الضبط الانتقائي
جدول المحتويات
ما هو الضبط الانتقائي
إن الضبط الانتقائي هو أحد أبرز الطرق المستخدمة في ضبط المتغيرات بالبحث العلمي
ونظراً لأهميته الكبيرة فسنحاول من خلال هذا المقال التعرف عليه، وعلى أهم أنواع المتغيرات وأهم أساليب وطرق ضبط المتغيرات.
ما هو المتغير في البحث العلمي:
على اعتبار أن الضبط الانتقائي يتم لضبط المتغيرات في البحث العلمي
فمن المهم التعرف على تعريف المتغيرات في البحث العلمي
وهي أي شيء بالدراسة العلمية يمكن أن يقاس بشكل كيفي أو كمي
والمتغيرات كما هو واضح من اسمها الاصطلاحي لديها قابلية للتغير، حيث يضبط الباحث العلمي متغيرات بحثه، ويحدد علاقة المتغيرات ببعضها البعض والتأثيرات التي تتركها في الدراسة العلمية، مما يساعد على الوصول الى نتائج دقيقة وصحيحة.
المتغير المستقل والمتغير التابع في البحث العلمي:
قبل ان نصل الى الضبط الانتقائي من المفيد التعرف على المتغير المستقل والمتغير التابع
لأن هذان المتغيران هما أهم أنواع المتغيرات في البحث العلمي، حيث يتميز المتغير المستقل بقدرته على التأثير في باقي متغيرات الدراسة العلمية دون أن يتأثر هو بها
وهو قابل للقياس بشكل كمي أو كيفي، ومن خلال ضبط المتغير المستقل أو استغلال وجوده او عدم وجوده
يستطيع الباحث العلمي أن يدرس التأثيرات على باقي المتغيرات للوصول الى نتائج دقيقة وصحيحة.
أما بالنسبة الى المتغير التابع فهو المتغير الذي يأثر بالمتغير المستقل ويتبع له، وبذلك نجد أن اي تغيير يطرأ على المتغير المستقل ينعكس بشكل جلي وواضح على المتغير أو المتغيرات التابعة
كما أن قياس التأثيرات الحاصلة على المتغير التابع هو أمر بسيط للغاية بالنسبة للباحث العلمي
الذي يمكنه من جهة أخرى الاستفادة من المتغير أو المتغيرات التابعة ليظهر المتغير المستقل في البحث العلمي.
ضبط المتغيرات في البحث العلمي:
إن طرق ضبط المتغيرات في البحث العلمي متنوعة ومنها الضبط الانتقائي، ويمكن ان نصنفها بشكل رئيسي في ثلاثة طرق وهي:
الضبط المادي:
وهو أحد أشكال الضبط المباشر للمتغيرات ويتمثل بالتحكم في مجموعة من العوامل والظروف المادية المرتبطة بالتجارب
ويمكننا إعطاء مثال عن ذلك من خلال فصل أفراد عينة الدراسة عن المحيط وعن بعضهم البعض (وذلك إذا كانت التجربة تحتاج عدم معرفة أي فرد من أفراد عينة الدراسة إجابات باقي أفراد العينة)
ووضعهم بأحد الاماكن التي تفصلهم عن بعضهم البعض ولا تنقل الصوت أو أية تأثيرات أخرى لا يريدها الباحث العلمي.
ومن الممكن استخدام التكنولوجيا الحديثة من خلال هذا النوع من الضبط المادي، كأن يستخدم الباحث أجهزة عرض خاصة لضبط الوقت أو لعرض الصور أو الأرقام أو الكلمات
وغيرها من الادوات الحديثة التي قد تكون متلائمة مع ما يحتاج الباحث الحصول عليه.
الضبط الانتقائي:
إن الضبط الانتقائي وكما يتضح من اسمه يكون بانتقاء عدد من المتغيرات أو العوامل المتصلة بالمتغيرات التابعة والقيام بتثبيتها وضبطها
كي لا تؤثر على النتائج الخاصة بالتجارب البحثية، مما يؤثر سلبياً على عمل المتغير المستقل وآثاره التي يتركها على المتغير التابع.
تتمثل عملية الضبط الانتقائي في تثبيت مجموعة من العوامل المرتبطة بأفراد عينة الدراسة
ومنها على سبيل المثال جنسهم او نسبة ذكائهم أو أعمارهم أو أحوالهم الاقتصادية أو الاجتماعية أو وضعهم الصحي أو تحصيلهم العلمي وغيرها من العوامل
التي يضبطها الباحث بحيث تصبح متكافئة في التجارب البحثية.
كما أن الباحث العلمي وفق الضبط الانتقائي يثبت أي أمر يرتبط في الغرف الدراسية، والتي تشمل مختلف الوسائل والأساليب التعليمية التي يحتاجها ومنها الكتب الخاصة بالمادة الدراسية أو اللوح العادي أو اللوح الالكتروني..)
إقرأ أيضاً : تعريف البحث العلمي
الضبط الاحصائي:
إن ضبط المتغيرات من خلال الضبط المادي أو الضبط الانتقائي قد يكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً في بعض الحالات
وهذا ما يدفع الباحث العلمي في بعض الحالات الى ان يلجأ الى مجموعة من الطرق الاحصائية التي تساهم في تحقيق الضبط، مما يضمن الدقة في النتائج
ومن هذه الوسائل الاحصائية تحليل التباين أو المتوسط الحسابي أو الانحراف المعياري وغيرها من الأساليب الاحصائية المتنوعة.
دراسة العلاقة بين المتغيرات:
من أهم الامور التي يحتاج اليها الباحث العلمي في العديد من البحوث العلمية هي دراسة العلاقة بين المتغيرات ومعرفة أنواعها
ليتمكن من معرفة مدى الارتباط بين المتغيرات ونوع العلاقات فيما بينها.
ولنضرب مثالاً على ذلك يمكننا أن نقول ان الباحث العلمي الذي يناقش في دراسته الأمراض التي تصيب الدم ومنها ضغط الدم
سيسعى فرضاً الى إظهار العلاقة بين تناول ملح الطعام وارتفاع ضغط الدم، وكمثال آخر مرتبط بمجال علمي آخر يمكن أن نذكر الدراسة التي قد يجريها الباحث القانوني التي تتناول العلاقة بين مستوى الفقر في بلد معين
وازدياد نسب الجرائم فيه، أو البحث في العلاقة بين مستوى تعليم الفرد في بلد معين وحالته الاقتصادية.
وبذلك نلاحظ أن الامثلة عن أنواع العلاقة بين المتغيرات هي كثيرة وواسعة جداً
فعندما تكون العلاقة كامنة بتأثير متغير واحد على متغير واحد آخر فسنكون في علاقة تسمى “الارتباط البسيط”
وفي حال كانت العلاقة تربط بين متغير واحد مع متغيرات متعددة
أو بين متغيرات متعددة لها تأثير على متغير وحيد فإن العلاقة تسمى في هذه الحالة “الارتباط المتعدد”.
أنواع العلاقات بين المتغيرات:
ربما نكون أمام متغيران يتبدلان في نفس الوقت وبذات الاتجاه، أي بمعنى آخر أنه عندما ينقص متغير فالآخر سينقص كذلك، وبالعكس إذا ازداد متغير فالآخر سيزداد.
ومن الانواع الاخرى للعلاقات بين متغيرات البحث العلمي، هي العلاقات الطردية التي يكون الارتباط بين المتغيرين فيها موجب
وكمثال على هذه العلاقة يمكننا ذكر إحدى الدراسات العلمية التي ربطت بين مستوى التعليم والحالة الاقتصادية المستقرة في بلد ما
وبين الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي يعيشه ذلك البلد.
ومن العلاقات الأخرى بين المتغيرات في البحث العلمي هي تلك التي يكون التغيير فيها حاصل بين المتغيرين بالوقت نفسه
ولكن كل متغير يكون في اتجاه مخالف للآخر، فعندما ينقص متغير منهما يزيد الآخر والعكس بالعكس، فالعلاقة بين المتغيرين كما نرى هي علاقة عكسية وارتباطهما هو ارتباط سلبي
وكمثال على هذه العلاقة يمكن ان نضرب مثل بازدياد نسبة الجريمة في المجتمعات التي تشهد على تدني في المستويات الاقتصادية والتعليمية .
أما النوع الأخير من العلاقات التي سنذكرها لكم من ضمن هذا المقال، فهي العلاقة المرتبطة بمدى القوة
فإذا كانت العلاقة قوية بين المتغيرات فتسمى علاقة تامة
كما انها قد تكون متوسطة القوة أو ضعيفة أو قد تكون في بعض الحالات علاقة منعدمة
بالإضافة أن علاقة المتغيرات مع بعضها قد تكون كمية بشكل كامل أو وصفية بشكل كامل، أو تكون كمية في بعضها ووصفية في البعض الآخر.
وبذلك نكون قد أحطنا الى جانب الضبط الانتقائي بباقي أنواع ضبط المتغيرات في البحث العلمي، كما أننا اطلعنا على تعريف المتغير وعلى المتغير المستقل والمتغير التابع باعتبارهما أهم نوعين من انواع المتغيرات
وبالإضافة الى ذلك فقد ألقينا الضوء على أنواع العلاقات بين المتغيرات
سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا من خلال مقالنا عن الضبط الانتقائي.