شروط اختيار عينة البحث العلمي
شروط اختيار عينة البحث العلمي، إن الالتزام بمختلف شروط اختيار عينة البحث العلمي أمر أساسي للوصول إلى البيانات والمعلومات الدقيقة،
التي تقود الى نتائج وحلول سليمة، وذلك في مختلف شروط الدراسات والأبحاث والرسائل العلمية التي يتم جمع المعلومات فيها بشكل مباشر من عينة البحث.
يمكننا اعتبار أن خطوة اختيار العينة الدراسية من الخطوات المهمة للغاية،
والتي لها دور أساسي في الوصول الى معلومات ومواد البحث التي تؤثر على النتيجة النهائية للدراسة، وعلى وصولها الى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.
ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه عينة الدراسة في مختلف الدراسات التي تسعى لجمع المعلومات والبيانات مباشرة من مجتمع البحث.
فإننا سنحاول من خلال هذا المقال تقديم أهم المعلومات المرتبطة بكيفية اختيار عينة البحث
وشروط اختيار عينة البحث العلمي لتحقيق النتائج المطلوبة.
جدول المحتويات
مفهوم عينة البحث العلمي
إن عينة الدراسة هي عدد من الأفراد الذين يختارهم الباحث العلمي وفق إحدى طرق اختيار عينة البحث، بحيث يحمل هؤلاء الأفراد جميع سمات وخصائص مجتمع البحث، بما يسمح للباحث ان يجمع المعلومات والبيانات ودراستها وتحليلها، وصولاً إلى الحلول والاستنتاجات القابلة للتعميم على مجتمع البحث.
وبالتالي لا بدّ لعينة البحث من حمل خواص وسمات وخصائص المجتمع البحثي الذي تمثله،
مما يوجب على الباحث الحرص الكبير على اختيارها بالشكل السليم والموضوعي الذي يلتزم بجميع شروط اختيار عينة البحث العلمي.
علماً أن العديد من الخطوات التي يقوم بها الباحث العلمي هي التي تحدد حاجته لاختيار العينة الدراسية،
و لتحديد نوع العينة التي يمكن الاعتماد عليها للوصول إلى البيانات والمعلومات الدقيقة التي تقود الى الاستنتاجات السليمة بعد تنظيمها ودراستها وتحليلها بالشكل السليم.
علماً أن اختيار عينة الدراسة بالشكل السليم يحقق العديد من الفوائد المهمة منها الوصول الى النتائج القابلة للتعميم على مجتمع البحث،
مع التوفير الكبير في الوقت والجهد والتكاليف المالية.
مراحل اختيار عينة الدراسة في البحث العلمي
قبل الإشارة إلى شروط اختيار عينة البحث العلمي من المفيد الاطلاع على مراحل وخطوات اختيار عينة الدراسة في البحث العلمي،
والتي تأتي عبر المراحل التالية:
-
تحديد كيفية جمع معلومات وبيانات البحث:
على الباحث العلمي بعد أن يحدد مشكلة البحث العلمي والأهداف الرئيسية والفرعية التي تسعى للوصول اليها،
ان يحدد كيفية تحقيق أهداف البحث العلمي، وما هي طريقة جمع المعلومات والبيانات البحثية.
وفي حال كانت الحاجة الى جمع هذه المعلومات والبيانات بشكل مباشر من مجتمع البحث،
فهذا يعني أنه بحاجة الى اختيار عينة الدراسة، وهو ما يستلزم الانتقال إلى الخطوة التالية من خطوات اختيار عينة البحث العلمي.
-
التحديد السليم لمجتمع البحث:
بعد تحديد طريقة جمع المعلومات والبيانات بشكل مباشر يتجه الباحث العلمي الى التحديد الدقيق للمجتمع البحثي،
الذي تستهدفه الدراسة البحثية، ومن خلال هذه الخطوة يقوم الباحث بتحديد المجتمع تحديداً دقيقاً، وتحديد الأفراد المنتمين لهذا المجتمع البحثي.
وهنا نشير الى مثال عن تحديد مجتمع البحث، فإذا تناول البحث ظاهرة ازدياد التسرب المدرسي الذي تشهده أرياف محافظة حمص،
فيتم استبعاد التسرب المدرسي الذي يشهده مركز المحافظة، والتسرب الذي تشهده باقي المحافظات،
ويتم تحديد المجتمع ضمن القرى والبلديات التابعة حصراً لمحافظة حمص.
