مراحل الكتابة الأكاديمية

الكتابة الأكاديمية

مراحل الكتابة الأكاديمية

الكتابة الأكاديمية ، تتعدد مراحل الكتابة الأكاديمية وهي مراحل منظمة ومتتالية وتتداخل فيما بينها،

تبدأ قبل بدء الباحث أو الطالب بالكتابة ذاتها، وتمتد الى ما بعد الانتهاء من عملية الكتابة بمرحلتها الأولى، وصولاً إلى تدقيقها وخروجها بشكلها النهائي.

وهنا نشير الى أن الكتابة الأكاديمية هي نوع مختلف تماماً عن الكتابة العامة بأنواعها المختلفة،

وهو ما سنحاول التعرف عليه من خلال هذا المقال الذي نأمل ان يحقق لكم الفائدة المطلوبة.

مفهوم الكتابة الأكاديمية

إن الكتابة الأكاديمية أحد أنواع الكتابة التي لها نسق وأساليب لغوية محددة،

ويتم بناء النصوص فيها بشكل موضوعي محدد، مع استخدام التراكيب والألفاظ والأدوات المناسبة لهذا النوع من أنواع الكتابة.

تستخدم الكتابة الأكاديمية بخصائصها وأساليب صياغتها بكتابة الأبحاث والأطروحات والرسائل العلمية،

وفي كتابة الملخصات والتقارير والمقالات والأوراق وغيرها من الدراسات العلمية وما في حكمها.

يعتمد هذا الأسلوب المنظم والرسمي من الكتابة بشكل أساسي من قبل الطلاب والباحثين العلميين ومختلف الأكاديميين العاملين بالمجال العلمي.

وذلك بمختلف كتاباتهم العلمية من مختلف التخصصات التي ينتمون إليها، متبعين مراحل الكتابة الأكاديمية وقواعدها وهياكلها المعتمدة.

وكل ذلك وفق هيكل وأسلوب ما يقومون بكتابته، فهيكل وخطوات كتابة البحث العلمي مختلفة تماماً عن هيكل وخطوات كتابة مقال أكاديمي أو غير ذلك.

سمات الكتابة الأكاديمية

تتعدد صفات وسمات الكتابة الأكاديمية التي تميزها عن باقي أنواع الكتابات، ومن أبرز هذه الصفات نذكر:

  1. إن الموضوعية هي السمة الرئيسية للكتابة الأكاديمية، فلا يفترض أن تتأثر الكتابة بعواطف الكاتب وشخصيته، فهي تعتمد على الأحكام والبراهين والحقائق المثبتة بالبراهين والأدلة.
  2. إن مراحل الكتابة الأكاديمية متسلسلة ومترابطة وصريحة ومنطقية، فالاعتماد يكون على الصراحة والوضوح.
  3. إن الباحث العلمي او الطالب او أي كاتب أكاديمي مسؤول عن النصوص والدراسات التي يقوم بكتابتها، وأن لا تكون مخالفة للأعراف والتشريعات والأديان والقوانين المختلفة.
  4. إن اللغة الأكاديمية من اللغات الرسمية التي تعتمد على اللغة الفصحى السليمة، فلا يقبل في هذا النوع من الكتابات استخدام اللهجات المحلية، أو أن تكون الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية ظاهرة في النصوص.
  5. لا تقبل الكتابة الأكاديمية استخدام أسلوب الأنا أو ما يدل على الملكية، مثل استخدام كلمات مثل (نحن، انا، اعتقد، أظن، نرى، نتوقع)، ويتم استخدام كلمات مثل (يعتقد الباحث، وصلت الدراسة، وكنتيجة لعمليات البحث العلمي).
  6. الى جانب السلامة اللغوية على الباحث العلمي أن يحرص على أن تكون عباراته مترابطة، وأن يكون بناء الفقرات سليم.
  7. إن العقلانية والمنطق العقلاني هو اساس لغة الدراسات الاكاديمية، والتي تستند على البراهين والحجج لا على الآراء الشخصية والمبالغات، لأن ذلك سيضعف منطقية الكتابة الاكاديمية وينتقص من قيمتها.

  8. تعتبر الدقة من أساسيات مختلف مراحل الكتاب الأكاديمية التي تستند على المعارف المتراكمة ومختلف الدراسات السابقة، وما ورد فيها من أرقام وحقائق وتواريخ.

ولأن الدراسة الحالية يجب أن تصبح من المصادر الموثوقة للدراسات اللاحقة فيفترض أن تكون صادقة ودقيقة وكل ما فيها من إحصائيات وأرقام ومواقف صحيح وسليم.

