كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية

كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية

كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية

إن كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية من الهواجس التي تشغل ذهن الطلاب والباحثين العلميين وبالخصوص في بداية مراحلهم البحثية.

فهؤلاء قد يحتاجون الى مزيد من الخبرة والى تنمية مهارات التعبير،

حتى يتمكنوا من نقل أفكارهم من خيالهم الى واقع ملموس يمكن الاطلاع عليه.

ولأن الكتابة الأكاديمية لها خصائصها التي تختلف عن الكتابة الأدبية، وهي تحتاج إلى خصائص مختلفة كالدقة والموضوعية على سبيل المثال.

ولأن لها دور كبير في تقدم العلوم ورقي الأمم وسعادة الأفراد ورفاهيتهم،

فإننا سنخصص هذ المقال للاطلاع على كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية.

مفهوم الكتابة الأكاديمية

إن الكتابة الأكاديمية أسلوب لغوي له نسق لغوي متخصص، وله الأدوات والتراكيب والألفاظ والخصائص المرتبطة به،

وللمعاني والدلالات وأسلوب الصياغة طرق مختلفة عن تلك التي تستخدمها الكتابة الأدبية.

ويستخدم الطلاب والباحثون الكتابة الأكاديمية للتعبير عن أفكارهم ونتاجهم العلمي،

وذلك في مختلف البحوث والرسائل العلمية، والأطروحات، والتقارير والأوراق العلمية، وغيرها من الدراسات العلمية ومن في حكمها.

قواعد الكتابة الأكاديمية

إن الوصول إلى كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية يحتاج في البداية التعرف على أبرز خصائص وقواعد الكتابة الأكاديمية وهي:

  1. إن أهم خصائص الكتابة الأكاديمية هي الموضوعية، فعلى الباحث العلمي الابتعاد عن ميوله العاطفية أو الشخصية، بل أن تكون كتابة علمية موضوعية حيادية، تستند على المعطيات والأحكام والبيانات المدعمة بالأدلة والبراهين.
  2. أن يتعامل الباحث العلمي مع دراسته بشكل علمي وموضوعي وبمسؤولية كاملة عن كل ما يورده الباحث العلمي في دراسته.
  3. تتسم الكتابة الاكاديمية بالصراحة والوضوح، وأنها كتابة منهجية متسلسلة ومترابطة، والعلاقات فيها منطقية وواضحة.
  4. على الباحث العلمي أن يستخدم في كتابته أسلوب عقلاني علمي، يعتمد على الحقائق المثبتة بالبراهين والحجج، فالكتابة هنا يجب أن تكون بعيدة عن المبالغات، أو السرد الغامض والضعيف منطقياً، مع ضرورة عدم الخروج عن المنهج والسياق البحثي الذي يضعف الدراسة ولا يوصلها الى النتائج المنطقية.
  5. إن الكتابة الأكاديمية من الكتابات التي تعتمد على الأرقام والتواريخ والحقائق، والتي تستخدم الحقول المعرفية والتراث والأدبيات العلمية، وهذا عامل إضافي يستلزم الصدق والدقة، والعرض الكامل والسليم للحقائق والنظريات والإحصائيات.
  6. إن تجنب الإحتيال والسرقة العلمية من أساسيات العمل والكتابات الأكاديمية، وهو ما يستلزم من الباحث العلمي توثيق جميع المصادر والمراجع التي اعتمد عليها بأحد أساليب التوثيق الأكاديمي، سواء كان الاقتباس منها بشكل مباشر أو غير مباشر.

  7. إن اللغة الاكاديمية هي لغة سليمة فصحى لا تقبل استخدام الكلمات العامية أو اللهجات المحلية، وهي لا تقبل الأخطاء اللغوية أو النحوية أو الإملائية.

وهو ما يدفع الغالبية العظمى من الباحثين الى إرسال أبحاثهم إلى المدققين اللغويين بعد إنهاء كتابتهم لها،

وذلك ليقوم المدقق المحترف بمراجعة البحث وتصحيح جميع الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية.

8. على الباحث العلمي تجنب استخدام ضمائر الملكية أو أسلوب الأنا في الكتابة،

فلا يفترض استخدام كلمات مثل: (أنا، نحن، اعتقد، نظن، أرى، نتوقع) وغيرها من كلمات مماثلة، والاعتماد يكون على كلمات مثل: (يظن الباحث، يعتقد الباحث).

9. إن كيفية تطوير مهارة الكتابة الاكاديمية تستلزم إظهار عمق تفكير الباحث، وثقافته الواسعة،

ومعارفه الشاملة في موضوع البحث، أن تكون اللغة المستخدمة قوية وصياغتها سليمة.

10. صحة أسلوب الكتابة، وترابط فقرات البحث، وأن تكون الفصول والأبواب مترابطة ومتسلسلة،

وأن يتم تطوير الدراسة وتعميق المعلومات حتى يتم الوصول الى النتائج بشكل علمي منطقي.

11. إن اللغة المستخدمة في الكتابة الأكاديمية من اللغات الحذرة، فالباحث العلمي يحاول تجنب العبارات القاطعة والادعائية،

بل يعتمد على كلمات مثل يعتقد الباحث أو يظن الباحث او انتهى البحث الى…

12. ترفض اللغة الأكاديمية الانحياز المعتمد على الأمور الشخصية أو بسبب الانتماء إلى مجتمع او منظمة او غير ذلك،

فالباحث العلمي لا يجب أن يظهر رأيه الشخصي سوى في فقرة التوصيات، فلا انحياز بالعمل العلمي الأكاديمي إلا للحقائق المثبتة بالأدلة والبراهين.

أهمية الكتابة الأكاديمية

هناك الكثير من الفوائد التي يمكن تحقيقها من خلال تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية، ومن أبرز هذه الفوائد نذكر:

  1. إن معرفة الطالب أو الباحث العلمي كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية تسمح له أن إظهار ذكائه ومهاراته وإمكانياته العلمية التي تسمح له الوصول إلى النتائج العلمية الدقيقة.
  2. إن الخبرة التي يمكن الوصول إليها عبر تطوير مهارات الكتابة الأكاديمية تنمي القدرات العقلية للباحث العلمي، الذي يطور فكره وينميه، ويصبح أكثر قدرة على أن يصل إلى التعابير والأساليب الأكثر جودة.
  3. إن توثيق وتخليد الحقائق والأفكار، وتطوير العلوم وإيجاد الحلول والنتائج المنطقية العلمية لا يمكن له أن يتحقق دون اتباع أسلوب الكتابة الأكاديمية، فالفضل الاكبر يعود إليها في صيانة العلوم من التلاشي، وفي التمكن من تطويرها بشكل مطرد.
  4. إن مواكبة ما صدر في الكتابات الأكاديمية التي تنتمي الى تخصص الطالب، أو الباحث العلمي، أو أي مهتم بمجال الكتابة، يساعد هؤلاء الأشخاص على أن يبقوا على اطلاع تام بجميع المجالات العلمية.
  5. تزيد الكتابة الأكاديمية السليمة من تقدير الباحث العلمي لذاته، ومن تعزيز ثقته بنفسه، فيمتلك الجرأة على الخوض بالكتابة الأكاديمية الدقيقة.

كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية

تحتاج الكتابة الاكاديمية الالتزام بمختلف عناصر وخطوات هذه الكتابة، فهي فن منهجي له قواعد ونظام محدد،

فالبحوث والرسائل العلمية لها تسلسل منهجي وعناصر متتالية،

ولكل عنصر من هذه العناصر أسلوبه الخاص بالكتابة وباستخدام الكلمات والعبارات وأساليب ترابطها.

ومن أهم النصائح المفيدة في كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية يمكننا أن نذكر ما يلي:

 

  1. وضع الباحث أو الكاتب الاكاديمي تفكير مسبق في مخيلته لمواضيع الفقرات وكيفية كتابتها، وهذا ما يستلزم مراعاة اتجاهات وسياق الكتابات الأكاديمية ومجالها العلمي.
  2. وضع مخطط أولي على مسودة خارجية يتم من خلالها وضع رؤوس الأقلام لما سيتم دراسته، مع وضع حدود للعمل ولاتجاهاته الرئيسية، وللمصطلحات الأساسية التي يتم اختيارها.
  3. وضع كل فكرة موجودة في المسودة السابقة بشكل رؤوس أقلام، والتوسع في دراستها عبر وضعها في فقرات مناسبة، وكتابتها بالشكل الواضح والمفهوم العلمي الذي يؤدي الهدف المراد من الفقرة ويوصل المعاني المراد إيصالها للقارئ.
  4. إن كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية تستلزم بشكل أساسي أن تكون الفقرات مترابطة ومتماسكة، وأن تكون مرتبطة بالموضوع البحثي، مع ضرورة تجنب الإطالة أو الاسترسال الممل في التفاصيل، وعدم وجود أي حشو أو تكرار في الفقرات.
  5. مراجعة جميع فقرات النص الأكاديمي، والتأكد من صياغته بشكل موضوعي واضح يساهم في أن يفهم القراء النص الأكاديمي.
  6. إن السلامة اللغوية امر اساسي كما ذكرنا سابقاً في الكتابة الأكاديمية، وهو ما يستلزم بناء الفقرات بشكل سليم، والتأكد من خلو النصوص من أية أخطاء إملائية أو نحوية أو لغوية، مع إمكانية الاستعانة بالمدقق اللغوي لضمان السلامة اللغوية.

أدوات تطوير مهارات الكتابة العلمية

إن الكتابة الأكاديمية هي صناعة وهي تحتاج إلى استخدام أدوات معينة تساهم في تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية ومنها:

  1. الاطلاع على الدراسات السابقة المنتمية الى تخصص الباحث العلمي عموماً، وموضوع دراسته بشكل خاص، فهذا يساهم بتطوير المهارات الأكاديمية.
  2. على الباحث العلمي أن يحرص على امتلاك الكفاية اللغوية، التي تسمح له أن يمتلك حصيلة من المفردات والمصطلحات التي تساعد الباحث على كتابة دراسته بشكل سليم وسلس.
  3. من أهم الأدوات التي تساعد في كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية قراءة عدد من الكتب والمواضيع المتخصصة بفن الكتابة، فهي تساهم في زيادة خبرة الكاتب وتطوير أسلوبه الكتابي العلمي.
  4. إن الباحث العلمي أو الطالب أو أي مؤلف اكاديمي يحتاج إلى اطلاع واسع على الثقافة العامة بشكل عام، وعلى مجال تخصصه بشكل خاص، وبالموضوع الذي ينوي الكتابة فيه، لما سيمنحه هذا الأمر من قاعدة معرفية وثقافة عصرية تساهم في الوصول الى كتابة أكاديمية عالية الجودة.

أخلاقيات الكتابة الأكاديمية

هناك العديد من الصفات التي لا بدّ أن يتحلّى بها الباحث او الكاتب الأكاديمي،

لأن الكتابة الأكاديمية لا يمكن أن تنجح وتحقق الهدف المطلوب منها

إلا في حال تم بالالتزام بالقيم وأخلاقيات الكتابة الأكاديمية وأبرزها:

  1. الأمانة العلمية وهي تكون من خلال إظهار الحقائق والبيانات والمعلومات والنتائج كما هي دون تدخل أي عامل شخصي.

فعلى سبيل المثال على الباحث العلمي أن يضع النتائج المثبتة

كما هي حتى وإن قامت بنفي الفرضيات التي وضعها في بداية بحثه،

وأن يعرض جميع المعلومات والبيانات الموثوقة بما فيها ما لا يتلاءم مع ميوله الشخصية

2. أن يكون الباحث العلمي حيادي غير منحاز لأي أمر لا يرتبط بالموضوعية والعلمية،

وأن يبتعد عن آرائه وميوله الشخصية، ولا يقوم بتحوير الحقائق والنتائج ليراعي المصالح والميول الذاتية أو الفكر المجتمعي.

3. من صفات الباحث العلمي وأخلاقيات البحث أن يعمل الباحث بشكل حريص وهادئ ودقيق،

فالباحث العلمي كأي إنسان قد يقع بالخطأ، ولكن هذه  الأخطاء تقبل عندما تكون عن سهو وغير قصد،

أما الأخطاء بسوء نية فهي تخرج الباحث من إطار العمل العلمي الأكاديمي السليم، وتناقض أخلاقيات الكتابة الأكاديمية.

4. على الباحث العلمي احترام مجهودات الباحثين والأفراد السابقين وأن لا يتعدى على ملكيتهم الفكرية،

ويكون ذلك من خلال التوثيق العلمي الأكاديمي السليم لجميع المصادر والمراجع التي تمّ الاعتماد عليها.

وبالتالي يمكننا القول ان الامانة وتجنب الاحتيال والسرقة العلمية من أهم أركان أخلاقيات الكتابة الأكاديمية.

5. على الكاتب الأكاديمي مع بدء عمله أن يتجرد من جميع المواقف الخاصة والأحكام المسبقة،

وأن يقوم بعمله العلمي الذي لا تؤثر العلاقات الشخصية فيه على أي عنصر أو خطوة من خطوات البحث،

لأن هذا سيعيب البحث وغالباً ما يوصله إلى نتائج خاطئة أو غير دقيقة.

6. من أبرز صفات العمل الأكاديمي الناجح التحمل والصبر،

وذلك لأن الكتابة الاكاديمية من الأمور التي تحتاج الى بذل مجهودات كبيرة وقضاء وقت طويل في العمل البحثي،

مما يستلزم امتلاك الباحث للصبر والتميز.

ولهذا السبب يتم تقديم النصائح للباحثين العلميين والطلاب باختيار المواضيع التي يحبونها ويميلون اليها،

لأن ذلك سيساعدهم على قضاء وقت طويل وبذل جهد كبير

دون أي شعور بالملل أو التعب الذي قد يؤدي إلى الاستعجال الذي يؤثر على جودة ونتائج البحث العلمي.

أبرز الأخطاء الشائعة بالكتابة الأكاديمية

من أبرز الأخطاء الشائعة التي يلاحظ انتشارها بشكل ملحوظ عند عدد من الطلاب والباحثين العلميين نذكر: 

  1. الخلل في المظهر العام للنصوص، والأخطاء اللغوية والإملائية والنحوية مع أخطاء الشكل والضبط، وهو ما يستلزم امتلاك الباحث العلمي لمهارات لغوية كبيرة، وإلا فعليه الاستعانة بالمدقق اللغوي المحترف الذي يضمن السلامة اللغوية للنصوص.
  2. لا يحسن العديد من المؤلفين في الكتابة الاكاديمية توضيح المعنى المقصود من الكلام مما يوقعهم في مشاكل عديدة منها خروج العبارات عن معناها وسياقها الصحيح.
  3. عدم تماسك النص، والتفكك بالفقرات، وعدم اتصالها بالموضوع الذي يتناوله النص، مما يضيع القارئ ويشعره بالملل وعدم فهم النص وبالتالي عدم إكمال القراءة.

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم الكتابة الأكاديمية، وقواعدها وأهميتها، كما اطلعنا على أبرز أدوات تطويرها،

مع عرض أخلاقيات الكتابة الأكاديمية والأخطاء الشائعة في هذا النوع من الكتابة.

بالإضافة إلى التعرف على كيفية تطوير مهارة الكتابة الأكاديمية،

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المفيدة بالنسبة اليكم.

المصادر:

أساسيات الكتابة الأكاديمية، 2022، جامعة الملك سعود

مهارات الكتابة الأكاديمية في الدراسة الجامعية، 2021، كلية الشرق الأوسط

Share this post


تواصل معنا الآن