الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم

الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم

الاقتباس وإعادة الصياغة ، هل تعرف ما هو الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم؟

إن هذه العمليات من العمليات الأساسية في كتابة البحوث والرسائل والدراسات العلمية.

وهو ما يستوجب على الباحث العلمي التعرف عليها، وأن يميز فيما بينها، ومتى يستخدمها؟

وهذا ما دفعنا لعرض أهم المعلومات حول الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم.

جدول المحتويات

مفهوم الاقتباس في البحث العلمي

تعتبر عملية الاقتباس من العمليات الرئيسية في كتابة البحوث والرسائل العلمية،

والتي يمكن للباحث العلمي أو الطالب من خلالها أن ينقل بشكل حرفي مباشر،

أو غير مباشر مع إعادة الصياغة نص أو عدة نصوص واردة في المصادر والمراجع البحثية.

وللاقتباس دور كبير في  توفير وقت وجهد الباحث العلمي،

فهو يقتبس الحقائق والمعلومات والبيانات الجاهزة والموثوقة دون أن يحتاج إلى إعادة صياغتها،

وبالتالي يسخر وقته وجهده نحو الوصول إلى أمور علمية جديدة تساهم في تقدم العلوم وتطور المجتمعات.

وتستخدم عمليات الاقتباس من النصوص والدراسات السابقة بهدف الاستفادة من الحقائق والأمور الموثوقة فيها،

كما أن الاقتباس في بعض الأحيان قد يكون بهدف مناقشة البيانات والمعلومات الواردة فيها،

أو من أجل تعزيزها أو تصويبها، أو سد الثغرات فيها، أو من أجل نفيها باستخدام أسلوب علمي أكاديمي.

وبمختلف أشكال الاقتباس يفترض على الباحث العلمي أو الطالب أن يقوم بتوثيق عمليات الاقتباس المباشر أو غير المباشر،

حتى لا يظهر بمظهر السارق الأدبي أو المنتحل، وهو ما قد يؤدي إلى فشل ورفض الدراسة البحثية.

أهمية الاقتباس في البحث العلمي

إن معرفة الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم،

يتطلب من الباحث العلمي أن يدرك أهمية الاقتباس التي لها دور كبير في رفع أهمية الدراسة البحثية وإثرائها وإغنائها في حال تمت بالشكل السليم.

ويمكننا توضيح فائدة وأهمية الاقتباس في البحث العلمي من خلال ما يلي:

  1. تساعد عمليات الاقتباس على تأصيل وتأكيد أفكار البحث أو الدراسة العلمية، وهي تسمح للباحث العلمي أن يصبح أكثر تمكناً من المجال العلمي الذي ينتمي إليه، وأن يتعمق بشكل أكبر في موضوع دراسته البحثية.
  2. إن اقتباس الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا لعدد من المصطلحات والمفاهيم والتراكيب اللغوية، سواء ما كتب منها باللغة العربية أو باللغات الأخرى يساعد على فهم أعمق للبحث العلمي، ولوصول المعاني إلى القارئ بشكل أسهل وأسرع، وأكثر عمقاُ.
  3. يمكن من خلال عمليات الاقتباس وإعادة الصياغة توضيح معاني العديد من الأفكار والمصطلحات الواردة في البحث قيد الدراسة، وبشكل خاص بعدد من المجالات العلمية كالتي ترتبط بالعلوم الاجتماعية، أو علم النفس، أو العلوم القانونية أو الإدارية.
  4. تتناول العديد من البحوث والرسائل والدراسات العلمية المختلفة نظريات أو دراسات سابقة، وتعمل على نقدها بهدف تصويبها أو تعزيزها، أو نفيها، أو سد الفجوات البحثية فيها، والعمل على تصحيح أية أخطاء واردة فيها.

وكل ذلك يستوجب من الباحث العلمي الاقتباس المباشر أو غير المباشر من الدراسات السابقة،

الذي يعتبر أمر ضروري من أجل تعزيز النظريات أو البحوث العلمية المختلفة.