9. تتميز الكتابات الأكاديمية بأنها من الكتابات الحذرة التي لا يتجه فيها الكاتب بأسلوب كلماته الى القطع والتأكيد الذي لا رجعة عنه، بل يميل الى إبراز البراهين والأدلة لإظهار الحقائق وتأكيدها دون الاعتماد على الكلمات القاطعة أو الإدعائية.

10. على الكاتب أن يستغل كتابته الأكاديمية لإظهار التنظيم والمنهجية، وان يدرك ان كتاباته تدل على مدى ابداعاته وعمق تفكيره ورجاحة عقله، وما يمتلكه من ثقافة واسعة وشاملة.

11. إن الانحياز للآراء أو الميول الشخصية، أو لأي سبب حضاري أو فئوي أو  لسبب اجتماعي لا يستند الى الموضوعية والعقلانية، من الأمور التي يجب الابتعاد عنها في الكتابات الأكاديمية، لأنها تضعف الكتابة وتؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

12. على الباحث العلمي او الطالب او أي كاتب متخصص أن يحرص في الكتابة الأكاديمية على توثيق جميع المصادر والمراجع والدراسات السابقة التي استند إليها، أو اقتبس منها بشكل مباشر (حرفي) أو غير مباشر (مع الإعادة بالصياغة).

وذلك ليتجنب الانتحال والسرقة الادبية التي لا يمكن قبولها من أية جهة أكاديمية معتمدة وموثوقة،

وبالتالي  في حال عدم التوثيق لا يتم تحقيق الفوائد المنتظرة من الكتابة.

إشتراطات الكتابة الأكاديمية السليمة

الفرق بين الكتابة الأكاديمية والكتابة العامة

بعد أن اطلعنا على مواصفات وسمات الكتابة الأكاديمية، وقبل التعرف على مراحل الكتابة الأكاديمية،

سنعرض أبرز الفروقات بين هذا النوع من أنواع الكتابة وبين باقي أنواع الكتابة العامة

كالكتابة الأدبية او التي نجدها بالصحف والرسائل والمقالات العادية وغير ذلك من كتابات.

  1. إن الفارق الأول يظهر من خلال مكان استعمال كل منهما، حيث يتم استخدام الكتابة الأكاديمية في المقالات العلمية، وفي البحوث والأوراق والملخصات والتقارير وغير ذلك من دراسات وكتابات علمية.

بينما نجد الكتابة العامة تستخدم في مقالات المجلات والصحف العامة، أو المواقع الإلكترونية أو في الرسائل،

أو الروايات والقصص والشعر، وبغيرها من الكتابات التي لا تستعمل في المواضيع العلمية .

2. إن اللغة المستخدمة في الكتابات الاكاديمية لغة موضوعية ورسمية تحمل الخصائص التي اشرنا اليها بالفقرة السابقة.

بينما تتأثر معظم الكتابات العامة بمختلف الآراء والميول الشخصية للكاتب.

3. لا يمكن استخدام اللغة العامية واللهجات المحلي في الكتابات العلمية، بينما قد تستخدم بعض أنواع الكتابات العامة اللهجات المحلية واللغة العامية.

4. إن الكتابات العامية لا تقوم عادةً بتوثيق الاقتباسات التي قد يقوم بها الكاتب، بينما توثيق جميع المصادر والمراجع التي تمّ الاقتباس منها بشكل مباشر أو غير مباشر هو شرط أساسي للكتابات الأكاديمية.

الكتابة العلمية

مراحل الكتابة الأكاديمية

للكتابة الأكاديمية ثلاث مراحل أساسية، تتضمن كل مرحلة منها خطوات ومراحل فرعية، علماً أن مختلف مراحل الكتابة الأكاديمية تتداخل فيما بينها،

بحيث تكمّل كل واحدة منها المرحلة الأخرى، والهدف هو الوصول الى كتابة أكاديمية سليمة.

  • مرحلة التخطيط للكتابة:

وهي المرحلة التمهيدية التي تسبق مرحلة الكتابة، فهي المرحلة التي تكون للاستعداد والإعداد للكتابة،

وذلك من خلال وضع المخططات والتصورات لكيفية القيام بالعمل الكتابي وتحديد الأهداف التي يسعى الكاتب للوصول إليها.

ومع بداية هذه المرحلة يقوم الباحث بطرح عدة أسئلة على نفسه،

ترتبط بموضوع الكتابة وسبب اختياره وما الهدف من الكتابة ولمن يتم توجيهها، وبعدها يتجه لتحديد الطريقة والأسلوب الذي سيتبعه في الكتابة.

من الأمور الأساسية في هذه المرحلة من مراحل الكتابة الأكاديمية العصف الذهني الذي يخرج الكاتب من خلاله أكبر كم ممكن من الأفكار،

ويتم فيها تدوين الملاحظات على الكراس الخارجي.

