الدراسة الميدانية في المنهج الأنثروبولوجي
الدراسة الميدانية في المنهج الأنثروبولوجي
- المنهج الأنثروبولوجي وهي الأساليب العامة والتي يعتمد عليها الباحث من أجل أن يقوم بإنجاز الأبحاث العلمية التي يقوم بها، وذلك لكي يتمكن من التوصل إلى قانون أو قرار جديد يساهم في تطور العلوم وتقدمها.
- ويوجد عدد من مناهج البحث الأنثروبولوجي كما يوجد عدة طرق يستطيع الباحث أن يستخدمها من أجل جمع المعلومات الأنثروغرافية من الميادين المتعددة والمختلفة، ومن أبرز هذه الطرق طريقة الملاحظة بالمشاركة، وطريقة المقابلة الموجهة، وطريقة المقابلة غير الموجهة، والملاحظة المباشرة، والمعايشة، والأوتوبيوغرافي، طريقة المقارنة، طريقة دراسة الحالة، تاريخ الحياة، بالإضافة إلى الفيلم الإثنوغرافي أحد أهم طرق التعبير.
- وتعد الدراسة الميدانية في المنهج الأنثروبولوجي من أهم الأمور التي يجب أن يعيها الباحث، لذلك سوف نقوم في هذا المقال بتقديم معلومات عن الدراسة الميدانية في المنهج الأنثروبولوجي.
جدول المحتويات
الدراسة الميدانية في المنهج الأنثروبولوجي
- يطلق على هذا النوع من الدراسات في علم الأنثروبولوجيا اسم الدراسات الحلقية، وتعد هذه الدراسات من الخصائص التي تميز الأنثروبولوجيا الثقافية، حيث أنها تعتمد على الدراسات الحلقية بشكل كبير للغاية، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى رؤية الثقافة المحلية والثقافات الأخرى عن قرب أكثر، حيث أنها تعد بمثابة التجربة العملية التي تقابل المعمل بالنسبة للباحث في مجال العلوم الطبيعية.
- ويوجد هناك مجموعة من الأساليب والتي تساعد الباحث على القيام بالبحث الميداني، وتمكنه من الحصول على المادة المطلوبة والمنشودة، وتكون هذه المادة بمثابة وثيقة الصلة بالسمات والمكونات الثقافية للمجتمع الذي يريد الباحث أن يقوم بدراسته.
- ومن خلال المعلومات التي يتحصل الباحث عليها فإنه يتمكن من دراسة المجتمع وتحيليه، ومن ثم وصفه بشكل دقيق للغاية.
- ولقد تم تعريف الدراسة الحلقية بأنها الأسلوب الذي يتم استخدامه لدراسة الظاهرة في مكان وزمان حدوثها، وذلك من أجل معرفة الأنماط المختلفة للسلوك، وأسباب التفاعل.
- حيث يقوم الأنثروبولوجي بالذهاب إلى موطن الشعب الذي اختاره كموضوع للدراسة، ومن ثم يقوم بمراقبتهم، ويستمع إلى أحاديثهم، ويدخل إلى بيوتهم لكي يتعرف عليهم عن قرب أكثر، كما يراقب سلوكهم، ويقوم بتسجيل الملاحظات حوله.
- كما يقوم الباحث بسؤال المجتمع الذي يدرسه عن العادات والتقاليد الموجودة لديهم، كما أنه يقوم بالتعايش معهم، وذلك لكي يأخذ الفكرة الكاملة عن حياتهم، وبذلك تتكون لديه فكرة شاملة وعامة عن هذا المجتمع، ويصبح بالتالي قادرا على جمع المعلومات وربطها بمعلومات أخرى، وتحليلها، ويستخرج النتائج منها.
ما هي خطوات الدراسة الميدانية؟
للدراسة الميدانية عدة خطوات ومن أبرز هذه الخطوات:
-
اختيار منطقة الدراسة:
- يعد اختيار منطقة الدراسة من أولى وأهم الخطوات التي يجب أن يقوم الباحث بها، حيث يجب على الباحث أن يقوم باختيار مجتمع صغير وذلك لكي يكون قادرا على دراسته وتغطية كافة الجوانب المحيطة به خلال مدة البحث الذي يقوم به.
-
اختيار موضوع البحث:
- يجب أن يقوم الباحث باختيار موضوع البحث بدقة كبيرة، كما يجب أن يحرص على أن يكون الموضوع غير مدروس من قبل.
-
الإعداد البيلوجرافي:
- ويعد الهدف الأساسي من هذا الأمر أن يقوم الباحث بقراءة كل ما يتصل ويرتبط بمنطقة الدراسة، ويقوم بخدمة البحث وذلك بدءا من البحوث والدراسات العلمية المنهجية التي من الممكن أن تكون أجريت عن هذا المجتمع، بالإضافة إلى التقارير والنشرات والمعلومات المتاحة عنه.
-
خطة البحث:
- يجب على الباحث أن يقوم بإعداد خطة بحث منطقية ومتماسكة للمشروع الذي يقوم به، ويجب أن يطرح فيها مجموعة من التساؤلات ومن هذه التساؤلات عن الأشياء التي يريد الباحث عملها على وجه التحديد، وعن الطريقة التي سيتبعها في إنجاز هذا البحث، كما يجب أن يتحدث عن الدراسات السابقة التي تم إنجازها من قبل في ذات الموضوع، وكيفية الاستفادة منها، وكيفية توظيفها في البحث.
كما يجب أن يتحدث عن الاعتمادات المالية التقديرية لإتمام هذا البحث
كم يجب أن يقوم بتحديد الإطار الزمني اللازم لإنجاز هذا البحث
كما يجب أن يقوم بالبدء في الإجراءات العلمية في الدراسة
ومن ثم يجب أن يختار عينة الدراسة، ومن ثم يجب أن يتعرف على الحقل والعاملين وإقامة علاقات معهم.
- بعد ذلك يجب أن يبدأ الباحث في جمع البيانات ورصدها، ومن ثم ينتقل إلى عملية تحليل البيانات والمعلومات الحلقية الخاصة بها.
- ومن ثم تأتي خطوة مهمة للغاية وهي كتابة التقرير وإنجاز مشروع البحث والإجابة عن التساؤلات التي قام الباحث بطرحها.
ما هي أساليب وطرق الدراسة الميدانية؟
لقد قال العلماء بوجود مجموعة من الطرق الميدانية الي يكمن عدها أدوات عمل فعالة في العمل الميداني
وفيما يلي سوف نتحدث عن أبرز هذه الطرق:
-
طريقة الملاحظة المباشرة:
- تعد هذه الطريق من أهم وأبرز الطرق في الدراسة الميدانية، وتعد هذه الطريقة من الأساليب التي يقوم الباحث بها من أجل دراسة الشعوب البدائية، ويقوم هذا الأسلوب بشكل رئيسي على مراقبة ومعاينة أفراد الشعب الذي تجري الدراسة عليه، وذلك خلال تأديتهم لأعمالهم اليومية المعتادة، بالإضافة إلى حضور المناسبات العامة التي يقوم بها أبناء الشعب، ورصد حركاته وتصرفاته، وتسجيل أكبر قدر ممكن من الحوارات والتعبيرات التي يبديها الأفراد في هذه المناسبات.
ولكي يقوم الباحث بهذه الأمور يجب عليه أن يبقى مقيما في مجتمع الدراسة لمدة:
تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أشهر، ولكن يجب على الباحث أن يكون حريصا
على ألا يغرق نفسه في حياة الناس، كما يجب أن يكون الباحث مدركا للغة المجتمع.
-
طريقة المشاركة:
- تعد هذه من أهم وأبرز أساليب الدراسة الميدانية، وتعد هذه الطريقة واحدة من أهم وأقدم الطرائق البحثية التي يجب أن يقوم الباحث الأنثروبولوجي باتباعها، ومن خلال هذه الطريقة فإن الباحث يشارك مجتمع الدراسة في الأبحاث التي يقومون بها، وذلك لكي يتقرب منها بشكل كبير، ولكي يدخل في كافة تفاصيلها، وممارسة أفرادها سواء أكانت هذه الممارسات عامة أم خاصة.
ومن خلال التعايش مع مجتمع الدراسة فإن الباحث يكسب مهارة في أداء
هذه الأعمال، كما يصبح لديه الخبرة والمقدرة على كتابة واقع الشعب المدروس بكافة تفاصيله.
-
طريقة الاستمارة:
وتعد هذه الطريقة واحدة من أهم وأبرز الطرق وأساليب الدراسة الميدانية
وتستخدم هذه الطريقة بشكل كبير في الدراسة المسحية الميدانية، وتشبه هذه الطريقة الطرق
التي في بحوث العلوم الاجتماعية، حيث يقوم الباحث في الدراسات الأنثروبولوجية بتوزيع الدراسة على
الأفراد المدروسين، ويترك لهم حرية الإجابة عن هذه الأسئلة، وفي حال كان مجتمع الدراسة
غير قادر على الإجابة يجب على الباحث أن يطرح الأسئلة والأجوبة التي يسمعها هي الأجوبة التي يجب عليه تدوينها.
-
طريقة الحالة الفرضية:
تعد هذه الطريقة من الطرق المهمة للدراسة الميدانية، وتقوم هذه الطريقة على
بناء الافتراضات حول عناصر ظاهرة اجتماعية معينة سواء أكانت هذه الظاهرة
اجتماعية أو ثقافية، ومن خلالها يجب على الباحث أن يثبت صحتها.
وأخيرا نتمنى أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة حول الدراسة الميدانية في المنهج الأنثروبولوجي.