تعريف مشكلة البحث وصياغتها
تعريف مشكلة البحث وصياغتها
جدول المحتويات
تعريف مشكلة البحث:
مشكلة البحث التي يتبناها الباحث لإجراء بحثه هي عبارة عن مجموعة التساؤلات التي تدور في ذهن الباحث أو احساسه بالغموض تجاه ظاهرة أو موضوع معين في مجال اختصاصه ودراسته، مستمد ذلك من حياته المهنية والاجتماعية، فتعتبر مشكلة البحث من أهم أجزاء البحث لذلك يجب إعطاءها كل الاهتمام أثناء تحديدها، فالغاية من البحث في النهاية الإجابة عن كل ما هو مجهول وتقديم الحلول والبراهين والنتائج للمشكلة المختارة، وهنا على الباحث أن يتمتع بقدرات مهنية وعلمية ومالية بحيث تمكنه من تقديم بحث مفيد و ناجح.
شروط مشكلة البحث :
لابد من الباحث أن يراعي شروط معينة يجب أن تتوافر في مشكلة البحث قبل اختيارها، نذكر أهم هذه الشروط:
1- يجب أن تكون مشكلة البحث مبتكرة وجديدة أي غير مكررة، بحيث لم يتم اختيارها من قبل باحث أخر.
2- يجب أن تكون مشكلة البحث لها أهمية علمية، بحيث نصل من خلال البحث المقدم إلى نتائج جديدة وتطور ملحوظ في المجال العلمي المختار.
3- يجب أن يكون لمشكلة البحث مصادر ومراجع و معلومات وبيانات يرجع إليها الباحث أثناء بحثه.
4- يجب أن تكون مشكلة البحث واقعية و منطقية، بحيث يتم ايجاد الحلول لها.
5- و أن تكون مشكلة البحث صحيحة و قابلة للقياس ،وهي الطريقة الأفضل للبحث، ويتم ذلك عن طريق ذكر الجهود و الدراسات السابقة لمشكلة البحث المختارة و فشلها في الوصول إلى النتائج المطلوبة والتحديات التي واجهتها.
6- أن يكون هناك ارتباط قوي ما بين مجال تخصص الباحث العلمي و مشكلة البحث، وذلك لضمان الحصول على نتائج مرضية.
7- ويجب أن لا تتعرض مشكلة البحث لكل ما هو حساس في المجتمع، كالمواضيع الدينية والسياسية.
8- و يجب أن لا تكون المشكلة عامة يفقد قدرته الباحث على التحكم بها، ولا أن تكون محدودة فتفقد أهميتها و قيمتها.
أهمية تحديد مشكلة البحث:
1- تساعد الباحث تحديد ما هي الغاية من بحثه.
2- تحديد الأسئلة و كل ما هو مجهول يتطلب الإجابة عليه.
3- تساعد في تحديد الطرق المستخدمة لإجراء البحث.
4- تساعد في تحديد الأساليب والأدوات لجمع كل المعارف وبيانات البحث.
5- تحديد طبيعة المعلومات التي يجب البحث عنها.
صياغة مشكلة البحث :
إن صياغة مشكلة البحث تعتمد على المنطق العلمي، فهي من الأمور التي يتوجب على الباحث أن يتمتع بمهارة وحصيلة لغوية ومعرفية عالية، لما تتطلب من فن وعلم وابتكار، فكلما زادت مهارات الباحث كلما سهل عليه تحديد مشكلة البحث و صياغتها، والذي بدوره يتطلب أيضا أن تكون صياغة كل المصطلحات المستخدمة من قبل الباحث واضحة بالنسبة للقارئ.
ويمكن تعريف مشكلة البحث وصياغتها من خلال اتباع الخطوات التالية :
أولا: خطوات صياغة مشكلة البحث:
●الخطوة الأولى :
الإحساس بالمشكلة واتخاذ القرار بخصوصها، وذلك تبعا لشعور الباحث و إلمامه بالمعارف و المعلومات التي تخص المشكلة بما يكفي لاتخاذ قراره بشأنها.
●الخطوة الثانية :
ابراز أسباب المشكلة وتداعيتها وطرق حلها، ويتم ذلك بأسلوب وصياغة سهلة.
●الخطوة الثالثة :
تحديد المشكلة بدقة من خلال وضع كل تساؤلات الباحث، وتقسيم البحث إلى عدة أقسام بعناوين فرعية، مما يدفع الباحث لاختيار المشكلة و إجراء كل دراساته حولها.
●الخطوة الثالثة :
العودة إلى كل الأبحاث و المعارف التي تخص البحث، والاطلاع عليها، وذلك سيساعد الباحث في صياغة بحثه بشكل جيد.
●الخطوة الرابعة :
أن تتم صياغة مشكلة البحث بشكل واضح وأسلوب جميل، تتوافر فيه الدقة والرصانة اللغوية، بحيث لا يحوي أي أخطاء إملائية و نحوية.
●الخطوة الخامسة :
صياغة أهداف مشكلة البحث وغايتها بشكل واضح، حيث يتم تحديد الغاية من البحث من خلال تقديم الإجابات على كل تساؤلات المطروحة في البداية.
●الخطوة السادسة :
أن تكون مشكلة البحث قابة للحل مع الباحث، وأن تكون ملائمة لقدرات الباحث العلمية والمالية، فلا جدوى من إضاعة الوقت على مشكلة غير قابلة للحل.
●الخطوة السابعة :
التأكيد مرة ثانية على إمكانية تفحص و تحليل بيانات مشكلة البحث المختارة، والتأكد من القدرة على إيجاد الحلول لكل تساؤلات البحث و تحقيق أهدافه، وإمكانية أخذ أراء مختصين و خبراء بذلك, و ذلك ليكسب الباحث الرضا والثقة بنفسه للبدء بإجراء البحث.
● الخطوة الثامنة :
توضيح كل الأسباب لعدم قدرة الدراسات السابقة و الباحثين القائمين عليها على إيجاد الحلول لهذه المشكلة.
ثانيا: طرق (صور) صياغة مشكلة البحث :
ويمكن صياغة مشكلة البحث بإحدى الطرق الثلاث :
● الطريقة الاولى
هي اسلوب التقرير في الصياغة :و تعني هذه الطريقة استخدام عبارات تقريرية لفظية عند الصياغة مثال على ذلك عبارة ” يهدف البحث إلى,
“علاقة الذكاء ب ” وغيرها بحيث يتم التعبير عن المشكلة بجملة خبرية .
● الطريقة الثانية
هي اسلوب الاستفهام في الصياغة : و تعني هذه الطريقة استخدام صيغة السؤال ، بحيث يتم صياغة مشكلة البحث في صورة سؤال أو عدة أسئلة يقوم البحث بالإجابة عليه, ونذكر مثال على ذلك :
– ما طبيعة الانحراف الاخلاقي؟
– ما العلاقة بين الانتاج و الأجور؟
● الطريقة الثالثة
هي اسلوب الفرضية الاحصائية في الصياغة، وهناك نوعان فرضيات موجهة و فرضيات غير موجهة، وتستخدم عند الباحثين في مجال الفيزياء و الهندسة …إلخ.
وغالبا ما تعبر الطريقة الاستفهامية هي الصيغة المثلى.
ثالثا: معايير وشروط صياغة مشكلة البحث :
►المعيار الأول:
اختيار الباحث عند صياغة وكتابة مشكلة بحثه مفردات ومصطلحات وجمل واضحة ومفهومة ودقيقة، ليتمكن القارئ عند قراءة مشكلة البحث فهمها, والذي بدوره سيشجعه لإنهاء البحث والتفحص به.
►المعيار الثاني:
استخدام الباحث للأسلوب الخبري، حيث يعتمد الباحث عند صياغة المشكلة البحثية على التساؤلات فإما تكون استفهامية أو تقريرية أو الفرضي كما ذكرنا سابقا، ويفضل استخدام اسلوب الاستفهام.
►المعيار الثالث:
الصياغة المنطقية لمشكلة البحث، بحيث يمكن تطبيقها على أرض الواقع، وذلك يعتمد بشكل أساسي على الذخيرة العلمية واللغوية للباحث.
►المعيار الرابع:
أن يتمتع الباحث بمهارة استخدام أساليب العصف الذهني، و المقصود به ابتعاد الباحث عن كل المفردات الغير الواضحة وتوقع المشكلات واستبعادها وأي شيء يحول دون الوصول إلى نتائج دقيقة.
►المعيار الخامس:
أن تصاغ مشكلة البحث بأسلوب قابل للدراسة والتحليل والتجريب و الاختبار المباشر.
►المعيار السادس:
وجود متغيرات للدراسة في مشكلة البحث، وهي أهم معايير الصياغة، فالبحث العلمي يقوم على وجود علاقة بين المتغيرين أحدهما مستقل، والأخر تابع.
►المعيار السابع :
أهمية الوقت، يتوجب على الباحث التأكد من قدرته على انهاء كل من تحديد مشكلة البحث و الصياغة
وكتابة وجمع المعلومات و تحليليها، وإجراء التجارب اذا تطلب البحث ذلك بالفترة الزمنية المحددة لموعد تسليم البحث.
خلاصة القول من كل ذلك :
إن تعريف مشكلة البحث وصياغتها ومشكلة البحث تتمثل بشيء ليس له جواب أو شيء يصعب تفسيره،
حيث يرى الباحث المشكلة كقضية علمية ، و يرافقه الكثير من القلق و التوتر حتى ينهي بحثه،
وبالنسبة لصياغة مشكلة البحث تعتبر جوهر البحث وهناك علاقة وطيدة بين الصياغة و الوضوح،
فكلما قدم الباحث صياغة لكل المعارف و الأفكار و المصطلحات واضحة كلما رفع من قيمة البحث.