5 خصائص في إعداد أهداف البحث العلمي
لا يمكن لأي باحث علمي أو طالب دراسات عليا أن ينجح في أعماله البحثية دون معرفة:خصائص أهداف البحث العلمي وطريقة كتابتها.
فالأهداف هي الموجه الرئيسي للإجراءات في أي بحث علمي، ودونها تكون الدراسة البحثية كالطائرة
التي تبقى تطير في السماء دون وجهة محددة، وتستمر بالطيران حتى تسقط لعدم وجود وجهة تهبط فيها.
جدول المحتويات
مفهوم أهداف البحث العلمي :
إن أهداف أي دراسة علمية من المقاييس الرئيسية لنجاح تلك الدراسة، وبالتالي لا بدّ من الاهتمام كثيراً
بهذه الاهداف وبكيفية كتابتها، وذلك للوصول إلى أهداف متميزة قابلة للقياس والدراسة والتحقيق.
وتعتبر الأهداف في البحث العلمي هي العنصر الذي يحدد مسار البحث ويوجه الأداء من البداية حتى النهاية
، ومن خلال الأهداف يتم وصف بعض النقاط المختصرة التي تظهر ما يسعى الباحث العلمي أن يصل إليه من خلال دراسته.
ومن خلال خصائص أهداف البحث العلمي ندرك بشكل واضح ما الذي يريد الباحث العلمي أن يصل إليه
، وما يسعى لتحقيقه من خلال الدراسة البحثية.
خصائص أهداف البحث العلمي و أستخدامها :
استخدام أهداف البحث العلمي:
قبل أن نعرض خصائص أهداف البحث العلمي نشير إلى استخدامات هذه الأهداف بالدراسات البحثية، والتي تظهر من خلال ما يلي:
- تحديد الاجراءات اللازمة لجمع معلومات أو بيانات الدراسات البحثية.
- تعتبر الدليل الذي يعتمد عليه الباحث في التصميم الملائم لدراسته، وبتحديد المتغيرات الدراسية.
- تحديد التصور المبدئي لتحليل بيانات ومعلومات البحث.
خصائص أهداف البحث العلمي :
تتعدد خصائص أهداف البحث العلمي ومن أبرزها:
1.قابلية الأهداف للقياس، ويكون ذلك من خلال إمكانية الباحث العلمي أن يقيس تقدم دراسته البحثية
، وتحديد الوقت الذي تكون قد أنجزت فيه أهداف البحث.
2.من المهم ان يكون الهدف محدد بشكل واضح وخالٍ من أي غموض، بما يسمح لأي قارئ
أن يدرك الهدف دون أي غموض، لأنه محدد ومركز بشكل جيد.
3.قابلية البحث للتحقيق، فالأهداف الغير قابلة للتحقيق لا يمكن اعتمادها كأهداف للبحث
، حيث يعتبر الوصول إلى اهداف البحث مقياس رئيسي لنجاحه، وهنا على الباحث التأكد من امتلاكه الامكانيات والادوات والوسائل اللازمة لتحقيق جميع الأهداف للدراسة البحثية.
4.إن الواقعية والقابلية للإنجاز في الوقت المحدد من أبرز خصائص أهداف البحث العلمي
، فالوصول إلى أهداف البحث لا يفترض أن تكون مفتوحة، وإنما يجب أن يرتبط تحقيقها بوقت محدد.
5.لا يمكن قبول أهداف الدراسة البحثية إلا إذا كانت مرتبطة بشكل وثيق بموضوع أو مشكلة البحث العلمي.
اقرأ أيضًا: أهداف البحث العلمي وابرزها
ما هو موضع صياغة الأهداف الدراسية في البحث العلمي ؟
إن أهداف البحث العلمي وكما ظهر معنا عنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في الدراسات البحثية
، وهو ما يلزم الباحث التعرف على صياغة وطريقة كتابة أهداف البحث والتعرف على موقعها بين عناصر البحث.
إن عنوان البحث هو واجهته ويتواجد بشكل طبيعي في غلاف الدراسة على الصفحة الأولى
، وفي حال وجود صفحات للإهداء والشكر فإنها تأتي بعد صفحة العنوان.