5. إن الاقتباس في البحث العلمي يلعب دور في غاية الأهمية يسمح باستكمال الباحث العلمي لجميع متطلبات وشروط بحثه أو رسالته العلمية.

6. إن التطور المعرفي العلمي في جميع المجالات والتخصصات العلمية يبنى على التراكم المعرفي للدراسات التي تنتمي إليه، حيث أن البيانات والمعلومات والحقائق المقتبسة من مختلف المصادر والمراجع الموثوقة توفر على الباحث العلمي الكثير من الجهد والوقت، فهو لن يضطر لإعادة دراسة البيانات الواردة في دراسات موثوقة سابقة، وسيسخر جهوده نحو ما هو جديد ويساهم في تطوير العلوم والمجتمعات.

7. في الكثير من الدراسات البحثية يتجه الباحث العلمي إلى استخدام عمليات الاقتباس من المصادر الأولية (التي تعتبر أهم مصادر الدراسات البحثية) من أجل التأكيد على سلامة النتائج والاستنتاجات التي وصل إليها في دراسته.

8. إن الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا يستخدم  في بعض الدراسات عمليات الاقتباس من المصادر المعتمدة والموثوقة، وذلك للتأكيد على بعض الأفكار العلمية، أو إظهار أفكار أخرى لا تتفق معها، وهذا كله سيكون عامل إثراء للبحث العلمي، وله دور إظهار مهارات الباحث ومجهوداته البحثية.

أنواع الاقتباس في البحث العلمي

إن الاطلاع على أنواع الاقتباس سيسمح للباحث إدراك الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم،

وبأن إعادة الصياغة والتلخيص قد تكون في العديد من الحالات أحد أشكال الاقتباس في البحث العلمي،

فما هي أبرز أنواع الاقتباس في البحث العلمي؟

  • الاقتباس المباشر (الحرفي):

من أنواع الاقتباس الرئيسية المستخدمة بشكل كبير في العديد من الدراسات والرسائل العلمية،

فهي تعتمد بشكل رئيسي على قيام الباحث العلمي على نقل النص المقتبس الذي اعتمد عليه من الدراسة السابقة كما هو وبشكل حرفي،

دون أن يجري عليه أية تعديلات، ودون القيام بأي حذف أو إضافة.

إن الباحث العلمي يجب أن يشير إلى قيامه بعملية الاقتباس الحرفي من خلال وضعه النصوص المقتبسة بين علامات التنصيص “..”.

مع قيامه بعملية التوثيق العلمي السليم فيضع رقم متسلسل بجانب علامة التنصيص،

ويكون هناك رقم متوافق معه في قائمة المراجع والمصادر بنهاية البحث أو في الهامش (وفق طريقة التوثيق المعتمدة)،

وإلى جانب الرقم المتسلسل تتم عملية التوثيق بشكل أكاديمي صحيح يتوافق مع الطريقة المطلوبة من الجهة التي يقدم لها البحث أو الرسالة العلمية.

وهنا نشير إلى أن الباحث العلمي وفي الاقتباس المباشر عليه أن يعمل على عدم تجاوز كل اقتباس مباشر لحجم الستة أسطر،

وبحال كان الاقتباس المباشر يتجاوز هذا الحجم،

فعليه أن يستخدم المسافات وذلك ليفصل بين متن الرسالة أو البحث العلمي وبين النص الذي تمّ اقتباسه.

  • الاقتباس مع إعادة الصياغة:

ولهذا النوع من أنواع الاقتباس العديد من التصنيفات الفرعية،

حيث يقوم الباحث العلمي بنقل مضمون النص المقتبس ولكن بصياغة مختلفة عن النص الأصلي وفق الشكل التالي:

  • الاقتباس مع التلخيص:

وهو أحد أنواع الاقتباس في البحث العلمي ولكن مع إعادة في الصياغة،

حيث يعمل الباحث العلمي على أن يعيد صياغة النص المقتبس مع اختصاره قدر الإمكان بحيث يظهر بحجم أقل من النص الأصلي.

وعلى الباحث العلمي أن يحرص على أن يحافظ على البيانات والأفكار والحقائق الواردة في النص الذي تمّ الاقتباس منه،

ولكن مع إجراء بعض التغييرات بالكلام المقتبس وباختصار فقراته دون أي تحريف للمعنى أو إساءة إليه.

وفي هذا الشكل من الاقتباس يضع الباحث العلمي النص المقتبس مع الاختصار بين قوسين (…)،

مع وجود رقم متسلسل جانب القوس، ويكون هناك رقم متوافق معه في الهامش أو قائمة المصادر والمراجع لتتم عمليات التوثيق كما ذكرنا في حالة الاقتباس المباشر.

  • اقتباس مع الشرح والتحليل:

وهو أحد أنواع الاقتباس التي يمكن اعتبارها اقتباس مع إعادة في صياغة النص المقتبس،

ولكن بصورة مخالفة ومعاكسة للتوثيق مع الإيجاز والاختصار،

فهناك النص المقتبس يكون أقل حجماً في البحث الحالي عما هو في النص الأصلي المقتبس منه.

أما هنا فإن طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي يعمل على توسيع النص المقتبس من خلال إضافة تحليلات وشروحات عليه،

فيكون النص في الدراسة قيد البحث أكبر حجماُ وأعمق تحليلاً، وأكثر تفصيلاً ووضوحاً.

وكما في الاقتباس مع التلخيص تماماً، يوضع النص المقتبس بين قوسين (…) مع وجود رقم متسلسل،

وتتم عمليات التوثيق بنفس الأسلوب الذي تعرفنا عليه سابقاً.

  • الاقتباس المختلط:

إن أحد أنواع الاقتباس الغير مباشر (اقتباس مع إعادة الصياغة)،

ومن خلاله يجمع الباحث العلمي بين الطريقتين السابقتين،

فمن جانب هو يختصر النص الأصلي الذي يقتبس منه،

ومن جانب آخر هو يتوسع بالنص الأصلي من خلال توضيحه وتحليله وتقديم الشروحات عليه.

ويمكن أن يجمع الاقتباس المختلط بين الاقتباس مع إعادة الصياغة وفق أحد الأساليب السابقة مع الاقتباس المباشر الحرفي للنص المقتبس.

وظيفة عملية الاقتباس في البحث العلمي

للاقتباس من المصادر والمراجع العلمية المتنوعة العديد من الوظائف،

سواء كان هذا الاقتباس كلي مباشر أو جزئي، ومن أبرز هذه الوظائف نذكر:

  1. العمل على التأصيل العلمي الموضوعي للأفكار والآراء العلمية المختلفة التي ترتبط بموضوع الدراسة العلمية.
  2. الاستدلال على الأحكام والآراء التي يذهب الباحث العلمي إليها، والتي يسعى بالأدلة والأحكام لأن يثبتها.
  3. الوفاء بالمتطلبات والقواعد للبحوث والدراسات العلمية.
  4. إن الاقتباس بالبحث العلمي يسمح لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين أن يتفاعلوا مع بعضهم البعض، وأن يعملوا على القيام بالتحليلات وتبادل المعلومات والآراء العلمية وهو ما ينعكس على توليد أفكار واكتشافات جديدة ومبتكرة.
  5. السعي لجمع الأفكار والآراء المتعددة والتي ترتبط بموضوع الدراسة البحثية، والعمل على الدراسة الدقيقة لمختلف الآراء والأفكار الواردة بالدراسات السابقة والقيام بمقارنات فيما بينها، لتوضيح نقاط القوة وتعزيزها ونقاط الضعف وسد فجواتها، وكل ذلك يساعد على الوصول لدراسة علمية متميزة تحقق الفائدة المنتظرة منها.

قواعد ومعايير الاقتباس في البحث العلمي

هناك العديد من معايير والقواعد التي يفترض أن تحكم عمل الباحث العلمي

أو طالب الدراسات العليا في عمليات الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص،

وأهم قواعد ومعايير الاقتباس في البحث العلمي هي:

  1. من أهم المعايير الواجب الالتزام بها من قبل الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا هي الأمانة العلمية، فلا يتم التحريف أو التعديل الذي يجعل معنى النصوص الأصلية وأهدافها تختلف، بل تتم المحافظة عليها وعدم الإخلال بها مطلقاً.
  2. من الأمور الأساسية التي ترتبط بالاقتباس أن تكون المصادر والمراجع المقتبس منها حديثة وموثوقة ومرتبطة بشكل وثيق بموضوع البحث أو الدراسة الحالية، بما يفيد الدراسة قيد البحث ويثريها بشكل كبير.
  3. إن تجنب الباحث العلمي للسرقة الأدبية والانتحال يكون من خلال التوثيق السليم للمصادر والمراجع التي اعتمدها الباحث في دراسته، مع ضرورة الالتزام بالطرق المحددة من الجهة التي ستقدم إليها الرسالة العلمية، ومن أكثر الأساليب المعتمدة في توثيق المصادر والمراجع نذكر طريقة apa أو طريقة هارفارد على سبيل المثال.
  4. إن الاقتباس الحرفي للفقرات الطويلة قد يجعل البحث أو الرسالة العلمية تتجاوز نسب الاقتباس المسموح بها، ولتجاوز هذا الأمر يقوم الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا بإجراء إعادة الصياغة والتلخيص للفقرات المقتبسة.

فهو بذلك يجنب القارئ الإحساس بالملل وتشتت الأفكار والذهن الناجم عن الفقرات المقتبسة الطويلة،

ومن جهة اخرى لا يتجاوز البحث النسب المسموح بها بالاقتباس.

5. قد يحتاج الباحث العلمي في العديد من عمليات الاقتباس إجراء تعقيب على النص او الفقرة التي قام باقتباسها،

وفي هذه الحالة يوضح الباحث العلمي سبب إجراء النقل أو الاقتباس وموثوقية وحداثة المصدر وأهميته،

وما هو الدور الذي يلعبه الاقتباس بتحقيق أهداف البحث العلمي.

6. من الأمور التي لا يلاحظها معظم الطلاب والباحثين العلميين الشروط والمعايير المحددة من قبل الجهة التي سيقدم إليها البحث أو الرسالة العلمية، ومنها ما يرتبط بشروط ومعايير عملية الاقتباس.

سواء كان ذلك مرتبط بنسب الاقتباس المسموح بها،

أو بأسلوب التوثيق المعتمد لأن مثل هذه الأمور قد تؤدي إلى رفض البحث أو الرسالة العلمية.

7. من المعايير الأساسية في البحوث العلمية تجنب الحشو والتكرار بالاقتباس،

مع ضرورة عدم اقتباس المعلومات الخارجة عن موضوع البحث قيد الدراسة.

8. الاعتماد على مصادر حديثة وموثوقة، وعدم الاعتماد على المصادر الغير موثوقة التي تؤثر على جودة الدراسة البحثية،

والتي تساهم في وصول الدراسة إلى الحلول والنتائج المنطقية السليمة.

الاقتباس و إعادة الصياغة

ما هي إعادة الصياغة في البحث العلمي؟

إن التعرّف على الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم،

يحتاج التعرف على مفهوم إعادة الصياغة وهي العملية التي يعيد الباحث العلمي من خلالها صياغة النصوص المقتبسة من المصادر والمراجع.

وبناءً عليه فإن مفهوم إعادة الصياغة للبحوث العلمية

هي العملية التي يقوم الباحث العلمي على نقل النص المقتبس من المصدر بكلمات وعبارات مختلفة عن الأصل،

ولكن بكلمات وعبارات تأخذ المعنى نفسه ولا تخل بالهدف أو المعنى للفكرة الواردة في النص الأصلي.

ومن خلال إعادة الصياغة قد يقوم الباحث العلمي باختصار النص الأصلي أو الإضافة إليه،

بالشكل الذي يجعل النص الأصلي مفهوماً وواضحاً بشكل أكبر.

متى يلجأ الباحث العلمي لإعادة الصياغة؟

قد يلجأ الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا إلى الاقتباس للعديد من الأسباب،

ومن أهم الأهداف التي تدفع الباحث العلمي لإعادة الصياغة نذكر ما يلي:

  • توضيح وتبسيط المعلومات:

وهي من أكثر الأهداف التي تدفع الباحث العلمي للاعتماد على إعادة الصياغة لاقتباساته العلمية،

فالنص الأصلي قد يكون غير واضح وصعب الفهم للقارئ.

حيث يعمد الباحث العلمي في هذه الحالة لإعادة الصياغة بشكل يسمح للقارئ أن يفهم النص ويستوعبه بشكل كامل،

مما يجعل القراءة ممتعة أكثر وسلسة بالنسبة للقراء. 

  • تلخيص الدراسات السابقة:

كما ذكرنا سابقاً فقد يكون المصدر طويل ويجب اختصاره لكي لا يتجاوز الباحث نسب الاقتباس المسموح بها،

ولكي لا يشعر القارئ بالملل أو يخرج ذهنياً من القدرة على فهم البحث قيد الدراسة.

وهذا ما يدفع الباحث العلمي لإعادة صياغة النص الأصلي مع تلخيصه إلى حجم أقل،

دون الإخلال بالمحتوى الوارد بالنص الأصلي ومع المحافظة على المعلومات الرئيسية للنص الأصلي.

  • تحويل الرسالة العلمية لورقة علمية قابلة للنشر:

قد يحتاج طالب الماجستير أو الدكتوراه لتحويل رسالته العلمية لبحث أو ورقة علمية قابلة للنشر بالمجلات العلمية المحكمة،

وهو ما يستلزم إعادة صياغة الرسالة العلمية واختصارها بشكل يحافظ على جوهر الدراسة

ولكن بحجم أقل من حجمها الأصلي لتتوافق مع شروط المجلة المحكمة التي ستنشر الورقة العلمية.

  • رفع مستوى النص الأصلي:

في بعض الأحيان تكون صياغة النص الأصلي ركيكة، أو أنها تحتوي على العديد من الأخطاء النحوية أو الإملائية أو اللغوية،

فالباحث العلمي في هذه الحالة يعمد إلى صياغة المحتوى بجودة أفضل، وفيه تصحيح للأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية.

وفي العديد من الحالات النادرة يكون النص الأصلي قد استخدم بعض الكلمات العامية،

فلا يفترض الاقتباس الحرفي هنا، بل يجب القيام بإعادة الصياغة في مثل هذه الحالة.

وفي العديد من الحالات يعمل الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا

إلى تعديل الصياغة في النصوص المقتبسة ليتجنب الانتحال أو السرقة الأدبية.

كيفية إجراء إعادة الصياغة في البحث العلمي

إن إعادة الصياغة التي يقوم بها الطالب أو الباحث العلمي

يفترض أن تتم من خلال مجموعة من الخطوات المتسلسلة بالشكل الصحيح والمنظم وبالشكل الآتي:

  1. إن بداية عملية الاقتباس في البحث العلمي تكون من خلال القراءة الهادئة والمتعمقة للمصادر والنصوص التي سيقوم الباحث العلمي بالاقتباس منها مع إعادة في الصياغة.
  2. يعمل الباحث العلمي في الخطوة التالية إلى تجميع مختلف العناصر المكررة بالنص الأصلي والتي تتشابه فيما بينها، وبعد ذلك يتم العمل على تجميعها بإطار واحد وعنصر وحيد، وبذلك يصل الباحث إلى نص مقسم إلى مجموعة من النصوص المختصرة التي تكون محتوياتها متشابهة فيما بينها.
  3.  يعمل الطالب أو الباحث العلمي بعد ذلك إلى تحديد أهم الأفكار الأساسية والأفكار الفرعية المنبثقة عنها، ثمّ يعمل على صياغتها من جديد بشكل وصيغة مختلفة تحمل أسلوب الباحث وتتميز بترابطها وقوتها، وبأن فقراتها مفهومة وواضحة وتحمل نفس المعنى في النص الأصلي.
  4. على الباحث العلمي أن يدرك أن هناك مجموعة من المصادر التي قد يعتمد عليها، ولكنه لا يمكن أن يقوم بإجراء التعديلات في صياغتها، ومنها الكتب السماوية كالقرآن الكريم، أو أحاديث السنة النبوية الشريفة.

  5. إن البحوث والرسائل العلمية من أرقى الكتابات الاكاديمية التي تفترض من الباحث العلمي أن يعمل على ترتيب وتنسيق كتاباته وأن تكون على شكل فقرات مترابطة، وأن يختار الكلمات التي يمكن للقارئ أن يفهمها، وأن يستخدم العبارات المترابطة والمتسلسلة والقابلة للفهم.
  6. على الطالب أو الباحث العلمي أن يتجنب الكلمات والعبارات الغامضة أو اللغة الركيكة الغير مترابطة، والحرص على استخدام العبارات المترابطة السهلة الفهم والمتسلسلة.
  7. تتطلب إعادة الصياغة من الباحث العلمي أن لا يقوم بنسخ الكلمات بصورة حرفية بالشكل الذي تعرفنا عليه في الاقتباس المباشر، فهو يعمل على أن يدون الأفكار الأساسية التي تحافظ على معنى وهدف النص الأصلي، مع إجراء إعادة صياغة لا يكون فيها أي إخلال بالمعنى او المعلومات الواردة بالنص الأصلي.
  8. من أهم الأمور التي يجب القيام بها في خطوات الاقتياس وإعادة الصياغة والتلخيص تجنب السرقة الأدبية أو الاحتيال، وذلك من خلال التوثيق السليم لجميع المصادر والمراجع التي تمّ الاعتماد عليها بالاقتباس مع إعادة الصياغة.

مفهوم التلخيص في البحوث والرسائل العلمية

وصلنا من خلال اطلاعنا عن الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم،

إلى التعرّف على مفهوم التلخيص بالبحوث والرسائل العلمية.

ويقصد بهذه العملية قيام الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا بتلخيص الدراسات السابقة التي اعتمد عليها في دراسته العلمية،

ومن خلالها تتم عملية الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص للدراسات السابقة التي اعتمد عليها الباحث العلمي في دراسته العلمية الحالية.

طريقة Annotated Bibliography في تلخيص الدراسات السابقة

تتعدد الطرق المعتمدة في تلخيص الدراسات السابقة وتبقى طريقة Annotated Bibliography من أهم هذه الطرق وأكثرها استخداماً، وبشكل خاص في رسائل الماجستير أو الدكتوراه المقدمة بالمملكة العربية السعودية.

وبناءً على هذه الطريقة من طرق التلخيص يقوم الباحث العلمي أو طالب الدراسات السابقة بعرض اسم المؤلف للدراسة السابقة،

مع تاريخ النشر وملخص بسيط عن تلك الدراسة.

ويعمل على توضيح أهداف البحث والمنهج الذي اعتمده الباحث العلمي فيه،

وما هي النتائج التي توصلت إليها الدراسة السابقة والتوصيات التي عرضها الباحث،

ويعمل الباحث العلمي على وضع تعليق مختصر على كل جزئية من الجزئيات بالتلخيص.

علماً أن تلخيص الدراسات السابقة وبشكل عام يتم وفق الشكل الآتي:

  1. تصنيف وترتيب الدراسات السابقة وفق منهجها أو اتفاق أهدافها مع أهداف الدراسة الحالية قيد البحث.
  2. تصنيف الدراسات السابقة حسب موضوعها العام، وبناءً عليه يجري التصنيف الفرعي لموضوعات الدراسة.
  3. على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يظهر أسلوبه في تلخيص الدراسات السابقة، وأن يكون ذلك الأسلوب منطقي ونقدي وعلمي، لا مجال فيه للأهواء والميول أو الآراء الشخصية، بل المهم هو الرأي الموضوعي العلمي.
  4. من العناصر الرئيسية في عملية التلخيص للدراسات السابقة تجنب الحشو أو التكرار في عرض الدراسات السابقة، لأن ذلك سيؤثر على جودة عملية التلخيص التي ستنعكس بدورها على جودة البحث العلمي.
  5. من الشروط والمعايير الرئيسية في عمليات التلخيص للدراسات السابقة أن يكون هناك اختصار وإيجاز بعملية التلخيص، دون أن يؤثر ذلك على المضمون الخاص بالنص المستهدف، أو التأثير على الأهداف والنتائج له.

نصائح مهمة في عمليات تلخيص الدراسات السابقة

إن عملية تلخيص الدراسات السابقة تحتاج من الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا امتلاك خبرة ومعرفة ومهارات كبيرة،

وذلك ليتجنب الوقوع بالأخطاء، وهنا نشير إلى أنه يجب أن يتم الالتزام بعدد من الضوابط ومنها:

  1. الهدوء وعدم الاستعجال عند تلخيص الدراسات السابقة، فهي تحتاج للدقة وتجنب التسرع الذي يجعل الباحث العلمي يغفل عن العديد من البيانات والمعلومات والأمور الأساسية التي يجب عرضها بالشكل السليم.
  2. العرض بشكل علمي منطقي متسلسل ومنهجي وتجنب العشوائية في عرض الدراسات السابقة، وهنا نشير إلى أن الاكتفاء بعرض نتائج الدراسات السابقة فقط من الأمور التي تضعف عمليات التلخيص للدراسات السابقة وهو ما يؤثر على جودة البحث أو الدراسة علمية.
  3. على الباحث العلمي أن لا يعتمد على نوع واحد من المصادر والمراجع وأن يتجاهل الأنواع الأخرى، بل عليه أن يعتمد على عدة أنواع كالكتب أو الأبحاث أو الاوراق العلمية أو منشورات المجلات المحكمة أو غيرها من الدراسات السابقة المتنوعة.
  4. يمكن للباحث العلمي من خلال هيكلية وبناء البحث أو الرسالة العلمية أن لا يتجاوز نسب الاقتباس المسموح بها من الجهة التي سيقدّم إليها البحث العلمي، وبالتالي نصل إلى دراسة جديدة لا تكون تكرار لبحوث ودراسات سابقة، وهو ما يقدم الجديد للعلم والمجتمع.
  5. من المهم للغاية أن يتأكد الباحث العلمي من خلال دراسته البحثية من صحة وموثوقية الدراسة السابقة التي يستند إليها في بحثه العلمي، وأن يعمل على إجراء عمليات التلخيص بشكل سليم يغني الدراسة ويزيد من جودتها لا أن يؤثر على دقة الدراسة وجودتها.

  6. على الطالب أو الباحث العلمي الذي لا يرغب في أن تضيع جهوده ووقته أن يربط الدراسة السابقة التي اعتمد عليها مع الدراسة الحالية قيد البحث، وذلك بشكل أكاديمي علمي سليم.
  7. على الباحث العلمي الاحتفاظ بالبيانات التي اعتمد عليها في دراسته، وذلك لكي لا يجد أية صعوبات عند إجراء عمليات التوثيق في الهامش أو بقائمة المصادر والمراجع.
  8. على طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي أن يعتمد على دراسات ومصادر ملائمة لموضوع البحث العلمي، والتي تكون مرتبطة بصورة وثيقة بموضوع دراسته وتساهم بإثراء وإغناء البحث العلمي.
  9. قد يتجه الباحث العلمي لتلخيص الدراسة العلمية السابقة بالكامل، وإن كان بمعظم الحالات يعمل على تلخيص فقرة أو جزء من الدراسة السابقة التي يعتمد عليها ويمكن أن يستفيد منها.

صفات الباحث العلمي في عمليات الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص

تتعدد الصفات أو الخصائص التي يجب أن يتحلى بها الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا

عند القيام بعمليات الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم، ومن أبرز هذه الصفات نذكر ما يلي:

  1. امتلاك الباحث العلمي للقدرات اللغوية التي تسمح له بصياغة النصوص المقتبسة مع إعادة الصياغة أو التلخيص، وذلك بشكل متقن ودقيق وبلغة سليمة ومترابطة، مع ضمان سلامة النصوص وخلوها من الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية، لأن الضعف اللغوي سيضعف الدراسة البحثية.
  2. امتلاك الباحث العلمي للخبرة والمهارة التي تسمح له القيام بعملية التوثيق بالشكل السليم وفق الطريقة المحددة من قبل الجامعة أو أية جهة سيقدم إليها البحث أو الرسالة العلمية، وفي حال عدم تحديد أية طريقة من الجهات العلمية استخدام طريقة تناسب التخصص والموضوع البحثي للدراسة.
  3. تحتاج عمليات إعادة الصياغة والتلخيص من الباحث العلمي أن يمتلك معارف واسعة بالمفردات والمعاني، وأن يحسن استخدامها بالشكل الذي يجعل النصوص المقتبسة قابلة للقراءة بشكل ممتع وسليم.
  4. من الأساسيات في عمليات الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص امتلاك الباحث العلمي للأمانة العلمية، وأن يتجنب أي شكل من أشكال السرقة الأدبية أو الاحتيال.

الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم

بعد كل ما ذكرناه يمكننا اختصار الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم،

بأن الاقتباس هو العملية الأوسع التي لها العديد من الأشكال ومن ضمنها الاقتباس مع إعادة الصياغة وتلخيص الدراسات السابقة.

علماً أن تلخيص الدراسات السابقة هو أحد أشكال الاقتباس مع إعادة الصياغة حيث يتم الاختصار والإيجاز للنص الأصلي.

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم الاقتباس في البحث العلمي، وما هي أهميته؟

كما اطلعنا على أنواع الاقتباس التي يتم استخدامها بالرسائل والبحوث العلمية،

وما هي وظيفة عملية الاقتباس في الدراسات العلمية؟ وما أبرز قواعدها ومعاييرها.

لننتقل بعد ذلك للتعرف على مفهوم إعادة الصياغة في البحث العلمي، ومتى يلجأ الطالب أو الباحث العلمي لإعادة الصياغة؟

وعلى كيفية القيام بإعادة الصياغة في الكتابات الأكاديمية.

وبعد الاطلاع على مفهومي الاقتباس وإعادة الصياغة عرضنا مفهوم التلخيص في البحوث والرسائل العلمية،

وتعرفنا على طريقة Annotated Bibliography في تلخيص الدراسات السابقة، وتحدثنا عن مجموعة نصائح مهمة في عمليات تلخيص الدراسات السابقة.

وفي الفقرات الأخيرة من المقال عرضنا لأهم صفات الباحث العلمي في عمليات الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص،

وما هو الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم؟

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين الأعزاء.

المصادر:

تعريف الاقتباس وأهميته وأنواعه والفرق بينه وبين السرقة الأدبية، 2022، مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية

أهمية الاقتباس في البحث العلمي، 2022، أكاديمية بي تي اس

كيفية إعادة الصياغة وأهميتها،2020، أكاديمية بي تي اس

كيفية تلخيص الدراسات السابقة بالطريقة العلمية السليمة،2022، مبعث للدراسات والاستشارات الأكاديمية

Share this post


تواصل معنا الآن