شروط صياغة أهداف الدراسة
شروط صياغة أهداف الدراسة ، إن الاطلاع على جميع شروط صياغة أهداف الدراسة،
والالتزام بها بالشكل السليم والمتكامل، من العناصر الرئيسية التي يفترض عدم التغافل عنها من أي باحث علمي أو طالب دراسات عليا.
حيث تعتبر الأهداف من أهم العناصر الرئيسية في مختلف الأبحاث والأوراق والدراسات العلمية،
على اعتبار أنها تشكّل الغاية التي يسعى الباحث الوصول إليها من دراسته.
ومن دون الأهداف ستكون الدراسة العلمية كالقارب الذي يسير في عمق البحر دون أن تكون له غاية أو شاطئ يسعى الوصول إليه،
أي أنها ستكون دراسة عشوائية لا معنى ولا قيمة لها.
بينما إدراك الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا لأهمية الأهداف،
عامل أساسي في نجاح دراسته البحثية فهي الوسيلة المعتمدة في تحقيق الغايات والفوائد التي يسعى الباحث لتحقيقها من خلال دراسته.
ونظراً لأهمية الأهداف في البحث العلمي ولضرورة أن تتم صياغتها بالشكل المختصر والواضح والسليم،
فإننا سنحاول من خلال هذا المقال التعرف على أبرز المعلومات المرتبطة بمفهوم الأهداف في الأبحاث والرسائل العلمية،
مع التركيز على أهم شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية بشكل سليم خالٍ من الأخطاء.
جدول المحتويات
مفهوم أهداف الدراسة البحثية
تشير الأهداف في البحوث والدراسات العلمية إلى الغايات التي تسعى تلك الدراسات والأبحاث العلمية لأن تصل إليها،
وهذا ما لا يمكن الوصول إليه دون الاهتمام الكبير من قبل الباحث العلمي بعملية صياغة أهداف الدراسة العلمية،
التي يفترض أن يتم اختيارها بشكل سليم ودقيق وأن تكون قابلة للقياس والدراسة والتحقيق.
وبناءً على ما ذكرناه نجد أن الأهداف في البحث العلمي من العناصر التي لا يمكن نجاح الدراسات العلمية دونها،
وبالخصوص أنها تحدد مسار الدراسة العلمية بالكامل، ويعتمد عليها الباحث في توجيه الأداء البحثي طوال مشواره العلمي.
هذا المشوار الذي يبدأ في خطوته الأولى بتحديد عنوان البحث العلمي،
مروراً بخطوات البحث الاخرى وصولاً إلى النتائج والحلول البحثية المثبتة بالأدلة والقرائن والبراهين،
على أن تتحقق كافة الأهداف الدراسية الرئيسية والفرعية من خلال نتائج البحث أو الرسالة العلمية.
إن الباحث العلمي يسعى من خلال الأهداف في الدراسة البحثية لأن يصف العديد من العناصر التي توضح الغايات التي تسعى الدراسة البحثية لأن تصل إليها.
ومن المهم ان يكون اطلاع القارئ على مختلف الأهداف في البحث العلمي
كافياً بالنسبة له لإدراك الغايات التي يسعى الباحث العلمي لتحقيقها من خلال بحثه أو رسالته العلمية.
والتي يعمل الباحث العلمي لصياغتها وفق شروط صياغة أهداف الدراسة سواء كانت الأهداف الرئيسية أو ما يستمد منها من أهداف ثانوية.
خصائص أهداف الدراسة البحثية
قبل أن يتعرف الباحث العلمي على شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية،
عليه أن يدرك مختلف الخصائص التي يجب ان تحملها تلك الأهداف التي ستتم صياغتها وسيسعى البحث للوصول إليها، وأبرز هذه الخصائص هي:
- من الأساسي في الأهداف الدراسية سواء كانت رئيسية أو فرعية أن تكون محددة بصورة كاملة، وأن تكون واضحة ليس بها أي غموض، وهو ما يسمح للقراء إدراك جميع الأهداف المركزة والمحددة بشكل واضح وأن يفهموها بسهولة.
- لا يمكن قبول أية أهداف لا تكون قابلة للقياس، فالباحث العلمي يجب أن يختار أهداف دراسته التي يمكن قياسها، وأن يحدد خلال الدراسة المكان أو الوقت الذي ينجز فيه الباحث العلمي أهداف دراسته.
- من الأساسي في أية أهداف ستتم صياغتها أن لا تكون أهداف مستحيلة وغير قابلة للتحقق، فقابلية الهدف للتحقيق معيار رئيسي لتحديده وصياغته ولنجاح البحث الذي سيفشل ولا يمكن قبوله في حال لم يحقق الأهداف التي سعى لتحقيقها.
وهذا ما يستلزم من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا عند اختياره وصياغته لأهداف البحث العلمي
أن يتأكد من امتلاكه للأدوات والإمكانيات والوسائل التي تسمح له بتحقيق أهداف البحث العلمي.
4. على الباحث العلمي أن يحرص على اختيار الاهداف التي تكون ذات صلة وثيقة بموضوع البحث العلمي قيد الدراسة، وإلا فإنها ستعتبر أهداف غير مقبولة وتضعف البحث العلمي وقد تؤدي إلى رفضه.
5. تعتبر قابلية الإنجاز خلال المدة الزمنية المحددة على الواقع من أهم الخصائص والمواصفات التي يفترض أن تحملها أهداف الدراسة البحثية، فالباحث العلمي يجب أن يحرص على عدم صياغة أهداف عامة يصعب الوصول إليها، وأن يسعى لربط تحقيق أهداف البحث العلمي بوقت معين، وفي بعض الأهداف ترتبط بمكان محدد.
موضع صياغة أهداف الدراسة في الرسائل والأبحاث العلمية
استناداً لما مرّ معنا في الفقرات السابقة نجد أن الأهداف هي عنصر أساسي في أية دراسة بحثية لأي تخصص علمي انتمت،
ولا يمكن تجاوزها والاستغناء عنها مطلقاً ما يستلزم أن يعرف موضعها في البحث العلمي، كما يستلزم معرفة شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية.
فبعد أن يحدد عنوان البحث الذي تتم صياغته في بداية الدراسة بصفحة الغلاف ليكون واجهتها،
(بعد العنوان هناك العديد من البحوث وبالخصوص في الرسائل العلمية قد نجد عنصر الإهداء والشكر اللذان يعتبران عنصران اختياريان لا أساسيان).
تأتي بعد ذلك مقدمة البحث الموجزة، وهي العنصر الرئيسي الذي يعتبر عنصر البحث الترويجي الذي يشار من خلاله للهدف الرئيسي للبحث العلمي،
بالإضافة إلى احتوائها العديد من العناصر الدراسية الأخرى.
وبعد عنصر المقدمة يأتي العنصر الخاص بصياغة إشكالية أو موضوع البحث العلمي التي يفترض أن تحمل العديد من الشروط الأكاديمية.
ليأتي عنصر صياغة أهداف البحث العلمي الرئيسية والفرعية،
والتي يحرص الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا من خلالها بالالتزام بمختلف شروط صياغة أهداف الدراسة.
وهو ما ستعمل العناصر التالية للبحث العلمي لتحقيقه من خلال جمع بيانات ومعلومات البحث العلمي ودراستها وتحليلها بالشكل العلمي السليم،
وصولاً إلى استنتاجات وحلول البحث العلمي.
علماً أن تحقيق النتائج لكافة أهداف الدراسة سواء الرئيسية أو الفرعية منها هو أمر أساسي لنجاح البحث،
على أن يتم تحقيق الأهداف بشكل علمي منهجي منظم وسليم، وأن تكون النتائج مقترنة بالبراهين والأدلة المؤكدة.
وعلى افتراض فشل الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا في تحقيق أحد الأهداف الدراسية التي قام بصياغتها،
فعليه أن يشرح بشكل مفصل وواضح، ما هي الأسباب التي أدت لعدم تحقيق هذا الهدف؟
ويعرض للعقبات التي اعترضت الطريق البحثي للدراسة.
اقرأ ايضا: الفرق بين الاقتباس وإعادة الصياغة والتلخيص وكيفية عمل كل منهم
أهمية الأهداف في الدراسات البحثية
إن الالتزام بجميع شروط صياغة أهداف الدراسة البحثية يسمح بالوصول إلى مختلف الفوائد التي يمكن أن تحققها أهداف البحث العلمي، ومن أهمها:
- تساعد الأهداف في البحث العلمي الباحث العلمي في توضيح جميع محاور دراسته البحثية، فيفترض أن يكون لكل هدف من الأهداف التي تتم صياغتها سواء كانت من الأهداف الرئيسية أو الفرعية ارتباط بمحور من محاور البحث العلمي.
- يمكن لطلاب الدراسات العليا أو الباحثين العلميين من خلال الصياغة السليمة لمختلف أهداف دراستهم، أن يعملوا على توضيح الحدود في رسائلهم أو دراساتهم البحثية سواء كانت الحدود الموضوعية، أو الحدود البشرية أو المكانية أو الزمانية في حال وجودها.
- إن الباحث العلمي ومن خلال تحديد أهداف دراسته البحثية يفترض أن يظهر مهاراته وإمكانياته عبر التحديد الدقيق لما يحتاج إليه من المعلومات والبيانات البحثية، والتي تستمد من المصادر الحديثة ذات المصداقية بما يساعده على توفير الكثير من الجهد والوقت بمشواره العلمي الدراسي، عبر ابتعاده عن الأمور الغير مفيدة لدراسته والتي تمنعه من تحقيق أهداف البحث العلمي.
-
يمكن استخدام الأهداف في البحث العلمي في التحديد السليم لمتغيرات البحث المستقلة أو التابعة، وهي تساعد على الاكتشاف ما هي العلاقات بين مختلف المتغيرات البحثية، مع العمل الصحيح على قياسها بصورة سليمة وواضحة.
- إن أهداف البحث العلمي تساعد الباحث العلمي على تحديد التصور الأولي الخاص حول تحليل المعلومات والبيانات للبحث أو الدراسة العلمية.
- إن الصياغة السليمة والمترابطة لمختلف أهداف البحث العلمي عامل أساسي لنجاحها، فالباحث العلمي يفترض أن يحرص على ترابط خطوات وعناصر دراسته البحثية، بحيث تتوافق المباحث والفصول الدراسية مع التسلسل للأهداف التي تمت صياغتها، وهذا الترابط والتسلسل بين الأهداف والخطوات البحثية له دور كبير في نجاح البحث والوصول إلى النتائج المنطقية السليمة التي تحقق أهداف البحث العلمي.
- للأهداف البحثية دور في غاية الأهمية في مختلف البحوث والدراسات العلمية من جميع المجالات العلمية، وهو ما يظهر بشكل جلي في رسائل الماجستير أو الدكتوراه، حيث تتجه لجان المناقشة والتقييم للتدقيق في مختلف أهداف البحث قبل الخطوات البحثية الأخرى.
والسبب في ذلك أن أهداف البحث العلمي هي العامل الرئيسي الذي يظهر أهمية وفائدة الدراسة العلمية عموماً،
كما أنها تظهر ما يمتلكه طالب الماجستير أو الدكتوراه من معارف ومهارات وإمكانيات.
أهم شروط صياغة أهداف الدراسة
كما ذكرنا فإن شروط صياغة أهداف الدراسة متعددة،
فعلى الباحث العلمي أن يسعى من خلال صياغة الأهداف أن يلتزم ببعض المعايير والشروط ومن أبرزها ما يلي:
-
تحديد نتائج البحث العلمي:
إن الباحث العلمي ومن خلال صياغته لجميع أهداف بحثه العلمي يحدد ما يعتقد أن الدراسة العلمية ستصل إليه،
فتكون الدراسة العلمية موجهة لتحقيق هذه الأهداف التي حددها الباحث العلمي كغاية لدراسته.
-
أهمية أهداف البحث العلمي:
من اهم الشروط التي يجب ان تظهر عند صياغة الأهداف في البحث العلمي هي الفائدة التي سيحققها البحث من خلال وصوله إلى أهداف البحث العلمي،
سواء كانت الفائدة مرتبطة بتطور المجال العلمي للبحث أو الدراسة العلمية.
أو كانت مرتبطة بتطور المجتمعات أو بوصولها إلى حلول لما تواجهه من مشكلات علمية بحثية، أو كانت تساهم في رفاهية الأفراد.
فلا تقبل الأهداف التي تكون غايتها فردية بل يفترض أن تكون الفائدة جماعية للمجتمع بالكامل أو لفئة معتبرة منه.
-
صياغة الأهداف بالشكل الواضح والمفهوم:
من أهم شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية أن تكون الأهداف واضحة قابلة للفهم من قبل جميع القراء،
وهو ما يستلزم اختيار الكلمات البسيطة المفهومة في صياغة الأهداف وتجنب الاعتماد على الكلمات الغامضة وغير المفهومة أو القابلة للتأويل.
-
ارتباط الأهداف بشكل وثيق بالمشكلة البحثية وفرضياتها أو تساؤلاتها:
من المهم للغاية أن يحرص الباحث العلمي عندما يحاول أن يصوغ الاهداف في دراسته البحثية أن يختار الأهداف التي لها صلة وثيقة بالمشكلة أو الظاهرة البحثية.
كما يفترض أن تكون الصلة وثيقة بين أهداف البحث وبين التساؤلات الاستفهامية للبحث،
أو مع الفرضيات التي تظهر العلاقات بين متغيرات البحث وتوضح توقع الباحث لما ستصل إليها الدراسة من نتائج، وهو ما تؤكده أو تنفيه النتائج لاحقاً.
علماً أن العديد من الباحثين العلميين أو طلاب الدراسات العليا يتجهون لصياغة أهداف الدراسة البحثية على شكل أسئلة بحثية.
-
الأهداف القابلة للقياس والتحقق والتطبيق:
على الباحث العلمي أن يختار الأهداف التي تقبل القياس، والتي تكون واقعية يمكن للباحث العلمي أن يصل إليها،
وأن تكون قابلة للتطبيق، فيبتعد عن المبالغة في الأهداف البحثية التي تقوده إلى صياغة أهداف غير قابلة للتحقق وهو ما سيؤدي لفشل الدراسة العلمية.
-
اختيار أهداف البحث بعدد مناسب وتسلسل سليم:
على الباحث العلمي أن يحرص على أن يكون عدد أهداف الدراسة العلمية بما فيها من أهداف رئيسية أو أهداف ثانوية مستمدة منها،
متناسب مع موضوع الدراسة وحجمها.
كما أن إحدى أهم شروط صياغة أهداف الدراسة البحثية أن يكون تسلسل الأهداف التي يتم صياغتها متناسب مع تطور الدراسة بمختلف مباحثها،
بما يسمح بالوصول إلى الاستنتاجات البحثية بشكل علمي منطقي سليم.
-
إظهار التنبؤات أو التصورات المستقبلية للباحث العلمي:
إن الأهداف التي يسعى الباحث العلمي للوصول إليها من خلال الدراسة العلمية،
تحتاج إبراز الغايات التي يسعى الباحث للوصول إليها من خلال تلك الدراسة.
ومن أجل ذلك نجد أن الباحث العلمي بعد تحديد وصياغة أهداف دراسته العلمية يتجه إلى
أن يجمع ما يحتاج إليه من بيانات ومعلومات مرتبطة بمشكلة البحث والتي تساعد في تحقيق أهداف الدراسة.
وبعد جمعها يتجه إلى تنظيمها وترتيبها ودراستها وتحليها،
بما يسمح له فهم العلاقة بين متغيرات البحث وبالتالي يصل الى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة المثبتة بالبراهين والادلة.
-
تقويم مشكلة أو ظاهرة البحث العلمي:
عندما يتناول موضوع البحث أو الرسالة العلمية تقويم مشكلة أو ظاهرة بحثية معينة،
أو نقد دراسة سابقة للتأكد من سلامتها، وذلك لنفيها أو تأكيدها أو تعزيزها، أو سد الفجوات فيها.
فإن أحد شروط صياغة أهداف الدراسة البحثية تكون إظهار أن الغايات هي تقويم المشكلة أو الظاهرة أو الموضوع الذي تتناوله النظرية أو البحث السابق.
ومن خلال الدراسة قد يصل الباحث العلمي إلى ما توقعه من نتائج وحدده من فرضيات،
كما أنه قد يصل إلى نتائج تختلف عن فرضيات البحث وتكون نتائج غير متوقعة من قبله.
ومن أهم الشروط لتحقيق النجاح في الدراسة البحثية هنا هو عرض النتائج بكل دق وبأمانة علمية كاملة،
وتوضيح النتائج التي تمّ التوصل إليها سواء كانت مرغوبة من قبل الباحث العلمي أم لا، وسواء توقعها الباحث وتوافقت مع فرضياته أو ناقضتها.
-
الوصف للمشكلة أو الظاهرة البحثية:
يتجه الباحث العلمي في البحث العلمي وخصوصاً في الدراسات الوصفية التي تعتبر من أكثر البحوث العلمية انتشاراً،
إلى الوصول إلى أهداف دراسته البحثية من خلال الوصف للظاهرة أو المشكلة البحثية،
وجمع المعلومات والبيانات التي تسمح له تحقيق الغايات المستهدفة من الدراسة.
وهو ما يستوجب توضيحه من خلال صياغة أهداف البحث، ومن خلال الفرضيات أو الأسئلة البحثية،
ويسمح الوصف السليم لظاهرة أو مشكلة البحث العلمي في الوصول إلى المعلومات والبيانات البحثية
التي تسامح في الوصول إلى الحلول والاستنتاجات المنطقية السليمة المثبتة بالبراهين والأدلة.
وهنا لا بدّ لنا من الإشارة إلى أن تحقيق أهداف البحث الوصفي تستند بشكل كبير على دقة إجراءات الباحث العلمي،
وبقدرته على الوصول إلى المعلومات والبيانات المنطقية السليمة والدقيقة، وعلى تنظيمها ومناقشتها وتحليلها بأسلوب منطقي علمي سليم.
-
التأكد والتثبت والتحقق:
من الغايات الرئيسية التي تشكّل أهداف نسبة مهمة من البحوث العلمية هي التأكد والتثبت والتحقق،
بحيث يعمل الباحث العلمي لدراسة بحوث أو نظريات سابقة لتكون موضوع البحث العلمي، ويعمل الباحث العلمي على التثبت والتأكد منها.
ومن خلال هذه الدراسات العلمية يكون توجه الباحث العلمي لإعادة التجارب والدراسات،
ويختبر العديد من الفرضيات، وبناءً على ذلك يتأكد من دقة النظرية أو الدراسة موضوع البحث،
ويحدد مدى حاجتها للتطوير أو التعزيز، كما انه قد يوضح حاجتها للنفي بشكل كامل وبناء نظرية مخالفة لها.
-
التفنيد والدحض:
قد يكون من شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية توضيح أن غاية الدراسة هو التفنيد والدحض لدراسات أو أبحاث أو نظريات سابقة تنتمي لتخصص الباحث العلمي.
ومن خلال إجراء مثل هذه البحوث يتجه الباحث العلمي لإعادة الاختبارات والدراسات،
والعمل على مناقشة المعلومات والبيانات البحثية بشكل أكاديمي منطقي سليم.
و بالاستناد للاستنتاجات البحثية ولما قام به الباحث العلمي من مقارنات يصل إلى النتائج المثبتة بالبراهين والأدلة المنطقية السليمة،
ويتأكد من قدرته على دحض ونفي النظرية أو البحث العلمي المستهدف بالنقد.
-
الضبط والتحكم:
من أكثر الأهداف البحثية التي يتم السعي إليها من الباحثين العلميين وبالخصوص في العلوم التطبيقية
هي العمل على ضبط ظاهرة أو مشكلة أو تجربة البحث العلمي، والعمل على التحكم بها وإبقائها ضمن السيطرة وقياس النتائج التي يتم الوصول إليها.
ويمكن من خلال مثل هذه الدراسات البحثية أن يقوم الباحث العلمي باستخدام العديد من الأدوات والوسائل
التي تسمح له بالتحكم والضبط لظاهرة أو إشكالية البحث العلمي،
كما تسمح بضبط المتغير أو المتغيرات المستقلة، وقياس تأثيرها على المتغير أو المتغيرات التابعة والعمل على التأكد من سلامتها ودقتها.
-
دراسة الفجوات البحثية والتوصل إلى الاكتشافات والمعارف الجديدة:
من الغايات البحثية الأهم والأعلى قيمة هي الدراسات التي تسعى لسد إحدى الفجوات البحثية،
أو الوصول إلى اكتشاف جديد، او حل لمشكلة مجتمعية ما لم يتم الوصول إلى حلها مسبقاً.
وهذه الأهداف هي أسمى الأهداف وذلك لتأثيرها الكبير، سواء بمساهمتها في تطور العلوم من مختلف التخصصات،
أو مساهمتها بتطور المجتمعات أو إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهها، أو بمساهمتها برفاهية الأمم والأفراد.
ومن المهم للغاية في هذه الحالة أن يظهر الباحث العلمي من خلال اتباعه شروط صياغة أهداف الدراسة البحثية
توضيح الاكتشافات الإبداعية والمبتكرة التي يسعى إليها،
والتي لها دور رئيسي في التقدم والتطور والازدهار للأمم والمجتمعات والعلوم المختلفة.
-
التفسير والإيضاح:
من الأهداف الأكثر شيوعاً في الدراسات العلمية من مختلف التخصصات العمل على إيضاح وتفسير ظواهر او إشكاليات علمية معينة.
حيث يحاول الباحث العلمي في مثل هذه الدراسات أن يعرض معلومات وبيانات دراسته البحثية،
ويسعى لأن يفسر إشكالية دراسته بشكل علمي أكاديمي منطقي سليم.
كيفية الوصول إلى أهداف الدراسة العلمية
بعد ان اطلعنا على أهم شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية بات من السهل التعرف على الكيفية التي تتم من خلالها صياغة أهداف البحث أو الرسالة العلمية.
حيث لا بدّ على أي باحث علمي أو طالب دراسات عليا أن يعمل على تأطير الأهداف البحثية وصياغتها
بالشكل العلمي الأكاديمي الواضح والمفهوم والمتلائم مع موضوع البحث العلمي وخطواته.
وهو ما يستلزم التخطيط السليم للدراسة العلمية من قبل طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي،
الذي يتأكد من امتلاكه لجميع الإمكانيات المهارية والمعرفية، وأن لديه ما يكفي من الخبرة ومن القدرات المالية لتحقيق أهداف البحث.
مع ضرورة التأكد من امتلاك الوقت الكافي لإجراء الدراسة بالشكل الأمثل،
ومن أن الوسائل والموارد والأدوات متوافرة ويمكن استخدامها، مع أهمية تأكد الباحث من معرفته لبيئة دراسته البحثية ومن إحاطته بها بشكل شامل.
وبالإضافة لكل ذلك فإن الصياغة المفهومة والسليمة والقوية تتأثر بصورة كبيرة بالجهود التي يبذلها الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا،
وبما سعى للاطلاع عليه من أبحاث ورسائل علمية وغيرها من دراسات سابقة مرتبطة بمجاله العلمي عموماً وبالموضوع الدراسي الذي يتناوله بحثه بشكل خاص.
فبذلك فإن القاعدة المعرفية للباحث العلمي ستكون أكبر،
وسيكون مطلعاً بشكل كامل على مختلف التطورات العلمية في مجاله البحثي،
وسيكون أكثر قدرة على أن يصل إلى الأهداف البحثية ذات القيمة العالية.
كما أنه سيمتلك قدرات أكبر على الوصول إلى الفجوات البحثية وغيرها من الاكتشافات العلمية المهمة المنتمية لمجاله العلمي.
ليس هذا وحسب بل أن الباحث العلمي سيكون أكثر قدرة على الالتزام بمختلف شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية،
وسيتمكن من صياغة أهداف بحثه بشكل أكثر سلامة ودقة، مستنداً إلى الخبرة التي اكتسبها من الاطلاع على الأهداف المصاغة في الأبحاث والدراسات السابقة.
الأخطاء الشائعة في صياغة أهداف الدراسة البحثية
إن طلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين يقعون بالعديد من الأخطاء عند صياغتهم لمختلف أهداف الدراسة العلمية،
وهذا ما دفعنا لعرض أهم الأخطاء الشائعة في صياغة أهداف البحوث العلمية للعمل على تجنبها، ومن أكثر هذه الأخطاء شيوعاً نذكر ما يلي:
- يتجه العديد من الباحثين العلميين لصياغة أهداف بحثية غير واقعية، فهي صعبة الدراسة وصعبة التحقيق إن لم تكن مستحيلة التحقق.
سواء لأنها بطبيعتها غير قابلة للتحقق، أو لعدم امتلاك الباحث العلمي الإمكانيات والمهارات المعرفية لتحقيقها،
أو لأنه لا يمتلك القدرة المالية أو الوقت الكافي لتحقيق الأهداف البحثية مما يجعلها أهداف غير واقعية.
فبجميع الحالات السابقة فإن أهداف البحث العلمي ستعتبر غير واقعية وليست سليمة، وهو ما سيؤدي لفشل الدراسة العلمية.
- على الباحث العلمي عند تحديد أهداف البحث العلمي أن يحرص على إبقاء هذه الأهداف ضمن نطاق محدد، فلا تكون واسعة بشكل كبير مبالغ به، لأن الوصول لتحقيق هذه الأهداف سيكون صعباً جداً في هذه الحالة.
ولذلك احرص على اختيار مجموعة محددة من الأهداف التي يمكن تحقيقها،
والتي يتبع في صياغتها جميع شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية.
-
على الباحث العلمي أن يحرص على اتباع الوسائل والأساليب الملائمة للوقت المتاح له لتحقيق جميع أهداف دراسته العلمية الرئيسية أو الفرعية منها.
وهذا ما يحتاج من الباحث العلمي أن يلحظ ما يمتلكه من وقت لدراسة وتقديم دراسته العلمية،
وهل هذا الوقت هو كافٍ لإجراء الدراسة بما تحتاجه من تأنٍ وهدوء للوصول إلى دراسة سليمة تحقق جميع الأهداف التي تمت صياغتها من قبل الباحث العلمي.
- من أكثر الأخطاء شيوعاً في صياغة أهداف البحوث والرسائل العلمية أن طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي لا يمنح الأهداف التي حددها لدراسته ما تحتاج إليه من اهتمام وفعالية وعمق.
وهو ما يؤدي إلى أخطاء متعددة في صياغة الأهداف البحثية، وهو ما سيؤثر على سلامة البحث أو الرسالة العلمية بالكامل،
وهي لن تكون بالجودة المطلوبة التي تحقق التقييمات العالية لأن البحث سيفتقد للتماسك والشمول الذي يؤدي إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.
- من أكثر الأخطاء التي قد نجدها عند نسبة كبيرة من الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا عدم بذلهم للجهود التي يحتاجها العمل البحثي، فتراهم لا يسعون للاطلاع على الدراسات السابقة التي توسع من قاعدتهم العلمية المعرفية، وبالخصوص بما يرتبط بالدراسات الجديدة التي يفترض الباحث العلمي على اطلاع دائم بها.
وهذا كله سيؤثر على قدراتهم البحثية والإبداعية، ولن يتمكنوا من الالتزام بمختلف شروط صياغة أهداف الدراسة العلمية،
وهو ما يسمح بأن تحمل الأهداف البحثية كافة الشروط والخصائص اللازمة لنجاح الدراسة البحثية.
هل هناك فرق بين أهداف الدراسة وغايات الدراسة
على الرغم من أن معظم الباحثين العلميين والطلاب يخلطون بين غايات البحث العلمي وأهدافه ويظنون أن كلاهما يشيران إلى نفس المعنى تماماً،
إلا أن الواقع يشير إلى بعض الفروق بين أهداف البحث العلمي وغاياته، وهو ما يظهر من خلال ما يلي:
- إن الغايات في البحث العلمي تصاغ عادة بجملة واحدة او من خلال عبارات مختصرة، أي أنها وبشكل عام تكون مختصرة وقصيرة.
في حين أن الأهداف في الدراسات البحثية تصاغ بشكل موسع أكثر،
وتكون مرتبة ومنظمة لها قوائم مرقمة، بالشكل الذي يسمح بربط أهداف البحث المختلفة بجميع المحاور والمباحث في الدراسة العلمية.
2. إن الأهداف في الدراسات العلمية يفترض أن تكون دقيق ومصاغة بشكل واضح ومحدد، في حين أن الغايات في البحث العلمي تبقى أوسع وإن بشكل نسبي.
3. إن التركيز في غايات البحث العلمي يكون على مدى طويل نسبياً من المدى الذي تسعى إليه أهداف البحث العلمي، فالأهداف في الدراسات البحثية تحاول التركيز على النتائج الفورية أو ذات المدى القصير.
4. إن أهداف الدراسة البحثية تركز بشكل رئيسي على الأمور التي يحاول الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا الوصول إليها وتحقيقها في مشواره العلمي البحثي.
أما غايات البحث العلمي فهي تركز بشكل رئيسي على الطرق والأساليب والكيفية التي من الممكن أن تساهم بتحقيق أهداف البحث العلمي.
وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم أهداف الدراسة البحثية، وما هي أبرز خصائصها؟
كما عرضنا ما هو موضع صياغة أهداف الدراسة في الرسائل والأبحاث العلمية.
لنتوجه بعد ذلك للحديث عن أهمية الأهداف في البحث العلمي،
وعن الكيفية التي تساعد الباحث العلمي على الوصول إلى أهداف الدراسة العلمية،
كما أننا عرضنا أكثر الأخطاء الشائعة في صياغة أهداف الدراسات البحثية، وحاولنا تعريفكم على الفرق بين أهداف الدراسة وغايات الدراسة.
وبالإضافة إلى كل ذلك فقد عملنا على إلقاء الضوء بشكل تفصيلي على مختلف وأهم شروط صياغة أهداف الدراسة،
سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين من مختلف التخصصات العلمية.
المصادر: