خصائص البحث التطبيقي

خصائص البحث التطبيقي

خصائص البحث التطبيقي

خصائص البحث التطبيقي إن الاطلاع والتعرف على أبرز المعلومات المتصلة به،

من الأمور التي يحتاج إليها أي باحث علمي أو طالب دراسات عليا من تخصصات معينة.

وذلك نظراً لأهمية هذه الأبحاث ودورها في الوصول إلى دراسات واكتشافات علمية في غاية الأهمية، وبالتالي تطور العلوم والمجتمعات والأمم.

تعريف البحث التطبيقي

إن الحديث عن البحث التطبيقي أحد أبرز أنواع التصاميم البحثية، والذي يهدف إلى الوصول استنتاجات منطقية سليمة للإشكالية أو الظاهرة البحثية،

أو للتمكن من الوصول إلى حلول إبداعية للظاهرة البحثية بما يؤثر على تطور العلوم، أو على  تطور ورفاهية المجتمعات وأفراد هذه الجماعات.

كما أنه يعتبر من الأساليب العلمية التي تضم تطبيق عملي

لهذه الأساليب على الإشكاليات أو الظواهر البحثية التي تحتاج إلى دراسة.

من المهم في البحوث التطبيقية أن يهتم الباحث العلمي بعملية تحديد الإشكالية البحثية واختيارها،

وهو ما يساهم في وضع الفرضيات البحثية السليمة، والعمل على اختبارها بشكل تطبيقي عملي عبر التجارب.

تحتاج الأبحاث التطبيقية إلى أن يكون العمل البحثي موضوعياً وحيادياً بشكل شامل، وذلك بهدف الوصول لنتائج دقيقة ومثبتة بالدلالات والقرائن.

وبعد الوصول إلى النتائج توضع الحلول المنطقية، بما تتضمنه من توصيات ومقترحات قابلة للتطبيق ضمن الإمكانيات المتاحة من الناحية المالية.

أهمية الأبحاث التطبيقية

تظهر أهمية البحوث التطبيقية من كونها أحد أهم أدوات الباحثين العلميين الفعالة التي تساعدهم على القيام بما يلي:

  1. تعتبر من أهم الأدوات التي يستخدمها الباحثون العلميون في حل القضايا والإشكاليات التي تواجه المجتمعات، فهي من أبرز الأدوات التي تساعد على فهم الإنسان وسلوكيات الأفراد.
  2. تساهم الأبحاث التطبيقية في زيادة الانتاجية والوصول إلى اكتشافات في غاية الأهمية، كالوصول إلى علاجات أو لقاحات لبعض الأمراض المستعصية على سبيل المثال.
  3. يمكن من خلال استخدام الباحثين العلميين للمنهج أو البحث التطبيقي الوصول إلى نتائج بغاية الأهمية في شتى المجالات، كزيادة إنتاجية شركات معينة، أو فهم العوامل السياسية أو الاقتصادية بما يساعد على تطوير المجتمعات.
  4. إجراء التجارب والاختبارات التي يعتمد عليها المنهج التطبيقي في الوصول إلى النتائج المنطقية المثبتة، كاكتشاف طرق حديثة في التدريس، أو أساليب وطرق تساهم في تطوير العمليات التربوية.

أهم خصائص البحث التطبيقي

تتعدد خصائص البحث التطبيقي ومن أبرز هذه الخصائص نذكر ما يلي:

  1. تسعى البحوث الأساسية أو النظرية بشكل رئيسي لتطوير العلوم وتوسيع المعرفة، في حين تسعى البحوث التطبيقية إلى إيجاد الحلول المرتبطة بالظواهر أو الإشكاليات العملية.
  2. يعتبر البحث التطبيقي بطبيعته بحث وصفي، فهو يعتمد على الاختبارات والتجارب للوصول إلى النتائج والحلول التي يتم وصفها بشكل مفصل.
  3. تركز الأبحاث التطبيقية في معالجة الإشكاليات البحثية على استخدام عدد من الأساليب والطرق العملية.
  4. يعمل الباحث من خلال المنهج التطبيقي على وصف العلاقة بين المتغيرات البحثية عبر قياس الخصائص المرتبطة بمتغيرات البحث التابعة والمستقلة.
  5. من خصائص البحث التطبيقي اعتماده على أدلة تجريبية بهدف الوصول إلى النتائج والحلول البحثية السليمة.
  6. إن الأبحاث التطبيقية بطبيعتها أبحاث تركيبية، يعتمد عليها بالكثير من المجالات كالقضايا الاجتماعية المتعددة التي يساهم هذا البحث بالتعرف على طبيعتها.

أنواع البحث التطبيقي

إن الأبحاث التطبيقية لها ثلاثة أنواع رئيسية، وهذه الأنواع هي:

  • أبحاث التقييم:

وهي من أكثر أنواع البحث التطبيقي استخداماً، ومن خلاله يعمل الباحث العلمي على تحليل المعلومات والبيانات المرتبطة بموضوع البحث العلمي،

بهدف الوصول إلى القرارات أو الحلول أو النتائج المنطقية السليمة المثبتة بالبراهين والأدلة.

ويتم تطبيق هذه الأبحاث بشكل رئيسي من خلال سياق الأعمال،

كأن تقوم مؤسسة أو منظمة بإجراء بحث تقييمي يهدف إلى دراسة التكاليف العامة والعمل على تخفيضها.

  • الأبحاث الإجرائية:

وهي الأبحاث التي يكون التركيز فيها منصباً على تقديم الحلول العملية للإشكاليات التي تواجه الأعمال المحددة،

والعمل على توجيه العمل بالاتجاه الصحيح.

غالباً ما يهدف البحث الإجرائي للقيام بعملية تحقيق تأملي تقتصر على سياقات معينة، ولها طابع ظرفي بطبيعتها.

  • الأبحاث التطويرية:

وهي من أهم أنواع البحث التطبيقي، فهي تركز على الاكتشافات الجديدة،

وتقديم الخدمات والانتاجات المستحدثة التي تغطي احتياجات الأفراد في مختلف المجالات.

فعلى سبيل المثال قد يعمل البحث التطويري على دراسة السوق المستهدف وجمع المعلومات عن احتياجاته،

لإيجاد المنتجات الجديدة التي تلبي حاجة هذا السوق، أو تطوير المنتجات الموجودة سابقاً لتلبية احتياجات الأفراد.

أهم مجالات الأبحاث التطبيقية

إن خصائص البحث التطبيقي تسمح باستخدامه بالعديد من المجالات والعلوم،

ومن أبرز هذه المجالات العلوم الاجتماعية، العلوم الطبية، العلوم الهندسية، التعليم والعلوم التربوية، الأعمال التجارية، الصحة، علم النفس.

ومن أهم الأمثلة على المجالات التي تستخدم فيها البحوث التطبيقية يمكننا أن نذكر ما يلي:

  • المجال التعليمي والتربوي:

يعتمد على الأبحاث التطبيقية في الوصول إلى أفضل طرق التعلم والتعليم،

ولاختبار السياسات التعليمية قبل تنفيذها، كما يمكن استخدامها بمعالجة مختلف القضايا والمشكلات التي ترتبط بالتدريس.

كما يعتمد على البحوث التطبيقية في إيجاد الحلول للمشكلات التربوية،

و لتحديد مدى التطابق بين النظريات والمبادئ التربوية مع التطبيق على أرض الواقع.

  • المجالات المرتبطة بالأعمال التجارية وإدارة الأعمال:

إن مجال إدارة الأعمال وتطوير الأعمال التجارية وإيجاد الحلول للعقبات والمشكلات التي تواجهها،

من أهم المجالات التي يمكن استخدام البحث التطبيقي فيها.

فهذه الدراسات التطبيقية تسمح للمؤسسات أن تحدد احتياجات الأسواق المستهدفة،

ووضع الخطط والاستراتيجيات التي تساعد في تلبية متطلبات واحتياجات هذه الأسواق، بما ينعكس إيجاباً على تطور العمل وزيادة الأرباح.

ومن جهة أخرى يمكن الاعتماد على البحوث التطبيقية لاكتشاف الثغرات الموجودة في السوق المستهدف،

وهو ما يساعد على إيجاد الحلول التي تساعد على سد هذه الثغرات.

بالإضافة إلى أن هذه الدراسات تساعد أصحاب المنشآت والمؤسسات على تحديد الاحتياجات الانتاجية ومتطلبات اليد العاملة،

وبالتالي العمل على تلبيتها بما يحقق الفائدة للعاملين في المؤسسة وهو ما ينعكس إيجاباً على عمل المؤسسة وتحقيقها للأرباح.

  • مجال علم النفس:

يستخدم العلماء والباحثون العلميون في علم النفس البحوث التطبيقية بشكل واسع في أعمالهم،

وقد ساهم هذا المنهج في الوصول إلى نتائج في غاية الأهمية جراء الجمع بين المنهج التطبيقي والمبادئ النفسية.

  • مجالات العلوم التطبيقية المختلفة:

إن التطورات والاكتشافات الجديدة في العلوم المتنوعة تعود بقسم كبير منها إلى الاعتماد على المنهج التطبيقي،

وتعتبر مجالات مثل علم الأحياء، أو الكيمياء والفيزياء، أو الديناميكا الحرارية من أبرز المجالات التي حققت الكثير من التقدم والاكتشافات نتيجة الاعتماد على البحوث التطبيقية.

  • المجالات الطبية والصحية:

إن المنهج التطبيقي من أكثر المناهج الفعالة التي ساهمت في الوصول إلى المعارف الطبية،

والوصول إلى حلول ونتائج دقيقة في غاية الأهمية التي انعكست على الواقع نتيجة قابليتها للتطبيق والتحقق.

وتعتبر الأبحاث السريرية أهم الأبحاث التطبيقية في المجال الطبي والصحي،

التي ساهمت في تحسين جودة الحياة، وإنقاذ حياة مئات الملايين من الأشخاص.

خصائص البحث التطبيقي

مميزات البحث التطبيقي

بعد أن اطلعنا على خصائص البحث التطبيقي وأنواعه وأبرز مجالاته،

من المفيد الاطلاع على أهم مميزات وعيوب استخدام هذا المنهج، فما هي أبرز مميزاته؟

  1. تتميز الأبحاث التطبيقية بأنها موضوعية وبعيدة تماماً عن التحيز والميول الشخصية في تحليل بيانات البحث التي تقود إلى نتائج البحث العلمي الدقيقة والسليمة.
  2. تعتبر من أكثر الأبحاث العلمية فائدة وفعالية في إيجاد الحلول لمختلف الإشكاليات التي تساعد المجتمعات والمؤسسات والأفراد.
  3. تحتاج الأبحاث التطبيقية استخدام عدد من الإجراءات البحثية العملية التي تحدد بدقة وعناية.
  4. تساهم البحوث التطبيقية في خلق عدد كبير من الأهداف القابلة للتحقيق.
  5. تستخدم الأدلة التجريبية لتوفير عدد من البيانات البحثية التي تتميز بأنها موضوعية وليست متحيزة.
  6. تساعد المجتمعات والدول والمؤسسات على توفير البيئة التي تساهم في اتخاذ القرارات الأفضل.

عيوب البحث التطبيقي

  1. يعتبر البحث التطبيقي من الأبحاث الغير مرنة بطبيعتها.
  2. من خصائص البحث التطبيقي أن طبيعته محدودة وبالتالي فإن تعميم نتائج الأبحاث التطبيقية من الأمور الصعبة الغير قابلة للتحقق عادةً.

أبرز الفروقات بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي

تعتبر الأبحاث الأساسية والأبحاث التطبيقية من أكثر أساليب البحث العلمي شيوعاً واستخداماً،

وذلك بناءً على المنفعة أو الغرض، ومن أبرز الاختلافات بين هذين البحثين أو المنهجين يمكننا أن نذكر ما يلي:

  1. إن البحث الأساسي من أنواع البحث العلمي التي تسعى إلى تطوير المعارف وتوسيعها لا إلى حل المشكلات، في حين تسعى الأبحاث التطبيقية إلى تطبيق العلم عملياً وحل الإشكاليات البحثية بشكل عملي.
  2. تظهر الاختلافات من ناحية المنهجية فالأبحاث الأساسية تستكشف وتخلق النظريات التي ربما تكون مجردة، في حين تقوم الأبحاث التطبيقية بالعمل على اختبار النظريات لإيجاد الحلول لإشكالية البحث العلمي.

فالبحث التطبيقي بحث وصفي وعملي بطبيعته، في حين أن البحث الأساسي طبيعته نظرية.

  1. تظهر الفروقات من ناحية النطاق بأن نطاق الأبحاث التطبيقية محدود، بينما نطاق الأبحاث الأساسية شمولي، فالبحث التطبيقي يركز على سياقات معينة تهدف لتوفير الحلول لإشكالية البحث العلمي المحددة، أما البحث الأساسي يركز على سياقات متعددة أو متنوعة.
  2.  تكون الفروقات من ناحية التركيز بأن البحث الأساسي يركز على مفاهيم متنوعة بالوقت ذاته التي تسعى لتوسيع المعارف، بينما البحث التطبيقي يركز على تقديم الحلول أو الإجابات للسؤال أو الفرضية البحثية.
  3.  إن البحث الأساسي يركز بصورة كبيرة على صلاحية البحث الداخلية، بينما البحث التطبيقي يركز ويهتم بصلاحية البحث الخارجية.

 

وبذلك نكون قد اطلعنا على تعريف البحث التطبيقي، وما هي أهمية الأبحاث التطبيقية؟

وأبرز أنواع البحث التطبيقي، مع الاطلاع على أهم مجالات الأبحاث التطبيقية، وعلى مميزات وعيوب البحوث التطبيقية.

بالإضافة إلى إلقاء الضوء على أهم خصائص البحث التطبيقي، وعلى أبرز الفروقات بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي،

سائلين الله تعالى التوفيق في عرض المعلومات المفيدة للطلاب والباحثين العلميين الأعزاء.

المصادر:

البحث العلمي التطبيقي، 2021، مبتعث

Share this post


تواصل معنا الآن