-
التحديد الدقيق لخصائص مجتمع البحث:
في الخطوة التي تلي التحديد الدقيق لمجتمع البحث، يقوم الباحث العلمي بتحديد الخصائص التي يحملها هذا المجتمع،
كما يقوم بتحديد مختلف المتغيرات المرتبطة بالموضوع البحثي.
فعلى سبيل المثال يمكن تحديد خصائص المجتمع بأن يكون أفراد مجتمع الدراسة ينتمون الى جنسية معينة،
أو سن محدد، او من كلا الجنسين أو أحدهما فقط، أو الحالة الاجتماعية لأفراد المجتمع، وغير ذلك من خصائص تختلف مع اختلاف موضوع البحث.
-
تحديد حجم عينة البحث العلمي:
إن التعامل مع كامل أفراد مجتمع البحث هو أقرب للمستحيل بالنسبة للباحثين وطلاب الدراسات العليا،
فالأمر لا يقتصر على صعوبة الضبط للمتغيرات البحثية مع الحجم الكبير للمجتمع.
بل يمتد الى ما تحتاجه الدراسة حينها من وقت أو جهد أو تكاليف مالية، لأننا في هذه الحالة بحاجة الى مجهودات جماعية من الباحثين العلميين،
وامتلاك الوقت الكافي والإمكانيات التي لا يمكن تغطيتها سوى من الحكومات والهيئات الضخمة.
وبناءً على حجم مجتمع البحث، والموضوع الذي تتناوله الدراسة، وما يمتلكه الباحث العلمي من إمكانيات ومهارات،
وما يستطيع تقديمه من وقت ومال، يتم تحديد حجم عينة البحث العلمي.
التي كلما كبرت كلما منحت نتائج أكثر دقة، بشرط استخدام الباحث العلمي إحدى الطرق المنهجية لاختيار عينة البحث بشكل موضوعي.
وبعد أن يتم تحديد حجم العينة يتم انتقاء أفرادها بشكل حيادي وموضوعي، ليتم جمع المعلومات والبيانات وترتيبها وتنظيمها،
ثم دراستها وتحليلها حتى الوصول الى الاستنتاجات والحلول المنطقية التي يمكن تعميمها على كامل مجتمع البحث.
شروط اختيار عينة البحث العلمي
إن الوصول الى البيانات والمعلومات المنطقية السليمة من قبل عينة البحث العلمي،
يحتاج من الباحث العلمي ان يلتزم بمجموعة من قواعد وشروط اختيار عينة البحث العلمي، ومن أبرز هذه الشروط يمكن ان نذكر:
-
الاختيار الحيادي البعيد عن الميول الشخصية:
إن الالتزام بالحيادية والموضوعية وعدم اتباع الميول والأهواء الشخصية شرط أساسي في جميع مراحل البحث العلمي،
ومن ضمن هذه المرحلة اختيار العينة الدراسية.
على الباحث العلمي أن يختار العينة وفق إحدى طرق اختيار عينة البحث،
وذلك بشكل موضوعي وحيادي، بعيد كل البعد عن كل أشكال التحيز والميول الشخصية أو المجتمعية.
فالاختيار يجب أن ينحصر بأفراد العينة الممثلين بشكل سليم لمجتمع البحث،
وذلك وحده سيسمح بالوصول الى بيانات ونتائج منطقية سليمة، تساهم بعد تنظيمها وترتيبها ومناقشتها وتحليلها بالشكل السليم في الوصول الى نتائج واستنتاجات منطقية سليمة.
-
اختيار عينة الدراسة التي تحمل مواصفات مجتمع البحث:
من أهم شروط اختيار عينة البحث العلمي أن يحمل أفراد عينة الدراسة كافة صفات وخصائص المجتمع البحثي،
لتمثّله بالشكل الصحيح الذي يسمح لاحقاً بتعميم النتائج على مجتمع البحث.
وبالتالي فإن الأمر يبدأ مع التحديد السليم لجميع خصائص وسمات مجتمع البحث،
وتقسيمها على الفئات والطبقات التي تمثلها و تحقق الصدق والتجانس.
ثمّ يجري الاختيار السليم لأفراد العينة بالحجم الذي تمّ تحديده،
على أن تكون فرص جميع أفراد مجتمع البحث متساوية عند اختيار العينة الممثلة للمجتمع.
-
تحقيق التجانس بالمجتمع الأصلي للبحث:
على الباحث العلمي أن يحرص على وجود تجانس أو تشابه بين مختلف المكونات التي يتكون منها مجتمع البحث،
سواء من حيث النوع، أو الشكل، او العمر، او الجنس، او الثقافة، او غيرها من الصفات والخصائص المرتبطة بموضوع البحث العلمي.
وتظهر أهمية التجانس باختيار عينة البحث بشكل خاص بشكل خاص عند الوصول الى عملية التحليل الإحصائي،
لأنه في حال عدم وجود تجانس فإن البحث قد يصل الى استنتاجات خاطئة، كما أن التعميم على مجتمع البحث لن يكون ممكن إلا مع المجتمع البحثي المتطابق.
وبالتالي على الباحث العلمي أن يتأكد من أن جميع مكونات مجتمع الدراسة لديهم توافق وتكافؤ بالخصائص والمواصفات التي تتعلق بظاهرة أو مشكلة البحث.
-
اختيار الحجم المناسب لعينة البحث العلمي:
من أهم شروط اختيار عينة البحث العلمي هو اختيار حجم العينة بالشكل الذي يتناسب مع حجم مجتمع البحث،
ومع الموضوع البحثي، علماً أن زيادة حجم عينة الدراسة يساهم في الوصول إلى معلومات وبيانات أكثر دقة.
وهنا ننصح الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا بجعل العينة الدراسية كبيرة بالحجم الذي يسمح بالوصول الى نتائج دقيقة وسليمة،
فكلما كان بإمكان الباحث جعل العينات أكبر من حدها الأدنى فستزداد دقة المعلومات والبيانات، وستزداد إمكانية التعميم على كامل مجتمع البحث.
لماذا يتجه الباحث العلمي إلى اختيار عينة الدراسة؟
بعد أن اطلعنا على شروط اختيار عينة البحث العلمي،
سنحاول إلقاء الضوء على أبرز الأسباب التي تدفع الباحث العلمي لاختيار العينة البحثية المناسبة لدراسته العلمية، والتي يمكن اختصارها بما يلي:
- إن اختيار عينة البحث العلمي تسمح للباحث العلمي أن يتعامل مع عدد محدود من أفراد المجتمع بدلاً من التعامل مع كامل أفراده، وهذا ما يجعل دراسة الفرضيات والمتغيرات ممكنة وقابلة للتحقيق، وهو ما لا يمكن تحقيقه مع كامل أفراد مجتمع البحث.
- يمكن للباحث العلمي من خلال اختيار عينة الدراسة التي تعبر عن المجتمع البحثي أن يوفر على نفسه الكثير من الجهد والوقت الذي يزداد مع زيادة عدد الأفراد، فهو يتعامل مع نسبة معينة من المجتمع لا مع المجتمع كله.
- كما أن الباحث العلمي يمكن ان يوفر الكثير من الوقت والجهد باختياره السليم لعينة البحث العلمي، فهو بهذا الأمر سيوفر على نفسه الكثير من التكاليف والمصروفات المالية، والتي لن يستطيع تغطيتها في حال تعامل مع جميع أفراد مجتمع البحث العلمي.
- إن توفير الجهد والوقت والمال على الباحث العلمي يؤدي الى جعل الدراسة البحثية ممكنة وأكثر سهولة، فالتعامل مع عدد محدد من الأفراد الذين يحملون جميع خصائص وشروط عينة البحث، سيكون اسهل وسيحقق نتائج قابلة للتعميم على باقي أفراد المجتمع.
- تسمح الدراسة على عينة البحث الوصول إلى النتائج خلال فترة زمنية أقل بكثير من تلك التي يحتاجها الباحث في حال تعامل مع كامل أفراد المجتمع البحثي.
وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم عينة الدراسة، ولماذا يتجه الباحث العلمي الى اختيار هذه العينة، كما تعرفنا على خطوات ومراحل اختيار العينة الدراسية،
وألقينا الضوء على أهم شروط اختيار عينة البحث العلمي،
سائلين الله تعالى توفيقه الدائم بتقديم المعلومات المفيدة لكم.
المصادر:
