عيوب البحث العلمي
عيوب البحث العلمي
البحث العلمي هو محاولة لفهم العالم من خلال الملاحظة والتحليل والاستنتاج. العلم يتطلب الثقة في الأدلة الحسية، والمراقبة والمشاهدة واختبار الفرضيات لصنع النظريات، بالإضافة للتجربة والتحقق واختبار هذه النظريات. البحث العلمي قائم على الحقائق والأدلة التجريبية الموثوقة التي تهدف لاكتشاف الحقيقة. لكن العلم لا يمكن أن يكون حراً من الخطأ فلا أحد لديه معرفة كاملة بالعالم. لهذه الأسباب، ليس كل ما يفعله العلم هو الحقيقة الكاملة.
جدول المحتويات
عوامل ضعف البحوث العليمة :
- العوامل العامة: ناتجة عن عدم معرفة الباحثين باللغات الأجنبية وبالتالي عدم قدرتهم على معرفة المنهجية السليمة اللازمة لإعداد البحث. بالإضافة إلى عدم الرجوع للمراجع العلمية الصحيحة للتأكد من جودة الخطط البحثية.
- العوامل الخاصة: تتمثل في رغبة بعض الباحثين في إنهاء البحوث والدراسات بأسرع فترة ممكنة بغض النظر عن جودتها، للحصول على الدرجة المطلوبة أو تحقيق مكانة معينة.
- الدعم اللوجستي: يتمثل في قلة المرجعيات العلمية التي تقدم الأجوبة الصحيحة للباحثين، وقلة مصادر التمويل للأبحاث العلمية.
عيوب البحث العلمي
أنواع العيوب الشائعة في البحوث العلمية :
- العيوب المنهجية: المنهجية العلمية هي مجموعة من المحددات والخطوات يجب القيام بها لضمان جودة البحث العلمي، بالتالي أي خطوة من المنهجية العلمية لا يقوم بها الباحث تعتبر عيباً منهجياً. قد تكون العيوب المنهجية عيوباً صغيرة أو جوهرية.
- منهجية العيوب: عندما يعتمد الباحث على منهجيات سابقة في بحثه دون التأكد من الصحة العلمية لهذه المنهجيات، وعندما يتكرر هذا الخطأ في عدد من الأبحاث والدراسات العلمية سيصبح لدينا منهجية العيوب.
أهم العيوب في البحث العلمي :
عنوان البحث:
يجب أن يكون العنوان واضحاً وشاملاً ومختصراً ومفهوماً وذو دلالة. أهم العيوب التي قد تكون في عنوان البحث:
- أخذ عناوين البحث من عناوين الكتب والمراجع، مما يؤدي إلى عدم وضوح نوع البحث والمنهجية العلمية المتبعة.
- عدم وضوح مجتمع وعينة البحث.
- عدم وضوح نوع المعالجة التي سيتبعها الباحث.
مشكلة البحث:
مشكلة البحث هي التي تحدد العلاقات بين متغيرات البحث، بالتالي لا بد من تحديد متغيرات البحث والعلاقة بين هذه المتغيرات والمجتمع موضوع الدراسة. أهم العيوب التي قد تظهر في مشكلة البحث:
- صياغة المشكلة بصورة غامضة أو بصورة عامة غير محددة، أو التساهل واختيار أول مشكلة تخطر في البال.
- كتابة المشكلة بلغة ركيكة أو على شكل فكرة غير محددة تنم عن التسرع والسطحية.
أهداف البحث:
يجب أن تكون الأهداف واضحة بشكل تام، ومتنوعة ونابعة من التساؤلات الموجودة في مشكلة البحث. أهم العيوب التي قد تظهر في أهداف البحث:
- الخلط بين مشكلة البحث وأهداف البحث، مشكلة البحث عبارة عن مجموعة من المكونات الغامضة والمعقدة، والأهداف هي محاولة حل هذا الغموض عبر طرق وأساليب واضحة ومحددة ومنهجية.
- إعادة كتابة أسئلة البحث بصياغة أخرى واعتبارها أهدافاً للبحث. أهداف البحث تكون مشتقة من الأهداف العلمية العامة وهي الفهم والتفسير والتطبيق والتقييم والتنبؤ، مشكلة البحث يجب أن تمثل هذه الأهداف أو بعضها.
تقييم الدراسات السابقة:
لا بد من ربط مشكلة البحث بالبحوث السابقة التي تم القيام بها في نفس المجال. الهدف من مراجعة الدراسات السابقة هو إغناء البحث والتأكد من أن هذه الدراسات مرتبطة وداعمة لمشكلة البحث وأن البحث ينقد ويحلل هذه الدراسات. أهم العيوب التي قد تظهر عند مراجعة الدراسات السابقة:
- وضع دراسات سابقة غير مرتبطة بشكل مباشر بالبحث.
- التركيز على نقض الدراسات السابقة وإظهار عيوبها ونقاط ضعفها.
و الهدف من مراجعة الدراسات السابقة الربط بين مشكلة البحث وتاريخ البحث في الموضوع لإقناع الآخرين بأهمية الموضوع.
- الاعتماد على أبحاث ودراسات سابقة قديمة لم تعد معتمدة من المؤسسات العلمية المعروفة.
- الاعتماد على دراسات سابقة عامة ومقتبسة من مصادر ثانوية وليست أولية، أو الاكتفاء بدراسة سابقة واحدة فقط.
- عدم مناقشة أوجه الاختلاف والتناقض بين الدراسات والأبحاث السابقة.
فرضيات البحث:
فرضية البحث هي تفسير مؤقت ومحتمل للعوامل والأحداث والظروف التي يحاول الباحث أن يفهمها. الفرضية تعتبر إجابة مؤقتة عن الأسئلة التي تطرحها مشكلة البحث، وهي تعبر عن العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع. أهم العيوب التي قد تظهر عند وضع فرضيات البحث:
- وضع الفرضيات دون الرجوع للأبحاث والدراسات السابقة.
- وضع عدد كبير من الفرضيات، مما يجعل الباحث غير قادر على وضع حلول وتفسيرات لمشكلة البحث.
عيوب في مفاهيم الدراسة العلمية والإجرائية:
أهم العيوب التي قد تظهر عند وضع مفاهيم البحث:
- كتابة عدة تعاريف للمفاهيم المطروحة في البحث دون مناقشة أو توضيح لهذه التعاريف.
- عدم كتابة المعاني اللغوية والاصطلاحية والإجرائية لهذه المفاهيم.
عيوب في الإطار النظري للبحث:
الإطار النظري للبحث هو وسيلة الباحث لعرض أفكاره ومعتقداته المرتبطة بمشكلة البحث بهدف تفسير العلاقة بين المتغيرات. أهم العيوب التي قد تظهر عند وضع الإطار النظري للبحث:
- عدم المعرفة بكيفية معالجة الإطار النظري للبحث، والاكتفاء بالتقديم النظري للمفاهيم والمتغيرات في موضوع الدراسة.
- عدم تقديم وجهة نظر الباحث فيما يتعلق بالإطار النظري والمفاهيم والنماذج موضوع الدراسة.
عيوب تتعلق بعينة البحث:
العينة هي مجموعة الأشخاص التي نجمع عنهم البيانات في الدراسة، يجب أن تمثل العينة المجتمع الذي ستعمم عليه نتائج الدراسة فيما بعد تمثيلاً صادقاً. أهم العيوب التي تظهر عند اختيار عينة البحث:
- الاختلاف بين عينة البحث والمجتمع الذي ستعمم عليه نتائج الدراسة، ويعود ذلك لصعوبة الوصول للبيانات المطلوبة أو انحياز الباحث أو عدم وضوح التعريفات والتصنيفات أو عدم اختيار الفترة المناسبة لإجراء الدراسة أو جمع البيانات بطريقة غير منهجية وعلمية.
- الإطار الذي اعتمد عليه الباحث لاختيار العينة لا يفي بالغرض، بسبب صعوبة التواصل مع أفراد العينة وبالتالي صعوبة الحصول على الإجابات المطلوبة منهم.
عيوب تتعلق بمنهج الدراسة:
يجب التفريق بين المنهج المستخدم وطبيعة البحث. المنهج الوصفي مثلاً يستخدم المسح الاجتماعي والمعاينة الاحصائية ودراسة الحالة وتحليل المضمون وقياس الرأي العام. يخطئ الباحثون عندما يقولون المنهج الاجتماعي والصحيح أنه منهج وصفي يستخدم المسح الاجتماعي.
عيوب في الأدوات المستخدمة:
المقصود هنا أدوات جمع البيانات واختبار الفروض. إمّا أن يستخدم الباحث أدوات متوفرة مسبقاً بناها باحثون آخرون أو أن يبني أدوات خاصة به. في الحالة الأولى يجب أن يتأكد الباحث أن الأدوات التي اختارها صادقة وثابتة وتلائم المجتمع وموضوع الدراسة، وفي الحالة الثانية يجب أن يتأكد الباحث من الخطوات التي اتبعها لبناء أدواته بصدق وثبات.
عيوب المعالجة الإحصائية:
يجب أن يكون الباحث على علم بالأساليب الإحصائية المناسبة وكيفية استخدامها. فقد يستخدم الباحث أساليب إحصائية لا تتناسب مع حجم العينة، وقد يعرض الباحث الكثير من الجداول والأرقام بلا نتائج واضحة.
عيوب في طريقة عرض البيانات وتفسيرها:
البيانات والنتائج الغير واضحة تعطي تعميمات غامضة. يجب تجنب تبويب البيانات بشكل غير كفؤ، أو التعميم من بيانات غير كافية وغير واضحة، ويجب التحقق من جميع الأحكام قبل أن تصبح حقائق.
عيوب في مناقشة النتائج:
يجب مراجعة نتائج الدراسة والربط مع البحوث النظرية ومع نتائج الدراسات السابقة، وقد يكون هناك حاجة لبحوث تالية للوصول إلى نتائج نهائية.
عيوب في توثيق المادة العلمية:
يجب توثيق المادة العلمية بشكل منهجي، وذلك ضمن البحث وفي نهايته.
خاتمة
من خلال هذه المقالة يتبين لنا أهم عيوب البحث العلمي والأخطاء التي قد نواجهها في الأبحاث العلمية، والتي يمكن تجنبها من خلال بعض التوصيات، نذكر منها:
- التدريب على اختيار وكتابة مشكلة البحث والفرضيات والتساؤلات والأدوات بشكل أفضل.
- معرفة وإتقان خطوات البحث العلمي وكيفية استخدامها للوصول لبحوث ناجحة.
- الاهتمام بالعمل الميداني وعدم الاكتفاء بالكتابة التنظيرية.
- الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي، وعدم سرقة أفكار الغير.
- جمع البيانات بالطرق العلمية والعملية والفنية والأخلاقية.
- الاعتماد على مراجع وأوراق علمية معتمدة لباحثين معروفين مشهود لهم في المجال المطلوب، والمواقع الإلكترونية الموثوقة.