يخرج الباحث العلمي أو الطالب أو الكاتب الأكاديمي من هذه المرحلة وهو يمتلك الخلفية والقاعدة المعرفية الواسعة،

التي تسمح له الدخول الى المرحلة الثانية وهو أكثر قدرة على تنفيذ العمل بجودة أكبر.

وذلك لاكتسابه مهارات تفكير كبيرة، و لأنه يكون قد أصبح أكثر قدرة على تصنيف أفكاره وتبويبها، لأنه فهم موضوع الكتابة وأحاط به بشكل كامل.

إن المرحلة التمهيدية والتخطيط للعمل من أهم مراحل الكتابة الأكاديمية، ولها دور أساسي في فشل الكتابة أو نجاحها،

وخصوصاً أن المرحلة التالية تستند بصورة كبيرة على هذه المرحلة.

حيث تعتبر هذه المرحلة في كتابة الأبحاث العلمي المنارة التي توضح حدود البحث،

وكيفية جمع معلوماته وبياناته، والمنهج المتبع فيه، كما أنها تحدد كيفية تحليل الدراسة،

وذلك لتحقيق أهداف البحث والوصول الى النتائج المنتظرة من الدراسة.

  • مرحلة الكتابة الأكاديمية الفعلية:

بعد أن تنتهي مرحلة التخطيط ويصبح تصور الكتابة الاكاديمية وكل ما يرتبط فيها جاهزاً في ذهن الكاتب،

تبدأ ثاني مراحل الكتابة الأكاديمية وهي مرحلة الانتاج أو التنفيذ وفق المخططات التي وضعت مسبقاً.

يسعى الكاتب إلى كتابة ما تمّ التخطيط وتحويل أفكاره وتصوراته إلى واقع مكتوب يمكن للآخرين قراءته والتفاعل معه.

على الكاتب أثناء كتابته الاكاديمية أن يلتزم بخصائص وسمات الكتابة الأكاديمية التي ذكرناها في فقرة سابقة،

وأن تكون الفقرات مترابطة ومتسلسلة مع الاستشهاد بالوثائق والبراهين، والحفاظ على الأمانة العلمية.

وعلى الباحث العلمي أن يتبع في كتابته الأكاديمية البحثية الخطوات والعناصر المتعارف عليها على الصعيد العالمي.

وهنا ننوه للكتاب والطلاب والباحثين العلميين أن التجارب الأولى في الكتابة الاكاديمية تكون صعبة،

وغالباً ما تحتوي الأخطاء فهذا أمر طبيعي في بداية الرحلة العلمية التي تحتاج الى مزيد من التجارب والتدريب العلمي،

للوصول الى كتابة أفضل وأكثر تطوراً.

  • مرحلة التنقيح والتدقيق:

بعد أن ينهي الكاتب مرحلة الكتابة يتجه الى المرحلة الأخيرة من مراحل الكتابة الأكاديمية،

والتي تكون من خلال مراجعة وتنقيح وتدقيق النصوص أو البحث الذي تمت كتابته، والتأكد من سلامته بالعديد من الأمور وأبرزها:

  1. العمل على مراجعة مختلف فقرات النص أو البحث الأكاديمي، والتأكد من سلامته العلمية وتسلسله وترتيبه وكيفية تناول الأفكار، وبهذه المراجعة يتأكد الكاتب من وضوح كلماته وعباراته ودقتها، ومن أنها مكتوبة بشكل سليم مدعم بالبراهين والأدلة.
  2. على الكاتب وخصوصاً عندما يقدم رسالة علمية الى الجامعة، او بحث او ورقة علمية للجامعة او الى مجلة علمية محكمة، أو أية مؤسسة علمية أخرى أن يطلع على اجراءات وشروط المؤسسة التي سيعرض بحثه فيها.

وذلك ليعمل على مراعاة العديد من الأمور الخاصة التي يتم فرضها، ومن أبرزها شروط التنسيق والشروط الشكلية،

كحجم الخط ونوعه، وحجم الهوامش والتباعد بين الأسطر، وغيرها من أمور مشابهة، لأن الالتزام بها ضروري للنجاح وتحقيق الأهداف المطلوبة.

3. القيام بمراجعة لغوية شاملة للنصوص والكتابات الأكاديمية المختلفة، حيث تحتاج هذه الخطوة الى امكانيات لغوية واسعة تسمح بالتأكد من خلو النصوص من الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية.

وفي حال لم يمتلك الطالب أو الباحث العلمي القدرات اللغوية فعليه الاعتماد على مدقق لغوي محترف،

يمكن له تقديم الخدمة بأفضل شكل ممكن، وهذا ما يمكن تحقيقه عند الاستعانة بخدمة التدقيق اللغوي في موقعنا الأكاديمي المتميز.

التقنيات اللغوية المستخدمة في الكتابة الأكاديمية

هناك العديد من التقنيات الواجب اتباعها في الكتابة الأكاديمية ومن أهم هذه التقنيات نذكر:

  1. استخدام المفردات والألفاظ بشكل صحيح.
  2. التأكد من أن الدلالات والمعاني سليمة.
  3. بناء الفقرات بالشكل الصحيح، والتركيب السليم للجمل التي تتم كتابتها.
  4. استخدام اللغة القوية في الكتابة الأكاديمية وبالخصوص عند صياغة العناوين.
  5. استخدام أدوات الربط بالشكل السليم.
  6. صياغة مشكلة البحث وأهدافه مع تساؤلاته أو فرضياته بشكل علمي سليم.
  7. صياغة المصطلحات والمفاهيم بالشكل السليم.
  8. استخدام البيانات والمصطلحات والرموز والأقلام بشكل سليم.
  9. السلامة اللغوية للنصوص وتشكيل الكلمات التي تقبل تأويل المعنى، مع الاستخدام السليم لمختلف علامات الترقيم.

كتابة البحث العلمي وصياغته

على اعتبار أن البحوث والرسائل العلمية هي أهم ما يمكن كتابته في مختلف الكتابات الأكاديمية،

فعلى الباحث العلمي الحرص على أن تتم هذه الكتابة بأفضل شكل ممكن،

بما يساعد الباحث على تحقيق الهدف من الكتابة، كالحصول على أعلى الشهادات العلمية كالدكتوراه أو الماجستير.

على الباحث العلمي أن يظهر المجهودات التي بذلها في مختلف مراحل الكتابة الأكاديمية،

وأن يظهر للقارئ أو لجان الإشراف إبداعاته ومعارفه وما بذله من جهود لجمع مواد وبيانات البحث.

كما يفترض من الباحث الالتزام بكتابة مختلف خطوات وعناصر البحث العلمي بالشكل الأمثل،

مع اتباع العديد من القواعد الاخرى ومن أبرزها:

 

  1. على الباحث وكما ذكرنا سابقاً الحرص على سلامة اللغة التي يكتب فيها بحثه، وأن تكون خالية من الأخطاء الإملائية او النحوية أو اللغوية، مع استخدام علامات الترقيم المناسبة.

ففي حال تقديم البحث أو الرسالة العلمية باللغة العربية، يتم استخدام اللغة العربية الفصحى،

دون استخدام الكلمات والعبارات العامية أو المنتشرة بإحدى اللغات الأجنبية ما لم تكن هناك ضرورة لذلك.

2. التركيز على استخدام الأسلوب العلمي في عرض الفقرات والعبارات والكلمات، والحرص على وضوح المعاني ودقة وموضوعية البيانات والمعلومات والنتائج، دون أي تأثر بالجوانب والميول الشخصية.

3. تجنب التكرار والحشو والإسهاب، عدم الاستطراد في أفكار ومعلومات لا قيمة فعلية لها.

4. احترام عقول القراء فهم يقومون بقراءة بحث علمي وبالتالي يجب أن يكون العرض حيادي وعقلاني مثبت بالأدلة والبراهين، وبعيد كل البعد عن الأسلوب الجدلي العقيم.

5. الاعتماد على الدراسات السابقة والاقتباس منها بالحد الذي يغني البحث ويثريه، دون أن يجعل من الدراسة تكرار لأبحاث سابقة، مع ضرورة التوثيق العلمي الأكاديمي لجميع الاقتباسات المباشرة أو غير المباشرة الواردة في البحث.

6. الحرص على أن تكون تقسيمات البحث وأجزاؤه مترابطة ومتسلسلة، بحيث تتطور الدراسة فقرة بعد اخرى، وفصل والفصل الذي يليه، حتى يتم الوصول الى النتائج بعرض سلس قوي ومترابط.

وبذلك نكون قد تعرفنا وإياكم على مفهوم الكتابة الاكاديمية وصفاتها ومميزاتها،

كما عرضنا الفرق بينها وبين الكتابة العامة، وما هي التقنيات اللغوية المستخدمة بالكتابة الأكاديمية،

مع بعض المعلومات عن كتابة البحوث والرسائل العلمية وكيفية صياغتها، باعتبارها جوهر الكتابات الاكاديمية وأفضلها.

وبالإضافة إلى كل ذلك فقد اطلعنا بشكل مفصل على مراحل الكتابة الأكاديمية الثلاث وهي:

مرحلة التخطيط للكتابة، مرحلة الكتابة الأكاديمية الفعلية، مرحلة التنقيح والتدقيق،

سائلين الله تعالى التوفيق في تقديم كل ما تحتاجون اليه من معلومات أكاديمية مفيدة.

المصادر:

أساسيات الكتابة الأكاديمية، 2022، كلية الاداب في جامعة الملك سعود

Share this post


تواصل معنا الآن