خطوات البحث الإجرائي
إن المعرفة المعمقة لجميع خطوات البحث الإجرائي من الأمور الضرورية، التي يجب على كافة الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا الحرص عليها.
فالأبحاث الإجرائية من أهم أنواع البحث العلمي التطبيقي الذي يقدم الكثير للعلوم والمجتمعات، والتي تركز على الجانب الإجرائي بشكل كبير.
علماً أن الأبحاث الإجرائية تعتمد بشكل رئيسي على أمرين هما التفكير الذاتي من جهة،
والتفاعل بين الجماعات والأفراد بما يساهم في حل الإشكالية البحثية أو تطوير أحد الأنظمة.
وقبل الدخول في معلومات هذا المقال نشير إلى أن موقعنا الأكاديمي المتميز يقدم ضمن خدماته المتعددة والمميزة،
خدمة إعداد وكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، والأبحاث العلمية بما فيها الأبحاث الإجرائية.
كما يمكن تقديم العديد من الخدمات الخاصة بخطوات وعناصر محددة في البحث العلمي، وهو ما يساهم في خروج البحث بأفضل شكل ممكن.
تعتمد الأكاديمية في تقديم خدماتها على نخبة من أجدر الدكاترة والمتخصصين أصحاب الخبرة الطويلة والمعارف الواسعة،
وهو ما يساعد على الوصول إلى خدمات مميزة عالية الجودة، تحقق الهدف المطلوب منها.
يمكن التواصل مع موقعنا الأكاديمي بكل سهولة عبر الموقع الإلكتروني الخاص، مع طلب الخدمة المطلوبة ومجالها العلمي،
وترك رقم هاتف ورمز البلد مع الإيميل الخاص بطالب الخدمة.
وستقوم كوادر الدعم بالتواصل السريع مع طالب الخدمة للتفاهم على مختلف التفاصيل،
ثمّ تقوم الكوادر المختصة بعد ذلك بتنفيذ الخدمة بأعلى جودة ممكنة وخلال الوقت المتفق عليه.
جدول المحتويات
مفهوم البحث الإجرائي
إن البحوث الإجرائية من البحوث التي تنتمي إلى البحوث التطبيقية، وهي تعمل على دراسة المعارف والقوانين والحقائق العلمية، كما أنها تعمل على تطبيق النظريات وتهدف إلى تطوير وتحسين الوقائع، وذلك من خلال إيجاد الحلول العلمية المنطقية للمشكلة أو الظاهرة البحثية.
وبالتالي يمكن أن نعرّف البحث الإجرائي بالدراسة العلمية التي تهتم بالعمليات والوسائل التي يتم استخدامها بالحياة اليومية،
أو المجالات العلمية، والهدف هو رفع كفاءة وفعالية العمليات والوسائل، أو الوصول الى اكتشافات لوسائل جديدة ملائمة تناسب الواقع بشكل أكبر.
إن هذا النوع من الأبحاث يعبر عن أسلوب أو نهج يمكن أن يستعين فيه الباحث العلمي بالأفراد الخاضعين للدراسة والذين يمثلون العينة الدراسية،
بهدف دراسة المشكلة أو الظاهرة وتشخيصها، وإيجاد الحلول الإبداعية المتطورة بناءً على الدراسة الإجرائية للباحث العلمي.
وفي العديد من الحالات فإن البحث الإجرائي يكون دراسة تطبيقية يمكن التعاون فيها بين إحدى المنظمات والباحث العلمي، من أجل إيجاد الحلول للمشاكل التنظيمية.
يبقى المجال الأكثر اعتماداً على البحث الإجرائي هو التطوير والرفع لكفاءة العملية التربوية بمختلف عناصرها،
وعادةً ما يكون الباحث العلمي هو من سيقوم باستخدام النتائج والحلول التي وصل إليها الباحث في تطوير عمله وبزيادة فعاليته.
وبذلك نجد أن البحث الإجرائي بالمجال التربوي هو عيارة عن تطبيق لمجموعة خطوات علمية تسعى لحل الظواهر التعليمية،
من قبل المنتمين للبيئة المدرسية أو العاملين بالمجال التربوي.
أهمية البحث الإجرائي
- للبحوث الإجرائية في المجال التربوي العديد من الفوائد، حيث يواجه العاملين بالمجال التربوي العديد من المشكلات التربوية.
- ويمكن الاعتماد على البحث الإجرائي لتجاوز هذه الإشكاليات، وبالتالي الوصول إلى الاستنتاجات والحلول العملية المدروسة بشكل علمي منطقي سليم.
- إن البحث الإجرائي أحد أنواع الأبحاث العلمية التي تؤمن مستويات كبيرة من الأهمية والفوائد العملية في دراسة الأعمال.
- يعتبر البحث الإجرائي من الأبحاث التي تقبل الاستخدام مع مختلف البيانات الكمية في بعض الأحيان، ومع البيانات النوعية في أحيان أخرى.
- إن البحث الإجرائي يساعد الباحث العلمي في اكتساب المعارف والمعلومات المتعمقة المرتبطة بإشكالية البحث الإجرائي.
أقسام الأبحاث الإجرائية
تفترض الدراسات الإجرائية بأن عالمنا الاجتماعي بتغير دائم ومستمر،
ويمكننا تقسيم هذا النوع من الأبحاث العلمية إلى ثلاث فئات هي: (البحوث الوضعية، البحوث التفسيرية، والبحوث النقدية).
-
الأبحاث الوضعية:
تعتبر الأبحاث الوضعية من فئة الأبحاث الإجرائية والتي يطلق عليها اسم “البحوث الكلاسيكية الاجرائية”،
وهي تصنف ضمن فئة التجارب والاختبارات الاجتماعية،
وبناءً على ذلك فإن الدراسات الوضعية تعتبر من وسائل اختبار فرضيات البحث في البيئة الحقيقية الواقعية لمجتمع البحث العلمي.
-
الأبحاث التفسيرية:
تعتبر البحوث التفسيرية من ضمن البحوث الإجرائية التي يطلق عليها اسم “البحوث المعاصرة الإجرائية”،
وهي ترى أو واقع الأعمال هو واقع مبني بشكل اجتماعي، وهو يركز بشكل أساسي على المواصفات لمختلف العوامل المحلية والتنظيمية.
-
الأبحاث النقدية:
إن الأبحاث النقدية من الأبحاث الإجرائية التي تعمل على بناء نهج نقدي نحو مختلف العمليات التجارية والاجتماعية، والتي يكون الهدف منها تحسين تلك العمليات.
خصائص البحث الإجرائي
قبل الحديث عن خطوات البحث الإجرائي من المفيد التعرف على أهم خصائص هذا النوع من الأبحاث العلمية، والتي يمكن اختصارها بما يلي:
- تعمل البحوث الإجرائية على الوصول إلى التطوير والتحسين لعدد من الممارسات المحددة.
- يكون التركيز في البحوث الإجرائية على المضامين والحالات المحددة بصورة دقيقة.
- تحتاج البحوث الإجرائية مشاركة وتعاون بين عدد من الأفراد الذين يكون لهم أهداف مشتركة يسعون إلى تحقيقها.
- يعتمد البحث الإجرائي على الدراسة والعمل والتقييم، مع القيام بتحليلات نقدية سليمة للممارسات، وكل هذه الامور تعتمد على بيانات ومعلومات يقوم الباحث العلمي بجمعها بهدف تحسين تلك الممارسات.
- إن البحث الإجرائي من البحوث الواقعية التي تركز على دراسة إشكاليات معينة قد ترتبط بواقع الممارسات اليومية.
- يعتبر البحث الإجرائي من الأبحاث المحددة التي تتعامل مع ظاهرة أو إشكالية معينة، مع التركيز على حالات معينة ومحددة زمانياً ومكانياً.
- يتعامل البحث الإجرائي مع إشكاليات وظواهر تظهر ببعض الظروف المعينة والبيئات المحددة، فهي لا تكون من الإشكاليات والظواهر البحثية العامة.
- تعتبر البحوث الإجرائية من البحوث التشاركية، حيث يقوم بها الباحث العلمي بالتعاون مع هيئات أو أفراد آخرين.
- إن البحث الإجرائي من الأبحاث العلمية التطبيقية، ولكن مع ضرورة أن يتم التفريق بين البحوث الإجرائية والتطبيقية، بأن البحث الإجرائي لا يهدف لتطبيق النظريات او التأكد من قدرتها على التطبيق.
- إن الأبحاث الإجرائية هي أحد أنواع العمل الاستقصائي، كما أنه أحد أنواع التأمل والتفكير العميق، والقدرة على التفكير مع الحوار ومراجعة الذات والنقاش، وغيرها من الأمور التي تظهر بمختلف خطوات البحث الإجرائي.
أهم أنواع الأبحاث الإجرائية
إن الفهم الدقيق لمختلف خطوات البحث الإجرائي يحتاج التعرف على أهم أنواعه، والتي من الممكن أن نقوم بتقسيمها لثلاث أنواع رئيسية هي:
-
البحوث الإجرائية التي تعتمد على المشاركين:
من خلال هذا النوع للأبحاث الإجرائية يمكن أن يقوم المعلم بإيجاد مشكلة تواجهه في الصف المسؤول عنه،
وقد تكون المشكلة متعلقة بمشكلة إدارية أو بالوسائل التعليمية، أو بطلاب الصف.
وقد يستعين المدرس بالموجه، أو المشرف، أو المدير،
كما يمكن الاستعانة بأهل الطالب في الحصول على بيانات والمعلومات التي تسمح له في التشخيص الدقيق للمشكلة، والوصول إلى الحلول المناسبة لها.
أما أبرز عيوب هذا النوع من البحوث الإجرائية بأن النتائج تبقى محصورة بالصف الذي ارتبطت به الدراسة، ولا تتشارك مع كل الغرف الصفية الأخرى.
ولكن هناك إمكانية للاستفادة منها بعد مشاركتها مع باقي المدرسين في المدرسة،
أو من خلال نشرها بإحدى المجلات العلمية أو المواقع المختصة، فيستفيد منها المدرسون الذين تواجههم نفس المشكلة.
-
بحوث إجرائية على مستوى مدرسة:
إن هذا النوع من الأبحاث الإجرائية تتم على مستوى المدارس التي تعاني من عدم مشاركة أهالي الطلاب بالنشاطات الواجب عليهم المشاركة بها بالمدرسة.
فالدراسة تهدف الوصول إلى دفع الأهالي وتحفيزهم على المشاركة الهادفة والفعالة،
والهدف بهذه البحوث الإجرائية قد يكون معالجة وتنظيم الهيكلية المدرسية بما يساعد على اتخاذ قرارات ملائمة لها.
إن العاملين بالمدرسة أو اساتذتها هم من يحددون أسئلة البحث، وللوصول إلى جمع المعلومات والبيانات وخطط العمل لإجراء البحث الإجرائي.
-
الأبحاث الإجرائية التعاونية:
يتم الاعتماد على البحث الإجرائي التعاوني عندما تكون المعاناة من مشكلة معينة مشتركة بين عدة وحدات صفية،
فيتم التعاون بين عدد من العاملين والأساتذة والباحثين العلميين المتخصصين للوصول إلى حل المشكلة البحثية.
وذلك من خلال جمع البيانات والمعلومات المرتبطة بالمشكلة، كما يمكن أن يكون التعاون بين عدد من المدارس بهدف الوصول إلى حلول لمشكلات البحث العلمي.
خطوات البحث الإجرائي
تتعدد خطوات البحث الإجرائي التي يجب على الباحث العلمي القيام بها بشكل مرتب ومنظم للوصول إلى نتائج منطقية سليمة، وأبرز هذه الخطوات هي:
-
تحديد إشكالية البحث الإجرائي:
إن الخطوة الأولى واللبنة الأساس للبحث العلمي الإجرائي هي اختيار وتحديد اشكالية أو موضوع البحث العلمي،
والتي سترتبط الدراسة كلها بهذه الاشكالية، للوصول بها إلى نتائج سليمة.
وهو ما يستوجب اختيار مشكلة فعلية أصيلة لم تتم دراستها وإيجاد حلول لها سابقاً،
وأن تكون الإشكالية قابلة للدراسة والحل، وأن يمتلك الباحث العلمي الإمكانيات المعرفية والمهارية والإبداعية والمالية لدراسة المشكلة وحلها بالشكل السليم.
-
وضع خطة بحثية سليمة:
إن البحث الإجرائي كأي بحث علمي يعتمد على التنظيم والترتيب والمنهجية العلمية،
وهو ما يوجب وضع مخطط بحثي واستراتيجيات علمية سليمة، بحيث تشكّل المنارة للدراسة عموماً ولخطواتها وعناوينها الرئيسية والفرعية.
بحيث يسير الباحث العلمي في جميع خطوات البحث الإجرائي اللاحقة ضمن إطار وحدود الإستراتيجية والمنهجية التي وضعها في خطته البحثية.
-
جمع بيانات ومعلومات البحث العلمي:
يتجه الباحث العلمي في هذه الخطوة الرئيسية في نجاح البحث الإجرائي إلى جمع بيانات ومعلومات الدراسة،
والتي يجب أن تكون بيانات ومعلومات موثوقة وذات مصداقية، وأن ترتبط بشكل وثيق بمشكلة البحث العلمي.
-
صياغة مشكلة البحث الإجرائي:
من أبرز خطوات البحث الإجرائي أن يقوم الباحث العلمي بصياغة إشكالية البحث بشكل سليم واضح ومفهوم،
وأن يعمل على توضيح أهمية دراسة هذا الموضوع البحثي،
ويشير إلى الفوائد المنتظرة من إجراء البحث والوصول به إلى نتائج منطقية سليمة، ومثبتة بالبراهين والأدلة.
-
توضيح حدود البحث الإجرائي:
على الباحث العلمي أن يحدد بشكل دقيق وسليم ما هي الحدود الموضوعية لدراسته البحثية،
وفي حال ارتباط الدراسة بمجتمع او مكان وزمان معينين، فيفترض توضيح الحدود الزمانية والمكانية للبحث الإجرائي،
وتوضيح مؤشرات ومظاهر إشكالية البحث العلمي.
-
تحديد أهداف البحث وصياغة الأسئلة أو الفروض البحثية:
على الباحث أن يقوم بصياغة جميع أهداف البحث العلمي الرئيسية والثانوية، وأن تكون الأهداف قابلة للدراسة والتحقيق.
كما أنه يعمل على صياغة أسئلة البحث الاستفهامية، أو الفروض الخبرية التي تظهر توقعات الباحث لما سيصل إليه البحث العلمي.
على الباحث العلمي أن يحرص على أن تغطي أسئلة البحث جميع محاور الدراسة،
وأن يسعى لأن تجيب النتائج على الاسئلة البحثية، أو أن تؤكد الفرضيات أو تؤكدها.
-
متن البحث الإجرائي:
وهي أكبر وأهم خطوة من خطوات البحث الإجرائي، يعمل الباحث العلمي من خلالها على عرض معلومات وبيانات البحث العلمي،
ويتجه إلى دراستها وتحليلها وفق المنهجية العلمية المتبعة، بما يساهم على الوصول إلى نتائج البحث الإجرائي المثبتة بالبراهين والأدلة.
وعلى الباحث العلمي الحرص أن تكون فقرات ومحاور البحث مترابطة وتكمل بعضها بعضاً،
بما يساعد على الوصول إلى نتائج منطقية مرتبطة بمتن البحث وتأتي كنتيجة طبيعية له.
-
وضع النتائج والحلول:
على الباحث العلمي أن يعرض النتائج التي وصل إليها، والتي يجب أن تحقق أهداف البحث العلمي،
وأن تجيب عن أسئلة أو فرضيات البحث العلمي الإجرائي، والتي يجب أن تكون مرتبطة بما جرى مناقشته ودراسته في متن البحث العلمي.
كما أنه يضع الخطط التنفيذية للحلول التي تمّ التوصل إليها، والعمل على تنفيذ المخططات التي وضعت بناءً على نتائج البحث العلمي.
-
وضع التوصيات والخاتمة البحثية:
من الخطوات النهائية في البحث الإجرائي أن يضع الباحث العلمي التوصيات الخاصة بدراسته،
والتي ترتبط بمشكلة بحثه، كما انه يوضح من خلال خاتمة دراسته أهمية نتائج البحث والفوائد التي يمكن الوصول إليها بتحقيق وتنفيذ هذه النتائج.
كما أنه يذكر الصعوبات التي واجهت العمل البحثي، ويشير إلى كيفية تخطي هذه العقبات.
-
توثيق مصادر ومراجع البحث الإجرائي:
في آخر خطوات البحث الإجرائي يتجه الباحث العلمي إلى توثيق جميع مصادر ومراجع دراسته بشكل علمي أكاديمي سليم،
فالبحث الإجرائي كما أي بحث علمي يحتاج إلى الامانة العلمية والحفاظ على مجهودات الباحثين السابقين.
كما أن التوثيق السليم للبحث الإجرائي يظهر مجهودات الباحث العلمي، وأن المصادر والمراجع التي اعتمد عليها هي مصادر موثوقة وذات مصداقية.
عيوب البحث الإجرائي
بعد ان عرضنا أهم المعلومات حول الأبحاث الإجرائية، وتعرفنا على خطوات البحث الإجرائي من المفيد الإشارة إلى عيوب هذا النوع من الأبحاث،
ومن أبرز هذه العيوب نذكر:
- تبقى إمكانية التأكيد والتكرار في الأبحاث الإجرائية إمكانية محدودة.
- من الصعوبة في البحث الإجرائي أن تميز بين الدراسة والعمل، وبين ضمان التطبيق لكليهما.
- تقف أمام دراسة وتنفيذ الأبحاث الإجرائية العديد من العوائق التي تؤثر على إتمامه بالشكل السليم.
وبذلك نكون قد أشرنا إلى الخدمات المقدمة من موقعنا الإلكتروني بالمساعدة على إعداد وكتابة البحوث والرسائل العلمية، بما فيها الأبحاث الإجرائية.
كما اطلعنا على مفهوم البحث الإجرائي، وأهمية هذا النوع من البحوث وأقسامه، وتعرفنا على خصائص البحوث الإجرائية، وأهم أنواعها،
بالإضافة إلى إلقاء الضوء على مختلف خطوات البحث الإجرائي سائلين الله تعالى التوفيق في تقديم كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين الأعزاء.
المصادر: