تعريف الإطار النظري وكيفية صياغته في البحث العلمي
يعتبر الإطار النظري القاعدة الأساسية الصلبة التي ترتكز عليها الأبحاث والرسائل العلمية، و لا يوجد هناك بحث علمي له قيمة بدون وجود خطة أو هيكلية عاملة يبنى على أساسها البحث العلمي.
وإن عدم وجود هيكل تنظيمي سيفقد الرسالة العلمية أو الدرجة العلمية قيمتها وتوصيفها، ولا تتعدى في هذه الحال أن تكون مجرد تقرير أو ورقة علمية فقط.
وإذا أردنا فهم مصطلح النظري فهو عكس العلمي أو التطبيقي، حيث الجانب النظري يتمثل في كتابة الباحث لجميع الخطوات والأفكار، بدايةً من العنوان والمقدمة، وصولاً إلى الفرضيات والنتائج.
جدول المحتويات
تعريف الإطار النظري:
وهو كل الأفكار والجمل والقواعد التي يقرر الباحث كتابتها ثم مناقشتها ودراستها من خلال بحثه العلمي، أي أنها لا تتعدى الخطوات العملية فقط تبقى الدراسة ضمن إطارها النظري.
بالرغم من أنها تبقى ضمن الإطار النظري لكنها ستشكل فيما بعد قاعدة الانطلاق الأساسية، وسيلتزم الباحث بتنفيذ أو تحويل الإطار النظري والاستفادة منه كخطوات للبحث العلمي.
شروط صياغة الإطار النظري:
هناك عدة شروط يجب أن يلتزم الباحث بصياغتها أثناء كتابة الإطار النظري منها:
- أن يكون فيها شيء من الإبداع والابتكار والتجديد، ويجب أن يكون الاختلاف واضح مقارنةً عما ورد في الدراسات السابقة.
- أن يورد الإطار النظري كل العبارات والمصطلحات الغريبة أو الجديدة على السادة الطلاب، وشرح تفسير أو ترجمة لمعانيها.
- ومن الشروط أيضاً، أن يساهم الإطار النظري في خلق أفكار ومعلومات تطرح للمرة الأولى، وإن هذا شيء هام لأنه سيزيد من رصيد الباحث العلمي وبعطيه دفعاً إيجابياً.
- لعل من أهم الشروط أن يذكر الباحث من خلال الإطار النظري كل المفاهيم والاكتشافات والأفكار التي توصل إليها أثناء البحث العلمي.
لذا وبناءً على ما تقدم ندرك أن الإطار النظري ليس صفة جمالية أو من الكماليات.
بل هي من أساسيات البحث لذا يجب التركيز جداً في صنع وصياغة الإطار النظري.
و بالإضافة إلى ما سبق، سنناقش أهم الطرق والنقاط الرئيسية لإنشاء الإطار النظري.
طرق إنشاء إطار نظري صحيح :
-
العنوان :
يجب أن يكون مبتكراً، واضحاً، مفهوماً، مبسطاً، بحيث يكون سهل القراءة والفهم.
ويعتبر العنوان هو المدخل الرئيسي والمفتاح الحقيقي للدخول إلى محتوى الموضوع.
-
المقدمة:
وهي من العناصر أيضاً، حيث يسرد البحث أهمية اختيار الباحث لموضوع المشكلة البحثية أو الدراسة البحثية.
ويجب أن تحتوي على جمل قوية تجذب انتباه القارئ، بالإضافة إلى ذكر أسباب اختيار هذا الموضوع.
-
أهداف الدراسة:
وهي تصور مبدئي للأفكار التي تدور في ذهن الباحث ويرغب الباحث بالوصول إليها،.
وتعبر عن الخلاصة والنتائج التي توصل إليها في نهاية دراسته البحثية، ويجب أن تكون الأهداف واضحة ومرتبطة بموضوع التخصص.
ولا تحتمل أي تأويلات أو تفسيرات أخرى.
بالإضافة إلى قابلية تحقيقها على أرض الواقع.
-
الفرضيات والإشكاليات (فرضيات الدراسة):
تتضمن عدة مفاهيم منها ما هو مستقل ومنها ما هو متغير يتم اكتشافه أثناء سير الدراسة.
ومن الضروري أن تكون الفرضيات ذات صلة بالموضوع وواضحة، وهي بهذا المعنى جملة من النقاط والأفكار التي يضعها الباحث.
وتكون عبارة عن أسئلة تحتاج إلى حلول، أي أن الفرضيات توصل الباحث إلى صيغة مناسبة للحل أو نفيه.
-
الدراسات السابقة:
فيها يذكر الكاتب كل الأفكار التي وردت في دراسات سابقة تختص بذات الموضوع، وهنا لتوخي الدقة والأمانة يجب ذكر اسم الشخص وعنوان الاقتباس، بالإضافة إلى ذكر المراجع.
-
المناهج الدراسة:
ويقصد بها المناهج المتبعة في أثناء الدراسة، وهي متنوعة ومتعددة ومنا مناهج تحليلية، وصفية، تاريخية، تجريدية، استنباطية، وقد يستخدم الباحث أكثر من منهج إذا لزم الامر.
-
التوصيات :
هي جملة من المقترحات التي انبثقت عن النتائج ويعبر فيها الكاتب عن رغبته في أن تأخذ النتائج التي توصل إليها تنفيذاً على أرض الواقع كحل لها.
-
المصطلحات:
قد تكون مصطلحات علمية غير مفهومة وغير واضحة للكثيرين، وهنا يتوجب على الباحث أن يشرحها بطريقة مبسطة لتصل إلى أذهان القرّاء، وتكون مذيلة بآخر الصفحات.
بالإضافة إلى كل ما سبق لا بد أن نشرح أهمية وفائدة الإطار النظري بالبحث العلمي، كما قلنا سابقاً يعد الإطار اللبنة الأساسية في تشكيل بحث علمي.
أهمية وجود إطار نظري للبحث:
- إن تنظيم ووضع إطار نظري يوضح لنا كمية الاهتمام والعناية بأبسط النقاط والتفاصيل حتى يكتب النجاح للبحث.
بالإضافة إلى إضفاء صفة التميز.
- إن الإطار النظري يحقق التميز والإبداع في العمل ككل، حيث هنا يحفز الباحث على خلق وابتكار وإظهار إبداع لا مثيل له.
ويتثنى للبحث ان يرتقي لمصافي البحوث العلمية العظيمة.
- ومن أهم النقاط، يمنع الإطار النظري الباحث من تهمة السرقة الأدبية أو انتحال واقتباس أفكار ونسبها إليه.
بمعنى آخر للأمانة الأدبية والعلمية يتوجب على الباحث أن يذكر كل المصادر التي لجأ إليها وساعدت في بحثه.
وفي نهاية مقالنا وبعد أن قمنا بالإضاءة على الإطار النظري وأهميته وشروطه يتضح لنا أن عنصر التنظيم عنصر مهم.
والدقة مطلوبة ليس فقط بالأبحاث العلمي، بل بكل الأعمال، فكيف إذا كانت الأعمال علمية والخطأ غير مقبول.
فالبحث العلمي سيشكل مرجعاً لكثير من القرّاء والعلماء فيما بعد، وقد تؤدي إلى رفع سوية البحث العلمي.
نتمنى لكم الاستفادة ، و الله ولي التوفيق .