دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي
دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي
ما هي دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي..؟ من الضروري على الطلاب والباحثين العلميين أن يتعرفوا بشكل مفصل على كافة مناهج البحث العلمي ومنها المنهج الوصفي الارتباطي الذي يستخدمه الباحثون العلميون لدراسة واحد من أوجه النقد التي توجه لدراسات المنهج الوصفي بصيغته الكلاسيكية.
حيث يعمل الباحث العلمي من خلال هذا المنهج على أن يحدد مشكلة او ظاهرة البحث، ويقوم بوصفها بصورة دقيقة، ويضع فرضيات وأسئلة البحث، ثمّ تأتي مرحلة جمع البيانات والمعلومات والقيام بتحليلها، ليصل الى الاستنتاجات الدراسية، ومما سبق نجد فجوة في المنهج الوصفي جعلت الباحثين الذين يعتمدون المنهج التجريبي ينتقدونه من خلالها، وتتمثل هذه الفجوة بانعدام القدرة على تحديد طبيعة العلاقة بين العلاقات الخاصة بالدراسة البحثية، وهذا سينتج عنه قصور بالاستدلال وفي الاثبات بالبراهين.
جدول المحتويات
ما هي دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي:
إن المنهج الوصفي الارتباطي أحد أبرز أنواع المنهج الوصفي، ويتم اللجوء اليه لقياس العلاقة بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة في البحث العلمي، وتبيان نوعية العلاقة وهل هي علاقة موجبة أم علاقة سالبة، والتنبؤ بعد ذلك بمستوى محدد من الدلالة بشكل رقمي.
وبذلك نجد أن هذه الدراسة تكون الخطوة الأولية التي يقوم بها الباحث العلمي ليصل الى بحث شامل بصورة أكبر، ثمّ يرتقي الباحث بدراسته الى الخطوات التالية التي قد تكون دراسة تجريبية أو سببية، مما يجعل النتائج تصبح دقيقة بشكل أكبر وتتسم بالمنطقية.
أما قياس الترابط بين المتغيرات في دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي فهو يتم من خلال ثلاثة نسب على الشكل التالي:
إذا لم يجد الباحث أي علاقة بين المتغيرين المستقل والتابع في البحث العلمي فإن النسبة تكون صفر
إذا كانت العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع علاقة موجبة (+1) فهذا معناه بأنه كلما ازدادت قيمة المتغيرات المستقلة فإن قيمة المتغيرات التابعة ستزداد.
إذا كانت العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع علاقة سالبة (- 1) فهذا معناه أنه كلما زادت قيمة المتغيرات المستقلة فإن قيمة المتغيرات السالبة سوف تنقص.
وبعد كل ما ذكرناه نجد أن دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي يكون دور هذا المنهج فيها مقتصراً على تحديد العلاقة وقياسها فقط، ومن غير الممكن استخدامه للتعرف على الأسباب، وعلى سبيل المثال قد يجري الباحث دراسة عن العلاقة بين مستوى الذكاء لدى طلاب الصف التاسع، وعلاقة هذا الذكاء في درجات هؤلاء الطلاب، وهنا يتم وضع جدول بأسماء العينة الدراسية من الطلاب مع علامات كل طالب منهم في مادة الرياضيات.
وعند استخدام المنهج الوصفي الارتباطي بهذه الحالة تظهر معادلات الاحصاء ماهية العلاقة وهل هي سالبة أو موجبة، لكن هذا المنهج لا يوضح للباحث فيما اذا كان ارتفاع علامات الطلاب في مادة الرياضيات سببه هو معدل الذكاء فقط، فهذا يحتاج الى مناهج أخرى.
الخطوات المتبعة في دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي:
تحديد مشكلة او ظاهرة البحث العلمي:
وهذا ما نجده في دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي أو غيرها من الدراسات والابحاث العلمية المتنوعة بالمناهج البحثية المختلفة التي يمكن استخدامها، فالخطوة الاولى هي تحديد مشكلة أو ظاهرة البحث العلمي، التي لها عدة شروط من أبرزها الوضوح وتكرار حصولها والفائدة المرتبطة من دراستها، وأن تكون قابلة للدراسة ومن نفس التخصص العلمي للباحث لكي يدرسها بدقة ويصل الى نتائج صحيحة.
وصف ظاهرة البحث العلمي:
إذا كنا امام دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي فعلى الباحث العلمي أن يضع وصف دقيق لمشكلة أو ظاهرة البحث العلمي، يوضح من خلالها كافة الجوانب المرتبطة بها، وهذه الخطوة مشتركة في كافة الدراسات التي تتبع أحد أنواع المنهج الوصفي.
وضع الفرضيات وأسئلة البحث وصياغتها:
الخطوة التالية في دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي تكون من خلال وضع
الفرضيات وأسئلة البحث وصياغتها، ويكون ذلك من خلال أسئلة رئيسية وفرعية تغطي
كافة مراحل البحث العلمي، مع تصور مبدئي لما ستكون الاجابات عن هذه الفرضيات.
تحديد العينة الدراسية:
على الباحث بعد ذلك اختيار العينة الدراسية التي تمثل مجتمع الدراسة، و أن يختار العينة بشكل حيادي علمي بعيد عن الآراء والأهواء الشخصية، فيخضع الاختيار لنظريات الاحتمالات الاحصائية ومنها العينة الحصصية أو العينة الجغرافية أو العينة الهدفية أو العينة العنقودية أو العينة المنتظمة أو العينة الطبقية، وهنا تكون طبيعة الظاهرة أو المشكلة البحثية الأساس الذي يفرض على الباحث اختيار عينة دراسية مناسبة لها، مع ضرورة توضيح حجم عينة الدراسة.
تحديد أدوات الدراسة وجمع البيانات والمعلومات:
إن دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي تلزم الباحث العلمي اختيار واحدة أو أكثر
من ادوات الدراسة التي تكون متناسبة مع بحثه العلمي، لضمان الحصول على البيانات والمعلومات
التي يحتاج اليها من عينة الدراسة، ومن أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي (المقابلة- الاستبانة- الاختبار- الملاحظة).
قياس مدى الترابط:
وهي من ابرز الخطوات التي نجدها في دراسات استخدمت المنهج الوصفي وترتبط به، فبعد تجميع المعلومات والبيانات يقوم الباحث بقياس نسب الترابط في ما بين متغيرات البحث، ويكون ذلك من خلال معامل ارتباط سبيرمان اذا كان مستوى القياس بين المتغيرين رتبياً (المفردات عددها 30 أو أكثر)، كما يمكن استخدام معامل ارتباط بيرسون الذي يعتمد قياس العلاقات بين متغيرات البحث النسبية أو الفئوية، وهناك معامل القياس بين المتغيرين رتبياً ولكن مع عدد مفردات بحثية عددها 15 أو أقل، وبالإضافة لذلك فهناك عدة معادلات أخرى يمكن ان تستخدم في قياس مدى الترابط بين المتغيرات.
الوصول الى النتائج البحثية:
وهي المرحلة التالية لقياس مدى ترابط متغيرات الدراسة، وذلك عبر معادلات تحليل إحصائي تساعد على استخلاص النتائج.
وهنا لا بدّ من الاشارة أنه في دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي يقوم الباحث العلمي
باستخدام احد مناهج البحث الأخرى التي تتناسب مع موضوع البحث العلمي،
وهذا ما سيحد من عيوب المنهج الوصفي الارتباطي وبالخصوص لجهة تفسير النتائج.
وفي فقرتنا الأخيرة لهذا المقال نجد أنه من الضروري التعرف على ميزات وعيوب المنهج الوصفي الارتباطي.
ميزات المنهج الوصفي الارتباطي:
- من الممكن أن يتم استخدام المنهج الوصفي الارتباطي في علاج الظواهر والمشكلات المرتبطة بالسلوك والتصرفات البشرية والمشكلات الاجتماعية، وهذه المشكلات يصعب تناولها بمناهج علمية اخرى بدون الاستعانة بهذا المنهج.
- من خلال دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي نجد أن هذا المنهج يساعد في تبيان العلاقات بين متغيرين أو أكثر ومعرفة نوعها، أي انه يعطي الباحث العلمي القدرة على قياس مدى الترابط بين متغيرات البحث اتجاهاً وكماً.
- يساعد المنهج الوصفي الارتباطي الباحث العلمي على أن يحدد المتغيرات الصحيحة للدراسة واستبعاد المتغيرات التي لا يكون فيما بينها علاقات
عيوب المنهج الوصفي الارتباطي:
- إظهار نوع العلاقات بين المتغيرات وقياسها، دون البحث في أسباب العلاقات وما يترتب عليها من نتائج.
- تظهر دراسات استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي بأن الظواهر أو المشكلات الاجتماعية الانسانية ليست معقدة وعادية، علماً أن الحقائق والواقع هو غير ذلك.
- تتأثر علاقات البحث بمختلف الظروف التي تحيط بها.
- إن عملية التعميم في هذا المنهج تبقى قاصرة.
وبذلك نكون قد تعرفنا على ماهية المنهج الوصفي الارتباطي، ثمّ انتقلنا الى الخطوات التي يتم اتباعها
في الدراسات التي تستخدم هذا المنهج، مع ذكر ميزات وعيوب دراسات
استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي، آملين أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المهمة التي تحتاجون اليها.
عمر علاء الدين هاشم 43 خريج كلية الحقوق في جامعة دمشق عام 2001
المصادر:
المنهج الوصفي الارتباطي،2020،مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية