أهمية المقدمة في البحث العلمي
أهمية المقدمة في البحث العلمي تظهر في العديد من النواحي والمجالات، فنحن نتحدث عن أحد العناصر الرئيسية لأي بحث علمي،
والتي لها العديد من المهام الضرورية، ومن أبرزها التسويق للبحث وإقناع القراء بقراءته.
فكتابة المقدمة من الشروط الأساسية لأي دراسة بحثية أو رسالة علمية، من جميع التخصصات والمجالات العلمية،
و للوصول إلى بحث علمي سليم فإن الاهتمام بمختلف عناصر وخطوات البحث أمر لا بدّ منه.
وبذلك نكتشف ضرورة كتابة المقدمة المميزة التي تحمل كافة عناصر وشروط مقدمة البحث المتكاملة،
والتي تحقق جميع الأهداف المنتظرة والمراد تحقيقها من مقدمة البحث العلمي.
تأتي المقدمة عادةً بعد عنوان البحث العلمي، وبالتالي تكون اول ما سيطلع عليه القارئ بعد العنوان،
وهو ما يستلزم من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا الاهتمام بها، وعدم التراخي في كتابتها، لما تحققه المقدمة الجيدة من فوائد كبيرة للدراسة البحثية.
كما أن المقدمة العلمية هي المكان الأمثل للباحث العلمي لإظهار إمكانياته ومهاراته، وما يمتلكه من أسلوب قوي وجذاب،
مع توضيح أهمية البحث، وهذه العوامل مجتمعة لها دور أساسي في جذب القارئ وإقناعه بإكمال قراءة البحث، أو إهمال الدراسة وعدم متابعة قراءتها.
جدول المحتويات
تعريف المقدمة في البحث العلمي
تطلق المقدمة في البحث العلمي على العنصر الثاني في البحث بعد العنوان، والذي يستخدم في التمهيد للدراسة والترويج لها.
يعرض الباحث العلمي أو طالب الماجستير أو الدكتوراه الذي يعد رسالته العلمية في مقدمته البحثية ماهية الموضوع البحثي،
وسبب اختياره، وأهمية هذا الموضوع والفائدة المنتظرة من خلال الوصول إلى النتائج المنطقية الدقيقة للبحث العلمي.
كما أنه يجب أن لا يغفل في مقدمته البحثية عن عرض أهداف البحث الرئيسية، والمنهج العلمي المتبع وسبب اختياره والاعتماد عليه.
يقوم الباحث العلمي بعرض عناصر المقدمة في البحث العلمي بشكل متكامل وسليم، مع الحرص على صياغتها بأسلوب منظم وبكلمات بسيطة ومفهومة وواضحة،
مع تجنب الكلمات الغامضة أو المصطلحات العلمية قدر الإمكان في المقدمة.
كما أن الصياغة يفترض أن تكون بشكل قوي و بعبارات متسلسلة ومتسقة، تظهر المهارات اللغوية للباحث و تشجع القارئ على الاستمرار بقراءة البحث العلمي.
وبالإضافة إلى الشروط السابقة فإن الشرط الرئيسي والسمة الأساسية لمقدمة البحث أو الرسالة العلمية هي الإيجاز والاختصار،
والابتعاد عن الشروحات المطولة المملة والمنفرة للقراء، والتي تفقد المقدمة صفتها الرئيسية.
ومن خلال إجراء كل ما ذكرناه فإن أهمية المقدمة في البحث العلمي ستتحقق، وستكون المقدمة من العناصر عالية الجودة للبحث أو الرسالة العلمية.
أهمية المقدمة في البحث العلمي
تظهر أهمية المقدمة في البحث العلمي بشكل رئيسي بتوفيرها فرصة لن تتكرر في منح أول انطباع عن الدراسة العلمية،
والذي سيكون انطباع متميز وجيد عند كتابة المقدمة بالشكل السليم الإبداعي،
وسيكون انطباع سلبي عند إهمال كتابة المقدمة وعدم احتوائها على مختلف عناصرها، أو استخدام أسلوب ضعيف بالكتابة.
تعتبر المقدمة العامل الأول لاتخاذ القارئ قراره باستمرار قراءة البحث العلمي، أو تجنب قراءته،
حيث تترك المقدمة انطباع دقيق عن مستوى معارف ومهارة الباحث العلمي،
وهي التي تظهر ظاهرة أو مشكلة البحث العلمي ومدى أهميتها وفوائد دراستها.
إن جودة الدراسة تظهر من خلال المقدمة المكتوبة بشكل سليم، والتي تساهم في توضيح قيمة الاستنتاجات والحلول المنتظرة من دراسة البحث.
ومع اهمال كتابة المقدمة وعدم الاهتمام بعناصرها، أو عدم تنظيمها، أو جعلها مقدمة غامضة وفيها العديد من الأخطاء،
سيحصل القارئ على انطباع سلبي عن كامل البحث أو الرسالة العلمية.
وذلك بعكس ما نجده في المقدمة المنظمة والمكتوبة بشكل مختصر وجذاب، فهي تظهر مهارات التحليلية للباحث،
وسلامة دراسته، و أهمية موضوع البحث العلمي، وجودة الأسلوب المستخدم في الكتابة الاكاديمية للبحث العلمي.
وبشكل عام فإن أهمية المقدمة في البحث العلمي تظهر من خلال من كونها اللبنة الرئيسية التي تظهر النقاط الرئيسية والعريضة لعموم البحث العلمي.
فهي تقدم النظرة الشمولية والفهم الأولي لأهم معلومات ومراحل البحث، فمن خلال المقدمة التي تعتبر عنصر افتتاحي للبحث،
يضع الباحث أو طالب الدراسات العليا ملخص بسيط ولكنه شامل، وخارطة طريق لمشواره البحثي، بما يعكس قيمة البحث ووضوحه وسلامته،
وشخصية الباحث وإمكانياته.
أبرز عناصر المقدمة في البحث العلمي
إن تحقيق أهمية المقدمة في البحث العلمي لا يمكن الوصول إليه دون الاهتمام بكتابة جميع عناصر المقدمة بالشكل الأمثل،
فما هي هذه العناصر الواجب كتابتها؟
والتي يفترض كتابة كل منها بشكل صحيح وسليم.
-
العبارة الاستفتاحية:
على الباحث العلمي أن ينطلق في مقدمة البحث العلمي من عبارة استفتاحية أو استهلالية تمهد البدء بالمقدمة والانطلاق بكتابة عموم البحث العلمي.
وعادةً ما تكون هذه العبارة من خلال آية قرآنية كريمة مناسبة، أو حديث نبوي شريف، أو عبارة قوية أو قول مأثور، أو بيت من الشعر،
او غير ذلك من عبارات تستهل البحث وتتميز بقوتها.
-
توضيح مشكلة البحث العلمي وأهم المعلومات عنها:
في العنصر التالي بعد الجملة الاستفتاحية يأتي الدور على العنصر الثاني وهو أهم عناصر المقدمة،
ومن خلال هذا العنصر يقوم الباحث بتقديم عرض مختصر عن ماهية الظاهرة أو الإشكالية التي يتناولها البحث العلمي.
ومن جهة أخرى يشير الباحث العلمي إلى السبب الذي دفعه دراسة هذه المشكلة أو الظاهرة البحثية بالتحديد، وما هي أهمية دراستها،
والفوائد التي يتوقع الباحث الوصول إليها نتيجة الدراسة البحثية.
سواء عادت الفائدة على المجال العلمي الذي ينتمي إليه البحث، أو عادت الفائدة على تطور المجتمعات والأمم، أو إيجاد الحلول للمشكلات التي تعترضها.
وتظهر أهمية المقدمة في البحث العلمي من خلال تناولها لمحة موجزة لكنها شاملة لعموم البحث العلمي، ولما يتضمنه من عناوين ومحاور رئيسية.
-
الأهداف الرئيسية للبحث العلمي:
من العناصر الرئيسية التي لا بدّ من المرور عليها بإيجاز من خلال مقدمة البحث العلمي ذكر الأهداف الرئيسية للبحث العلمي،
وهي أهداف يجب أن تكون قابلة للدراسة والتحقيق، علماً أن تحقق هذه الأهداف شرط أساسي لنجاح البحث العلمي.
-
توضيح حدود الدراسة العلمية:
من العناصر الرئيسية في مقدمة البحث العلمي الإشارة الموجزة إلى حدود ذلك البحث العلمي،
سواء كانت حدود موضوعية وهي التي يجب أن تتواجد في جميع الدراسات البحثية.
وسواء كانت حدود بشرية، أو زمانية، أو مكانية، وذلك في الحالات التي ترتبط فيها الدراسة بمجتمع معين، او بزمان أو مكان محددين.
-
المناهج العلمية المعتمدة:
إن الاعتماد على منهج أو عدة مناهج لدراسة البحث العلمي من الأمور الرئيسية التي لا يمكن التغافل عنها،
فالمنهجية هي التي تنظم البحث وتسمح للباحث العلمي أن يقوم بجمع معلومات البحث ودراستها وفق أسلوب معين، بما يساعد على الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.
وبالتالي فإن الوصول إلى النتائج المنطقية السليمة يحتاج اعتماد المنهج العلمي السليم، والمناسب لموضوع البحث والتخصص العلمي الذي ينتمي إليه.
وهو ما يفرض على الباحث العلمي أن يشير بوضوح ولكن باختصار إلى المنهج العلمي الذي سيعتمده في بحثه العلمي، وسبب اختياره لهذا المنهج تحديداً،
مع إظهار دور المنهج المعتمد في الوصول إلى دراسة سليمة، قادرة على الوصول إلى نتائج منطقية دقيقة تحقق أهداف البحث.
ومن الأمور التي يمكن الإشارة إليه وفق هذا العنصر، الإشارة بشكل مختصر وموجز للطريقة التي سيعتمدها الباحث لجمع معلومات وبيانات البحث.
سواء كانت مصادر غير مباشرة كالكتب أو البحوث والرسائل العلمية، او إصدارات المجلات المحكمة او المؤتمرات العلمية،
أو غير ذلك من الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع البحث.
وسواء كان الاعتماد على عدد من المصادر المباشرة، وذلك يكون عبر تحديد خصائص مجتمع البحث، ثمّ الاختيار السليم لعينة الدراسة المعبرة عن مجتمع البحث،
مع توضيح الاداة الدراسية المستخدمة وسبب اختيارها، ودورها بالوصول إلى البيانات والمعلومات البحثية السليمة.
أهم معايير المقدمة الجيدة في البحث العلمي
إن الوصول إلى الفوائد المنتظرة من المقدمة الأكاديمية، والاستفادة من أهمية المقدمة في البحث العلمي،
يحتاج الالتزام الكامل بمختلف معايير مقدمة البحث العلمي الجيدة، ومن أهم هذه المعايير يمكننا أن نذكر ما يلي.
-
إيجاز المقدمة واختصارها:
إن الإيجاز والاختصار هما الصفتان الرئيسيتان لأي مقدمة بحث أو رسالة علمية، وهو ما يلزم الباحث العلمي الالتزام بهذا السمات وعدم التغافل عنها مطلقاً،
حتى لا تفقد المقدمة أحد أهم معايير سلامتها وجودتها.
على الرغم من تعدد عناصر المقدمة في البحث العلمي، إلا أن هذا العرض يجب أن يبقى بإطار الإيجاز والاختصار،
وهو ما يساعد على إظهار معارف الباحث ومدى مهارته العلمية واللغوية.
علماً أن الإطالة تتناقض مع أهم سمات مقدمة البحث العلمي، وهو ما يجب تجنبه عند كتابة المقدمة لتشجيع القارئ على الاستمرار بقراءة البحث،
وعدم إشعاره بالملل الذي ينفره من متابعة الاطلاع على البحث العلمي.
-
حجم مقدمة البحث العلمي:
يمكن اعتبار هذا المعيار الرئيسي من المعايير المرتبطة بالمعيار السابق وهو الإيجاز والاختصار،
وبالتالي فإن حجم مقدمة البحث العلمي الجيدة لا يمكن أن يكون كبيراً أو مبالغاً فيه بعدد الكلمات.
ولكنه بنفس الوقت ليس مختصر بشكل كبير ومبالغ فيه، لأن ذلك سيؤثر على سلامة عناصر المقدمة في البحث العلمي.
وحجم المقدمة أمر يرتبط بشكل رئيسي بنوع الرسالة العلمية أو البحث العلمي وحجمه،
فعلى سبيل المثال لا تتجاوز المقدمة في البحث الجامعي الـ 250 كلمة حتى 300 كلمة بالحد الأقصى.
في حين أن المقدمة في رسالة الماجستير قد تصل إلى ثلاث صفحات، وهي تكون في الكثير من رسائل الدكتوراه بحدود الخمس صفحات.
-
كتابة مقدمة البحث العلمي بلغة بسيطة ومفهومة وقوية:
من أبرز المعايير التي تبرز أهمية المقدمة في البحث العلمي، والتي تظهر ما يمتلكه الباحث العلمي من مهارات وإمكانيات لغوية،
تكون من خلال استخدامه للكلمات البسيطة والواضحة والمفهومة، وتجنب المصطلحات العلمية أو الكلمات الغامضة.
مع ضرورة الاعتماد على عبارات وجمل مترابطة وسهلة ومتناسقة، والتي تصاغ بأسلوب سهل وجذاب، وذلك لتحفيز القراء على متابعة قراءة البحث.
وكل ذلك لا يمكن الوصول إليه في حال وجود أخطاء لغوية، أو نحوية، أو إملائية،
فالسلامة اللغوية بجميع المراحل الدراسية شرط أساسي لنجاح البحث العلمي،
وأبرزها المقدمة التي تحتاج إلى جانب السلامة اللغوية اعتماد اللغة القوية لكنها مفهومة وواضحة لجميع القراء بما فيهم القراء غير المتخصصين بالمجال العلمي للبحث.
-
الحرص على كتابة عناصر مقدمة البحث العلمي بالشكل الأمثل:
لقد أشرنا بالفقرات السابقة إلى مختلف عناصر المقدمة في البحث العلمي، والتي تعتبر المحافظة على كتابتها من أبرز معايير نجاح كتابة المقدمة الأكاديمية.
على أن تتم هذه الكتابة بشكل متناسق ومتسلسل ويوضح كل عنصر من العناصر بالصورة الكافية، بدايةً من الجملة الاستهلالية التي تدخل الباحث العلمي إلى مضمون البحث.
مروراً بتوضيح إشكالية البحث وسبب اختيارها، وأهميتها والفائدة المنتظرة منها (وهي العنصر الأبرز لمقدمة البحث العلمي)،
وصولاً إلى عرض أهداف البحث الرئيسية، والمنهجية المتبعة وأسباب اختيارها، والدور الذي تلعبه هذه المنهجية في تحقيق الأهداف البحثية،
والنتائج والاستنتاجات السليمة.
ومن العناصر التي تعتبر من معايير نجاح كتابة المقدمة ذكر الأساليب المعتمدة لجمع بيانات ومعلومات البحث،
وما هي طرق عرضها ودراستها وتحليلها، بما يسمح بالوصول إلى الاستنتاجات والحلول الدقيقة والمثبتة بالأدلة والبراهين.
-
عدم تجاهل المصادر الرئيسية للبحث العلمي:
إن توثيق جميع مصادر ومراجع البحث العلمي التي يتم لاعتماد عليها والاقتباس منها بشكل مباشر أو غير مباشر من أهم شروط قبول البحث أو الرسالة العلمية ونجاحها.
وهو ما يحقق العديد من الفوائد كالأمانة العلمية والحفاظ على جهود الباحثين السابقين، ومنع دس المعلومات المغلوطة،
مع إمكانية توضيح موثوقية مراجع البحث، وإظهار مجهودات الباحث العلمي في إثراء البحث،
وكل هذا يحتاج إلى توثيق المراجع بالشكل الأكاديمي السليم.
وهذه الأمور بالمجمل لا تكون عادةً في المقدمة المخصرة التي قلما تعتمد على الاقتباسات،
ولكن في نفس الوقت فإن الباحث العلمي ملزم أن يذكر في مقدمة بحثه المصادر الرئيسية للبحث في حال وجودها،
كأن يكون قد اعتمد بالاقتباس بصورة رئيسية على مصدر أو مصدرين.
وفي حال كان البحث قيد الدراسة يستهدف دراسة نظرية أو بحث او أبحاث معينة لتأكيدها، أو نفيها، أو تعزيزها وسد الثغرات فيها،
أو لإجراء المقارنات فيما بينها، فإن أحد معايير المقدمة الجيدة، يكون بالإشارة المختصرة بالمقدمة على هذه المصادر والنظريات والدراسات السابقة.
كيفية الوصول إلى مقدمة بحث علمي متكاملة
إن اتباع المعايير السابقة والالتزام بالحفاظ على جميع عناصر المقدمة في البحث العلمي، من أهم عوامل النجاح بكتابة المقدمة الجيدة المتكاملة،
وهو ما يحتاج كذلك إلى اتباع مجموعة من النصائح المفيدة للغاية وأبرزها:
-
عدم الغرق بتفاصيل الدراسة البحثية:
من النصائح الرئيسية والمفيدة للغاية عند إعداد وكتابة المقدمة في البحث العلمي، الحفاظ على العرض المختصر والموجز لموضوع البحث العلمي،
وهو ما يلزم الباحث العلمي تجنب الغرق والتعمق في تفاصيل البحث، وذلك من خلال كتابة المقدمة الخالية من الشروحات المطولة.
فإطالة الشروحات وإغراق المقدمة بتفاصيل البحث سيفقدها سمتها الأساسية التي تعتبر من أبرز معايير نجاح كتابة المقدمة،
والتي تكون من خلال الاختصار والإيجاز في كتابة كافة عناصر المقدمة.
وهو ما سيساعد الباحث العلمي أن يحافظ على الحجم الطبيعي للمقدمة، وبالتالي يساهم في تحفيز القارئ للاطلاع على كامل البحث العلمي،
دون إشعاره بالملل والنفور من البحث بمجرد الاطلاع على مقدمة البحث العلمي.
-
الانتقال من أفكار البحث العامة إلى الأفكار المتخصصة:
من المهم أن يعمل الباحث العلمي الذي يحاول الوصول إلى كتابة المقدمة السليمة أن يقوم بعد جملته الاستهلالية،
بوضع وصف موجز وعام للموضوع الذي يقوم عليه البحث العلمي،
ومن ثمّ يتجه إلى تضييق وتركيز النطاق للموضوع والمحاور التي يتناولها البحث العلمي.
وبالتالي فإن تحقيق هذا الأمر يكون من خلال صياغة الباحث العلمي لعبارات بسيطة وموجزة،
بما يمنح القراء نظرة عامة عن ما يتناوله موضوع البحث ومحاوره الأساسية.
وكل ذلك يحتاج إلى امتلاك الباحث العلمي لإمكانيات مهارية ومعرفية ولغوية،
بما يسمح بجذب القراء و إقناعهم بالاستمرار في قراءة البحث العلمي.
-
حافظ على الإيجاز ولا تعرض في المقدمة كل معلومات الدراسة:
إن مهمة وأهمية المقدمة في البحث العلمي الأساسية هي جذب القارئ وتحفيزه على قراءة البحث بالكامل،
عبر إعطائه لمحة موجزة وغير مطولة عن موضوع البحث وما سيتناوله من عناوين و مراحل رئيسية.
ولكن بالوقت ذاته على الباحث العلمي أن لا يعرض للقارئ جميع البيانات والمعلومات الأساسية للبحث، وعليه أن يترك بعضها لمتن البحث العلمي،
ليترك القارئ متحفزاً على قراءة كامل الدراسة ليصل إلى المعلومات التي يريد معرفتها.
في حين أن عرض كافة المعلومات والبيانات الرئيسية بالمقدمة سيجعل فيها إطالة، تؤثر على سمتها الأساسية وهي الإيجاز والاختصار.
كما أن عرض كل معلومات وبيانات البحث بالمقدمة و إخبار القارئ بها، قد يجعله يشعر بأنه غير محتاج للاستمرار بقراءة البحث،
لأنه اطلع على كل المعلومات التي يحتاجها من خلال المقدمة.
ولذلك على الباحث العلمي أن يكون ذكياً وفطناً عند كتابة مقدمة دراسته، بحيث يمنح القارئ النظرة الشاملة عن موضوع البحث،
ولمحة عن مراحله و عناوينه الرئيسية، دون الغرق بالتفاصيل التي تطيل المقدمة.
وأن يترك الكثير من البيانات والمعلومات والاستنتاجات البحثية إلى متن البحث،
مع استخدام أسلوب يحفز القارئ على قراءة البحث للوصول إلى هذه المعلومات والنتائج.
-
متى نكتب مقدمة البحث العلمي؟
نظراً لـ أهمية المقدمة في البحث العلمي سنعرض النصيحة الأبرز للباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا،
للوصول إلى مقدمة متكاملة قادرة على جمع جميع عناصر المقدمة الأكاديمية، وبالتالي تحفيز وتشجيع القراء على متابعة قراءة البحث العلمي.
إن مقدمة البحث العلمي كما ذكرنا تظهر للقراء كعنصر أول بعد العنوان الخاص بالبحث العلمي، وبالتالي فإنها تكون في بداية البحث،
ولكن هذا الموقع لا يعني أن الباحث العلمي أو طالب الماجستير أو الدكتوراه ملزم بكتابة مقدمة البحث أو الرسالة العلمية قبل كتابة باقي العناصر الأخرى للدراسة البحثية.
بل على العكس فإن الأفضل هو تأجيل كتابة المقدمة إلى ما بعد الانتهاء من كتابة جميع عناصر البحث الأخرى،
فالمقدمة الجيدة يفترض أن تشير باختصار إلى جميع مراحل وعناوين البحث الرئيسية،
وهو ما قد يكون الباحث العلمي ليس محيطاً به بشكل شامل قبل كتابة كامل البحث.
في حين أن تأجيل الكتابة إلى ما بعد خطوات البحث العلمي الأخرى، سيجعل الباحث على دراية تفصيلية بكل محاور وجزئيات دراسته،
وبالتالي سيكون أكثر قدرة على كتابة المقدمة وصياغتها بالشكل الأمثل والمتكامل، الذي يحافظ على جميع عناصر ومعايير المقدمة الجيدة.
-
التنسيق السليم والمميز لمقدمة البحث العلمي:
إن المقدمة عنصر رئيسي من كتابة البحث او الرسالة العلمية، والتي تعتبر أرقى انواع الكتابة الأكاديمية التي تحتاج إلى تنظيم وترتيب في جميع مراحلها وعناصرها.
ولذلك فإن الباحث العلمي يفترض أن يحرص في كتابة المقدمة البحثية على اعتماد أسلوب منظم ومنسق،
فالعناصر الخاصة بالمقدمة متسلسلة ومترابطة بشكل سهل ومنطقي وسليم.
مع الاعتماد على الكلمات والعبارات والجمل المترابطة و المتسقة،
ويبقى التنسيق الاكثر اعتماداً في المقدمة بمعظم التخصصات العلمية من خلال ما يلي:
البدء بالجملة الافتتاحية، وبعدها عرض الفكرة أو الموضوع الرئيسي للبحث العلمي،
مع الإشارة إلى أهم مراحل وعناوين البحث وفق الشكل الذي ستظهر فيه.
يتجه الباحث العلمي من خلال التنسيق السليم إلى إظهار أهمية الموضوع الذي يناقشه في دراسته العلمية،
وما هي الفوائد التي ينتظر الوصول إليها سواء للتخصص الذي ينتمي إليه البحث العلمي، أو للمجتمعات والأفراد.
لتأتي بعد ذلك الإشارة المختصرة إلى أبرز الأهداف الرئيسية للدراسة، وما هو المنهج المتبع وسبب اختياره،
وأهميته بتحقيق النتائج المنطقية السليمة، مع إظهار كيفية جمع بيانات ومعلومات الرسالة أو البحث العلمي،
وما هي الدراسات الرئيسية التي يعتمد عليها البحث في حال وجود هذه الدراسات.
-
الابتعاد عن الاقتباس قدر الإمكان بمقدمة البحث العلمي:
إن المقدمة تحتاج إلى استخدام أسلوب موجز ومختصر، وأن يكون حجم المقدمة بالشكل المقبول،
مع استخدام لغة سهلة وبسيطة، تتميز بكلماتها الواضحة والمفهومة وعباراتها المترابطة.
وبالتالي فإن الباحث العلمي يفترض أن يتجنب قدر الإمكان الاقتباس المباشر الحرفي،
أو غير المباشر مع إعادة الصياغة، وأن لا يتم الاعتماد على الاقتباس بالمقدمة إلا عند الحاجة الضرورية و بنسب بسيطة و بالحدود الدنيا،
كالاعتماد على اقتباس بسيط يساهم في توضيح قيمة الموضوع الذي يتناوله البحث.
و لتجنب إطالة المقدمة التي تتناقض مع الطبيعة المختصرة للمقدمة الأكاديمية، على الباحث العلمي أن يستخدم في المقدمة أسلوبه الخاص،
والاعتماد على إمكانياته ومعارفه ومهاراته، وإبقاء الاقتباس بحدوده الدنيا.
-
عدم التغافل عن اجراءات وشروط الجهة التي يقدم البحث العلمي إليها:
من المتعارف عليه أن لكل جامعة، او مجلة علمية، أو هيئة او مؤسسة علمية شروطها وإجراءاتها الخاصة لقبول البحوث والدراسات العلمية،
والتي لا يمكن قبول البحث العلمي دون الالتزام الكامل بها.
ومن الممكن أن تكون بعض الشروط مرتبطة بمقدمة البحث، ولذلك فإن الباحث العلمي الجيد، هو الذي يطلع قبل البدء بكتابة دراسته البحثية،
بشكل هادئ ودقيق على جميع شروط وإجراءات الجهة التي سيقدم إليها البحث.
وأن يقوم بتكييف بحثه العلمي بشكل كامل بما يتوافق مع هذه الإجراءات والشروط، لضمان قبول ونجاح البحث أو الرسالة العلمية.
وبذلك نكون قد عرضنا تعريف المقدمة في البحث العلمي،
وما هي أبرز العناصر التي لا بدّ من تواجدها والحرص عليها عند كتابة المقدمة البحثية.
كما توجهنا إلى عرض أهم المعايير التي تعتمد للحكم على جودة مقدمة البحث العلمي،
وتعرفنا على أبرز النصائح التي تساعد على الوصول إلى كيفية الوصول إلى مقدمة بحث علمي متكاملة.
وبالإضافة إلى كل ما ذكرناه،
فقد ألقينا الضوء على أبرز النقاط التي تظهر بوضوح ما هي أهمية المقدمة في البحث العلمي؟
سائلين الله تعالى التوفيق في عرض كل ما هو مفيد لطلاب الدراسات العليا والباحثين الأعزاء.
المصادر:
أهمية مقدمة البحث العلمي، 2022، موضوع