الحواشي و التهميشات في البحث العلمي

الحواشي و التهميشات في البحث العلمي

الحواشي و التهميشات في البحث العلمي

الحواشي و التهميشات في البحث العلمي من العلامات التي تدل على فهم الباحث لمادته العلمية وتمكنه منها،

وهي من الوسائل التي تمنح دراسته القوة والنجاح.

وبالتالي يجب الحرص على استخدامها بالشكل السليم، وبالخصوص عندما تستخدم الهوامش كطريقة لتوثيق المصادر والمراجع في البحث العلمي.

 

جدول المحتويات

ما هي الحواشي و التهميشات في البحث العلمي

إن الحواشٍ تطلق على كل جزء من أجزاء البحث العلمي لا يعتبر جزءاً رئيسياً منه،

 وهي التعليقات او الشرح لفكرة من الأفكار الموجودة بالمتن، أو للتعريف بأحد الامكنة او حدث معين،

أو لشخص معروف، أو التعريف بمصطلح علمي ومثل هذه الأمور.

ومن الممكن أن تتضمن الحواشي مرجع او عدة مراجع،

أو أن تكون الحواشي توثيق لرأي، أو لاقتباس طويل، أو للإشارة إلى أمر أو قضية ما.

كما أن الهوامش من المدونات والأجزاء التي تقع خارج متن البحث العلمي،

وهي من الأجزاء التي لا تتجزأ عنه بالوقت ذاته، وبذلك هي تختلف عن الحواشي بهذه الناحية،

وإن كان الغالبية يتعاملون على أن الحواشي و التهميشات في البحث العلمي من المترادفات التي تعبّر عن أمر واحد.

كما ان بعض العلماء والباحثين العلميين يشيرون الى أنها المراجع والمصادر المستخدمة من قبل الباحثين العلميين في دراساتهم،

فتقدم على أنها مستندات بالدراسة يمكن أن تكون كالمستندات والبراهين والأدلة التي تقدم للقراء.

 

وبالمختصر يمكننا اعتبار أن الحواشي و التهميشات:

هي التي تستخدم بشكل أساسي في توضيح المعلومات والأفكار الواردة في متن الدراسة العلمية،

او من اجل توثيق فقرة واردة في البحث العلمي،

حيث يعتبر التوثيق في الهوامش من أكثر أنواع التوثيق استخداماً بالعديد من الدراسات العلمية.

وبالإضافة الى ذلك فإن هذه التقنية من التقنيات المستخدمة لتوثيق وتسجيل الملاحظات بالهامش الموجود أسفل الصفحة،

والذي يقوم الباحث العلمي بفصله عن المتن من خلال خط رفيع يترك مسافة بين السطور تصل الى 4سم تقريباً.

كما أن الدراسات المكتوبة باللغة العربية يكون لها هوامش على يمين الصفحة،

بينما تكون الهوامش على يسار الصفحة عندما يكتب البحث باللغة الإنجليزية.

 

إن الطرق التي تستخدم في الحواشي و التهميشات في البحث العلمي هي طرق متعددة ومتنوعة،

ولكن الباحث العلمي ملزم بعد أن يتبع أحد طرق التوثيق في الهامش أن يستمر بنفس الطريقة في كامل البحث أو الرسالة العلمية.

فلا يمكن لأي طالب دراسات عليا او باحث علمي أن يستخدم أكثر من طريقة واحدة في توثيق دراساته البحثية.

 

أهمية الحواشي و التهميشات في البحث العلمي

هناك العديد من النقاط التي يمكن أن تظهر أهمية الهوامش أو التهميش، ومن أبرز هذه النقاط يمكن أن نذكر:

 

  1. من أهم الأمور التي يمكن الاستفادة فيها من الحواشي و التهميشات في البحث العلمي، هي التعريف بأحد الأعلام (الاشخاص) أو الأمكنة أو المصطلحات أو غير ذلك من الامور التي ذكرت في المتن وتحتاج الى توضيع لأن بعض القراء قد لا يعرفونها.

2. توضيح الأفكار والعبارات المتخصصة الواردة في متن البحث أو الرسالة العلمية، دون التأثير على اندماج القارئ بالكتابة ودون أن تنقطع سلسلة أفكاره.

 

3. إيضاح الأصول لعدد من العبارات أو الجمل او المصطلحات الواردة في المتن، والتي تكون غير مفهومة و بحاجة إلى إيضاح.

 

4. السماح للباحث العلمي تجنب ذكر الأسماء أو أرقام الصفحات بالمتن، بحيث يوضع في المتن رقم صغير متسلسل، مع ذكر نفس الرقم في الهامش والى جانبه وضع التعريف أو المعلومات.

5. كما ذكرنا سابقاً فإن أبرز فوائد الحواشي والتهميشات في البحث العلمي تظهر عند استخدام أحد طرق التوثيق الأكاديمي في الهامش، مع ما يحققه التوثيق من ضرورة لأي بحث علمي.

أهداف كتابة الحواشي و التهميشات في البحث العلمي

إن التوضيح هو الهدف الأساسي من الحواشي و التهميشات، وهي لا تسعى لتقديم المعلومات والبيانات الجديدة،

بل للشرح و الاستطرادات التي لا يمكن ذكرها في المتن لعدم تشتيت ذهن القارئ.

فالتهميش لا يستخدم إلا عند الحاجة إليه وضمن ضوابط معينة،

فالهدف لا يكون بوضع معلومات جديدة بل بعض الشروحات والتوضيحات او التعريفات، أو من أجل التوثيق.

 علماً أن تعداد مراجع ومصادر الدراسات وذكرها ليس غاية بحد ذاته،

وهو ليس من سبل التفاخر بكثرة المراجع المستخدمة،

وإنما لإثراء البحث وتقديم البراهين والأدلة التي تخدم الدراسة العلمية ووصولها الى النتائج المنطقية المطلوبة.

وتبقى أهم أهداف الحواشي و التهميشات في البحث العلمي هي:

 

  1. توثيق المصادر والمراجع التي تظهر الامانة العلمية للباحث، وتبعد عنه سمة الانتحال أو السرقة الأدبية، كما أنها تساهم في إظهار مجهودات الباحث العلمي وما يمتلكه من ابداعات ومعارف.

كما أن هذا التوثيق يسمح للقارئ العودة بسهولة إلى المرجع أو المصدر،

وأن يتأكد من موثوقيته أو أن يتوسع في المعلومات الواردة فيه، والتثبت من صحة مسألة محددة.

 

2. تسمح بوصول القارئ إلى التوثيق السليم للمصادر والمراجع في نفس الصفحة التي حصل فيها الاقتباس الحرفي أو مع إعادة الصياغة، دون الحاجة الى العودة الى آخر البحث، كما في توثيق المصادر والمراجع في الفهرس الخاص بالتوثيق.

3. إثبات الحقوق الأدبية التي يمتلكها الباحث العلمي او الكاتب الأكاديمي السابق.

 

4. تظهر الحواشي و التهميشات في البحث العلمي مدى مهارات وإمكانيات الباحث، وجودة وأصالة البحث العلمي الذي قام بإعداده وكتابته.

5. تعتبر من الطرق التي يمكن استخدامها لتوجيه القراء إلى دراسات سابقة معينة ومهمة، تناولت موضوع مرتبط بموضوع البحث العلمي الحالي.

 

6. يمكن استخدام الهوامش في التعريف ببعض المعلومات أو الأماكن أو الأشخاص أو المصطلحات الواردة في متن البحث العلمي، وتقديم شروحات أو توضيحات مختصرة عنها تساهم في تعريف القارئ العادي بها، دون أن يؤثر ذلك على سياق البحث العلمي.

7. كما أن متن البحث العلمي هو مكان لوضع المعلومات والبيانات البحثية، فإن الحواشي و التهميشات مكان لعرض معلومات أخرى، ولكن ما يمكن عرضه في الهامش غير قابل لعرضه في المتن، وما يكون موقعه المتن لا يمكن أن يوضع في الهامش.

ويبقى من أهم أهداف التهميش هو تجريد متن الدراسة من أي إطالة واستطراد،

ولا يمكن اعتبار محتوى الهامش من الأجزاء الرئيسية للبحث أو الرسالة العلمية.

 

8. إن الغموض وعدم الوضوح للتعريفات او التعليقات الواردة في الهامش بالشكل الذي يجعل فهمها صعباً، من أكثر الأمور التي تسيء إلى الحواشي و التهميشات في البحث العلمي وتجعل منها أمر يضعف كامل البحث أو الرسالة العلمية.

9. من الفروقات الرئيسية بين المتن و الهوامش هو أن ما يرد في متن البحث العلمي يكون مرتبط ارتباط مباشر بموضوع الدراسة وأفكارها الأساسية، بينما ما يرد في الحواشي و التهميشات يتألف مما يرتبط ارتباط جانبي للبحث.

والذي يشكّل إيراده في متن البحث العلمي تشتيت لذهن القارئ وانقطاع التسلسل الرئيسي الفكري لموضوع الدراسة.

 

10. إن البيانات والخرائط والصور والجداول والقوائم يمكن ان يشار اليها في الهامش، ولكن مكانها الطبيعي يكون في ملحق خاص بها موجود بنهاية البحث أو الرسالة العلمية.

11. من المهارات الواجب اتباعها من الباحث العلمي أن تكون المعلومات والبيانات الواردة ضمن الهوامش مختصرة قدر الامكان، ليتمكن القارئ من الاطلاع عليها دون أن يشعر بالملل، أو يخرج من تسلسل الأفكار الواردة في البحث العلمي.

 

وظائف الحواشي و التهميشات في البحث العلمي

  1. توثيق المصادر والمراجع والدراسات السابقة التي اعتمد عليها الباحث العلمي في دراسته، سواء كان اقتباسه حرفي مباشر أو غير مباشر مع إعادة الصياغة. وذلك في حال استخدم احد طرق التوثيق في الهوامش، ومن خلال هذه الطريقة يوضح عنوان المصدر واسم المؤلف والناشر وتاريخ النشر.

  2. توثيق المصادر التي استند إليها الباحث في مواد دراسته، سواء بالمصادر الأولية أو الفرعية، او الصور والفيديوهات او غير ذلك من وثائق.
  3. يمكن استخدام الهامش في توجيه القارئ الى أمور محددة، مثل توجيهه إلى عنوان سابق وارد في صفحة ما كأن يذكر في الهامش (راجع الصفحة 77)، فالإحالة إلى مواضيع سابقة أو لا حقة من أبرز وظائف الحواشي و التهميشات في البحث العلمي.
  4. وضع التعريفات أو الاقتراحات او التعليقات او  التصحيحات خلال الاقتباس، أو لنقد نص، او لمناقشة موقف ما، أو عرض عدد من الآراء المختلفة المرتبطة بنقطة ما.
  5. التعريف بأحد الأعلام أو الأمكنة أو المواقع الجغرافية.

 

6. تخريج الآيات القرآنية الكريمة (حيث يتم ذكر اسم السورة مع رقم الآية الكريمة)، كما يسمح التهميش بتخريج أي حديث نبوي شريف.

7. شرح مختلف المصطلحات أو المفردات التي تحتاج الى توضيح ليفهمها جميع القراء، وبالخصوص القراء الغير متخصصين منهم.

8. توضيح وتفسير مختلف العبارات أو الكلمات الغامضة التي تستوجب الشرح، أو إجراء بعض المقارنات البسيطة التي لا يمكن القيام بها بالمتن لعدم الخروج عن سياق البحث أو الرسالة العلمية.

9. توجيه ونصيحة القراء الى المصادر الأخرى المفيدة والغنية بالبيانات والمعلومات.

تنسيق الرسائل العلمية

قواعد استخدام الحواشي و التهميشات في البحث العلمي

تتعدد شروط استخدام الحواشي و التهميشات في البحث العلمي، وأهم شرطان هما:

 

  1. تجنب التكرار فلا تعرض معلومات المصدر أو المرجع من اسم المؤلف و عنوان المرجع وتاريخ نشره والناشر  سوى مرة واحدة إلا في حالات الضرورة فيمكن التكرار، وإذا أورد الباحث ضمن المتن معلومات عن المصدر فلا حاجة لأن يذكر في التهميش، ويتم الاكتفاء بالتنويه الى رقم الصفحة.
  2. عدم استخدام الهامش في ذكر معلومات مكانها الطبيعي هو متن الدراسة، مع ضرورة الدقة والإيجاز والتوضيح السليم الخالي من أية غموض.

أساليب التهميش في البحث العلمي

إن الهوامش المتواجدة في أسفل كل صفحة يستخدم فيها ثلاث طرق أساسية للتهميش، لكل طريقة منها المزايا والعيوب المرتبطة بها،

وما ان يلتزم الباحث العلمي بإحدى هذه الطرق في بداية دراسته،

فهو ملزم بالاستمرار باستخدامها حتى نهاية الدراسة، فما هي طرق التهميش:

 

  • تحديد أرقام مستقلة متسلسلة خاصة بكل صفحة من صفحات البحث العلمي، وتكون البداية في كل صفحة بالرقم “1” يوضع في المتن الى جانب الكلمة او العبارة التي يعمل الباحث على توضيحها أو توثيقها.

ويقابل هذا الرقم المتسلسل رقم في الهامش الموجود أسفل الصفحة، يوضع فيه التعريف أو التوضيح المطلوب،

وبالتالي فإن سمة هذه الطريقة أن كل صفحة من صفحات البحث مستقلة بالأرقام والتوضيحات والتوثيقات الواردة بها.

وأهم ميزة لهذه الطريقة أنها سهلة بالنسبة للقارئ الذي يجد الشرح أو التوثيق بسهولة في هامش الصفحة،

وهي توفر على الباحث العلمي إضافة الحواشٍ الجديدة، فلا يوجد الكثير من الترقيمات.

أما أبرز عيب فيها أن القيام بهذه العملية مع كتابة أو طباعة البحث هو أمر صعب،

مع صعوبة التقدير للفراغ المناسب الذي لا يوجد فيه نقص او زيادة،

بالإضافة إلى أن تنسيق الصفحات من الصعب جداً أن يكون موحد وفق هذه الطريقة.

 

  • تحديد أرقام مستقلة متسلسلة خاصة بكل فصل من فصول البحث لوحده، فيكون التهميش لكل فصل موحد.

وبناءً على هذا الأسلوب تكون البداية في كل فصل بشكل مستقل،

فيأتي الرقم “1” مع أول توضيح أو توثيق متواجد بالفصل،

وتستمر العملية بشكل متسلسل حتى انتهاء الفصل،

وفي نهاية الفصل نجد رقم يقابله نفس الرقم في متن البحث مع التوضيح أو التوثيق السليم له.

 

  • تحديد أرقام مستقلة متسلسلة لعموم البحث العلمي، وجمع كافة تلك الهوامش بنهاية الرسالة أو البحث العلمي، وهنا تكون الارقام المتسلسلة متتالية من بداية البحث الى نهايته.

وتبقى أهم ميزات هذه الطريقة والطريقة التي سبقتها (كل فصل على حدة) بأنها سهلة الجمع والتنظيم في نفس القائمة،

مع إمكانية الكتابة في صفحات جديدة، وإضافة ما يريده الباحث بعد نهاية الفصل أو البحث العلمي حسب الطريقة التي اختارها،

وهذا لن يؤثر سلباً على تنسيق البحث.

وبالنسبة لعيوب هذه الطريقة أنها ليست سهلة بنفس سهولة الطريقة الأولى، ومن الصعب فيها إضافة أو حذف عدد من التعليقات،

لأن تسلسل أرقام الحواشي و التهميشات في البحث العلمي سيتغير مع تغير الأرقام المتسلسلة في حال إجراء أي تعديل.

 

الفرق بين التوثيق في الهامش والتوثيق بقائمة المصادر والمراجع

إن التوثيق في الهامش يأتي بتوثيق كل مصدر من مصادر البحث في نفس الصفحة التي ورد فيها،

ووفقاً للرقم المتسلسل الوارد في الصفحة والرقم الذي يقابله في الهامش.

بينما التوثيق في قائمة المراجع والمصادر يستلزم وضع رقم في متن البحث إلى جانب عملية الاقتباس المباشر او غير المباشر،

مع وضع التوثيق المناسب بقائمة المصادر والمراجع وفق الأرقام المتسلسلة في كامل البحث أو الرسالة العلمية.

إن قائمة المصادر والمراجع في نهاية البحث العلمي مخصصة حصراً لعملية التوثيق الأكاديمي وفق إحدى الطرق المتعارف عليها عالمياً.

أما بالنسبة الى الحواشي والتهميشات في البحث العلمي، فهي قد تحتوي الى جانب عمليات التوثيق العلمي الأكاديمي في الهامش توضيح وتعريف لبعض الأمكنة أو الأشخاص او المصطلحات أو غير ذلك كما ورد معنا في هذا المقال الذي نأمل أن يكون قد حقق لكم الفائدة المرجوة منه.

 

المصادر:

أساسيات الكتابة الأكاديمية، 2022، كلية الآداب في جامعة الملك سعود

قواعد استخدام الهوامش والحواشي في رسائل الماجستير والدكتوراه، 2021، مبتعث

الفرق بين التهميش والتوثيق، 2022، BTS

Share this post


تواصل معنا الآن