المتغير الوسيط في البحث العلمي
المتغير الوسيط في البحث العلمي
إن المتغير الوسيط في البحث العلمي هو أحد أنواع المتغيرات البحثية التي يجب على أي طالب أو باحث علمي التعرف عليها بشكل تفصيلي، ولكن قبل الوصول الى التعرف على هذه المتغيرات لا بدّ لنا من الاطلاع على تعريف البحث العلمي، وعلى مفهوم وأهمية المتغيرات في البحث العلمي.
جدول المحتويات
تعريف البحث العلمي:
إن البحث العلمي هو الدراسة التي يجريها الباحث العلمي بشكل علمي أكاديمي، والهدف هو اكتشاف الأمور الجديدة من مختلف التخصصات العلمية، كما ان الدراسة قد تهدف الى تأكيد أبحاث ونظريات سابقة أو نفيها أو تعزيز النواقص فيها.
وهنا لا بدّ لنا من الإشارة الى ان الوصول الى بحث علمي جيد بنتائج دقيقة ومثبتة لا يمكن أن يحصل في الدراسات العشوائية، بل هو يحتاج الى منهجية علمية واضحة ومنتظمة مع الالتزام بجميع المراحل في البحث العلمي.
تعريف المتغير في البحث العلمي:
شاع تعريف المتغير وفق التعريف الاحصائي بأنه أي شيء يمكن أن يجري قياسه بشكل كمي أو كيفي، وأي شيء في البحث العلمي يقبل التغير من الممكن ان يسمى متغير.
ومن الصفات الأساسية للمتغيرات الكيفية والكمية قدرتها على التأثير أو التأثر، حيث يقوم الباحث العلمي بتحديد علاقات البحث وضبط هذه العلاقات، حيث يلعب التحديد الصحيح للمتغيرات في البحث العلمي، دور هام للغاية في الوصول الى نتائج بحثية دقيقة وصحيحة.
ومن خلال مقالنا حول المتغير الوسيط في البحث العلمي، نجد أنه من المفيد التعرف على أهمية تحديد المتغيرات في البحث العلمي.
إن أهمية تحديد المتغيرات في البحث العلمي تتجلى في مساهمتها الكبيرة بالوصول الى نتائج دقيقة وصحيحة مثبتة بالبراهين والأدلة.
أهم أنواع المتغيرات في البحث العلمي:
إن المتغير الوسيط في البحث العلمي هو أحد أنواع المتغيرات البحثية التي سنحاول التعرف عليها من خلال فقرتنا التالية:
المتغير المستقل:
المتغير المستقل هو المتغير الأساسي الذي يؤثر بباقي متغيرات البحث العلمي دون أن يتأثر بأي متغير من المتغيرات الأخرى.
إن الباحث العلمي هو من يختار المتغير المستقل في دراسته العلمية، مع ضرورة أن يحمل هذا المتغير قابلية القياس بصورة كمية أو كيفية، بحيث يؤثر المتغير المستقل على كل أو بعض متغيرات البحث العلمي الاخرى التي تكون مرتبطة بعلاقة معينة بالظاهرة او الاشكالية التي يدرسها الباحث العلمي في بحثه، فيقوم الباحث العلمي بمعالجة المتغير المستقل عبر ضوابط وخطوات بحثية متعددة ومنظمة، وبالتالي يفسر الباحث العلاقات بين متغيرات الدراسة والتأثيرات فيما بينها.
إن الفرق بين المتغير المستقل والمتغير أو المتغيرات الأخرى الموجودة في الدراسة العلمية، تظهر من خلال استغلال الباحث العلمي لوجود المتغير المستقل أو عدم وجوده، كما أنها تتضح من خلال الفروق الكيفية أو الكمية الموجودة بين متغيرات البحث العلمي.
ويبقى الهدف الرئيسي من ذلك متوقف على قدرات الباحث العلمي أن يضبط المتغيرات المستقلة بالدراسة التي يقوم بإعدادها.
الطرق التي يستخدمها الباحث العلمي لضبط المتغير المستقل:
المتغير موجود أو غير موجود: يعتمد الباحث العلمي من خلال هذه الطريقة بتقسيم المجموعة الواحدة الى مجموعتين متشابهتين الأولى تتعرض للمعالجة بالمتغير المستقل والاخرى لا تتعرض له، ثمّ يجري الباحث العلمي المقارنة بين هاتين المجموعتين، حيث تكون الفروق الموجودة بينهما بسبب تعرض إحدى المجموعتين للمعالجة بالمتغير المستقل.
الاختلاف في مقدار المتغير المستقل: ومن خلال هذه الطريقة تعرض مقادير مختلفة من المتغير المستقل على مجموعات متشابهة، ثمّ يجري الباحث مقارنة بين هذه المجموعات لدراسة الاختلاف بين هذه المجموعات والمرتبط بكمية معالجتها بالمتغير المستقل.
نوعية المتغير المستقل: وحسب هذا الاسلوب يقدم الباحث العلمي عدة أنواع مختلفة من المتغير المستقل، فعلى سبيل المثال يجري الاختبار من خلال طريقتين من طرق التعليم المعروفة على إحدى التخصصات العلمية كمادة الرياضيات في الصف التاسع مثلاً، ليحدد أي الطريقتين يستفيد منها الطلاب بشكل أكبر.
المتغير التابع:
بعد أن تعرفنا وإياكم على المتغير المستقل، وقبل أن نصل الى الحديث عن المتغير الوسيط في البحث العلمي، من الضروري الاطلاع على المتغير التابع، وهو المتغير الذي يتبع الى المتغير المستقل، وذلك من خلال التغيرات والمعالجات التي يجريها الباحث على المتغير المستقل والتي تنعكس بصورة أساسية على المتغيرات او المتغير التابع.
علماً أن قياس التأثيرات التي تحدث من المتغير المستقلة على المتغير التابع هي سهلة وبسيطة للغاية، ويمكن من خلال المتغيرات التابعة أن يظهر مع الباحث ما هو المتغير المستقل في دراسته العلمية.
إن ما يميز المتغير التابع عن المتغير المستقل في البحث العلمي هو التأثيرات الحاصلة والعلاقة بين المتغيرات سواء في البحوث التربوية او البحوث التجريبية.
المتغير الوسيط في البحث العلمي:
إن المتغير الوسيط في البحث العلمي يعرف باسم آخر كذلك هو المتغير الداخلي، ويمكن اعتبار
هذا المتغير من أهم متغيرات البحث العلمي التي لها دور ثانوي في الدراسات العلمية التي يقوم الباحث العلمي بها.
والأمور التي تجعل هذا النوع من المتغيرات متغيرات وسيطة هو حجمها والعلاقة الوسيطة التي تلعبها
بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة، حيث تعتبر هذه
الوساطة بين المتغير المستقل والمتغيرات التابعة هي أهم ما يقوم به المتغير الوسيط في البحث العلمي.
يقوم الباحث العلمي عبر المتغير الوسيط (الداخلي) بتمرير التأثيرات التي يرغب بإيصالها
الى المتغير التابع من المتغير المستقل، وربما يشارك عبر هذه المتغيرات برصد العلاقات والتأثيرات بين المتغير التابع والمتغير الوسيط.
تظهر أهمية المتغير الوسيط في البحث العلمي بشكل واضح في
البحوث التجريبية والتربوية، فهي أمر ضروري في هذه الأبحاث كونها السبب الرئيسي للتأثير حتى إن لم تكن فاعلة به.
المتغيرات الضابطة:
إن المتغيرات الضابطة عادة ما تكون مرتبطة بالأبحاث التجريبية،
وذلك لأنها تعتبر الجزء الأهم من أجزاء الهيكل التجريبي للبحث العلمي، دون أن تكون متغير مستقل.
وهذا الأمر يتم نتيجة الحاجة الماسة لأن تضبط التجربة في البحوث العلمية التجريبية،
وبالواقع إن المتغيرات الضابطة لا تكون داخلة في المعالجة التجريبية،
وإنما الهدف الرئيسي من المتغيرات الضابطة هو تخفيف نسبة الأخطاء الناتجة عن تأثير المتغيرات البحثية.
وبعد أن اطلعنا وإياكم على أنواع المتغيرات في الدراسات العلمية،
سنتعرف في فقرتنا الاخيرة على الفرق بين المتغير الوسيط في البحث العلمي والمتغيرات الأخرى في هذا البحث.
ما هو الفرق بين المتغيرات البحثية والمتغير الوسيط في البحث العلمي:
بعد كل ما ذكرناه بات التمييز بين متغيرات البحث العلمي أمراً ممكناً وبسيطاً للغاية،
فلكل متغير من هذه المتغيرات صفاته الخاصة التي تميزه عن المتغيرات الأخرى في الدراسات العلمية،
فالمتغيرات المستقلة تؤثر بالمتغيرات الأخرى دون التأثر بها، أما المتغير التابع فهي التي تتأثر بالمتغير المستقل،
بينما نجد أن المتغير الوسيط في البحث العلمي لا يتأثر بالمتغير المستقل ولكنه ينقل تأثيره الى المتغير التابع.
وبذلك نكون قد تعرفنا معكم على تعريف البحث العلمي، وعلى تعريف وأهمية المتغيرات
في الأبحاث العلمية، كما أننا اطلعنا بشكل تفصيلي على أنواع المتغيرات المختلفة،
بالإضافة الى القاء الضوء على الفرق بين المتغيرات البحثية والمتغير الوسيط في البحث العلمي.