النظرية المجذرة وأثرها في تحسين مستوى البحوث العلمية

النظرية المجذرة وأثرها في تحسين مستوى البحوث العلمية

ما هي أبرز مشاكل البحث العلمي؟

النظرية المجذرة وأثرها ، ان من أبرز المشاكل التي تواجهها الجامعات العربية هي تكدس الأبحاث العلمية التي بذل فيها طلاب الجامعة مجهودا لا يستهان به دون توظيفها وتطبيقها وتفعيلها على أرض الواقع من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة حيث ينتهي بها المطاف بوضعها رفوف المكتبة الجامعية، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يتم ترجمة محتوى الأبحاث وتطبيقها من قبل القطاع الخاص؟

النظرية المجذرة وأثرها
النظرية المجذرة وأثرها

إن أغلب الأبحاث التي تخرج عن الجامعات العربية وبالأخص المتعلقة بالعلوم غير التطبيقية هي أبحاث مكررة لا تقدم مضمونا جديدا. حيث انصب اهتمام الطلاب على منهجيات البحث العلمي وشغلهم ذلك عن طرح مواضيع تناقش مشاكل وقضايا حقيقية يواجهها ويعاني منها المجتمع والسعي لحلها، حيث الطابع الذي يغلب على تلك البحوث هو استعراض الأساليب الإحصائية والاهتمام بتبيان الأثر والحصول على نتيجة دون الإهتمام بالكيفية، ومن الطبيعي شركات القطاع الخاص لا تهتم بمثل هذا النوع من الأبحاث فهي بحاجة إلى أطر عمل وتطبيقات عملية تشرح وتوضح وتبين الكيفية أكثر من مجرد أرقام ونتائج وإحصاءات لا فائدة منها.

ما هي أساليب البحث العلمي؟

1. المنهج الكمي:

يعد المنهج الكمي أكثر شيوعا وأكثر استخداما لسهولة اتباعه وتطبيقه على الطرفين الطالب والمعلم. فما على الباحث إلا أن يتقيد بعدة معايير محددة وأساليب إحصائية واضحة لإتمام بحثه، إن ما يقلل من أهمية الأبحاث الكمية إستخدامها بشكل منسوخ ومكرر لا طريقة إنجازها.

2. المنهج النوعي:

أما البحوث النوعية فهي الأقل استخداما وشيوعا لأن المنهجيات المتبعة واسعة وأكثر مرونة حيث تحتاج الكثير من الوقت والجهد وقلة من أساتذة الجامعات أو الطلبة من يستطيع اتقانها، فيتهرب الجميع منها على الرغم أنها أكثر ما نحتاج إليه في حياتنا العملية حيث تهتم بعرض الحقائق باستخدام الصور والكلمات والأشكال لا الأرقام المجردة والإحصائيات.

وتعتمد الأساليب النوعية على شرح الكيفية وتركز على فهم المعاني واستيعابها وإتقان الإجراءات أكثر من التركيز على قياس الأثر أو الفعالية أو القيمة، فهي لا تعطي رأيا مجردا من أجل تعميمه فالاهتمام ينصب على فهم الظواهر من منظور الجماعات والأفراد ويتم الوصول إلى الحقائق عبر الفهم العميق للحقائق.

ومن الجدير بالذكر أن البحوث النوعية تعتمد على ذاتية الباحث المنضبطة وذلك لانغماس الباحث في الظاهرة أو قضية البحث، وأن العينات التي تستخدم للدراسة هي عينات قصدية وليست عينات احتمالية عشوائية البارز استخدامها في البحوث الكمية، حيث يتم اختيار العينات سواء أحداث أو أشخاص لغرض التحليل تبعا لغزارة المعلومات التي سيتم توفيرها والتي بورها ستفيد الدراسة البحثية.

ما هي النظرية المجذرة وأثرها  Grounded Theory؟

تعرف بأنها أحد منهجيات البحوث العلمية النوعية والتي تسهم بشكل كبير إنتاج بحوث علمية ذات أهمية وقيمة عالية لقطاع الأعمال .

خصوصا إذا ما تم استخدامها في الجامعات العربية ضمن مجالات التعليم وتقنية المعلومات والتواصل.

إن أول من اعتمد منهج النظرية المجذرة هما Glaser&Strauss وذلك عام 1967 ومن ثم تم تطويرها بداية التسعينيات من قبلهما بشكل منفصل ليتم إعتمادها كمنهجية عامة لبناء النظريات المرتكزة على المعلومات والبيانات النوعية حيث يتم جمعها وتفنيدها وتحليلها عبر التفسير والتأويل بشكل نظامي من أجل استنباط حقائق ومفاهيم جديدة ذات معنى.

إن الأساس الذي تعتمد عليه النظرية المجذرة هو استنباط مجموعة من التصنيفات والفئات التي ترتبط بعلاقات فيما بينها.

لتشكل إطارا واضحا متكاملا لتفسير ظاهرة معينة أو التنبؤ بها.

حيث يتم التوصل لهذا الإطارالمتكامل عن طريق جمع البيانات النوعية وتنظيمها وترتيبها واستنباط المفاهيم منها.

ما هو دور إبداع الباحث في النظرية المجذرة؟

إن إبداع الباحث يعد عنصرا أساسيا في اتباع و استخدام النظرية المجذرة.

فالتفكير الإبداعي هو الأساس الذي سيعتمد عليه الباحث.

حيث يحتاج الباحث إلى التفكير بعمق أثناء جمع البيانات وتفنيدها وتحليلها واختياره أيضا للعينة التي سيعتمد عليها.

ولكي يستمر يحتاج إلى دافعية وفهم عميق واسع يشمل موضوع البحث كاملا.

ما هو هدف البحوث التي تتبع النظرية المجذرة؟

تهدف البحوث العلمية التي تعتمد على اتباع منهج النظرية المجذرة إلى الوصول للكيفية بعكس الأساليب الكمية التي تهتم بإثبات فرضيات معينة.

لا تهدف النظرية المجذرة وأثرها  لإثبات نظرية وإنما لاكتشافها.

فهذه النظرية قد تكون تفسيرا لظاهرة معينة أوتقدم اقتراحا لإطار عمل أو أنموذجا أو تطبيقا لحل مشكلة معينة.

ومن هنا تنبع أهمية النظرية المجذرة فهذا ما نحتاج إليه في أغلب مؤسسات الأعمال.

إن النظرية المجذرة وأثرها تمثل أسلوب يرتكز على الإبداع والابتكار لاكتشاف المشاكل وخلق حلول عملية لها.

وهذا ما تحتاجه البحوث العربية لتكون ركيزة مهمة لتطور المجتمع وهذا جل ما تحتاج إليه المؤسسات والشركات.

أن يكون دور بارز للبحث العلمي في ريادة الأعمال ورفع مستوى وتطوير نظم وأسس التعليم واستنباط أساليب تسويقية جديدة.

Share this post


تواصل معنا الآن