لتأتي بعد ذلك مقدمة البحث المختصرة التي تظهر ماهية الموضوع البحثي وأهميته، والعديد من المعلومات المرتبطة بمضمون البحث وكيفية دراسته.
وبعد المقدمة يأتي العنصر الذي تصاغ في صفحاته الأهداف التي تحمل جميع خصائص أهداف البحث العلمي
، وهو ما ستعمل الدراسة من خلال جمع المعلومات والبيانات ودراستها وتحليلها إلى الوصول إليه من خلال نتائج الدراسة البحثية.
ومن المهم للغاية أن تحقق الدراسة جميع أهداف البحث العلمي سواء الرئيسية أو الثانوية، وأن يتم تحقيقها بشكل منهجي موضوعي وبالبراهين والأدلة العلمية.
وفي حال لم يستطع الباحث العلمي الوصول إلى أحد اهداف البحث، فعليه أن يظهر بشكل واضح:
أسباب عدم تحقيق هذا الهدف البحثي، والعقبات التي اعترضت طريق الوصول اليه.
طريقة كتابة أهداف البحث العلمي وأهميتها :
أهمية الأهداف في البحث العلمي :
إن كتابة أهداف البحث العلمي تساعد الباحث في العديد من الأمور أبرزها:
- إبراز مختلف المحاور التي يتناولها البحث، فكل هدف من الاهداف الرئيسية او الثانوية مرتبط بمحور من محاور الدراسة.
- يمكن من خلال الاهداف تحديد الحدود الدراسية بشكل واضح، سواء كانت حدود موضوعية، أو بشرية، أو زمانية، أو مكانية.
- التحديد الدقيق للمتغيرات البحثية المطلوب إيجاد العلاقات فيما بينها، وقياسها بشكل واضح.
- تساعد الأهداف على التحديد الدقيق للبيانات والمعلومات التي تحتاجها الدراسة وكيفية الحصول عليها، وتجنب إضاعة الوقت في معلومات وبيانات ليس لها أهمية في الدراسة البحثية.
- تحديد مختلف خطوات البحث الواجب اتباعها للوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية تحقق جميع أهداف البحث العلمي.
اقرأ أيضًا: أهمية البحث العلمي وأهدافه
طريقة كتابة أهداف البحث العلمي وأمثلة عليها :
كما ذكرنا أن قابلية التحقيق من أهم خصائص أهداف البحث العلمي، وهو ما يحتاج:
تأطير الهدف مع الأخذ بعين الاعتبار موارد البحث المتعددة وبنيته التحتية، وما يحتاج إليه من وقت للوصول إلى أهداف الدراسة البحثية.
ووفق طريقة كتابة أهداف البحث العلمي على الباحث العلمي قبل أن يصوغ الاهداف، أن يطلع على الدراسات المرتبطة
بالمجال الدراسي، ويحدد الفجوات البحثية التي يسعى إلى معالجتها وسدها في دراسته، وبناءً على ذلك تصبح الأهداف واضحة ويمكن كتابتها بالشكل السليم.
ومن الأمثلة على أهداف البحث العلمي يمكننا أن نذكر :
- إن الهدف من هذه الدراسة البحثية التحقق من تكاثر أنواع الثدييات في المحميات الموجودة في الجمهورية العربية السورية.
- يهدف هذا البحث العلمي إلى تحديد مستويات فاعلية المشاريع في إعادة التأهيل للشعاب المرجانية بمناطق الشعاب الضحلة المتواجدة بأشهر مناطق الفليبين السياحية.
- تسعى الدراسة البحثية إلى التقييم لمخاطر الانقراض لعدد من أنواع الحيوانات في غابات الأمازون.
- ما هي السمات الوبائية والديموغرافية والإشعاعية والسريرية عند المصابين بفيروس كورونا المستجد، والذين لديهم أسباب أخرى للإصابة بالالتهاب الرئوي.
- الهدف من الرسالة العلمية اكتشاف فعالية التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية، والمقارنة بين خبرة ومهارة ومعارف الخريجين من التعليم عن بعد والطلاب في التعليم التقليدي بجامعات المملكة، مع المقارنة عن فرص العمل المتاحة للخريجين من كل منهما.
الفرق بين غايات البحث العلمي وأهدافه :
- إن غايات البحث العلمي يكون تركيزها على الكيفية التي تتحقق فيها أهداف البحث، بينما يكون التركيز في أهداف البحث العلمي على الأهداف التي تسعى الدراسة البحثية إلى تحقيقها.
- إن الأهداف البحثية تكون أكثر وضوحاً ومحددة بشكل كبير، في حين تكون الغايات البحثية أوسع نسبياً.
- تتم صياغة أهداف البحث بشكل قائمة منظمة ومرقمة، بينما تكتب الغايات من البحث العلمي عبر فقرة بسيطة وربما في جملة واحدة.
- يتجه التركيز في أهداف البحث العلمي على ما تصل إليه الدراسة البحثية من نتائج فورية وعلى المدى القصير، بينما يكون التركيز في غايات البحث العلمي على النتائج التي يمكن الاستفادة منها على المدى الأبعد والطويل.
الأخطاء الشائعة في صياغة أهداف البحث العلمي :
بعد ان اطلعنا على خصائص أهداف البحث العلمي وطريقة كتابتها ومدى أهميتها، وأهم المعلومات عنها
، نجد انه من المفيد الاطلاع على الأخطاء الشائعة في كتابة أهداف البحث العلمي، والتي تظهر بشكل رئيسي من خلال ما يلي:
- تحديد أهداف غير واقعية، فالأهداف الغير قابلة للتحقق أو القياس هي أهداف غير واقعية، لن يستطيع الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا تحقيقها خلال المدة المحددة، لأنها أهداف غير محددة وواسعة وليست منطقية، وبالتالي الوصول لنتائج لها معنى وقيمة.
- التوسيع الكبير لنطاق أهداف البحث العلمي، وهو ما يمكننا اعتباره أكثر الأخطاء شيوعاً، فعلى سبيل المثال وضع هدف “تحليل الممارسات القيادية” فنحن نتحدث عن أهداف واسعة للغاية، فليس لها نقطة بداية، وهو موضوع عام يتناقض تماماً مع ما عرضناه من خصائص أهداف البحث العلمي.
- اختيار طرق وأساليب بحثية تتعارض مع الوقت الزمني المتاح، فلا بدّ للأهداف من أن تأخذ بعين الاعتبار الإطار الزمني الذي يمتلكه الباحث العلمي لصياغة الأهداف وللعمل على تحقيقها.
- إن أهداف البحث العلمي وطريقة كتابتها تحتاج معارف وخبرات جيدة من الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا، وهو ما يستلزم توسيع مجال الاطلاع على الدراسات السابقة التي تساعد على امتلاك قاعدة معرفية وخبرة تساهم في صياغة مميزة لأهداف البحث العلمي، وهو ما لا يقوم به معظم طلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين.
- عدم منح الأهداف البحثية الوقت الذي تحتاجه لصياغة عميقة وفعالة وصحيحة، بالشكل الذي يقود البحث إلى اتجاه سليم يمنح المشروع البحثي تماسك وشمول أكبر.
ختامًا:
فقد اطلعنا على مفهوم أهداف البحث العلمي، وكيفية استخدام هذه الاهداف، وما هو الموقع الذي تتواجد به الصياغة المكتوبة لأهداف الدراسة البحثية،كما أننا أوضحنا أهمية أهداف البحث العلمي وطريقة كتابتها، وعرضنا بعض الأمثلة عليها، مع توضيح الفرق بين غايات البحث العلمي وأهدافه، والأخطاء الشائعة في صياغة الأهداف،و اخيراً ذكرنا خصائص أهداف البحث العلمي.
⬅️ إذا أعجبك المقال لا تنسى مشاركته مع أصدقائك
المصادر:
أهداف البحث العلمي وطريقة كتابتها، 2021، مبتعث