كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي
المصادر والمراجع في البحث العلمي ، كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي؟
إن اختيار المصادر والمراجع في البحث العلمي أمر في غاية الأهمية،
وذلك لما لهذا الاختيار من دور في الوصول إلى دراسة غنية يمكن أن تحقق النتائج المنطقية السليمة.
للمصادر والمراجع دور حيوي رئيسي في كتابة مختلف الرسائل والبحوث العلمية،
وهي قد تكون المصدر الرئيسي للبحوث التي تستمد مختلف معلوماتها وبياناتها من الدراسات السابقة المختلفة المرتبطة بموضوع البحث الحالي.
ونظراً لأهمية المصادر والمراجع فإنه يفترض على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يتأكد قبل أن يحدد مشكلة البحث العلمي بالشكل النهائي من توافر المراجع والمصادر الكافية لها، بما يسمح بإثرائها والوصول بها إلى استنتاجات منطقية سليمة.
يمكن للباحث العلمي من خلال اختيار المصادر والمراجع المناسبة لدراسته العلمية،
أن يستفيد من هذه المصادر بسوق الدلالات والقرائن المهمة التي تسمح له بجعل الموضوع البحثي أكثر وضوحاً،
مع الاستفادة منها بالعديد من الخطوات الأخرى.
كما يمكن للباحث العلمي عند اعتماده على المصادر والمراجع الموثوقة المرتبطة بالموضوع البحثي بشكل وثيق،
والتي تعتبر من المصادر الأولية أن يثري بحثه العلمي ويغنيه.
بالإضافة إلى أن المصادر والمراجع تساعد في إظهار مقدار المجهودات التي بذلها الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا،
وما هي إمكانياته ومهاراته في البحث العلمي.
في حين أن المصادر والمراجع الغير كافية أو التي لا تكون مرتبطة بموضوع البحث العلمي بشكل وثيق،
فإنها ستؤدي إلى دراسة بحثية قاصرة، لا تكون بالجودة المطلوبة وتكون في معظم الأحيان قاصرة وغير قادرة على الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.
جدول المحتويات
مفهوم المصادر والمراجع في البحث العلمي
إن كلمة مصادر مفردها مصدر وهي بالبحث العلمي الموضع الذي يمكن للباحث أن يعود إليه ليتأكد من أصل إحدى المعلومات،
والمصدر يرتبط عادةً بالعودة لمعلومات رئيسية أولية ترتبط بالموضوع البحثي الذي تناوله الدراسة.
تعتبر المصادر وعاء لبيانات ومعلومات البحث العلمي، وذلك بغض النظر عن المصدر وشكله وحجمه،
حيث تتعدد أشكال وأحجام المصادر في البحث العلمي، فقد يكون المصدر عبارة عن وثيقة تاريخية أو رسمية،
وقد يكون كتاب أو بحث منشور في مجلة علمية أو غير ذلك من مصادر.
وبالتالي يمكن القول بأن المصادر هي الأصول التي يمكن للباحث العلمي
أن يعود إليها لكي يحصل على البيانات والمعلومات التي تثري دراسته وترتبط بشكل وثيق بموضوع تلك الدراسة.
في حين أن كلمة مراجع ومفردها مرجع تعني الموضع أو المكان الذي يعود الشيء إليه،
فهو مرجع لشيء محدد، فالبحث العلمي مثلاً قد يكون مرجعاً للإنسان الباحث عن العلم والاطلاع عن المعلومات والحقائق المعروضة في البحث العلمي.
وبشكل عام فإن المراجع بالبحوث العلمية ربما تكون خاصة بكتب ذات أهمية في المجال العلمي الذي تنتمي إليه،
وهي قد تكون من الامور التي لا يمكن للقارئ الغير متخصص أن يفهمها أو التي يصعب عليه أن فهمها.
وبعد كل ذلك نستطيع تعريف المرجع بالبحث العلمي بأنه الكتاب أو النص الذي يمكن للباحث العلمي أن يلجأ إليه
ليحصل على معلومات وبيانات محددة بصورة دقيقة، وهذا الأمر يساهم في معالجة الإشكاليات والظواهر المطروحة.
أهم المصادر والمراجع التي يمكن الحصول عليها
قبل أن تعرف كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي،
عليك أن تعرف كيفية الوصول إلى هذه المراجع والمصادر التي يفترض أن تتسم بالموثوقية،
كي تساهم بالوصول إلى الحلول والاستنتاجات المنطقية، ومن أبرز المصادر نذكر ما يلي:
- البحوث العلمية والأوراق والرسائل العلمية، وغيرها من التقارير والدراسات السابقة المتنوعة الموثوقة التي تثري البحث وتغنيه وترتبط بصورة وثيقة بموضوع البحث العلمي.
- الكتب وفهارس المعارض العلمية الكبرى والفهارس المتنوعة للمكتبات.
وهنا نشير أنه على الباحث العلمي وخصوصاً طلاب الدراسات العليا،
ضرورة الاستفادة من اهل الخبرة والاختصاص كالأساتذة الجامعيين أو المشرفين على الرسائل العلمية
في الوصول واختيار أهم المصادر والمراجع في البحث العلمي.
أهمية المصادر والمراجع في البحث العلمي
عندما تدرك كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي ستكون أكثر قدرة على معرفة أهمية هذه المصادر والمراجع وهو ما يظهر من خلال ما يلي:
- من الأمور الأساسية في الدراسات البحثية اعتمادها على المراجع والمصادر العلمية، إلا أن الاستفادة من هذه المصادر والمراجع لن يكتمل دون توثيقها بالشكل العلمي السليم، والذي ينسب كل عمل أو نص لصاحبه الأصلي بما يحقق الامانة العلمية ويعرّف بالجهد والفضل لمؤلف المصدر البحثي.
- على الباحث العلمي أو الطالب الذي يتجه إلى كتابة بحثه أو رسالته العلمية ان يسعى للوصول إلى المصادر والمراجع المهمة التي ترتبط بشكل وثيق بالظاهرة أو المشكلة البحثية التي تتناولها دراسته، وأن يعمل على أن يستفيد من البيانات والمعلومات التي ترد بها لمحاولة الوصول الى حلول واستنتاجات منطقية سليمة.
وهنا نشير إلى أن مصادر ومراجع البحث العلمي تتميز بالموضوعية والسلامة العلمية وتعبيرها عن الرأي العلمي الحيادي،
وهي تختلف بشكل كبير عن ما يرد في الكتابات الغير علمية كالتي ترد بالكتب أو الصحف والمجلات الغير علمية، فهي كتابات تعبّر عن رأي الكاتب لا عن رأي العلم.
-
إن المصادر العلمية تلعب دور في غاية الأهمية لإغناء وإثراء البحث العلمي، لأنها تقدّم البيانات والحقائق والمعلومات ولها دور أساسي في الدراسة البحثية ووصولها إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.
وهذه الأمور تستلزم من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يستفيد من العدد المناسب للمصادر والمراجع البحثية،
وهو ما يسمح بالوصول لتحقيق أهداف الرسالة أو البحث العلمي.
- لا يمكن الاستفادة من المصادر والمراجع في البحث العلمي دون التوثيق السليم لهذه المصادر والمراجع في نفس البحث العلمي، فعدم التوثيق سيؤدي إلى رفض الدراسة البحثية وفشلها، وظهور الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا على أنه سارق أدبي أو منتحل.
-
تساعد عملية التوثيق لمختلف المصادر والمراجع في البحث العلمي على التأكد من موثوقية تلك المصادر، ويسمح العودة للمصادر والمراجع بكل سهولة والتوسع في دراستها أو التأكد من موثوقيتها، وهو أمر يستفيد منه الباحث العلمي بتوسيع قاعدته المعرفية.
- إن اختيار المصادر والمراجع بشكل سليم يسمح بتضمين كافة الموضوعات التي ترتبط بالموضوع البحثي مما يساعد في إحاطة الدراسة من كافة جوانبها، والعمل على معالجتها بصورة دقيقة وصحيحة.
- إن الاستعانة بالمصادر والمراجع في البحث العلمي تسمح للباحث العلمي الاستفادة منها، وبالتالي زيادة التراكم المعرفي وتوفير الوقت والجهد على الباحث العلمي، فهو لا يضيع وقته وجهده على امور تمّ الوصول إليها مسبقاً، بل توجيهها إلى أمور تساعد على تطوير العلوم والأمم والمجتمعات.
- إن المراجع والمصادر في البحث العلمي تعطي ذلك البحث قيمة إضافية، وتشكّل سند قوي للمعلومات الواردة في البحث العلمي.
- تساعد مراجع ومصادر البحث العلمي الباحث العلمي او طالب الدراسات العلمية الإجابة على التساؤلات البحثية المختلفة، والتي كما تسمح بالإجابة عن أسئلة البحث، فهي تساعد على نفي أو تأكيد فرضيات البحث العلمي.
- إن مختلف الدراسات السابقة في البحث العلمي يمكن الاعتماد عليها في توثيق الأحداث التي حدثت بالماضي مع الأحداث التي تحصل بالوقت الحالي وتناظر تلك التي حدثت بالزمن الماضي.
وهو ما يساعد على الاستفادة منها لتفادي الأخطاء واكتشاف التطور القابل الوصول إليه.
- يمكن للجان المختصة في البحث أو الرسالة العلمية أن تحصل من توثيق مصادر البحث العلمي على لمحة دقيقة عن ما بذله طالب الدراسات العليا، أو الباحث العلمي من جهد، وتظهر مدى الخبرة والمعارف التي يمتلكها الباحث العلمي.
