والأساليب والآليات المتبعة في إجراء الدراسات القانونية.
- من أكثر الأمور التي تظهر فيها أهمية البحث العلمي القانوني، هي كونها من المصادر التي يمكن أن يعتمدها الباحثون العلميون القانونيون في دراساتهم اللاحقة.
أنواع البحث العلمي القانوني:
1 – البحث العلمي القانوني المقارن: ويقوم الباحث العلمي القانوني من خلاله بإجراء المقارنات
بين عدة انظمة او تشريعات قانونية داخلية او خارجية، والكشف عن اوجه الشبه او الخلاف بينها.
2 – البحث العلمي القانوني الغير مقارن: وتكون الدراسة العلمية فيها مقتصرة على القوانين المحلية في احد التخصصات او المسائل القانونية.
وبذلك نكون قد عرضنا تعريف البحث العلمي القانوني، ومواصفات الباحث العلمي القانوني،
كما أننا القينا الضوء على أهمية البحث العلمي القانوني سواء بالنسبة للباحث أو للمجتمع،
آملين أن نكون قد وفقنا في عرض المعلومات المفيدة بالنسبة لكم.
عمر علاء الدين هاشم 43 سنة خريج كلية الحقوق في جامعة دمشق عام 2001
المصادر:
بحث قانوني،2020،ويكيبيديا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%AD%D8%AB_%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A