- إن توثيق الدراسات والمصادر والمراجع البحثية يظهر تاريخ نشر البحث العلمي، وبالتالي إظهار حداثة البيانات والمعلومات في البحث العلمي، وهو أمر ضروري جداً يجب أخذه بعين الاعتبار عندما تتجه لتعرف كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي، وبالخصوص في البحوث التطبيقية.
- تعتبر المصادر والمراجع المختلفة في البحث العلمي من الوسائل الرئيسية في تبادل المعلومات والحضارات والثقافات بين الأمم بشكل مباشر أو غير مباشر، علماً أن التبادل المعلوماتي تطور بشكل هائل مستفيداً من الثورة التكنولوجية ووسائل الاتصال وشبكة الإنترنت التي جعلت العالم قرية صغيرة.
كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي؟
إن اختيار المراجع يعتمد بشكل رئيسي على مدى ارتباط المراجع والمصادر بموضوع البحث العلمي،
وهو ما يعتمد بشكل كبير على المجال العلمي الذي تنتمي إليه الدراسة العلمية.
وعلى العموم فإن معرفة كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي؟
يجب أن يمر من خلال ثلاث مراحل وهذه المراحل هي:
-
التقييم الأولي:
إن المصادر والمراجع العلمية واسعة جداً جداً ومن غير الممكن الإحاطة بجميع هذه المصادر والمراجع،
وبالتالي فإن الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا يقوم بالمرحلة الاولى بقراءة أولية سريعة تتضمن تحديد أهم المصادر ذات الصلة بالموضوع الدراسي.
ومن خلال القراءة الأولية غير المعمقة يحدد الباحث العلمي بصورة مبدئية إن كان المصدر الذي بين يديه يستحق التعمق فيه بشكل أكثر دقة وعمقاً.
ومن خلال هذه المرحلة يتم تحديد أهم المصادر الأكثر موثوقية وحداثة، وذات الصلة بالموضوع البحثي،
ليحدد بشكل مبدئي أكثر هذه المصادر جودة وقدرة على خدمة العمل البحثي.
-
التقييم المعمق للمصادر:
بعد التحديد الأولي للمصادر يتم التوجه للتقييم الأكثر تعمقاً للمصادر،
بحيث تتم قراءتها بشكل أكثر دقةً للتأكد من مدى الفائدة التي تقدمها للبحث الحالي،
والعمل على فهم الروابط بين مختلف مصادر البحث العلمي، وما الثغرات والاتجاهات أو الفجوات البحثية.
في الكثير من الأحيان قد تكون دراسات لها استنتاجات مختلفة من المصادر ذات الصلة بالموضوع البحثي،
ويضعها الباحث العلمي هنا بهدف تقوية الحجج التي لديه عبر تقديم وجهات نظر بديلة.
-
تقييم الاستدلالات والنتائج للمصادر والمراجع البحثية:
كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي؟
في الخطوة الثالثة لتقييم مراجع ومصادر البحث العلمي يقوم الباحث العلمي باتخاذ موقفه النهائي
من اعتماد المصادر والمراجع التي تدعم دراسته البحثية وتثريها وتساهم في تحقيق أهدافها، والوصول إلى استنتاجات منطقية سليمة.
إن المصادر بمعظمها تستخدم مزيج من المراجع والمصادر الأولية والثانوية،
والأهم هو الوصول إلى تقديم الحجج والبراهين التي تعتمد على النقد والتحليل، ومن المهم أن تكون العلاقة منطقية بين أدلة البحث واستنتاجاته.
ويمكن بهذه المرحلة تقييم المصادر والمراجع ونقاط قوتها وضعفها من خلال ما يلي:
هل الاستدلالات تدعم الادعاء؟
كيف استخدم مؤلف المصدر دراسته؟ وما هي الأساليب أو النظريات التي اعتمدها في دراسته؟
هل يمكن للباحث أن يستخدم أدلة لاستخلاص استنتاجات أخرى؟ وهل هي قابلة للتفسير بصور مختلفة؟
ما هي نقاط الاتفاق والاختلاف بين البحث الحالي والدراسة السابقة؟ وما هي نقاط الاتفاق والاختلاف بين مصادر البحث العلمي المختلفة؟
وبذلك نكون قد اطلعنا ما هو مفهوم المصادر والمراجع في البحث العلمي؟
وما هي أهم المصادر والمراجع التي يمكن الحصول عليها؟ ثم عرضنا أهمية المصادر والمراجع في البحث العلمي.
آملين أن نكون قد وفقنا بالإجابة الدقيقة حول سؤال كيف تختار المصادر والمراجع في البحث العلمي؟
وأن تكون الفائدة قد تحققت للباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا.
المصادر:
مصادر ومراجع البحث العلمي أهميتها وأنواعها وكيف يتم كتابتها، 2022، أكاديمية بي تي اس